أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها















المزيد.....

الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها

ترجمة و إعداد / أسعد البصري

(( يبدو لي أن الرغبة ب (خلق فن ) تجعلنا نعيش تجربة دائمة من الصبابة واللهفة ،
قلق في بعض الأوقات ، لكن ذلك لا يؤدي بشكل حتمي ،
إلى رومانسية أو متعة . بحيث يبدو الأمر دائماً كما لو أن شيئا ما أمام عينيك .
القصيدة التالية أو القصة ، يمكنك رؤيتها ، على الأقل ، يمكنك إدراك ذلك ، لكن لا يمكنك الوصول إليها أبداً .
لن تشعر بهذا إلا إذا كنت مسكوناً به .
صوت ، و نغمة، يتصاعد حتى يصبح وجعاً - القصيدة
تتلبّس ذلك الصوت ليبدو و كأنه موجود
في مكانٍ ما و كأنه انقطع على التوّ .
إنه ك ضوء منزل بعيد ، غير أننا ،
كمن يسبح باتجاهه ، لكنه يبتعد . )) / لويس گلوك

الشاعرة الأمريكية لويس گلوك Louise Glück ( تولد 1943م ) قالت مرة (( ليس عندها أي اهتمام بتوسيع جمهورها )) تفضل أن يكون

عدد قرائها (( صغيراً ، و نوعيا و عاطفياً )) . كانت واضحة جداً مع مكتبة الكونغرس ، قبل أن تقبل بتكريمها كمستشارة

في الشعر الأمريكي والقبول بهذا المنصب ، حيث أكدت رفضها الجلوس للمقابلات الإعلامية ، للترويج للشعر في التلفزيون

أو الراديو ، أو التنقل عبر البلاد لإجراء مقابلات . هي لا تحب الظهور الإعلامي ليس لأنها شخص منطوٍ يهتم بخصوصيته ، ولكن لأنها

تحب التحكم بكلماتها . هي المستشارة الشعرية الوحيدة التي قالت بأن سنة التكريم التي شغلت خلالها ذلك المنصب في مكتبة الكونغرس

بواشنطن ليس لها سوى تأثير طفيف جداً على سيرتها الكتابية . لقد استمرت بالتدريس . و استمرت بكتابة الشعر ، و بهذا دعمت وظيفة

التمرد في الشعر الأمريكي الذي تعود جذوره إلى إيملي ديكنسون ( 1830 - 1886 م) - الشاعرة التي كانت ضد و ربما منفصلة

عن المتطلبات الإجتماعية و المهنية و السياسية ، حيث خلقت مسافة نقدية ، بحيث حرصت على حماية عالمها الداخلي

وكأنه الربيع الأجمل في الشعر الغنائي الأمريكي . بلي كولنز Billy Collins ، الذي سبق شاعرتنا گلوك إلى منصب مستشار الشعر الأمريكي

قال مرة في الواشنطن بوست (( بعضنا اختار أن ينفق الكثير من الوقت يتنقل في البلاد
لإشعال حرائق شعرية )) ولكنه يضيف هنا (( هكذا عمل يمكن أن يُفصَّل ويتم حسب طبيعة كل شخص )) .
لويس گلوك أنجزت أحد عشر كتاباً في الشعر فازت بكل جائزة شعرية مهمة ، ضمنها ( جائزة بولتزر) و كذلك

جائزة دائرة النقد للكتاب القومي . مجموعة مقالاتها النقدية ( براهين و فرضيات : مقالات في الشعر ) الذي نشر عام 1994م فاز ب جائزة (( PNE)) مارثا البراند

للدراسات النقدية . تعلمت گلوك في مدارس عديدة ، منها معهد وليم و جامعة يال ، المعروفة باهتمامها و رعايتها للطلبة الكتاب . منذ عام 2003م وهي تشغل وظيفة

القاضي على سلسلة جامعة يال التي تنشر للشعراء الشباب . وقد كان أكثر مسؤولياتها متعة كشاعرة

فخرية ( laureate) هو منح عشرة آلاف دولار مكافأة لكل شاعر شاب يحتاج التفرغ للكتابة .
القصائد الغنائية الحادة والمبكرة للشاعرة گلوك تكشف عن عمق رومانسي و خيبة أمل مألوفة . في مقالة عن

تعليمها المبكر تشير گلوك إلى علاجها النفسي الذي استمر سبع سنوات بسبب حالتها الخطرة ( فقدان الشهية العصبي ) واعتبرت ذلك

خطوة واثقة باتجاه الكتابة . (( الإلتزام بالدراسة منحني فرصة لاستخدام عقلي ، لأن حالتي العاطفية ، صلابتي المبالغ فيها والإعتماد

المخيف على نظام المدرسة جعل أية صيغة أخرى للتعلم مستحيلة ...في الثامنة عشرة بدلا من الذهاب للكلية كما افترضت دائماً ، انصرفت

إلى مدرسة ليورني آدامز للكتابة الشعرية . )) . في منتصف حياتها الشعرية تزودت بأدوات الأساطير القديمة و الحكايات السحرية

التي تتميز بالعنف ، كل هذا مع انسيابية حداثية و كثافة .

من دواوينها (( برسيفوني تمارس الجنس في الجحيم . / لا تشبه أيّاً منا / هي لا تعلم / ما هو الشتاء ، فقط هكذا / هي السبب .)) . أعمالها الأخيرة

كانت على شكل حواريات شعرية أطول ، تتناول مواضيع محددة إضافة إلى مواضيعها الأخرى ، الطلاق ، ذكريات الطفولة ، و احتمال الصداقات . مازالت

الشاعرة گلوك مستمرة بالكتابة بلغة يومية طبيعية ، تعود بها إلى طفولتها المفضلة

حيث تسمي ذلك (( لغة بسيطة )) تناسب التحرر (( خلال مكر التوقيت ، والخطى ، الكلمات مدهشة و مليئة بالمعنى )) .

.......................
عش
..................
لويس گلوك / ترجمة أسعد البصري

عصفورةٌ تبني عشها
في الحلم ، راقبتها عن كثب
طوال حياتي كنت أحاول أن أكون
شاهدةً لا منظّرة .

المكان الذي تبدأ منه لا يحدّدُ
المكان الذي تنتهي إليه : العصفورة

أخذتْ كل ما وجدتْ في هذه الباحة
تؤسس المواد ، بتوتر
تحدق في الباحة العارية أوائل الربيع
أجزاء مبعثرة عند الجدار الجنوبي تدفع
أعواداً قليلة بمنقارها .

مشهد
من الوحدة : المخلوق الصغير
تراها تصعد بلا شيء ، ثم أعواد جافة . تحملها
الواحدة بعد الأخرى إلى مخبئها .
هكذا كان يبدو ذلك المكان حينها .

تطلَّبَ الأمرُ كل ما كان هناك :
المواد المتاحة ، العزيمة
ما كانت لتكفي .

بعدها بدأت تغزل ك ( بينلوب ) الأولى
لكن باتجاه نهاية مختلفة .
كيف كانت تغزل ؟؟ لقد غزلتْ
بعناية وبلا معين ، تلك الأعواد القليلة .

بكل مرونة و بكل طواعية
تختارها من بين الركام اليابس المتكسّر
ربيعٌ مبكّر ، و عزلة متأخّرة
تدور العصفورة حول الباحة الجدباء
تجاهد لتعتاش
من تلك البقايا هناك

لقد أدركتْ غايتها
في تخيّل المستقبل . تطير حول المكان بثبات
بصبر تحمل بضعة أعواد مرنة إلى عزلة
الشجرة المكشوفة على البرد المستمر
القادم من العالم الخارجي

لم يكن عندي ما أبني به
وقد كان شتاءً . لم أستطع
تخيّل شيءٍ حينها سوى الماضي . بل لم أستطع
تخيّل شيء حتى الماضي ، حين وصلت الأمور تلك الحدود .

ولم أدْرِ كيف جئت إلى هذا المكان
الناس حتماً بعيدون جداً عني
كنت أعود هكذا إلى البداية
إلى زمن في الحياة لا نتذكّر فيه البدايات .

العصفورة
جمعت الأعواد في شجرة التفاح . ربطت
كل وتد إلى شيء ثابت
لكن متى كان هناك شيء ثابت ؟

تطلب الأمر كل ما تم إيجاده
شيئاً بعد آخر حتى انتهتْ .
هي المواد ذاتها - لماذا من المهم
أن يتم العمل بهذه العناية في النهاية ؟ هي المواد ذاتها ، ذات
المصادر المحدودة . أعواد رمادية
متكسرة و متساقطة . و بكلمة واحدة ،
خط طويل من العشب الأصفر .

كان الوقت ربيعاً وكنت سعيدة بشكل لا يمكن تفسيره .
أعلم أين كنت : في شارع ( برودواي ) مع حقيبة الخضروات
فواكه ربيعية في المتاجر : أولاً
الكرز من محل فورماجيو . بداية الفورسيثيا والفواكه الصينية

أولاً أنا في سلام
ودائماً كنت قنوعة و أشعر بالرضا
وبعد ذلك ومضات من الفرح
ثم الأشياء تتغيّر معنا
جميعاً بطبيعة الحال

وكلما حدقت أكثر دماغي ينمو بحدة
وأتذكر بدقة عاقبة ردات فعلي
عينيّ اللتين تتفحصان كل شيء
من ذلك المأوى الخفيّ للذات

أولاً : أحبّ ذلك
ثم ، أستطيع الإستعانة به

هامش / المترجم : بينلوب المذكورة في النص هي زوجة عوليس في ملحمة هوميروس ( الأوذيسة ) و حكاية

غزلها البطيء لثني الخطاب عنها وانتظار زوجها الغائب . و قولها ( نهاية مختلفة ) ربما تقصد الرغبة بإتمام الغزل

والعناية به لا البطء و النكث كما في الملحمة . فكرة القصيدة واضحة وهي أن الشاعرة تشبه

الطفولة بعش في شجرة الحياة تنسحب إليها الذات كمخبأ للخيال والأمل والبداية والطموح والفرح .
....................
الزمن
....................
لويس گلوك / ترجمة أسعد البصري

كان هناك الكثير ، دائماً ، ثم يأتي القحط
الطفولة : المرض
إلى جانب السرير كان هناك جرس صغير
في الجانب الآخر من الجرس : أمي

مرضٌ ، مطرٌ رماديّ . تنام أثناءه الكلاب . على طرف السرير
في نهايته ، وكما يبدو لي أن الكلاب تفهمتْ الطفولة : حيث الغيبوبة أفضل حالاتها

المطر ترك غطاءً رمادياً على الشبابيك
جلستُ مع كتابي ، الجرس الصغير إلى جانبي
دون أن أسمع أي صوت ، هذبت ذاتي لأتبع الصوت
بلا أي علامة من علامات الروح ، وجدت نفسي
أحيا في الروح .

المطر يلوح في الداخل والخارج
شهراً بعد آخر . وفي فضاء يوم ما .
الأشياء تحولت إلى أحلام : و الأحلام تحولت إلى أشياء

ثم شفيتُ ، عاد الجرس إلى الخزانة
توقف المطر . وقفت الكلاب عند الباب
لاهثة في سبيل الخروج

كنت بأحسن حال . ثم أصبحت بالغة
وهكذا مضى الزمن - كالمطر تماماً
كثيراً ، كثيراً ، كما لو أنه عبء لا يمكن زحزحته

كنت طفلة ، نصف نائمة
كنت مريضة ؛ كنت محمية
وعشت في العالم الروحي
عالم المطر الرمادي
الضائع ، المستعاد

ثم فجأة مُشرقةً كانت الشمس
والوقت مضى ، حتى عندما لم يتبق أحد
و الإحساس أصبح ذاكرة
الذاكرة ، الإحساس .
أسعد البصري
أوتاوا / كندا / 14/ 8 / 2012م



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
- خبَبُ الشِّعر
- ليلى الصيفي 
- إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار
- إلى سعد الحجي عن الأدب الوطني واللغة والحرير والذهب
- عزائي كتبه عبد الزهرة زكي والحب عزاء الفاشلين
- نهاية الصعاليك
- سبينوزا و أنا سيرة شخصية للعذاب
- واصف شنون ملحد عراقي محترم
- شرود البقرة
- الشاعر
- قاطع طريق
- الحكمة من أفواه المجانين
- الإنسان حيوانٌ صامت
- أهمية الشعر و جدواه
- وطني سفسطة و سفسطائيون لا يمكن دحضهم
- نخاس الشعراء
- عيد الحُب
- واحسيناه
- الأبد


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها