أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الشباب العراقي والديمقراطية














المزيد.....

الشباب العراقي والديمقراطية


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلما حضرتُ اجتماعاً من اجتماعات التيار الديمقراطي اشعر، على الفور، أن سقف قاعة الاجتماع يتقوّس فوق ظهور المجتمعين ليغدو منبعجاً مؤلما بعض الشيء لجميع المشاركين. دائماً أجد أن عدد المجتمعين من (الشباب) يقل كثيرا عن عدد الحاضرين الآخرين، تماما مثل جميع الندوات وقاعات المحاضرات السياسية التي تخلو في أكثر الأحيان من نجوم المساء الناشطات الجميلات كأننا في اجتماعات مخيم تدريب ذكوري أو كأننا مجتمعين في (مجلس الشيوخ) بريفٍ من أرياف العراق. هذا الشيء ألاحظه في اجتماعات ومؤتمرات الديمقراطيين والسياسيين والمثقفين خارج الوطن .
لأنني بعيد عن الشباب في داخل الوطن منذ زمن بعيد لذلك فأنا لا املك مستوى دقيقا من المعرفة عن ثقافة الشباب العراقي ودورهم في النشاطات الثقافية والسياسية والاجتماعية والرياضية داخل الوطن، لكنني ألاحظ على الشاشات الفضائية غيابا أكيدا للشباب عن ندوات اتحاد الأدباء مثلاً ، وعن لقاءات منظمات المجتمع المدني واجتماعات الأحزاب السياسية والمنظمات الديمقراطية وغيرها حتى أنني ألاحظ بوضوح ضعفا كبيرا في علاقة الشباب بالكتب ، أيضا، من خلال إحصائيات دور النشر ومعارض الكتب المحلية والدولية. بمعنى أن الشباب منقطعين عن الثقافة وأنهم لا يحشدون أوقاتهم وأنفسهم وجهدهم لصرف جزء من ساعات يومهم بقراءة كتب غير مدرسية ، غير جامعية.
ليست النشاطات والتجمعات الديمقراطية وحدها هي التي تحفزني على إثارة سؤال كبير عن علاقة الشباب بالديمقراطية أو علاقة التيار الديمقراطي بتجمعات الشباب فقد تقاعس هذا الواقع منذ أكثر من نصف قرن من الزمان خاصة في زمان الدكتاتور صدام حسين حين كان يبدد الوقت العراقي في غسل أدمغة الشباب متماديا في سياسة تبعيث الشباب وحتى الأطفال ليكونوا سندا لنظامه ووقودا لحروبه ، مصفقين لشعاراته، موجهاً ومعبئا كل طاقات الشباب في التنظيم والحركة وفي الأدب والفن والشعر والقصة والرواية ليصنع منها إطاراً لتمجيد شخصيته القاهرة برسمها في لوحات قوية لا تضاهى..!
ما يثير الدهشة أن النظام الجديد بعد 2003 - يدّعي الحكام المسيطرون عليه أنهم من الديمقراطيين - تقاعس كثيرا عن لحظة تطوير كفاءات الشباب وتطوير ثقافتهم ومستوياتهم الديمقراطية وتخليصهم من هموم البطالة والمحن المتعددة المحمولة على أكتافهم من سياسة القمع والبطالة والعسكرة والتجهيل خلال 35 عاما من سيطرة روح الدكتاتورية على نفوسهم . أنتقل المشهد الثقافي – السياسي بسبب هذا التقاعس في تجمعات الشباب من ذروة العبث بطاقاتهم الكامنة لخدمة الفرد والحزب الحاكم إلى نوع جديد من العبث بطاقات الشباب في سوق البطالة والتحشيد الطائفي لهم داخل إطار من التمتمة الكئيبة واللطم على الصدور في مهرجانات الشعائر الدينية الدموية الحزينة ، المتكررة عشرات المرات كل 365 يوما ، حتى غدت الدنيا العراقية دنيا عجيبة مليئة بالعطل الرسمية وشبه الرسمية لمدد تزيد على 180 يوما في العام الواحد فيها.
صحيح أن في هذه (الدنيا العراقية الجديدة) شيء من مظاهر الأخلاق الإنسانية الممتازة لكن فيها الكثير من الأخلاق المتدهورة حيث يبيع بعض الشباب نفسه للتنظيمات الإرهابية لقاء ثمن بخس ليقتل الناس المدنيين الآمنين. غابت الفضائل عن مجتمعنا حيث صارت خيانة الأمانة في دوائر الدولة ظاهرة عامة من ظواهر الفساد. صار( الشاب الشبعان) يلتهم (العاطل الجوعان) وصار الجائع يفترس أكوام المزابل أو يتحول إلى لص أو قاتل . هكذا ضاعت الحكمة القائلة ( أن الكتاب خير جليس) ولم يعد كتاب الديمقراطية جليسا بين صفوف وعقول شبيبتنا العراقية. لم يعد شباب وشابات هذا الزمان يشعرون بالحاجة إلى معرفة جاليلو ومكسيم غوركي وبافلوف وسيمون دي بوفوار وجان جاك روسو وقاسم أمين وداروين وأمينة الرحال وقاسم أمين ومونتسيكيو وعبد الجبار وهبي وأبو كَاطع وميشيل فوكو ودريدر وغيرها. أما أسماء جديدة مثل مارك فيشر ودولوز وغواتاري فهي غير مسموعة ولا مقروءة من شبابنا الجديد، بل صارت كأنها من التحف المكتبية لا تتناسب مع الورع الديني الجديد في الساحة العراقية الطائفية حين جعلت الشباب يعتقدون أن الثقافة الديمقراطية ثقافة جافة، ليست سهلة الدخول إلى أدمغتهم ولم يعودوا يحلمون حتى بالكتب غير الجافة المعنية بالأدب والموسيقى والغناء والعلوم والشعر وكل الثقافة الوجدانية كما كان يحلم بها أقرانهم من جيل خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي.
إن التيار الديمقراطي العراقي مسئول مسئولية مباشرة - بعد تأسيسه – عن فتح الفضاء العام للممارسة الديمقراطية والانغمار بنشاطها المتنوع بما فيها من قيم وآراء وغايات قادرة على تحويل طاقة الشبيبة إلى خطاب يومي حديث ضد القوة والقهر والكبت والتهميش . كما أن الشبيبة مدعوة إلى أن يتفاعل كل (فرد) من أفرادها مع (الجماعة) بشكل واسع وحر وديمقراطي وعقلاني. مطلوب من التيار الديمقراطي العراقي أن يتعامل بمنتهى الجدية لدمقرطة شبـّان المدرسة والجامعة والريف لتشكيل الوعي والإدراك ومؤسساتهما المتنوعة للقضاء على (الاحتباس الديمقراطي) في مجتمعنا الذي تسيطر عليه وتخذله في كل يوم أخبار خسائر منتخباتنا الرياضية الشبابية، أيضا، مثلما تخذله سياسة المنتخبات السياسية الفاشلة في تطوير بلادنا الغنية بالطاقتين ، المعدنية والبشرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النواب الكورد يتحالفون مع الغباء والأغبياء ..!
- الرئيس نوري المالكي صاحب الفضل الشامل والعلم الكامل ..!
- عفية شعب..قصيدة لم يُعرف قائلها..!
- الميليشيا والأحزاب السياسية
- عن أكرم الناس في العراق الجديد..!
- ترشيح نائبة عراقية لجائزة نوبل ..!
- جواهريات صباح المندلاوي
- الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..
- قناة البغدادية وديوك المنطقة الخضراء..!
- الفيدرالية والديمقراطية..
- دور التجمع العربي في نصرة القضية الكردية
- أسماع المتحاورين العراقيين سفواء وزعراء ومعراء وسعفاء..!
- للصبر حدود لكنّ الغباء ليس له حدود ..!
- مؤتمر القمة العربي .. بقايا من بقاياه ..!
- بعض الوزيرات يحببن (الكرسي) أكثر من ( السرير) ..!!
- النائب عدنان السراج من الراسخين في العلم الديمقراطي ..!
- مرضى الزهايمر يتحدثون عن مؤتمر القُمة العربية ..!!
- فحول البرلمان العراقي وإناثه يتصفحون..‍!
- يعرفون تكاليف تعدد الزوجات ولا يعرفون تكاليف اللغة الواحدة . ...
- الملا ّ علي الأديب وزيرا للثورة الثقافية الإسلامية ..!


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الشباب العراقي والديمقراطية