أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.















المزيد.....

حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 16:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوارات حول المعرفة المطلقة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (20)

هذه الخربشات كانت على شكل تأملات تطرح أفكار نقدية من خلال عدة سطور لتتوسم أن تكون لها فاعلية فى تحريك العقول الآسنة , ولكنى وجدت ان الكثير من الأفكار تتوه أثناء القراءة لذا لاحت فكرة ماذا لو جربت أن أطرح تأملاتى من خلال حوار بسيط إفتراضى مع زملاء حتى تصبح للفكرة حضور قوى .
هى تجربة أولية لا أستطيع أن أزعم اننى ترجمت فيها رؤى الطرف الآخر أو صدرت كل أفكاره أوأفكارى لذا أأمل ان أجد من يضيف لطرفى الحوار المزيد من الرؤى والأفكار والحجج والدعم حتى نصل إلى تلمس الحقيقة وحتى يمارس العقل فعله فى الخريشة على جدران الخرافة والوهم .


* الله والجدوى والجلبة .!
سامى : إذا كان الله يعلم كل شئ ما كان وما سيكون , فيدرك تاريخ كل إنسان وقدره ورزقه والأهم من كل هذا معرفته بالنتيجة الأخيرة ومصيره النهائى .هل هو فى الجحيم أم فى الجنه .. ليكون سؤالنا لماذا خلق البشر طالما كل الأمور معروفة ومحسومة سلفاً؟
شاهر : الله خلق البشر ليعبدوه . وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .
سامى : أعلم انكم تقولون ذلك بالرغم أن هذا القول يتناقض مع صفات الكامل الغنى القدير العزيز التى تصفون بها الله ,فطلب العبادة يجعله تحت الحاجة والغاية ,وإنتقامه من الكافرين والأشرار الذين حادوا عن عبادته دليل على وقوعه تحت الغاية .ولكن هذه الرؤية ليس قضيتى , فسؤالى عن معنى أن الله يعلم المصير النهائى لكل إنسان سواء فى الجنه أم الجحيم , فلماذا خلق البشر طالما يعرف مصيرهم قبل وجودهم .أليس حرياً ان يخلق بمجموعة من البشر ويلقيهم مباشرة فى الجحيم ومجموعة اخرى فى الجنه إذا كان يهوى مشاهدة هذا المشهد , فلا داعى للوجود والإختبار والأديان والأنبياء والمحكمة الإلهية وكل هذه الجلبة .
شاهر : الله عادل ويحقق عدله بأن يشهد إيماننا وعبادتنا وسلوكنا علينا فى يوم القيامة .
سامى : أنت تعطى صور غريبة .. فأولا هل هو خلق الوجود ليحقق ويجرب عدله ؟!! .. ثانيا نحن أمام محكمة صورية فالحكم صادر قبل المحاكمة فما معنى هذا العبث !!! ,, ثم تأتى غرابة الصورة الثالثة .فلمن يكون إثبات العدل فأنت تقول أن أعمالنا ستكون شاهدة علينا لأسألك شاهدة لرؤية وتحقق مَن ؟! ..هل هناك جهات دولية ستشهد المحاكمة ليبرر الله حكمه أمامها أم أن الأعمال ستكون شاهدة على الإنسان ذاته لنسأل هنا - هل يملك الإنسان العبد شيئا أمام حكم ومشيئة الله , فهل يمكن ان يطعن فى عدالته ويطالب بإعادة المحاكمة أو التخفيف من الحكم ولمن سيتوجه بالطعن .. هل يستطيع أن يكذبه أو يمنعه من تنفيذ حكمه أو يطعن بالشك فى عدالته ولو تجرأ وفعل ذلك فهل سيحول الإله وإنصرافه عن حكمه -إذن ما الداعى لكل هذه الجلبة .!!!



* الله حر فهل يدرك مستقبله .
سامى : هل الله حر ؟!
شاهر : بديهيا الله حر .. فإذا كان الإنسان حر فبالحرى يكون الله حر .. بل أن حرية الإنسان هى منحة ونعمة من الله , فالله هو الحرية والمشيئة المطلقة.
سامى : هل الله يمتلك إرادة مطلقة ؟!
شاهر : أنت تتكلم فى بديهيات الإيمان , فالله حر ويمتلك إرادة ومشيئة مطلقة ليفعل ما يشاء .
سامى : إذا كانت الأمور هكذا فهل يَرى ويُدرك مستقبله .؟!
شاهر : بالتأكيد الله ذو معرفة مطلقة فيدرك كل ما سيكون .. يعلم كل الغيب فهذا من أعمدة إيماننا به .
سامى : هذا يعنى أن الله يدرك مستقبله .
شاهر : بالطبع الله يدرك كل المستقبل وفقا لمعرفته المطلقة التى تدرك تفاصيل كل ما سيكون .
سامى : معنى أن الله يدرك مستقبله فلن يكون حراً لأنه محكوم بمعرفته المسبقة التى لن يحيد عنها , فإرادته محكومة بمعرفته المطلقة التى لا سبيل لتجاوزها والإنفلات منها , مثل معرفته بميقات وملابسات يوم القيامة فلا يستطيع ان يحيد عن معرفته ويلغى يوم القيامة أو يؤجله كونه حرا ً , فلو ألغى يوم القيامة فرضاً فهو هنا حر ولكن فقد المعرفة المطلقة ووعوده المُسبقة .. وإذا سارت الأمور كما يعلمها ورتبها بحكم أن قرارته سليمة صائبة منذ البدء فلن يتراجع عنها بحكم معرفته وحكمته المطلقة فهنا لن يكون حراً بل خاضعاً واسيراً لمعرفته وحكمته .


* الله يفكر!!
سامى : هل يفكر الله .؟!
شاهر : بالطبع الله يفكر بل هو يدعونا للتفكير دوما ويذكرنا بالعقل " ألا تعقلون " , "ألا تتفكرون " فكيف لا يكون الله مفكراً .. هل يكون الإنسان افضل من خالقه .؟!
سامى : حسب ما تطرحوه من فرضيات عن الله فلن تجعلوه يفكر .!!
شاهر : كيف هذا ؟!
سامى : نحن نفكر لأننا نجهل أشياء لا نعلمها فهل الله لا يعلم أشياء فيفكر لمعرفتها .. نحن نفكر بالإستنباط من تجاربنا والصور المتواجدة أمامنا فنخلق علاقات بينها لتتكون لدينا خيارات فتكون عملية التفكير هو اختيار وفرز وتجربة للخيارات للوصول لخيار , فهل الله يستنبط من تجاربه ويختبرها ويفرزها ليكون علاقات بين الصور التى امامه ليختار منها ؟!!.. هل الخيارات هى خارج الإله ومستقلة عنه لينتقى منها . فإذا كانت خارجة ومستقلة فهو ليس بخالق . وإذا كانت منه وإختار منها فهذا يعنى إما تأثير الخيار(السبب) عليه لتنفى ألوهيته فهو خاضع لمؤثر بينما من المُفترض جدلا انه خالق هذه الخيارات ... أوالخيارات ليس لها أى تأثير عليه فهنا يكون الإختيار عبثياً عشوائيا ً .!!!
نحن نفكر لاننا نريد إدراك شيء ما من تجاربنا نتغلب به على جهلنا ولكن الله ليس لديه جهل ولا يوجد شيء لا يعرفه، ولا يريد استباط شيء من حزمة أشياء أمامه ولا يتأثر بالخيارات التى أمامه فهو خالقها جدلاً .. فالله بذلك لا يمارس التفكير بل إن مقولة "الله يفكر " تتعارض مع صفته بأنه يعلم كل شيء فإذا كان الله يفكر فهذا يعني انه يريد استنباط فكرة معين وإكتشافها او يقوم بتحليل ما لأشياء معينه ليخرج منها بنتيجة فالنتائج لديه من المفترض جاهزة ومعلومة سلفاً وليست محتاجة بإعادة فرزها وتقييمها لعدم توافق هذا مع العلم المطلق وهذا يعنى ان الله لا يفكر .!


* الله لا يتغير ولا يتبدل
سامى :((الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال : 66] - هذه الآية بها إشكاليات كثيرة مع الآية التى سبقتها "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ"
شاهر : ماهى الإشكاليات .
سامى : أنتم تقولون أن علم الله أزلي أبدي سرمدي لا يتغير، فهو العَالم بكل ما حدث وما يحدث وما سيحدث كما ان حكمة الله مطلقة غير ناقصة فلن يقر شيئاً غير قابل للتطبيق ليتراجع عنه , كما لا توجد قيمة ستضيفها المتغيرات على علم الإله أو تؤثر علي قراره .. إذن حسب زعمكم هذا فمن غير المنطقى أن يفرض شيء ما وبعد قليل يغيره لأمر أو لشيء آخر لأنه هنا يصبح غير مُدرك بالمستجدات .
شاهر: هذا من رحمة الله على المجاهدين فهو رأى أن يخفف عنهم المشقة التى تفوق طاقتهم فى مقاتلة اعداء يفوقهم بعشرة أضعاف عددهم لذا قال "أن فيكم ضعفا" - انه يمنحهم الأمل وفقا لإمكانياتهم .
سامى : اعلم ما تقوله لذا أحاجيك فيه .. فمن المُفترض أن الله يعلم طبيعة الإنسان، وفرضه حكم قدرتهم على مقاتلة عشرة اضعاف امثالهم جاء بكامل الحكمة وعدم التسرع ويعلم بأن هذا الحكم موافق لقدرة النفس البشرية وهل هي عاجزة عن آدائه لسبب ما أم لا؟ ومن المُفترض أن الله يعلم كل ما سبق، ويعلم ما في المستقبل، إذن يجب أن يضع حكما صالحا دون التأثر بالمتغيرات التي يعلمها فالسؤال : هل الله لم يكن يدرك أن لديهم ضعف ثم أدركه بعدها ؟!.. وإذا كان يُدرك فلماذا وضع نسبة 1:10 سابقاً ليلغيها .. لاحظ يا عزيزى أن الآية تبدأ (الآنَ) وهى تدل على حدوث شيء ما طارئ جعلته يلغي الحكم السابق ويخفف النسبة من 1 : 10، إلى 1 : 2 -إذن الله يتأثر بالأحداث و المتغيرات الزمنية، وهذا يعني ان الله حادث لتتبدد مقومات ألوهيته.
-ينضم للحوار العزيز بشارة خليل
بشارة : اتفق معك يا عزيزى سامى فالله لا يغير فكره ولا خططه بدليل قول الرب فى ملاخي 6:3 "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يابني يعقوب لم تفنوا". ونجد أيضاً يعقوب 17:1 يقول "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولاظل دوران". والمعني الموجود في سفر العدد في 19:23 يؤكد ذلك أيضا "ليس الله انسانا فيكذب ولا ابن انسان فيندم". فالله لا يغير فكره فهذه الآيات تؤكد لنا أن الله لا يغير ولا يتغير.
سامى : أهلا بك عزيزى بشارة. ولكن الله فى الكتاب المقدس سريع التغيير فى تفكيره وخططه مثل ما هو موجود في تكوين 6:6 "فحزن الرب أنه عمل الأنسان في الأرض وتأسف في قلبه". وأيضاً نري فى يونان 10:3 يقول "فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه"- وبالمثل يخبرنا سفر الخروج 14:32 "فندم الرب علي الشر الذي قال انه يفعله بشعبه".
فهنا نجد ندم الله عن خططه وفكره السابق مما تبعه تغيير فى الخطط والتفكير لنؤكد القضية التى أثيرها كيف يكون الله عالما بما سيكون بحكم معرفته المطلقة لنجده يصدر أحكام وخطط يتراجع عنها إما لسوء تقديره كما فى نسبة 1:10 أو ندمه على فعل وحدث أنجزه .


* هل يغضب الله؟
سامى : الاديان تقول أن الله يغضب، ولكن لو اخذنا صفة الله بأنه يعلم كل شيء لوجب استحالة إمكانيه غضبه.!
شاهر: لقد تحاورنا سابقا عن أن الغضب صفة أفعال وغير ملازمة لله .
سامى : نعم وأثبت لك حينها خطأ قولك أنها صفة غير ملازمة ولكنى أعتنى هنا بنقطة اخرى وهى الغضب والمعرفة الإلهية المطلقة .. فهل الله يعلم الحدث الذى سيغضبه قبل وقوعه .
شاهر : بحكم معرفة الله المطلقة فهو يدرك الأحداث التى تغضبه وترضيه قبل وقوعها .
سامى : هل من المنطق أن تتصور وتتقبل غضب شخص صنع سيارة يعلم أن لها عمراً إفتراضياً وسيصيبها العطل بعد 50 ألف كيلومتر كونه مًدرك لطبيعتها أم يكون غضبه هذا شعور أحمق وغبى , كما لنا أن نسأل أيضا عن تقييمك له حينما يغضب فى بداية صنعه للسيارة كحدث يعلمه وسيتحقق .!!


* السببية والجبرية
سامى : انتم تؤمنون بالسببية فهى سبيلكم الوحيد لإيجاد حجة على وجود الله فلكل سبب مُسبب ولكل علة معلولها بالرغم ان لى تحفظات شديدة على وعيكم بالسببية ولكنها ليست قضيتنا .
شاهر : ما هى هذه التحفظات
سامى : التحفظات والمغالطات كثيرة كونك تقفز لتعزى السبب لوجود كيان شخصانى بدون دليل علاوة على عدم وجود مشاهدات تمنحك خبرة فهم السببية لتعزز رؤيتك , يضاف لهذا التعسف الغير مبرر فى عدم تطبيق منطق السببية على الله .. يمكنك الرجوع لمقال سابق ليّ يتناول هذا ولكن كما قلت لن أعتبر قضية السببية هى قضيتى التى اريد الخوض فيها بل سأتعامل مع ان الله على أنه المُسبب الأول ولا يوجد مُسبب قبله .
شاهر : إذن ماهى قضيتك
سامى : أننا عندما نعتمد السببية وأن كل الأسباب ستؤول للسبب الأول فهذا سيقودنا للجبرية والتى يُطلق عليها أن الإنسان مُسيراً .. فسلوك الإنسان وأفعاله وشروره وجرائمه وأعماله الطيبة هى نتاج تأثير أسباب ودوافع عليه لتدفعه لهذا السلوك أو ذاك وعندما نسير مع سببية الأسباب لنصل لبداية السلسلة سنجد الله كسبب أول قابض ورابض على كل حلقات السلسلة ..كما أراكم تعتبرون الحياة مجموعة من الأقدار المُرتبة من الله وهذا يؤكد ان الإنسان مُجبر أن يسير فى الإتجاه المُقدر له .
شاهر : الله خلق الأسباب والأقدار ولكنك حر فى التعامل معها والدليل تباين سلوك البشر تجاهها .
سامى : البشر ليسوا قوالب لينتجوا سلوكاُ واحدا فمحصلة القوى والأسباب المؤثرة تختلف نتيجتها من إنسان لآخر وفقا للبيئة الحاضنة لتجعل سبب أو مجموعة من الأسباب هنا اكثر فاعلية من سبب آخر هناك . كما أننى أتحدث معك ياأخى عن فلسفة السببية التى تعنى أن الأمور ستؤول للسبب الأول لأقول لك أن هذا يعنى أن السلوك الذى له مسبباته سيؤول فى النهاية للسبب الأول فتباين سلوك البشر هو نتاج تباين القوى المؤثرة عليهم والتى ستنتهى جميعها عند مُسبب الأسباب
سامى : هناك إشكالية إضافية دائما ما ترتبكون أمامها وهى . هل يستطيع الإنسان أن يمارس سلوكاً خارج معرفة الله المسبقة ؟! - هل يمكن أن يتفاجئ الله بسلوك للإنسان خارج معرفته مغايراً لما مُدون عنه .. فإذا خط سلوك خارج المعرفة الإلهية فقد سقطت المعرفة الإلهية المطلقة - لذا اى انسان وفقا لمنظور المعرفة الإلهية مُجبر أن يمارس ما هو مُدون فى العلم الإلهى ,وهنا سيقفز مرة ثانية فكرة مصيرك المحتوم التى أثرناها سابقا عن كونك محكوم عليك بالجحيم او الجنه قبل ان تتواجد على ظهر الأرض .
توجد آيات وأحاديث تصب فى منحى الجبرية وتؤكدها - حديث : (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) يعنى مكتوب عليك ياولدى ولن تفلت - خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . -(يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) .
فهل بعد الختم والإرادة إلهية فى التضليل أى سبيل للهروب .!!



* الله وتحريف كتبه
ينضم للحوار السيد سلامه شومان
سامى : تذكرت شيئا .
شومان : ما هو ؟
سامى : مقالات طلعت خيرى بالحوار المتمدن التى ينتقد فيها الكتاب المقدس من رؤية إسلامية .
شومان : وما العيب فى ذلك ؟!
سامى : ليس هناك أى عيب فى النقد ولكن فليكن نقدا عقلانياً ومحترماً , فالذى ينتقد الآيات والأحداث فى الكتاب المقدس ليثبت خطأها فعليه ان يستعين بمصادر متعددة موثقة تعينه على إبراز الخطأ ولكن أن يُقيم الخطأ وفقا لمصدره ورواياته وخرافاته فيكون هنا ناقداً غبياً .!
شومان : أرى ان طلعت يتحرك من منطلق صحة القرآن وتحريف التوراة والإنجيل .
سامى : نعم صحة القرآن وتحريف التوراة والإنجيل هو موضوعى الذى سأتجادل فيه معك الآن ولكن قبل أن أتطرق له دعنى اقول ان الذى يريد إثبات شئ فليس عليه أن يتكأ على زعمه ورواياته وخرافاته بل عليه أن يثبت معطياته ورواياته أولا وعندما يعجز عن ذلك فعليه بعدة وسائل حيادية خارجية موثقة .. دعنا من هذا - هل تعتقد بتحريف التوراة والإنجيل
شومان : انا لا أعتقد بل أؤمن بذلك فقد ذكره الله سبحانه فى كتابه العزيز ولأسألك كباحث فى الأديان هل تراها محرفة أم لا .؟
سامى : بالنسبة لى فأنا لا أعير قضية التحريف هذه أى أهمية لأننى أرى ان كل الكتب الدينية هى كتابات بشرية دماً ولحماً وعصباً سواء كتبها أصحابها أم من خلفهم , فليس هناك أهمية أن تكون تلك الكتابات أصيلة وفقا لما كتبه الأب البطريركى الأول لم يعتريها التغيير أو الإضافة أوالحذف أو تمت بها تحريفات وتغييرات بعد ذلك فى الطريق , ولكن ما يهمنى بالفعل هو تناول فكرة التحريف فى الإيمان الإسلامى ومدى انسجامها مع الإله المطلق المعرفة والقدرة .
شومان : هات ما عندك .
سامى : انتم تقولون ان الله تعهد بحفظ القرآن فلماذا لم يتعهد بحفظ التوراة والإنجيل من العبث-أليست كتبه أيضا ؟!
شومان: الأحبار والكهنه تولوا عمليه التحريف .
سامى : اعلم أنكم تقولون هذا ولا أسألك عن من تولى التحريف كما لا يعنينى ولكن سؤالى هو : طالما الله تعهد بالحفاظ على القرآن فلماذا لم يمارس هذا مع التوراة والإنجيل .!!
سأوضح الفكرة أكثر ... الله أنزل التوراة فقام أحبار اليهود بتحريفها فهل الله لم يكن يعلم أن اليهود سيقومون بالعبث بالتوارة وهل صفة الحافظ التى تعهد بها لاحقاً فى حفظ القرآن صفة أصيلة أزلية فى الله أم مستحدثة بتنزيل القرآن وهل قدرته على الحيلولة دون تحريف التوراة لم يكن يمتلكها فى ذلك الوقت .!!
شومان : الله قادر وعارف وحافظ منذ الأزل .
سامى : الطريف ان المسلسل تكرر فبدلاً من أن يدير باله كما يقول اخوتنا الشوام وجدنا كهنة النصارى يعبثون فى الإنجيل ويحرفوه ليتكرر مسلسل التحريف والغفلة وإنعدام القدرة على الحفظ بعبث البشر فى كتابه للمرة الثانية على التوالى !!!.. الأكثر غرابة من هذا أنه من البديهى ان يظهر الله كتبه الأصلية حتى تكون حجة على إيمان اليهود والنصارى المُنحرف إظهاراً للإيمان الصحيح حتى لا تكون هناك حجة لليهود والنصارى يوم القيامة بعدم المعرفة ,ولكننا لا نجد هذا الأمر فلم تكتفى الامور بأنه لم يعلم ولم يحافظ بل غير قادر على إظهار كتبه بينما نجد معتقدات لآلهة وثنية مدونة على ألواح من الطين كما للسومريين أو جدران وأوراق بردى كما للمصريين القدماء .!!
هل ترى عزيزى سلامه أن فكرة التحريف ستنسجم مع فكرة الله الذى يملك المعرفة المطلقة والقدرة المطلقة على الحفظ والصيانة والحماية والتى بها يمكن ان تحول دون أى تحريف كلمة من كلامه أو على الأقل تُظهر كتبه الأصلية المخبأة ولو كانت تحت سابع أرض .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلهة غاضبة أم بشر غاضبون-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- نحن والجن وأحفاد القردة والخنازير- لماذا نحن متخلفون
- غريب هو إيمانهم !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- الخير والشر ومعضلة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ...
- النهى عن المنكر ومنهجية الوصاية - لماذا نحن متخلفون(6).
- فَكَرِهْنَا ذَلِكْ -الأديان بشرية الهوى والهوية (5)
- قليل من العقل والمنطق لن يضر-خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- الأخلاق والسلوكيات فى الأديان بين الإزدواجية والإنتقائية-الد ...
- مصر إلى أين-سيناريوهات مؤلمة قادمة
- نهج الدم والبحث عن لذة الهمجية والبربرية - الدين عندما ينتهك ...
- آيات من سفر الوجود - تأملات وخواطر فى الإنسان والوجود والإله ...
- فى رحاب الشريعة - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (36)
- الله محبة !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (24)
- أوراق الشجر والله - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.( 17)
- إشباع نرجسية وغرور من لذة التماهى فى مفهوم مغالط للوجود - لم ...
- عسكرة الإيمان أم إيمان العسكرة - لماذا نحن متخلفون ( 5 )
- نحو تطوير الفكرة الإلهية ! - خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- ليس هوساً جنسياً بل الشذوذ بعينه - الدين عندما ينتهك إنسانيت ...
- إشكالية النص والواقع -الأديان بشرية الهوى والهوية (4)
- خمسة قرود - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (22)


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.