أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - الماكينة الإخوانية














المزيد.....

الماكينة الإخوانية


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن تيسير علوني (الإخواني) الهارب من سوريا منذ أوائل الثمانينات، بعد سلسلة من أعمال العنف والقتل والإرهاب، تورط فيها جماعة الإخوان المسلمين، وروعت جميع المواطنين في أغلب المدن السورية، وطالت فيما طالت المؤسسات المدنية، والحافلات المكتظة بالمسافرين.
لم يكن هذا الرجل، وشريكه الشولي في (قندهار)، الذي كان يصف قوات التحالف ب (الكفار)، يتمتعان بالمصداقية في عملهما الصحفي خلال تغطيتهما لأنباء المعارك والحرب ضد نظام (بن لادن- طالبان) في أفغانستان. وتحيزهما كان واضحا جليا، لم يسعيا كمراسلين صحفيين لإخفاءه أبدا، رغم ادعائهما الحياد. وكانا ينقلان الأخبار بصورة مزيفة مشوهة، مخالفة للحقيقة، وتحريضية، ولا يخفيان عواطفهما وتعاطفهما مع ذلك النظام الدموي القمعي الأسود المقبور، وأيتامه الإرهابيين الذين احتلوا أثناء الحرب، المدارس والمستشفيات، للاحتماء بها، وحولوها إلى مقرات لإقامتهم ونومهم وقياداتهم وعملياتهم. فإذا قُصف مقر من هذه المقرات، شهد (علوني): أن القصف طال مدرسة، أو مستشفى، وأن الضحايا عشرات القتلى والجرحى من الأطفال والمرضى. وإن قُصف معسكر للإرهابيين، أشاع (علوني): أن قرية لا أثر فيها للمقاتلين قد قصفت، وأن القتلى شيوخ ونساء وأطفال.
لقد عتم، وتكتم (علوني) على ما قامت به جماعة بن لادن وطالبان من سلب ونهب للبنك المركزي وباقي المؤسسات الرسمية الأفغانية، عشية سقوط كابول بأيدي قوات التحالف ومسعود، وهروب هذه الجماعات إلى قندهار، ولم يقر (علوني) بهذه الجرائم، إلا بعد أن ألقت القبض عليه أثناء هروبه من كابول، إحدى القبائل المعادية لطالبان وبن لادن، في رسالة إخبارية على الهواء مباشرة، أرسلها للجزيرة، ولم تُعاد إذاعة هذه الرسالة فيما بعد أبدا. وبنفس الطريقة تصرف (علوني) في بغداد، قبيل سقوط صدام وأيتامه ونظامه المقبور.
لقد استطاعت الماكينة الإعلامية للإخوان المسلمين، رغبة منها في نفي الاتهامات، وإبعاد الشبهات، أن تعبئ الكثير من الأشخاص والهيئات والمنظمات، للتظاهر، وعقد المؤتمرات والندوات، للمطالبة بإطلاق سراح المحسوب عليها تيسير علوني، قبل أو دون محاكمته، والمعتقل في أسبانيا بتهمة التواطؤ أو التنسيق مع خلايا إرهابية، مرة باسم حرية الصحفيين، ومرة باسم حقوق الإنسان، وأخرى باسم الرأفة والرحمة الإنسانية، بالنظر لحالته الصحية، ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب أن تتمكن الماكينة الإخوانية من استقطاب كتائب شهداء الأقصى، وتلحقهم بقائمة المطالبين، بالرغم من أن هذا الأمر خارج مهامهم، ولم يكن يوما في دائرة اهتماماتهم.
حتى وزير خارجية قطر، طالب الحكومة الأسبانية بإطلاق سراح تيسير علوني، مقابل تعاون المتهم مع المحققين! مما يعني أن المتهم سلبي في التحقيق، يتكتم أو يرفض الإجابة على أسئلة المحققين، ولعله يضللهم بخصوص ما يعلمه عن الإرهابيين، وسر علاقته بهم، إن في أسبانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية.
وإذا كان للسيد الوزير عذرا وهدفا من إطلاق سراح (علوني) يتمثل في إنقاذ سمعة قناة الجزيرة- باعتباره أحد أو أهم المالكين لأسهمها- مما قد يلحق بها، فيما لو حكم على أحد موظفيها بتهمة الإرهاب. فما هو عذر وهدف كتائب شهداء الأقصى التي ترفع شعار فلسطين، ولا شيء غير فلسطين؟
هل تيسير علوني مذنب أم بريء؟
لا أحد يستطيع أن ينكر تعاطف (علوني) مع نظام (بن لادن- طالبان) في أفغانستان، ودفاعه المستميت عن هذا النظام الذي لا يرى فيه سوى الإيمان بالله، والالتزام بتحقيق العدالة والحرية والكفاية للناس، كما ظهر ذلك جليا في خطابه على (الجزيرة)، في حلقة من حلقات الاتجاه المعاكس عام (2000) جمعته مع حميدة نعنع. وأيضا دفاع زوجته على شاشة (الجزيرة) بعد هروبهما من أفغانستان، عن القوانين التي سنها الإرهابيون، وكانت تحكم المرأة الأفغانية وتقيدها وتستبد بها في أفغانستان. فهل كان (علوني) صادقا في أقواله وعواطفه؟ أم أن صورته وخطابه آنذاك، كانا مزيفين، على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، لكسب ود القاعدة وطالبان، ليقبلاه دون غيره مراسلا للجزيرة في وقت رفضوا فيه، ومنعوا دخول أي صحفي سواه إلى أفغانستان؟ وهل كانت له علاقات تنظيمية لوجستية مع هذه الخلايا الإرهابية؟ أم أنها محض علاقات مهنية صحفية؟
لماذا يرغب الأخوان المسلمون بمنع محاكمة تيسير علوني؟ ولماذا يستبقون الأحداث، ولا ينتظرون القضاء الأسباني ليقول كلمته في هذه القضية؟ هذا القضاء الذي أشاد تيسير نفسه، بنزاهته وعدالته مرات عديدة، وفي كل المناسبات.
إن كثيرا من الصحفيين قد عرضوا حياتهم للخطر من أجل المعلومة الصحيحة والخبر اليقين، أو من أجل تحقيق سبق صحفي. وكثيرون منهم، استدرجوا، وخُطفوا، وقطع الإرهابيون رؤوسهم، ومثلوا بجثثهم، إن في العراق أو في الباكستان. وما زال بعضهم يرزح تحت نير الاعتقال، وبطش التعذيب، وجشع الابتزاز. وكل ذلك لم يردع هؤلاء الصحفيين الشجعان، من المضي في اقتحام المخاطر، للحصول على الخبر الصحيح، وكشف الحقيقة، بعيدا عن الآراء الخاصة، والعواطف الشخصية.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - الماكينة الإخوانية