أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدى زكريا - حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )














المزيد.....

حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 22:52
المحور: حقوق الانسان
    


عندما يصرخ شخص كذبا " حريق " فى مسرح مكتظ ويموت البعض دوسا تحت الاقدام فيما الناس يفرون مذعورين. الا يجب ان يتحمل الصارخ المسؤولية عن الوفيات والحوادث الناتجة عن عمله ؟ وعندما يقول شخص : " انا لا اوافق على ماتقوله , ولكن سأدافع عن حقك فى قوله. " هل يعطيكم ذلك ملء الحرية لتقولوا علانية كل ما تشاؤون. وبصرف النظر عن العواقب ؟ ثمة من يعتقد ذلك.
ففى فرنسا , مثلا , عندما شجع مغنو الراب على قتل الشرطة , وقتل بعض الذين سمعوا هذه الموسيقى رجالا من الشرطة , هل كان يلزم تحميل مغنى الراب تبعة التحريض على العنف , ام تلزم حمايتهم فى ظل ميثاق الحقوق ؟ وعندما يعرض مقدمو البرامج فى الاذاعة والتلفزيون بالاضافة الى شبكات الكمبيوتر مشاهد حية من العنف والاباحية بحيث تكون فى متناول الاولاد الذين يؤذى بعضهم هذه المشاهد ويعرضون انفسهم والاخرين للاذى , هل يجب ان يتحمل معدوها المسؤولية ايضا .
ذكرت دراسة قامت بها الجمعية النفسية الاميركية ان " الولد العادى الذى يشاهد 27 ساعة من البرامج التلفزيونية فى الاسبوع , يرى 8,000 جريمة قتل و 100,000 عمل عنف من عمر 3 سنوات حتى 12 سنة. " فهل يمكن ان يدعى الوالدون بضمير مرتاح ان لذلك تأثير لا يذكر فى اولادهم ؟ ام انه يشكل " خطرا محدقا واضحا ؟ " هل هناك حدود يجب رسمها او قيود يجب وضعها على القول الحر ؟
كشفت دراسة اجراها علماء نفس جامعيون انه عندما عرضت بانتظام رسوم متحركة عن " ابطال خارقين مستعدين دائما للقتال " امام مجموعة من الاولاد فى الرابعة من العمر وعرضت رسوم متحركة " غير محمسة " امام مجموعة اخرى , كان الاولاد الذين شاهدوا الابلطال فى الرسوم المتحركة المليئة بالحركة والعنف ميالين اكثر الى الضرب ورمى الاشياء لاحقا. حتى ان تأثيرات العنف التلفزيونى لا تزول بعد فترة الطفولة. فقد وجدت دراسة جامعية اخرى بعد مراقبة سلوك 650 ولدا وعاداتهم فى مشاهدة التلفزيون من سنة 1960 حتى سنة 1995 ان الذين شاهدوا اعنف البرامج التلفزيونية وهم صغار صاروا يعربون عن سلوك عدائى جدا عندما اصبحوا راشدين , بما فى ذلك الاساءة الى رفيق الزواج وقيادة السيارات فى حالة سكر , وفى حين لا يعترف بعض الاولاد بتأثير التلفزيون والافلام فيهم , لا ينكر اخرون ذلك. ففى سنة 1995 استفتت " الاولاد الان " وهى من جماعات الدعم فى كاليفورنيا , 750 ولدا تتراوح اعمارهم بين 10 و 16 سنة , واظهرت الدراسة ان ستة من عشرة قالوا ان الجنس فى التلفزيون يحمل الاولاد على ممارسة الجنس فى سن مبكرة جدا.
وقد يقول البعض ان الاولاد لا يحملون العنف فى التلفزيون محمل الجد , وانه ليس لافلام الرعب تأثير فيهم , " فاذا كان ذلك صحيحا " وفقا لتعليق صحيفة بريطانية , فلماذا اضطرت احدى الهيئات المدرسية فى وسط الولايات المتحدة الى اخبار الاف التلاميذ انه لا وجود لسلاحف النينجا فى المجارى المحلية لصرف مياه الامطار ؟ السبب ان هؤلاء الصغار المعجبين بالسلاحف كانوا يزحفون داخل المجارى بحثا عنهم. "
واليوم يدور نقاش حام حول مايعتبره البعض خطا رفيعا بين القول الحر والعنف الناتج عن التعابير التى يستخدمها معارضو الاجهاض فى اماكن كثيرة فى الولايات المتحدة , فمعارضو الاجهاض يصرحون علانية ان ان الاطباء والمستخدمين فى العيادات الذين يجرون عمليات الاجهاض هم قتلة وليس لهم الحق فى العيش. ويطالب بعض المتحمسين بقتل هؤلاء الاطباء ومساعديهم , ويبث الجواسيس للحصول على ارقام لوحات سيارات هؤلاء الاشخاص , وتوزع اسماؤهم وعناوينهم , ونتيجة لذلك صار الاطباء والمستخدمين يقتلون باطلاق النار عليهم.
عن هذا الامر اندفعت رئيسة الاتحاد الاميركى لتنظيم النسل الى القول : " ليست المسألة هنا مسألة قول حر , فهذا معادل للصراخ , حريق فى مسرح مكتظ . وعندنا هنا مسرح مكتظ , انظروا الى الاعداد الكبيرة لجرائم القتل فى العيادات خلال السنوات الاخيرة القليلة. " ويقول مؤيدو هذا العنف انهم يمارسون حقهم الذى يضمنه التعديل الاول الاميركى - حرية القول. وهكذا يتوالى الاخذ والرد. وسيستمر خوض المعارك حول هذا الحق من على المنابر العامة , وستضطر المحاكم الى البت فى الامر , لكن القرار لن يرضى الجميع مع الاسف.
يجب ان تكون البيوت ملاذا للاولاد لا مكانا يقعون فيه فريسة سهلة للذين يستغلونهم ويسيئون اليهم , ولا مكانا تحمل فيه الشخصيات الهادئة على الاعراب عن مزاج متقلب وعنيف احيانا , قال استاذ جامعى اميركى مخاطبا الوالدين : " قد تشعرون بان ولدكم لن يصير بالتأكيد عنيفا رغم الجرعات المنتظمة من العنف التلفزيونى التى يتناولها. لكن لا يمكنكم ان تجزموا ان ولدكم لن يقتله او يشوهه ولد اخر نشأ وهو يتناول هذه الجرعات. " ثم حث قائلا : " يجب ان يصير تقليص مشاهدة الاولاد للتلفزيون جزءا من جدول اعمال الصحة العامة , كما هى الحال مع استعمال كراسى الامان المخصصة للاولاد فى السيارات, وضع الخوذة عند ركوب الدراجات , الطعوم والتغذية الجيدة. "
اذا كنتم لا تسمحون لغريب بدخول بيتكم والتلفظ بالشتائم والتحدث بشكل بذئ عن الجنس والعنف الى ولدكم , فلا تدعوا الراديو والتلفزيون يكونان ذلك الغريب , اعرفوا متى تطفئونه او تغيرون القناة , اعرفوا ماذا يشاهد ولدكم على التلفزيون وعلى الكمبيوتر , حتى عندما يكون وحده فى غرفته. واذا كان ماهرا فى استعمال الكمبيوتر ويعرف كيف يدخل الى الشبكات التى فى متناوله , فقد تصدمون عندما تعرفون مكونات الجرعات المسائية التى يتناولها. واذا كنتم لا توافقون على ما يشاهده ولدكم , فقولوا لا واوضحوا السبب. فلن يموت اذا منع منها.
واخيرا علموا اولادكم العيش وفق المبادئ الالهية وليس وفق عادات نظام الاشياء الشرير هذا - بكلامه وافعاله العنيفة والفاحشة.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية القول هل يساء استعمالها (2)
- حرية القول هل يساء استعمالها (1)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (2-2)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (4)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (3)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (1)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (4)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (3)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدى زكريا - حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )