أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لله درك ايها الشيخ الصغير















المزيد.....

لله درك ايها الشيخ الصغير


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 19:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألم تجد شيئاً من كبائر ومفاسد قومك لتحدث به الناس قبل ان تصب جام غضبك وحقدك الغير مُبَرَر على الشعب الكوردي وفي العراق بالذات . جاء كل ذلك في المحاضرة التي أتحفنا بها الشيخ الصغير والذي اراد من خلالها القفز بعيداً على معارف ملائيته المحدودة المعالم والولوج في العلوم الجيوسياسية والتاريخيه والفلسفية التي ، وحسب ما دلَّت عليه اقواله في هذه المحاضرة ، لا يفقه فيها شيئاً فعمد إلى إلصاق مقولات بشخصيات إسلامية مرموقة لها تاريخها المشهود له في العلم والمعرفة وفي تبنيها للإنسان وقيمه الإجتماعية ، والتي تنأى بنفسها عن ان تكون من دعاة العنف أو ناشري الكره بين كل مَن آمن برسالة السماء التي جاء بها جد هذه الشخصيات الإسلامية ، رسول الإسلام محمد (ص) . والرسل الذين من قبله أجمعين .

في كثير من الأحيان التي يفتقر فيها بعض الناس إلى الموقع الذي طالما يحلم بتبوءه في حياته كأن يكون هذا الموقع في مجال العلم كي يُسمى الشخص الحالم به عالماً ، او في مجال الفن ليُسمى فناناً او في أي مجال آخر يتطلب الضلوع في كل جزئياته مساحة واسعة من المعارف المؤَهِلة لإحتلال هذا الموقع ، يلجأ مثل هذا الإنسان إلى الحالة التي طالما تلجأ إليها الضفادع حينما تنفخ بنفسها عظمةً وكبرياءً لا يؤدي بها في المحصلة النهائية لإنتفاخها هذا إلا الرجوع إلى ما كانت عليه والقناعة بالهيكل الذي وُجدت عليه . إنه في الواقع تصرف ذكي من هذه الضفادع التي تعترف أخيراً بما هي عليه ، بالرغم من تكرارها لمثل هذه المحاولات منذ ملايين السنين ، اي منذ ان وُجدت فيها هذه الضفادع على الأرض .

وياحبذا لو لجأ بعض البشر إلى التعلم من هذه الضفادع وعدم تكرار التجارب البائسة التي حاولها من سبقوهم من الأجيال البشرية الذين قفزوا على واقعهم قفزات بعيدة جداً اوقعتهم ومَن معهم من مريديهم وأبرياء كثر غيرهم في مهالك شتى لا زالت بعض الأمم تعاني منها حتى اليوم . قد يبعدنا الولوج في التاريخ الإنساني القديم والحديث والتفتيش عن هذه النماذج البشرية عن موضوعنا هذا الذي نريد من وراءه الدفاع عن الشخصيات الإسلامية الفذة المعروفة بعلمها وورعها وتقواها وابتعادها عن كل ما يثير الحقد والعداوة والكراهية بين الناس لأنها جُبلت على التعاليم السماوية التي تدعوا إلى أن يكون الإنسان عوناً وسنداً لأخيه الإنسان لا قاتلاً له. ولا اعتقد بأن مثل هذه الشخصيات المعروفة بعلمها وتدينها وإنسانيتها بحاجة إلى الدفاع عنها ، إذ أن تاريخها شهيد عليها .

إلا أن الذي قد يحتاج إلى التوضيح اكثر هو الدفاع ايضاً عن شعب كالشعب الكوردي الصديق ، وخاصة في العراق ، الذي طالما تعرض للقتل من السفاكين المجرمين ووقع تحت ظلم الظالمين وظلماتهم واستنجد بكل المقدسات بان تعينه في نضاله ضد هؤلاء المتجبرين الطغاة والذي قدم فيه الآلاف من الضحايا وعانى بسببه الكثير الكثير من الحرمان والقهر والعذاب . فهل من المعقول والحالة هذه ان يقوم إمام تقي ورع مؤمن بحب الناس لا يريد سوى الخير للإنسانية جمعاء ، بحملة قتل على مثل هذا الشعب المظلوم بنساءه واطفاله وشيوخه وشبابه ومؤمنيه بنفس رسالة هذا الإمام ، والناطقين بالشهادتين ، وإن يكرر نفس المآسي التي جرها الجبابرة على هذا الشعب الذي ظلمه كل مَن إستطاع النيل منه والتحكم بمصيره ؟

لقد أساء الشيخ الصغير إلى ابسط المبادئ الإسلامية التي يفهمها الضالعون في الدين والمتفقهون بفلسفة رسالة السماء الداعية للمحبة بين اهل الدين الواحد على الأقل ، وعدم الإقتتال بينهم . ناهيك عن الدعوة للمحبة بين البشر اجمعين الذين طلبت منهم هذه الرسالة ، حينما جعلت منهم شعوباً وقبائل ، بأن يتعارفوا لا ليتقاتلوا .

السؤال الذي يطرحه كل مَن يأخذ امور الحياة التي نعيشها اليوم في وطننا العراق بجد ومسؤولية وطنية ينطلق من الإدعاءات التي يصرح بها بعض مُدعي التدين بين الحين والآخر والمتضمنة زعمهم بالوقوف إلى جانب الحق والعدالة بين الناس هو : ماذا عملتم من اجل خير الناس ، يا ايها المدَّعون ، خلال السنوات العشر الماضية التي آل فيها الحكم والتحكم بشؤون الناس لكم ولأحزابكم وتابعيكم فعملتم على إفقار الفقير من المحرومين والبائسين ، وفي إغناءكم ومريديكم من المزورين واللصوص والمطبلين لكم في كل محفل ، بعيداً عن كل ما تتبجحون به من إيمان بالقيم السماوية ومبادئ العدالة الإجتماعية ومفاهيم الحرام والحلال التي اصبحت اقوالاً تُنطَق فقط بين الحين والحين ، وكلما دعت الحاجة الذاتية إلى ذلك ؟

ألم يتبق للشيخ الصغير وكل النافخين في ابواق نشر الحقد والكراهية بين اهل العراق ، مرة بالأساليب الطائفية المقيتة ومرة بالإصطفافات العشائرية والمناطقية المتخلفة وهذه المرة بتأليب العداء بين القوميتين الكبيرتين في وطننا العربية والكوردية اللتان تجرعتا ، إلى جانب القوميات والأديان والمذاهب الأخرى في العراق ، مرارة الدكتاتوريات الساقطة وحملات التوجهات الشوفينية البائسة ، ألم يبق للصغير وجماعته في وطننا العراق المبتلى بلصوص ومزوري الإسلام السياسي موضوعاً يتناولونه في احاديثه غير التأليب على الشعب الكوردي الذي بدأ الآن يسترجع بعض انفاسه في هذا الجزء من وطنه التي حاولت كبتها تلك الزمر التي ينحو منحها اليوم الشيخ الصغير وامثاله ؟

إن قومك ، ايها الشيخ الصغير ، والضالعين معك في احزاب الإسلام السياسي التي تتصدرون مواقعها ، هم اليوم مدار حديث الإنسان على الشارع العراقي ، خاصة ذلك الإنسان البائس الفقير الذي يسألكم ايها السيدات والسادة الكرام عن :

!! إجراءاتكم ضد المفسدين والمزورين واللصوص الذين يملأون كافة مؤسسات الدولة بدون إستثناء مع العلم ان هذه المؤسسات يحتلها أصحابكم من المعممين والأفندية من ذوي الجباه المكوية والمحابس المفضية الذين لا يبدأون أحاديثهم النارية وأكاذيبهم إلا بالبسملة التي يُستغل فيها إسم الله ابشع إستغلال ؟

!! إجراءاتكم ضد عصابات كواتم الصوت وزمر القتل الأجير التي تسخرها وتديرها جهات لا تخفى عليكم وانتم على سدة الحكم ، ومن حق المواطن العراقي ان يطلب الأمن والأمان منكم لا من غيركم وأنتم الذين صرفتم الملياردات من اجل ذلك ؟

!! إجراءاتكم ضد المتلاعبين بقوت وراحة الناس والمتاجرين بحصص البطاقة التموينية وتجار المولدات الكهربائية والمتلاعبين باموال الخدمات العامة في مجالات الصحة والطرق والمجاري والبيئة ، وسارقي الموارد النفطية في وضح النهار واصحاب المقاولات الوهمية الذين هربوا بالملياردات وليس الملايين وهم الآن خارج الوطن يتلذذون بخيرات العراق رغم انف حكامه والمتسلطين على مقدراته وشؤون شعبه ؟

!! إجراءاتكم ضد زمر وعصابات البعث التي ظلت تعبث في كل اجهزة الدولة العراقية حتى بعد إنهيار نظامها المقبور والتي تحتل اليوم مواقع هيأتم انتم لها إحتلالها ظناً منكم انها ستخلص لكم ، كما يخلص التوابون لزملائكم الآخرين ، ضد أعداءكم السياسين ؟

!! إجراءاتكم ضد الإرهاب والإرهابيين الذين يستثمرون عراك الدِيَكة على الساحة السياسية العراقية أفضل إستثمار للإيقاع بالشعب العراقي ، ضحية الإرهاب الكبرى . وكل ما يسمعه الناس من اجهزتكم الأمنية والإعلامية بعد سقوط العشرات من الشهداء بأنها " مسيطرة على الموقف " إلا ان الواقع يرينا مَن الذي بيده زمام التحكم بهذا الموقف حقاً وحقيقةً ؟

!! إجراءاتكم لإنهاء الحالة المأساوية التي يمر بها الشعب العراقي من خلال إنتشار الخزعبلات والخرافات والأكاذيب والفوضى التي تدير إنتشارها عصابات تنسب اعمالها المقيتة هذه إلى التعاليم الدينية التي لا صلة لها بكل هذه الأوهام التي ادت إلى تخلف المجتمع والتهرب المُشرعن من العمل في مؤسسات الدولة واحتقار المرأة والإستهانة بالتربية العلمية في المؤسسات التعليمية ومحاولات تسويف القضاء العراقي وفرض المفاهيم الداعية إلى تفكك المجتمع واقتسامه بين الطوائف والأديان والقوميات ، وما دعوة الشيخ الصغير هذه إلا واحدة من هذا السياق المتنامي اليوم على ارض العراق ؟

لو اردنا الإستطراد في التفتيش عن إجراءاتكم على ارض الواقع العراقي الماساوي ، ايها الشيخ الصغير ، لأحتجنا إلى صفحات وصفحات ، لكننا قد نكتفي بسؤال بسيط نختم به هذه الإستفسارات ، وهو بسيط فعلاً بشكله معقد بمضمونه والذي يتوجه به الشارع العراقي إلى كل مَن أُنيطت به المسؤولية بعد سقوط دكتاتورية البعث أو كل مَن تبوأ موقعاً في السلطة والمجتمع ، وهذا السؤال هو :

من أينَ لكَ هذا ؟

اي ان تقارن ، ايها المسؤول السياسي او الديني ، بنزاهة وتجرد وأمام قناعاتك وحسابات ضميرك بين ما كنت تملكه من مال وعقار ووسائل العيش قبل التاسع من نيسان عام 2003 وبعد هذا التاريخ إمتداداً إلى الوقت الحاضر .

لا اعتقد بأن الشيخ الصغير سيهتم بمثل هذه الأسئلة كثيراً ، إذ ان إهتمامه منصب الآن على التفتيش عن مارقين وهو يحتاجهم حالاً ، نعم الشيخ الصغير يحتاج وأكرر يحتاج إلى مارقين حسب ما جاء بخطبته حول مروق الكورد ، فوجد مبتغاه في الشعب الكوردي وفي العراق بالذات ، في هذا الشعب المناضل المكافح الطيب الذي عانى الأمرين من تسلط الجبابرة عليه ، حتى من بني قومه . نعم " نحتاج إلى مارقين " بمواصفات خاصة جداً . إذ لا يجب ان يكونوا عرباً ولا تُركاً حتى ولا كورداً خارج مناطق العراق التي يتواجد فيها الشعب الكوردي . وهؤلاء " المارقون " وهم الكورد العراقيون سيُقتلون جميعاً كي يعم الأرض ألأمان والسلام وتنتشر العدالة على الأرض التي عاث فيها هؤلاء المارقون الفساد !!! . وبخلو الدنيا من كورد العراق تخلو في نفس الوقت من كل الوحوش البشرية .

هكذا تنقلب المفاهيم لدى بعض الناس الذين تعودوا على التفتيش عن كبش الفداء ولكن ليس بين المذنبين ، بل بين الضحايا . فالله در مثل هؤلاء .

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحمي القضاء العراقي من الإنفلات
- الشعب الذي لا يثور
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثالث وا ...
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثاني
- الخطاب المُخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الأول
- دور ومستقبل الخطابين اليميني الديني واليساري الديمقراطي على ...
- مآل التنكر لمبدأ حق ألأمم والشعوب في تقرير مصيرها
- سأكون شاكراً للسيد سليم مطر لو دلني على بيتي العامر في اربيل
- السماح باقتناء السلاح يقوي خطر الإرهاب ويساهم في هدم الأمن
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ومهمات المرحلة
- الأنفال نص ديني مقدس أم سُلَّم للجريمة ؟ مع آلام ذكراها
- انقدوا القرآن من هؤلاء المهرجين
- ثلاثة أيام من التضامن الأممي
- هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟
- لماذا التيار الديمقراطي العراقي ...؟
- صرح للديمقراطية
- تحقيق الذات في إزالة العورات ... أو ؟
- يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي
- حذاري ... حذاري من الدولة الدينية ، فإنها دكتاتورية بامتياز
- هل فشل المشروع الأمريكي في العراق ؟


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لله درك ايها الشيخ الصغير