أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - العنصرية في الثقافة الاسلامية -1













المزيد.....

العنصرية في الثقافة الاسلامية -1


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الاول


توجد العنصرية في عدة اوجه في المجتمعات العربية، وجميعها لها جذور اجتماعية وتاريخية ودينية قديمة. بعد سقوط صدام خرجت مظاهرة في البصرة للعراقيين السود الذين عانوا طويلا من التمييز العنصري المستتر. وفي السودان نجد ان سكان شمال السودان يطلقون لقب " عبد" على ابناء الجنوب، لمجرد ان جلدتهم اكثر سوادا منهم. وعائلات المواطنين السود في ليبيا ( وسوريا) يجدون صعوبة في الزواج من " بيضاء".
وهناك العنصرية القبلية والقومية التي تعود بجذورها الى الايديولوجية الاسلامية التي حملتها قبائل الاعراب البدو من الجزيرة العربية، ونشرتها بيننا بحيث اعادت العصبة القبلية والقومية وأعاقت تكوين الامة الوطنية، وعلى الاخص في سوريا والعراق، التي اصيبت بآفة القومية العربية، وعلى اساسها يجري التفريق بين الزوجين بسبب " عدم تكافئ النسب"، وذلك يحدث في دولة الشريعة السعودية تحديدا. وفي السعودية ايضا نجد ان ابناء الدم الازرق يطلقون تعابير مثل "طرش بحر" أو " خضيري" على ابناء وطنهم الذين ينحدرون من الموالي، ( العبودية انتهت في السعودية رسميا عام 1962)، او المتجنسين والعمال الاجانب، كما يطلقونها على سكان الحجاز ( على إعتبارهم مخلفات حجاج). كما نراها في العنصرية والتمييز ضد الامازيغ والطوارق (سكان المغرب الاصليين).
وعلى الدوام نرى العصبية والتمييز والتعصب الديني ضد الاقليات الدينية الاخرى تنتهي بالتهجير والقتل في سوريا والعراق ومصر واليمن. ليس غريبا ان حتى فئات تعاني بذاتها من الاضطهاد، مثل الحوثيين يقومون بطرد عائلات من اليهود، انطلاقا من التمييز والتعصب الديني. وفقط في مصر يجري على الدوام الاعلان عن " إعتناق الفتيات القبط للاسلام" في حين لم نسمع عن اعتناق الفتيات المسيحيات اللبنانيات، مثلا، للاسلام. ألا يدل ذلك عن دور التأسد في الاسلمة؟ ثم لماذا الفتيات تحديدا؟

العصبية القبلية اصبحت تسيطر حتى على طريقة تفكيرنا ورؤيتنا السياسية. نحن على الدوام نسعى لتبرير الاخطاء ورميها على اكتاف الاخرين. على الدوام نحن ابرياء ويتحمل المسؤولية مؤامرات خارجية. عندما تنتشر المعارك الطائفية، والتي تمتد جذورها الى ماقبل 1400 سنة، فإن سببها هو مؤامرة صهيونية امريكية وقوى خارجية، وكأن المشكلة غريبة عن واقعنا او كأننا نملك برنامج وطني لمعالجتها. وعندما تشتعل المعارك القومية تصبح ايضا مؤامرة خارجية مدفوعة الاجر وكأننا نعيش في دول تحترم حقوق الاقليات وحقوق المواطنة ولاتقوم على التمييز والاستفزاز القومي والطائفي والديني والجنسي. دائما نجد من نعلق عليه اخطائنا، ونرفض رؤية الجذور الحقيقية للمعضلة في ثقافتنا التاريخية.

ماهو دور الاسلام في العنصرية؟
جائنا الاسلام على متن رسول ينتمي لثقافة قبلية تقوم على الاعتزاز بالنسب والانتماء الابوي وتمجيد رابطة الدم ورفع شأنها فوق اية رابطة اخرى، يقول:" انا النبي لاكذب انا ابن عبد المطلب".
والثقافة القبلية تقوم على الاعتزاز ورفض الذم والنقد الى حد القتل، ونفي النواقص بأي ثمن، ونصرة الاهل ظالما او مظلوما، وهجو الاخرين والتشنيع بهم والتقليل من شأنهم حتى الثمالة، على إعتبار ان تسقيط كفة الاخرين يرفع من كفة الذات بالمقارنة، كما تتميز بازدارء العمل والحرف والتشجيع على سرقة إنتاج الاخرين وثروات العاملين تحت مفهوم الغزوة..

هذه الثقافة ازدادت وترسخت في العالم الاسلامي اليوم ونرى شيوع ممارستها في اغلب المجالات، ومنها مثلا قرارات المحاكم الشرعية في السعودية بفسخ الزواج على قاعدة " عدم تكافئ النسب". لابد من الاشارة الى ان البعض يعترضون محتجين على وصم الاسلام بالعنصرية انطلاقا من بضعة احاديث والاية التي تقول : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات/ 13 ومن الاحاديث نذكر:( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني . .
وقد قد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة" . (وعلى الرغم من تحقق نبوأة محمد في الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والنياحة، إلا انه اخطأ في الاستسقاء بالنجوم) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : "أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية" رواه الشيخان

وروى ابو داود عن ابى هريره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(يابنى بياضه انكحوا ابا هند وانكحوا اليه ) وكان ابو هند حجاما قال الخطابى فى معالم السنن، ولكن الحديث موجه لبني بياضة وحدهم، ولايدل بالضرورة عن ان عليهم تنكيحه من احرارهن، كما اننا لانعلم كيف تم التطبيق. وابو هند كان مولى بني بياضه، واستخدم المالكي الحديث حجة

والواقع ان الاية أعلاه تصف الامور في مجال العلاقة بين الانسان وربه، وليس بين البشر، فالاكرمية عند الله ، وليس على الارض، والتقوى بضاعة الهية تقديرها الى الاله وليس البشر. أما الاحاديث التي حاولت الغاء الحدود العنصرية، فضرورتها، على الاغلب، سياق سياسي وليس اجتماعي، إذ يتناقض مع العديد من الاحاديث والممارسات الاخرى الصادرة ، بما فيه عن محمد (ص) نفسه وعن نخبة من كبار الصحابة. التناقض في النصوص ، يخدم اليوم جيشا من الدعاة يختارون منه غائيا مايناسب هدفهم المطروح لحظيا ويتركون مايعارضه لموضوع اخر وهدف اخر، متجاوزين الحاجة لتقديم دراسة موضوعية عن تأثير البيئة والتربية والاهداف السياسية في ظهور هذه الاحاديث المتناقضة..

تفضيل العرب على الامم
ورد في القرآن الاية التالية:
قال الله تعالى:"لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"

اليوم تبدو لنا الآية بريئة المعاني . بالذات لاننا نفتقد الى الحس بالكلمات القديمة الجذور، والتي خرجت من الاستعمال، ولكن هل يفتقدها الله ايضا؟ كلمة العجم تماما مثل كلمة علوج خرجتا من الاستخدام، وهم كلمات تتضمن معاني مزدوجة، الامر الذي يفسر اسباب إعادة كلمة علوج للاستخدام من نظام صدام حسين.

ومن لسان العرب: وفي الحديث الشريف (فآتني بأربعة أعلاج من العدو يريد بالعلج الرجل من كفار العجم وغيرهم)، ولذلك لاغريب ان اتباع صدام استخدموا الكلمة في معرض الذم بالعدو.. وفي حديث قتل عمر قال لابن عباس (قد كنت انت وابوك تحبان ان تكثر العلوج بالمدينة).. والعلج حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه.
والعلج الرغيف عن أبي العميثل الاعرابي ويقال للرغيف الغليظ الحروف (الاطراف) علج.
والعلج الشديد من الرجال قتالاً ونطاحاً ورجل علج شديد العلاج ورجل علج بكسر اللام أي شديد.

وفي كلمة عجم يقال، إقتباس:
(إعتادت الإمبراطوريات والممالك القديمة على وضع بقية الشعوب فى درجة أدنى فنظر الرومان إلى ما عداهم من الشعوب على أنهم برابرة أى أنهم عديمى الحضارة وكذلك كان " العرب قبل الإسلام متعالين جداً ويسمون ما عداهم بالعجم ("د/ إسماعيل صبرى عبدالله مجلة المستقبل العربى العدد 127 شهر سبتمبر 1989 ص 135 ندوة العدد )

وفي الوسيط انه ( أسم) عَلم على الفرس خاصة. والعجماء البهيمة وفي الحديث: جُرْحُ العَجماء جُبَارٌ أي جرح البهيمة هدر لاغرم فيه.
وفي لسان العرب تكون العجماء مؤنث العجم والبهيمة. والعجم النواة. , ولما كانت كما أطلقوا على المرأة غير العربية عجماء والبهيمة عجماء، لربما إنطلاقا من نظرتهم ان المرأة متاع مباح للسبي.

إقتباس:
العربى = المتكلم باللغة العربية , العجمى = الذى يتكلم لغة أخرى غير اللغة العربية , والعجم ضد العرب , والواحد عجمى وفى لسانه عجمة , والعجماء البهيمة , والأعجم الذى لا يفصح ولا يبين كلامه , وإن كان من العرب وكل من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعجم ومستعجم (راجع مختار الصحاح للرازى)

إقتباس:
, " والعرب تسمى كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بكلامهم أعجمياً , وقال الفراء الأعجم الذى فى لسانه عجمة وإن كان من العرب , والأعجمى الذى أصله من العجم (القرطبى – الجامع لأحكام القرآن عند تفسيرة لسورة النحل) قال عمر بن الخطاب : ( لا تعلَّموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ؛ فإن السخطة تنْزل عليهم ) .أخرجه عبد الرزاق (1/411) وابن أبي شيبة (6/208) والبيهقي (9/234) .
وعزاه الشيخ الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/511) لأبي الشيخ الأصبهاني في شروط أهل الذمة ، وساق إسناده منه ؛ وقال : " بإسناد صحيح " .
وقال الشيخ الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة (3/1246) بعد عزوه للبيهقي : " بإسناد صحيح " .


أخرج المعافى بن عمران في جزئه المسمى بـ " الزهد " قال :
حدثنا عبد الله بن عمر ( يعني العمري ) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال عمر : « لا تعلموا رطانة الأعاجم ؛ فإن الرجل إذا تعلمها خب ، ولا تلبسوا لباسهم ، واخشوشنوا ، واخلولقوا ، تجردوا ، وتمعدوا ، فإنكم معذبون » عبدالله بن عمر العمري:
قال المزي في تهذيب الكمال[15:330]:وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين: صويلح .وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى: ليس به بأس، يكتب حديثه.
قال بشار عواد : وقال عبدالله بن أحمد، عن يحيى، ضعيف (ضعفاء العقيلي: الورقة 108).
و (الكامل لابن عدي: 2 / الورقة 117).اهـ


– وفى معلقة عنترة
تأوى له قلص النعام كما أوت – حزق يمانية لأعجم طمطم , ( الطمطم أى العى الذى لا يفصح , والأعجم هو الراعى الحبشى الذى لا يفصح ولا يفهم) –

يتبع..القسم الثاني: العزة القبلية في فكر محمد



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راقبوا اليوم قذف الشياطين بالشهب
- القبط، بين عهد الرسول ونكث الصحابة
- الخطيئة من الفطرة الى قبيلة الاسلام والمسيحية
- السكر السم الابيض
- استخراج الطاقة من العدم وقانون حفظ الطاقة
- ذاكرة الخلية وعلاقتها بالسرطان
- دور العبيد في صعود وسقوط الاندلس
- ضريح الولي والميت كلب
- جرائم جوزيف ستالين
- أهل الشام فينيقيين أم عرب؟
- شعب مُذهل وطنه البحر ولم تلوثه الاديان
- مسلمون فاشيون ام الاسلام فاشي؟
- فضيحة مساجد ستوكهولم
- هل تنتحر الحيوانات ؟
- هل جاءت الحياة الى الارض من الفضاء الكوني؟
- هل حضارات كونية من زرع الانسان على الارض؟
- الخازوق عبر التاريخ
- مظاهر استمرار تطور الانسان الحديث
- اجداد البشر: الهجرات المبكرة -4
- اجداد البشر: النيندرتال -3


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - العنصرية في الثقافة الاسلامية -1