أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسل سليم - تأملات في كتاب الحريري














المزيد.....

تأملات في كتاب الحريري


باسل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 11:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لعب رجل الاعمال اللبناني السعودي الجنسية دورا بارزا في الخريطة السياسية اللبنانية المعاصرة أكثر مما يتوقع البعض، وهو دور يؤهله لأن يكون شخصية اشكالية تتطلب قراءتها وقراءة اغتيالها حذرا وتأني قد لا يتسع الوقت لنا وللكثيرين التحصل عليه في خضم التكهنات وردود الفعل المتباينة .
وتنبع اشكالية النظر الى الحريري كشخصية سياسية في عدة جوانب ،فمن جهة كان الحريري من مهندسي اعادة اعمار لبنان في حين ما زالت بعض التهم توجه اليه بوصفه ممول الكثير من الجماعات المتحاربة التي عملت على تدمير وسط بيروت ، فيصبح اذا صحت هذه التهم القول أنه كان من الذين عملوا على دهورة الاوضاع لكسب المبادرة في اعادة ترتيبها .
كما أن الحريري لعب دورا اشكاليا في العلاقة مع سوريا ، فهو الذي قرأ أن المعادلة اللبنانية الوطنية لا تكتمل دون الدور السوري فكان له الكثير من المواقف التي سعت الى تسهيل الدور السوري في لبنان وقد سعى إلى كسب ود القيادة السورية بكل السبل (يقال أن شركة الحريري هي التي بنت قصرا الشعب المعروف في دمشق ) لكن الرجل عرف ايضا كيفية قراءة التوقيت الذي يجب ان يتم فيه التخلي عن هذا الدور ، وبدل مواقفه السياسية السابقة وهو تبديل منطقي بحكم التوقيت ليقف في صفوف المعارضة اللبنانية للوجود السوري في لبنان ، في اللحظة التي اصبح فيها الوجود السوري عقبة في وجه مزيد من النمو اللبناني الذي يعني بالضرورة نموا اقتصاديا يكون الحريري من اكبر المستفيدين منه .
من جانب آخر عرف الحريري أن دور السعودية في المنطقة دور حيوي ومهم لأي رجل اعمال ينطلق من العربية السعودية كي يصبح مليارديرا ، لكنه اتقن اللعب على هذا الدور دون أن يقع في اشكاليات الاسلمة المتشددة والهوجاء ، بل عرف قواعد اللعبة على اصولها ولم يتطرف كما فعل غيره .
وللحريري الدور الاذكى في التحول من رجل الاعمال الى السياسي والاستفادة من السياسة في اللحظة المناسبة وتحويلها الى عمل مالي بحت ، فعرف جيدا اقتناص الفرصة لركوب العربة السياسية، كما أنه وفق في اللحظة المناسبة ايضا من التخلي عن صفوف السلطة والوقوف في صفوف ما يسمى بالمعارضة .
ولم يكتف رجل الاعمال بالسياسة بل ادرك السر الكامن في الاعلام وعرف ان امبراطوريته المالية السياسية لا يجب ان تقف على رجل واحدة فاعتمد على اذاعة وتلفزيون وجريدة رافقت توجهاته وسارت في خطه وإن لم يعتمد عليها كأجهزة تردد ما يقول كما تفعل الكثير من صحف الانظمة .
للحقيقة ايضا نقول أن الحريري عرف كيف يوازن بين كونه رجل اعمال وفاعل خير ، فمن بناء جامعة الى بناء الكثير من المساجد الى الكثير من البعثات الطلابية اتقن مقولته الشهيرة التي ارى فيها الكثير من العبقرية حين قال ذات مرة أن "من شارك الناس ماله ملك اموالهم" .
كما أن الرجل شخصيا رجل متواضع وغير متفاخر وواثق مما يفعل ، وهو ذكي في التعامل مع الخصوم والاصدقاء وما يثبت ذلك قدرته المهولة على التحول من طالب -ترك الدراسة نتيجة للظروف المالية- الى رجل أعمال من الدرجة الاولى .
الحريري رجل التناقضات حتى في موته ، فهو لم يترك الساحة فارغة من صراع سياسي سيحتدم من بعده ومن اسئلة كثيرة يصعب الاجابة عليها ، وهو لم يترك للذين نفذو اغتياله فرصة التبجح بذلك، فالكل قام بالنفي وتوجيه الاتهامات الى جهات أخرى حتى القاعدة نفت التهمة عن نفسها في سابقة لم تقم بها من قبل فاتهمت عبر شريط بثته الجزيرة لبنان أو سوريا أو اسرائيل !!! مما يصبح من الغباء الحكم القاطع والصاق التهمة بأيا كان
(اذا ظهر أن الاغتيال نفذته الجماعة التي اعلنت مسؤوليتها تكون القراءة التي نقدمها خاطئة وتكون هذه الجماعة اذكى مما نتصور ) .
ولا نبالغ اذا قلنا أن الرجل حتى في موته اظهر عبقرية رجل الاعمال والسياسي والمعارض حين كسب حب اللبنانيين الذين تدفقوا بمئات الالاف على تشييعه وهو الرجل الذي وقف الكثيرون منهم معه ووقف الكثيرون منهم ضده ، ويكمن التناقض الذي تركه الحريري خلفه في أن الجميع من مصلحته بقاءه كما أن للجميع مصلحتة في اغتياله ، في سابقة خطيرة تظهر عبقرية الرجل ودوره المتناقض الذي قد لا نستطيع قرائته مهما تأملنا في هذا الكتاب: حياة الحريري .



#باسل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله أم اللاة ،الاضطهاد معكوسا : في الرد على وجيهة الحويدر
- عن الدين والدين السياسي
- لا تقتلونا باسم الحضارة : تعقيب على تعقيب
- الاستاذ حسقيل قوجمان نموذجا : تعقيب على موقف الشيوعيين من قر ...
- كيف تصبح كاتبا في خمسة أيام
- ليس بالكره وحده يحيا العراق - رسالة عتب إلى حوارنا المتمدن
- حوار سريع مع الموت
- أحزاب و عشائر
- عن الداخلية والنقابات
- ليس بالكره وحده يحيا الانسان
- تبت يدا أبي لهب وتب
- كيف يخرج الفلسطينيون من الرماد 2-2
- كيف يخرج الفلسطينيون من الرماد
- قتلانا وقتلاهم
- عن المقاومة التي نريد
- رسالة مفتوحة إلى خوسيه ساراماغو
- أبو مازن والركض وراء الجزرة
- كي لا نضل الطريق - إلى الشبيبة الشيوعية
- عشبة في جدار
- أعور بين العميان


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسل سليم - تأملات في كتاب الحريري