أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سلام ابراهيم عطوف كبة - السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان العراق















المزيد.....

السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان العراق


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:46
المحور: القضية الكردية
    


يهتم العالم بالمجتمعات الجبلية وتوفير المصادر للدخل دون استنزاف الغطاء الأخضر والغابات والتأثير على البيئة وكان قد خص عام (2002) كسنة دولية للجبال وتظاهرة عالمية في مؤتمر الأمم المتحدة – UN في ريودي ماتيرو الذي عقد في سنة 1992 حول (( البيئة والتنمية )) ودعا الحكومات الوطنية والحركات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية – NGOs - والقطاع الخاص لتقديم أشكال الدعم للمناطق الجبلية وسكانها وخاصة في جانب الظروف المناخية وتدهور التربة وتقلص نسب الغابات وغياب المشاريع والخدمات التي ترفع من مستوى سكان هذه المناطق. وكانت منظمة الأغذية والزراعة _ الفاو _ التي تتخذ من روما مقرا رئيسيا لها الهيئة الدولية الأكثر اهتماما بالسنة الدولية المذكورة. وأخذت الفاو _ على عاتقها تطبيق القرارات الدولية التي تخص العراق في القطاع الزراعي لاسيما تلك المتعلقة بالعقوبات والعقوبات المعدلة ابتداء من قرار ( 986) وحتى قرار (1409).
كان المغزى من عام دولي للجبال هو استثمار الجبال على نحو مستديم وايلاء الاهتمام بالتنمية المستديمة في المناطق الجبلية باتجاه:
 رفع الوعي التنموي الاجتما _ الاقتصادي لاستثمار المناطق الجبلية والتعريف بنمطها البيئي وأهميته.
 تحجيم التدهور البيئي في المناطق الجبلية عبر الحفاظ على الغطاء النباتي ومكونات استثمار المياه العذبة التي تزخر بها وحمايتها إيجابيا بصورة منظمة.
 صقل الوعي البيئي لسكان المناطق الجبلية ورفع مستوياتهم المعيشية والثقافية والتعليمية ودعمهم بمشاريع التنمية وحماية عموم النظم البيئية والمائية فيها واحيائها.
 ضمان حل الصراعات المسلحة في المناطق الجبلية سلميا وتوفير فرص الإسراع في تنفيذ الخطط التنموية فيها ‍‍‍‍!

تناقضات التنمية المستديمة في كردستان

يشهد العراق التدهور المريع المستمر في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والصحية لأبنائه منذ حرب الخليج الثانية وغزو الكويت والعقوبات الاقتصادية وبسبب سياسات القمع والانتهاك الفظ لحقوق الإنسان الأساسية التي انتهجتها حكومة صدام في بغداد وكذلك تخبط سياسات الحكومات الانتقالية في عهد الاحتلال الاميركي الراهن.وقد فرغت ميزانية الدولة وتراكمت ديون أجنبية ضخمة تجاوزت أل (200) مليار دولار. أما برنامج النفط مقابل الغذاء والذي يوفر للعراق مليارات الدولارات منذ الشروع بتطبيقه في 20/5/1996 فهو أساسا جاء ليخفف من معاناة الشعب العراقي من وطأة العقوبات الاقتصادية. لكن حكومة صدام لم تتعامل مع البرنامج من زاوية مصالح الشعب العراقي بل من مصلحتها الضيقة ولاعتبارات سياسية. بينما أبقت العقوبات المعدلة إدارة عائدات النفط تحت إشراف الأمم المتحدة التي ترسم بين الفينة والأخرى آليات صرف أموال النفط في العراق. هكذا ساعد برنامج النفط مقابل الغذاء وقرارات الأمم المتحدة التالية وخاصة قرار (1409) على منع الكارثة في العراق التي هددت عموم الشعب وتحولت بيروقراطية الدولة العراقية إلى وكيل تجاري وحارس للنشاط الكومبرادوري المتنامي في البلاد. وهذا يعني توظيف معاناة الشعب للأغراض السياسية لان الدولة أساسا لا تتصرف بمسؤولية.
ساعد سوء التوزيع للحصص التموينية الدورية من قبل موظفي الحكومة العراقية إلى تدهور برنامج النفط مقابل الغذاء وانحصار منافع الشعب العراقي. الا إن تولي هيئات الأمم المتحدة بنفسها مسؤولية التوزيع في كردستان قلص من مديات التدهور في الإقليم قياسا لبقية المحافظات العراقية وكانت معدلات دليل التنمية البشرية والفقر في البلاد تشير إلى أوضاع مأساوية بسبب ارتفاع مستويات الفقر والبطالة ومعدلات التضخم.
في كردستان العراق تواجد نشاط اقتصادي ضعيف نسبيا وعزز الحصار الدولي هذا الواقع. وتمر الإمكانيات المالية عبر قيادات الأحزاب السياسية بينما راوح النمط الريفي في الإقليم في مواقعه . وتخلو الخطط الإقليمية الكردستانية من الاستراتيجيات التنموية وسبل حماية الاقتصاد الإقليمي من الكارثة وحتى الاندماج في الاقتصاد العالمي.ويلاحظ انفلات الاستهلاك والاستيراد غير المنظم، وقصور القدرة الشرائية، وانتشار الفقر، وتسرب الثروات إلى الخارج، وتعرض القطاعات الوطنية لضغط المنافسة الخارجية، وازدهار الفساد وتجارة التهريب بينما تشجع السياسة الإقليمية الكردستانية على التبذير والحياة الاستهلاكية توافقا مع مصالح الأطراف الدولية الضاغطة ولا تشجع الادخار . ولا زال ريف كردستان محروما رغم الإنجازات العديدة في هذا المجال، من الخدمات الأساسية كالكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والاتصالات . وأدت هذه السياسة إلى الكساد والركود وتوقف النشاط التنموي الحق وتحجيم دور القطاع العام في الاستثمار والإنتاج وتوسيع البطالة والى الفشل في خلق فرص العمل الدائمة ! وتجاهل تلاعب أهل المصالح ورجال الأعمال الجدد بدعم من النفوذ العشائري والحزبي بالمال العام. في جميع الأحوال الطبقات الاجتماعية الفقيرة هي بدرجة معينة خارج الاهتمامات الجدية للسلطات الإقليمية.
في عموم العراق تناقصت نسبة سكان الريف إلى المجموع العام لتصبح عام 1997 25% بعد إن كانت 57% عام 1960 وهذا يشمل مناطق إقليم كردستان العراق الذي عانى الأمرين _ تخلف الزراعة وشحة الخدمات وقلة فرص العمل وعوامل الجذب الدينية ومن الحملات الشوفينية للحكومة العراقية والاقتتال الأهلي وسياسات التعريب والتطهير العرقي. وتزداد مستويات الفقر في المناطق الريفية الكردستانية.
كل عام يباد أكثر من (11) مليون هكتار من الغابات في العالم وخلال أعوام قليلة سوف تعادل مساحة الغابات المبادة مساحة الهند تقريبا. وهي أراضي زراعية متدنية النوعية لا تستطيع إطعام الفلاحين في هذه الأراضي .وفي العراق تغطي الغابات الطبيعية مساحة 65 % من مجموع مساحة إقليم كردستان العراق وتتواجد الأحراش على ضفاف النهيرات والمراعي الطبيعية في الأراضي المنبسطة .... ويمكن تحويل الغابات الصنوبرية والبلوطية إلى غابات اقتصادية لإنتاج الخشب.ويستهلك ريف كردستان العراق( 5.5) مرة بقدر المدينة من الخشب وهذا يعني ضغطا على الغابات واضطراب المنظومة الايكولوجية وارتفاع نسب انبعاث غازات البيت الأخضر.
انقرض نوع حيواني واحد كل (50) عاما منذ القرن الأول بعد الميلاد من الحيوانات الثديية وينقرض نوع واحد أو أكثر في العام الواحد اليوم مما يدل على خلل التوازن البايولوجي والبيئي. وهذا يشمل العراق. وفي إقليم جبال كردستان انقرضت حيوانات ويهدد خطر الانقراض حيوانات أخرى. ومن الثدييات الجبلية المهددة بالانقراض: الثعالب، الذئاب، الدببة السوداء، القطط الوحشية، الماعز الجبلي، الأيل والغزال الجبلي، الأرانب، الخفافيش، ومن الطيور المهددة بالانقراض: القبج.
انقرضت في العراق تماما ( 10) أنواع من اللبائن من اصل ( 88) نوع في الثمانين سنة الأخيرة فقط. بينما تعتبر مجموعة أل (385) نوعا من الطيور مهددة بالتناقص . كل ذلك بسبب التطور الزراعي والتغير البيئي المنفلت واستعمال المبيدات واستخدام السلاح الكيماوي وبسبب الغبار اليورانيومي المنضب وغازات احتراق الوقود . عموما الوضع في إقليم جبال كردستان وعموم كردستان العراق من جميع الجوانب الاجتما _ اقتصادية والبيئية أفضل نسبيا من بقية مناطق العراق وقد حصل انخفاض كبير في نسب وفيات الأطفال الرضع في الإقليم دون سن الخامسة إلى اقل من 6.8% بينما تتجاوز هذه النسبة 10 % في مناطق وسط وجنوب العراق ويعود ذلك إلى الرعاية الطبية للنساء الحوامل والأطفال الذين يعانون سوء التغذية وبسبب أعمال التلقيح والتطعيم والتوعية الصحية المستمرة ضد الأمراض مثل السل والحصبة.

توصيات

إن تمتع إقليم كردستان العراق بالملاذ الأمن والحماية الدولية وبالأمن والطمأنينة في ظل سلطات إقليمية محلية استندت على المشورة الدولية لهيئات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة غير الحكومية .وحلول مناسبة السنة الدولية للجبال مثلت فرصة فريدة لتسليط الأنوار لا على البيئة الجبلية الكردستانية فحسب بل إلى قضية الكرد العادلة في حق تقرير المصير والفيدرالية في العراق.
1. المساهمة الفاعلة في ورش عمل التنمية المستديمة للمناطق الجبلية ومراكز دراسة المجتمعات البيئية الجبلية والبيئية الجبلية في العالم والعمل على إقامة ورشة عمل للتنمية المستديمة للجبال في إحدى المدن الكردستانية العراقية وبالتعاون مع منظمة الفاو.
2. المساهمة الفاعلة في المؤتمرات والندوات الوطنية والعالمية ذات العلاقة في سبيل إحلال السلم في المجتمعات الجبلية والعمل على تنميتها والدعوة لعقد ندوة موسعة في هذا الخصوص في اربيل.
3. حماية التراث المحلي للمجتمعات الجبلية وحماية موروثاتها وآثارها من الضياع والتلف وتحديد المناطق الجبلية ذات الأولوية التي تتميز بغطاء إحراجي كثيف متدهور ورموز سياحية أثرية وتجمعات سكانية متضررة أو فقيرة ! وهذا ينطبق على الشعب في كردستان العراق.
4. مشاركة سكان البيئات الجبلية في عمليات التنمية والتوعية بالتنمية المستديمة وأسسها ومستلزماتها وفي المقدمة أوضاع السلم والاستقرار وايلاء أقصى الاهتمام للسدود التجميعية للمياه واستثمارها الأفضل أو الامثل ودعم المشاريع التنموية المولدة للدخل وإنشاء محميات للحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض. ودعم حملة عالمية لتطهير كردستان العراق من حقول الألغام التي خلفها الجيش العراقي والقوات الإيرانية والقوات التركية في الأعوام المنصرمة الماضية والتي كانت تضم حوالي (20) مليون لغم.
5. اعتبار السنة الدولية للجبال تقليد دوري يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان العراق.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...
- التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
- الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- صناعة الترجمة الآلية واللغة الكردية
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- العمل النقابي الهندسي في العراق وكردستان
- تداعيات الربط الكهربائي العراقي - التركي
- العراق : النقابات والقانون
- العراق والامم المتحدة
- نحو اكاديمية كردستانية
- ائمة جوامع بعض احياء بغداد ولا شرقية ..لا غربية
- الخصخصة ونظم الشركات والسلطة الرابعة في عراق صدام حسين _الطا ...
- النفط والطاقة الكهربائية في العراق
- السايكولوجيا والتقنيات الحديثة والوعي السائد في العراق المعا ...
- صيانة البيئة مهمة وطنية ملحة
- صناعة الهندسة الوراثية وجرائم دكتاتورية صدام ضد الانسانية
- وضاح ورفاقك / ضياء النجوم البعيدة والقريبة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سلام ابراهيم عطوف كبة - السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان العراق