أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال














المزيد.....

ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 09:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ألانفعال ظاهرةٌ عربيّةٌ مستفحلة منذ ألأزل جعل من العرب إسطورة تأريخية غريبة ألأطوار تعيش بين مدارت الحقيقة والخيال , وجعل حياتهم أشبه بأحلام نائمٌ لم يستيقظ من سباته أو كشاعرٍ هيمان لا يلوذ له العيش في أي زمانٍ ومكان

ألإنفعال جعل من الطبيب والمريض , العالم والجاهل , الرجعي والمنفتح , ألأب والابن , المرأة والرجل ... الخ يعيشون على صعيد واحد

شراكة إجتماعية ...نعم .. كوادر .. نعم ... ثورات .. نعم ... حراك ثقافي سياسي إجتماعي .. نعم ... ولكن النتائج عكسيّة ومأساوية ٌ تماماً

كان لي ولا زال ثلاثةٌ من ألاصدقاء
ألدكتورة أمل وألاستاذ أحمد والقاضي محمد

كُلٌ منهم يحمل من المعرفة ما يكفيه ويزيد

السيدة أمل _ دكتورة في الطب _ عقليّة متحررةٌ ونأشطةٌ نسوية في مجال حقوق المرأة
أ , دكتور أحمد _ أستاذ جامعي في مجال البحث العلمي _ ناشط سياسي يساري
القاضي محمد _ عضو في محكمة عليا _ يميل الى الليبرالية

جمعتهم لقاءات وحوارات ونشاطات وطنية عامة
وكان ألاختلاف هو السائد على طول الخط الى درجة ألإساءة في الغالب
فيتم التصالُح ألقصير والذي عادةٌ ما يتمم بالاختلاف الذي صار سيد الموقف

أتدخّل كصديق للجميع لأمر الصُّلح والمراجعة ولكن دون جدوى أو إمكانية للخروج مما يُعكِّر
الصفو بين ألاصدقاء المثقفين

حاولت ألإنفراد بهم واحداً واحد , كُنت التمس صداقة وحميمية عالية
وعندما أسأل الدكتورة أمل لماذ تجرحين كثيراً في أصدقائك ؟
وتقول لي لحظة ضعف غاب فيها عقلي

وعندما أوجه نفس السؤال للأستاذ الجامعي أحمد يرد عليا بنفس ألإجابة
وعندما أسأل القاضي محمد يأتيني من نفس ألإتجاه
وكأنهم متفقين ومدركين ما يقولوه إلاّ شيئ واحد كان الجميع يجهله وهو
لماذا يتكرر ذلك المشهد بإستمرار ؟

تؤكّد علوم الصحة النفسية إن الشخص المُنفعل عندما تأتيه حالة الانفعال والغضب
تحصل عملية فصل بين ألإنسان وعقله الواعي _ المحايد الذي يرى الحقيقة كما هي عليه في الواقع _ مهما
كانت درجة أهلية الشّحص

تلك المشكلة المحورية المكرّسة في واقع الانسان العربي لم تكن جديدة بل إنها نتاج لمخاض زمني طويل
ترتب عليه إندفاع ألانسان العربي نحو العاطفة والانفعال بعيداً عن مسارات العقل الواعي الذي يصنع المعرفة
وبالتالي أصبحت ألأُمةَ تتحرّك على عكس حركة الحياة الحضارية للشعوب برغم إنّها تقدّم من الاعمال المضنية
أكثر مما تقدمّة كثيراً من الشعوب الأُخري والسبب إنها تنطلق من ميادين العاطفة ومن ميادين لا تمُت بصلة
الى ميدانها الحقيقي ( كيانها الثقافي )

ونتيجة ذلك التراكم الذي ينتجه العقل المجتمعي _ ذاكرة المجتمع _ تظهر المفارقات المضحكة المبكية
التي تجعلنا مندفعين نحو الهدف بين مدافعين عن تراثنا وعاداتنا ومعتقداتنا او مدافعين عن آمالنا وطموحاتنا
ومستقبلنا وفي الواقع الملموس نحن نمثّل ألاراء والأفكار التي تدور في ذاكرتنا المجتمعية الجبّارة التي
نقدّم أنفُسنا ضحايا وقُرباناً لها

ومع ذلك فإن العقل الواعي قد لا يموت لدى فئةٍ من الناس في جزء مما يسميه فرويد العقل الباطن
وعندما يثور أولئك ألافراد ضد ما هو قديم وما تنتجه ماكنات العقل المجتمعي بجانبها السلبي يلقى
أولئك المميزين الكثير من الصد والعقاب والتعذيب الذي يصل الى درجة القتل

وأولئك المميزين أدركوا إن هناك عقل مجتمعي منفعل وقاهر وعقل واعي ينظُّر الى ذلك العقل ويهدف
الى التصحيح والتغيير وهذه المرحلة هي ما أسماها الجابري مرحلة التفكير بالعقل في العقل

والتفكير بالعقل في العقل يشكِّل نوعاً من إنعكاس الفكر على ذاته ... فتصبح الذات موضوعاً للبحث
الفكري المُمنهج بدل إن يكون الموضوع _ العقل الانفعالي _ ميداناً للعمل الفكري في الاحوال الموروثة

وهذا ألأمر يضعنا أمام لحظة مراجعة بالملكة التي تصنع المعرفة للملكة ذاتها كأداه لأنتاج المعرفة
ويكون ذلك أفضل بمليار مرّه من أن نجعل وسائل إنتاج المعرفة مجرّد وعاء يحفظ تأريخ وتراث الماضي
او يقلّد ألآخر وينقل عنه المعرفة دون تمحيص أو تبيئه تعطي العقل النقدي حقّه في التفكير والتحليل
ويبقي الجميع داخل دائرة الجمود المتحرّك بقوّة قاتلة

لأن كل الجهود التي تبذلها الشعوب ونخبها ستظل في عالم ألأماني والأُمنيات إن لم تقُم ثورة فكريّة قيمية
تقلب طاولة المفاهيم رأساً على عقب وتقوم بعملية تفكيك ممنهج مع إنتزاع كل بالي وسلبي وبطريقة مرادفة
تقوم بعملية بناء علمي وممنهج لكل جديد ... ما عدأ ذلك ستصبح جهود ألاستاذ أحمد والدكتورة أمل والقاضي
محمد سراباً يذهب مع أدراج الرياح وعلى نفس الطريق الذي تنحدر اليه الشعوب




#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول
- الفيتو البترولي العربي مصدر للتخلُّف
- العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحل ...
- العرب والاستبداد ... عشق لا ينتهي
- هل هدف العلمانيين تفكيك ثقافتنا فقط
- العربي لن يتغيّر لانه لا يرى ذاته
- الثقافة المجتمعية سبب انتاج الاستبداد والحكام والمستعمرين نت ...
- أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين
- العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد
- العرب متفوقون بصناعة الثورات ضد بعضهم
- العرب حاضرون فنياً ..غائبون فكرياً وسياسياً
- المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم
- غرائز العربي تتغلب على عقله
- يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع
- الى نوال السعداوي.. هل تفوقن اليمنيات على نظيراتهن العربيات ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال