أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟















المزيد.....

مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 16:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كانت الإشكالية الأولى كامنة في نزول القوى المدنية الوطنية الديموقراطية بمصر بشكل متشظ ثم ميل بعضها باتجاه تحالف تكتيكي مغلوط مع الأخوان على أساس تجنب خيار ما تمَّ تسميته الفلول بضخ إعلامي وضغط تعبوي مهول ساهمت به قوى خارجية أيضا.. والنتيجة جاءت بعبور باتجاه موقع صنع القرار وتوجيهه بما يجير الأمور لمصلحة فئة سياسية والتحول لاحقا [وسريعا] لسطوة مطلقة على مؤسسات الدولة بما يسمى الأخونة؛ وهي خطوات وجدوا فيها الفرصة متاحة لأن يسرِّعوا من الإجراءات في أجواء مؤاتية لسرقة الدولة تحت عباءة الفوز في انتخابات!!
السؤال المباشر لأي مبتدئ بعلم السياسة: هل الانتخابات الديموقراطية تبيح استبداد الأغلبية أو الفائز؟ وهل الفوز بالانتخابات فرصة لأدلجة الدولة بمآرب الفائز؟ وهل الفائز حقا يمثل الأغلبية الفعلية لجمهور الشعب وخياراته؟ ببساطة لنحسب 50% لم يصوِّتوا ولم يشتركوا في الانتخابات ولنحسب المعادلة بانقسام من صوَّت بنسبة متساوية تقريبا رجحت كفة الفائز بعدد محدود من الأصوات جاء من الجناح المقابل أو المنافس لأسباب تكتيكية غير محسوبة.. وسنجد بهذه الحسابات أية أغلبية مزعومة و أي خيار شعبي يتم فبركة الحديث في ضوئه وتبرير قرارات مخالفة دستوريا ومناقضة لآليات الديموقراطية ذاتها...
إن من يدخل الانتخابات يجب أن يوافق على قوانينها كافة لا أن يأخذ ما يناسبه ويترك ما لا يناسبه. وعلى من يدخل الانتخابات أن يقبل بالتداولية وأن يمارس السلطة من بوابة تطبيق برامجه الانتخابية التي ربما تنجح وربما تخفق، والتي ينبغي ألا تمسّ بنية الدولة المدنية بمعنى ألا تحيلها إلى غنيمة غزوة من غزوات القرون المنقرضة، وألا تمارس أدلجتها فتحيلها لأداة تحقق مصالح حزبية ضيقة وتنسى مصالح الشعب ومسيرة مؤسسات الدولة وإنجازيتها.
إن قراءة خطاب ((الرئيس والقوى الأخوانية)) وممارساتهم وإجراءاتهم لا يجد في شخصية منهم من يمثل رجل الدولة المدنية بقدر ما يجد فيهم نموذجا لداعية بخطابات مؤخونة وحاملا راية حزبية بظلال بروباغندا مفضوحة الحدود. إن النموذج الأخواني يريد لدولة مدنية بحجم مصر أن تكون طوع بنان الأخوان ولا غير. إنها سياسة الأحزاب الشمولية ومخاطر فلسفتها التكفيرية! ومعروفة سياسة هؤلاء في ممالأة أية جهة من أجل تحقيق المآرب. فبالأمس تجنبوا ميدان التحرير ووضعوا ساقا مع المخلوع وأخرى مع الشارع وإن على استحياء حتى انحسم الأمر للثوار فغادر الأخوان ضفة مبارك.. وتقربوا إلى المجلس العسكري...
لكنهم في تحالفهم التكتيكي مع العسكري ما كانوا يبتغون منه سوى استكمال مشوار يتمكنوا فيه من سلطة القرار ليرسموا الخطوات التالية. وربما كانت بعض عناصر المجلس في لقاء مع الأخوان ولكن الجيش المصري وقيادته كانت وستبقى مع مصر وشعبها وإرادة الحياة والبقاء. وربما خذلت الجيش لعبة سياسية كبيرة كالتي جرت وتجري ولكنه يبقى جهة منظمة بانضباط وطني سرعان ما يعاود الدور بخاصة إذا ما وجد القوى الوطنية الديموقراطية في حركة ناضجة دفاعا عن أسس وجود الدولة المدنية في مصر..
إن الجيش المصري ليس شرطة حدودية كما ادعت أبواق بعينها وهو ليس شرطة ضبط هذا الميدان أو ذاك ينشغل بمهمة مطاردة ميليشيا إرهابية أو أخرى هي بالأساس موجودة في عباءة تيار التأسلم السياسي بتلوناته الحربائية ونتاج فكر هذه القوى الظلامية المعادية لمسيرة التاريخ المعاصرة ومعاني الحداثة والتقدم.
ولكن الجيش المصري هو حامي السيادة الوطنية سواء ضد العدو الخارجي المباشر من خارج الحدود أو من داخلها يوم يحصل اختراق في وضع أو تتطلب ظروف طارئة، ممارسة الدور مثلما لعب دوره طوال مرحلة انتقالية بكل ما شهدته من خطوات تقدم وأخرى في مثالب معروفة المرجعية...
الجانب الأخطر في ممارسة أخونة الدولة يكمن في لعبة بعيدة النتائج تتمثل في أخونة الإعلام بأشكال مختلفة. فبين ابتزاز الإعلاميين وفرض بعض المحددات وبين إدخال عناصر أخوانية لقيادة تلك المؤسسات لا يخرج اليوم سوى صوت خافت [وهذا الخفوت اليوم مقصود] وهو يلتحف ادعاء تمثيل إرادة الثورة ومتابعة نهجها، فيما الحقيقة إنه يتمسكن حتى يتمكن ومرة أخرى سنفاجأ بالفضائيات والصحف القومية يوما وهي ترتدي جلبابا على الطريقة الأفغانية...
الجيش والإعلام، جرى استهدافهما [ربما] في عبارات حق ولكنها بالتأكيد عبارات أريد بها الباطل.. وسيعلم المصريون أي مجريات تم سرقة الدولة منهم بها أي بتلك الإجراءات والقرارات التي تعجلت الأمور واستبقتها وهي التي مازالت تزعق دعائيا وباستقتال إنها تلبي إرادة الثورة والناخب في استباق ومحاولة لتحييد الشارع السياسي. ولكن أي ناخب يريد تهميش الجيش المصري وتحويله إلى أداة شرطوية تابعة لإرادة الأخوان لا الوطن ولا الشعب؟ وأي إعلام هذا الذي يريده المصريون الذين بدأت بهم ثورة النهضة في المنطقة برمتها قبل حوالي قرن ونصف وأكثر، فيما يريدون إلباسه السواد بأردية الأخونة؟
إن عبث خلط الأوراق واستبدال (الدين) بـ (مبادئ الأخوان) وسياستهم المتأسلمة هو مقدمة لتفكيك مصر، ربما ليس بتمزيق الوطن إلى أشلاء، وهو ما ربما يحصل في ظروف تحييد الجيش الوطني وأخونته؛ ولكن بمسخ الوحدة الوطنية عبر أخونة الدولة واستبدال الشعب بالأخوان وفكرهم السياسي القائم على تجيير الدولة لمآربهم كونهم قوة اقتصادية مالية ضخمة الماكنة وهي موجودة فعليا في السوق ومن ثم بتمزيق الشعب ووضعه بتقابلات تناقضية فئوية يعد لها الأخوان لاستثمارها في مآربهم...
ولعل تضخيم الحديث عن ظاهرة التأسلم السياسي وتصوير المجتمع وكأنه يلجأ إلى الدين السياسي منقذا، لعل ذلك يخفي وراءه وسائل السطو على الدولة ومؤسساتها من جهة وتوجيهها بما يخدم المآرب الحزبية الضيقة وهي مآرب عناصر باتت ذات قدرات مادية مالية عبر السوق منظمة تنظيما محسوبا.
لابد هنا للقوى المدنية في مصر من سرعة إعلان وطني بديل يقوم على إجراءات تتصدى لأخونة الدولة .. وربما كان التحالف مع الجيش من جهة ومع أوسع طيف شعبي هو مسؤولية التحرك التالي على وفق برنامج محدد كثيف ومباشر يتمثل في إعلاء مهمة الاتحاد على مبدأ الدفاع عن الدولة المدنية ومنع تفرعن الرئيس وانفراده بالسلطة تحف به جوقة طبالي السلطان الجدد وبروباغندا صارت عالية الزعيق بين التزلف للثورة ومتابعتها وبين عنف مأساوي يستبيح الناس بتقسيمهم وباستضعافهم ومن ثم استباحتهم ببلطجة إرهاب الدولة........
إن القضية ليست بمجال الحوارات ولا بمجال التأجيل والمماطلة والبحث في مواقع ومسؤوليات ولكنها قضية وطنية كبرى بل قضية تشمل المنطقة بأسرها بمستقبل مظلم غذا ما انحرفت الأمور وحسمت للأخونة.. والقضية ليست في مظاهرة تخرج للاحتجاج ولكنها في خطوة عملية وإجراء وطني يشارك فيه الجميع دفاعا عن مسيرة الثورة التي أرادت التقدم إلى أمام وإنقاذ الشعب من بلطجة نظام مافيوي فوقعت في عبث حليفه الذي يخرج بعباءة حرباوية ينبغي فضحها وكشف المخبأ من الخطوات قبل أن يستفحل المرض ويستوطن ويستعبد الناس من احتلال الفكر الظلامي وسخريته من قوى الشعب ومن مؤسسات مدنية عريقة يجري تحطيمها تدريجا!
فهل من وقفة وطنية تنتفض على هذه الانحرافات؟ وهل من قوة وطنية تقول لانحراف اتجاه الاستبداد كلا لا يمكنك حرف المسيرة...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للش ...
- إدخال فقه الدولة الدينية في آلية عمل المحكمة الاتحادية لدولة ...
- أولويات البديل الديموقراطي في العراق
- الموقف الرسمي من اللاجئين الواقعين تحت مقاصل النظام السوري
- مناشدة المجتمعين المحلي والدولي لدعم الثورة السورية بشكل است ...
- رمضانيات 2012: تهنئة بشهر رمضان الفضيل ودعوة لحملات المصافحة ...
- الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب ال ...
- مستويات نقد الممارسات الطائفية وفكرها الظلامي؟
- مصطلح الفلول بين القانون والسياسة: في مصر، هل سينفع مصطلح فل ...
- شغيلة العراق لا يستجدون صكوك الغفران من أجهزة تقمع الحريات و ...
- اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، نضالات مهنية وأخرى ...
- تداعيات وأفكار في بعض أولويات العمل السياسي وعلاقة تياراته ب ...
- المقام العراقي والجالغي البغدادي شهريا في لاهاي
- مداهمة فاشستية لمقر جريدة طريق الشعب!!! الدلالة ونُذُر الكار ...
- الفقر والفقراء في العراق الجديد: قراءة وتساؤلات وحلول!؟
- اليوم العالمي للأم بين تعزيز قيمه الإنسانية والمتاجرة بها؟
- البوليس السياسي: إرهاب دولة ونذير شؤم وكوارث يمكن أن تحل بال ...
- أنشطة التكريم الثقافي في جامعة ابن رشد
- المرصد السومري لحقوق الإنسان يحذر من استمرار العمل بآليات ال ...
- في اليوم العالمي للغة الأم: مطالب بتفعيل مشروع أممي يعالج ال ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟