أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والحلول المحتملة ب- الوضع الراهن في الشرق الاوسط والمستجدات المحتملة -6















المزيد.....

الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والحلول المحتملة ب- الوضع الراهن في الشرق الاوسط والمستجدات المحتملة -6


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 11:12
المحور: القضية الكردية
    


باختصار؛ ثمة ثلاثة خيارات أولية أمام شعوب الشرق الأوسط، في عصر الانتقال إلى الحضارة الديمقراطية:
أولها: استمرار الوضع الراهن (النظام القائم) كما هو. لقد انتهى عمر النظام المحافظ على وجوده بالانتفاع من نظام التوازنات الذي ساد القرن العشرين. تُبذَل المحاولات لتخطي حالة الأزمة الحالية المتسارعة مع انهيار الاشتراكية المشيدة، والمؤدية بالتالي إلى زيادة وزن التقطب الأحادي؛ عبر إمبراطورية الفوضى، في ظل الهيمنة الأمريكية. تتزامن حملة العولمة الكبرى الثالثة مع هذه المرحلة. كما تتعثر زيادة الطلب المتعاظمة كالسيل الجارف مع الثورة العلمية والتكنولوجية، في طريقها بعائق الجماهير الفقيرة. من غير الممكن أن تبلغ العولمة مآربها، دون حلها لهذا التناقض. ويُرى في البنية الثابتة الراهنة للدولة القومية عائقاً أساسياً. من هنا، يزداد احتمال إعادة بناء هذه البنى وتخطيها، بموجب سيادة الفردانية والتحول الليبرالي، والدمقرطة.
بالمقدور رؤية هذا التطور ذي الجوانب الإيجابية والسلبية معاً بالنسبة للحشود الشعبية، بأنه مؤثر موضوعي في التسريع من اليقظة والفاعلية والحركية الديمقراطية. بالتالي، تؤدي القوة المهمينة للنظام القائم من جهة، واليقظة والحركية المتزايدة للشعوب في الأسفل من الجهة الثانية؛ إلى شل تأثير استمرارية الوضع الراهن تصاعدياً. هكذا تزداد عزلة هذا الوضع القائم الساعي لتحويل العقم إلى طراز حياة راسخ، ولتمويه وجهه بالمكياج لدى ملاقاته المشقات، ولإطالة عمره بالممارسات الاستفزازية بين الفينة والأخرى. يسعى النظام القائم المزداد تهيجاً وغضباً وفظاظة، إلى التملص وهدر الوقت، لعجزه عن كسب دعم الأنظمة المعتمدة على أمريكا وروسيا، مثلما كان في الماضي.
هذا ومن غير الممكن حصوله على النتائج المرتجاة باستخدام الديماغوجيات اليمينية واليسارية المزيفة القديمة. ومن المحال الحظي بالدعم من أجل ضبط المجتمع والدولة والتحكم بهما عن طريق الفاشية أو التوتاليتارية. فازدياد انهيار الدولة القومية القائمة المفتقرة لمؤازرة الشعوب مع مرور الأيام، والتحام شريحتها العليا بالبنية المهيمنة العليا، وازدياد بحوثات الحشود الشعبية الغفيرة في الأسفل عن النظام الديمقراطي؛ كل ذلك سيشل من فاعلية هذا الخيار الإرغامي، ليتركه مهمَّشاً تماماً. قد يكون بمقدور هذه المرحلة الحالية المتكاثفة طرداً في الشرق الأوسط، أن تُخرِج المشاكل المتفاقمة باستمرار من كونها عائقاً وحجر عثرة، وإنْ لم تؤدِّ إلى حلها بشكل تام.
تتخبط كل الدول العربية، وعلى رأسها مصر بشكل خاص، وباكستان وتركيا وإيران، بين كل من الوضع الراهن والتغيير. لذا، فهي عاجزة عن حسم قراراتها بشأن المرحلة المقبلة. لكن الاحتمال الأكبر الوارد هو ولوجها في مرحلة التغير في ظل التأثير المتكاثف لمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تفرضه أمريكا من الأعلى من جهة؛ ولمشروع المجتمع الديمقراطي والتحرري الجنسوي والأيكولوجي، الذي تفرضه الشعوب من الأسفل من الجهة الثانية.
الخيار الثاني هو خيار النظام المختلط الديمقراطي المحدود، والذي يغلب عليه الجانب العملي. حيث مر الزمن على عهد تأسيس النظام الذي بنته الإمبريالية ماضياً بإرادتها الأحادية. من العسير أن تستطيع أمريكا، القوة المهيمنة الجديدة، تأسيس نظام مشابه بإرادتها الأحادية. ومقابل ذلك، باتت الجماعات القومية المختلفة، التي أسست أنظمة الدولة القومية في الماضي القريب، مفتقرة إلى مهاراتها في حل المشاكل، لتتحول بذلك إلى مصدر للمشاكل في الداخل والخارج على حد سواء. أما المواقف المستقلة كلياً، والتي برزت في فترة معينة من مرحلة التوازنات بين الأنظمة، فتزداد مشقاتها تصاعدياً.
يُبرِز العصرُ التبعيةَ المتبادلة إلى الأمام. كما تُسَرِّع حملة العولمة الكبرى الثالثة من وتيرة هذه المرحلة. ويتخلى الزمن الدولي (العلاقات بين الدول) عن مكانه لزمن العلاقات بين الشركات، بحيث تتحول الدولة القومية إلى الدولة الشركاتية. كما يترك رأس المال الوطني مكانه لرأس المال بين الشركات. من جانب آخر، تبدي الثقافات المحلية حيوية عظمى، بحيث تصبح المحلية قيمة بحد ذاتها. أصبح بالإمكان تعريف هذه المرحلة بالعصر الذي تبرز فيه العولمة والمحلية في الصدارة في ظل هذه المؤثرات.
أما النظام السياسي المتزامن مع هذه الظاهرة، فمن المحال أن يكون على شاكلة الفاشية أو الديمقراطيات البورجوازية القومية الماضية، ولا بشكل توتاليتاريات التحرر الوطني والاشتراكية المشيدة للقوميات المتخلفة. بل يمكن أن يصبح ديمقراطيات مختلطة مرتكزة إلى عيش كلا النظامين معاً. أما الأسلوب الأكثر شيوعاً، فهو التحالفات الديمقراطية للمجموعات الاجتماعية ذات المكيال القومي والمحلي. في حين أن زمن إدارات الدولة والإدارات الداخلية لليمين واليسار ذي الحزب الواحد القديم، يتخلى عن مكانه للإدارات المتعددة الأحزاب، وذات التأثير الديمقراطي. هكذا يغدو بمستطاع كل مجموعة قابلة لتمثيل ذاتها، بأن تكون على تماسٍ قريب مع النظام العالمي، ليزداد التآلف معه، وليتم امتصاص زيادة العرض الموجودة.
يزداد احتمال سيادة هذه المرحلة المعاشة في عموم العالم، داخل بلدان الشرق الأوسط أيضاً. فضرورة اجتياز البنى القائمة الأقدم، تجعل من هذا الخيار أمراً راهناً. من هذه الحاجة المهمة تنبع أهمية مشروع الشرق الأوسط الكبير لأمريكا. أما بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، فغياب الوعي والتنظيم اللذين يخولانها لتطوير ديمقراطياتها الذاتية بمفردها، وكون إراداتها ممزقة أشد تمزيق، وتَيَقُّظُها وحركيتها الحديثة العهد؛ كل ذلك يُصَعِّب من احتمال تكوينها لخيار ديمقراطي بإرادة أحادية، ويتركه مجرد يوتوبيا معلقة حتى إشعار آخر. رغم ذلك، فهذا ما يفرض عليها تطوير ديمقراطياتها الداخلية بكل عناية ودقة وكفاءة، عبر عقد الوفاق المبدئي؛ كوظيفة لا غنى عنها، ولا يمكن إمهالها أكثر. تُزيد الخاصيات الحرة والخلاقة لمساحة الفوضى البينية، من أهمية عصر الانتقال، وتفسح المجال أمام الشعوب لتحتل الصدارة في الديمقراطيات المختلطة.
خيارنا الثالث هو يوتوبيا معنية بالأرجح بالمستقبل. وهو بناء المجتمع الديمقراطي والتحرري الجنسوي والأيكولوجي للشعوب، بحيث لا يهدف إلى الدولة، ويولي الأولوية للأخلاق. إن غلبة الجانب الطوباوي (اليوتوبياوي) عليه، لا يعني أنه لن يُعاش إطلاقاً في حاضرنا. بل، وعلى النقيض من ذلك، فهذه المهمة راهنة ومرحلية في كل زمان ومكان، لتسيير هذه القضية النبيلة بخطى متواضعة وسديدة. قد تُعاش بكثافة منخفضة أو عليا في بعض الأزمان والأماكن. إنَّ تَعَلُّم الشعوب ومختلف المجموعات الحرة كيفية عيشها بتطويرها ديمقراطياتها الداخلية، وبتحقيقها حريتها الجنسوية الاجتماعية، وبتلبيتها احتياجات المجتمع الأيكولوجي؛ سيقربنا أكثر فأكثر، ومع مرور كل يوم، من هذا المجتمع وديمقراطيته. أما الجماعات الشعبية العاجزة عن إدارة ذاتها دون الاعتماد على الدولة، فمن المحال أن تحقق الحرية والمساواة التي ترمي إليها. إن الديمقراطية والاشتراكية المنتَظَرتَين من الدولة، هما في الحقيقة إنكار للديمقراطية والاشتراكية. حيث أسفر هذا الأسلوب المجرَّب مئات المرات في التاريخ، عن تعزز القوى التسلطية والاستغلالية في كل مرة. أما في الديمقراطيات غير الهادفة إلى الدولة، فالجماعات الشعبية مضطرة لتأمين دفاعها الذاتي بذاتها. على الميليشيات الدفاعية الشعبية أن تعريف كيف تصون كل القيم الواجب صونها، وعلى رأسها ديمقراطية الشعب، في كل مكان يستدعي وجودها (في القرية، المدينة، الجبل، البادية والضواحي)؛ وذلك تجاه النهّابين والسلاّبين والمختلسين والطغاة المستبدين.
وفي المجال الاقتصادي، بالمقدور تطوير اقتصاد لا يعتمد على البتضّع، يلائم سلامة الشعب، ولا يضر بالبيئة. وذلك عن طريق المشاعات والتعاونيات ومختلف مجموعات الأنشطة الأخرى. لا يمكن للبطالة، التي تُعَد خاصية بنيوية في النظم الاستعمارية، أن تشكل معضلة في مجتمع الشعب الديمقراطي والأيكولوجي. يمر السبيل الأصح للعبور إلى الاشتراكية المفعمة بالمساواة، من هذا المجتمع، الذي تلعب فيه الأخلاق دوراً أساسياً عوضاً عن القانون، ويتميز برفعة الشغف بالحياة عبر التدريب والتعبئة الخلاقة، ولا يعترف في داخله بالحرب، بل تسوده العلاقات الأخوية والودية والصداقات. إذا ما عملنا على تحقيق الالتحام بين المجتمع المشاعي والأنظمة الإثنية الأقرب إلى المساواة، والتي طالما شهدتها شعوب الشرق الأوسط دهراً طويلاً من التاريخ من جهة، وبين الإمكانيات العلمية والتكنولوجية الراهنة من الجهة الثانية؛ فإن العيش في المجتمع الديمقراطي والتحرري الجنسوي والأيكولوجي الأكثر اتساعاً في آفاقه، سيجد معناه كقيمة مثلى ونبلى.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط ، وا ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني 3- العودة الى الأيكولوجيا الاجتما ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني -2 تحرير الجنسوية الاجتماعية
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع) بصدد ال ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع )بصدد ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع) بصدد ال ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع)بصدد الم ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية(مشاريع) بصدد الم ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية و ...


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والحلول المحتملة ب- الوضع الراهن في الشرق الاوسط والمستجدات المحتملة -6