أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم الصادق - الاستبداد وشيزوفرينيا المواطنة














المزيد.....

الاستبداد وشيزوفرينيا المواطنة


سالم الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحفل تاريخ الأمة العربية قديماً وحديثاً بأسماء حكام يمكن وصفهم بالديكتاتوريين بنسب متفاوتة ، وأزمنة مختلفة ، مهما تنوعت ألقابهم السلطوية ؛ فالرئيس ، والسلطان ، والأمير ، والملك ، والخليفة ، والوالي .... وقد احتلَّ هؤلاء عروشهم إما بانقلابات دموية أوغير دموية أو بالتوريث ، أو بحركات إصلاح وتصحيح لم تُرَق فيها دماء كثيرة ، أو بتمثيليات هزلية ، وقد عدَّ هؤلاء كرسي الحكم حقاً مقدساً استمدوه من إرادة الله أو الشعب حسب الظروف الزمنية ، والمجتمعية والمكون الثقافي للرعية المخدوعة . وقد بدأ الواحد منهم عهده بتخدير جماهيره بوعود الإصلاح ، وشعارات التقدم والنهضة ، وسخَّروا لذلك أحزاباً سياسية بشعارات براقة خادعة لعملية غسل الأدمغة مستخدمين وسائل الإعلام ، وجوقة المضللين والطبالين من مختلف طبقات المجتمع ؛ من كتاب ومفكرين وقانونيين وفنانين ورجال دين .... ، وفي الوقت نفسه اتخذوا منهجين لاثالث لهما في التعامل مع شعوبهم ( الأعداء الأخطر ) لأنهم يدركون وعي المجتمع باغتصابهم السلطة أو بامتلاكهم ناصية الحكم وإن كان توريثاً بغير وجه حق ، ولأنهم يدركون وجود من هو أكفأ منهم في إمساك دفة الحكم ، وأن هناك من لديه القدرة على نقد سلوكهم وطريقة إدارتهم البلاد ، فاعتمدوا مع الشعب سياسة التطويع بالرشوة بالمال أو بالمناصب أو بالقوة ، وفتحوا لمؤيديهم أبواب الاختلاس والنهب والسلب ، وصارت المحسوبيات عرفاً عندهم متغاضين عن الفساد متعمدين الإفساد . فتكونت طبقة من المنتفعين الفاسدين يدافعون عنهم وعن بطانتهم بكل شراسة ، ويؤيدونهم بكل ما أوتوا من وسائل ، ويبررون قمعهم وينفذونه ، فتحولوا إلى طغاة صغار يحمون الطاغية الأكبر، وهم في ذلك يوهمون أنفسهم بصواب مواقفهم ، فأصبحوا جلادين من الطراز الأول يتلذذون في إهانة وتعذيب الناس لأقل ذنب أو بلا ذنب ،
وحاولوا كسب شرائح من المجتمع تتخلق بأخلاقهم على اختلاف مواقعهم ومناصبهم ومصالحهم وفساد أخلاقهم ، وهؤلاء الساديون يمارسون ساديتهم على عدو مفترض يختلقونه من أبناء جلدتهم ليبررواصواب مايقومون به ، والحاكم في كل هذا يستعرض سلطانه بمناسبة يختلقها ، أو حتى من غير مناسبة ليرهب أعداءه الحقيقيين والمفترضين حتى تخافه النطف التي لم تخلق كما يقول أبو نواس لهارون الرشيد... وهؤلاء عدٌُوا هذا المسلك التعبير الأمثل عن صدق ولائهم للحاكم الأوحد ، الإله الذي توحد بالوطن ، فهم في ذلك أكثر وطنية ممن يقفون في الجانب المقابل موضع التنكيل والعسف والقهر،
هذه الفئة الأخرى من أبناء المجتمع ، وهم يشكلون السواد الأعظم تقع عيهم مطارق هذا الاستبداد ، فتسحق عقولهم وقلوبهم قبل أجسادهم ، ويكوًّن هؤلاء غالبية المجتمع من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة ممن ينتشر فيهم الجهل وتغشى الخرافة عقولهم ، فيعلق في وهمهم أن هذا الحاكم ( الإله ) محقٌ في كل ما يفعل ، وهو الوحيد القادر على تسيير البلاد وسوس العباد ، لأن الله والشعب اختاراه من دون غيره لأسباب لا يقوون على تفسيرها ، أويخشون مجرد التفكير بها . فالحاكم هذا يمثل الكمال والمطلق لدى الموتورين من مؤيديه ومن سذج رعاياه ، بل تجاوزوا على الله في ذلك . ما شئت لا ما شاءت الأقدار / فاحكم فأنت الواحد القهار . كما عبر عن ذلك ابن هانئ الأندلسي .
هذه الطبقة تبرهن على صلاحها ومواطنتها بمدى الخنوع والتذلل وتقبل أفعال الحاكم حتى لو وقع عليهم القتل غير المبرر ، وكما يقول الكواكبي واصفاً هؤلاء الماسوشيين الذين وجدوافي ماسوشيتهم طريقة للتعبير عن وطنيتهم وصفهم "بالعوام" وهم " قوَّة المستبد وقوته ، عليهم يصول ويجول ، يأسرهم فيتهللون لشوكته ، ويغصب أموالهم ، فيحمدونه على إبقائه حياتهم ، ويغري بعضهم على بعض ، فيفتخرون بسياسته ، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً، وإذا قتل منهم ولم يمثِّل يعتبرونه رحيماً ."



#سالم_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة الملتيميديا
- بسطاء بلادي وتلفزيون الإسكافي
- هوامش5
- مقهى الحلم العربي
- مؤتمر طهران .. رسائل .. وتذكرة ذهاب
- تهم تحت الطلب
- -يالله مالنا غيرك .. يالله-
- هوامش 4
- وحدي ووحدك والوطن
- آخر الكلام
- موطني الشام
- هوامش 3
- هوامش 2
- هوامش 1
- - لغز طلاس -
- حماة الديار ( الجيش العقائدي ) سابقاً
- سوري يا نيالو
- حوار مع الموت في الأرض
- سوريا ظلم الجغرافيا أم مؤامرة التاريخ
- في سوريا


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم الصادق - الاستبداد وشيزوفرينيا المواطنة