أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)















المزيد.....

اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان كان ثمة اله واحد فقط, فلماذا توجد اديان كثيرة جدا ؟ هل تساءلت عن هذا احيانا ؟ لقد تساءل معظم الناس المفكرون. والجواب ليس سهل الاجابة عليه ؟ فالحالة الدينية فى العالم هى فى اقصى ماتبلغه من التشويش. فتأملوا فى بعض الوقائع.
كم هو عدد الاديان الموجودة ؟ يصعب القول. ولكن ثمة تنوع واسع. فبعض القبائل الوطنية تعبد الهة محلية, ويعبد الكثير من الشرقيين اسلافهم . ولبعضهم اله واحد وللهندوس الملايين. ويؤمن العالم المسيحى بثالوث - ثلاثة الهة فى اله واحد. وبعض الناس هم متدينون دون ان يكون لديهم اى ايمان فى اى اله على الاطلاق.
هل كل الاديان هى طرق مختلفة لعبادة اله واحد ؟ يجرى الاعتقاد بهذا بشكل واسع. ولكن كما تظهر الوقائع, لا يمكن ان يكون ذلك صحيحا. اضافة الى ذلك فحتى صفات الالهة المعبودة تختلف. فلبعض الاديان الهة يعتقد انها لا تكترث للجنس البشرى. ولغيرها الهة حقودة, وينظر اخرون الى الهتهم بانها خيرة. فيظهر ان هذه الاديان لا تتحدث كلها عن الاله ذاته.
لكن هل هناك ثمة امور مشتركة بين جميع الاديان ؟ رغم الاختلافات توجد تشابهات واسعة الانتشار سوف نناقشها لاحقا.
ولكن فى وجود كل هذه الاديان التى تقدم المتناقضات اين ينبغى ان يذهب الانسان من اجل العون الذى يحتاجه لسد حاجاته الروحية ؟ ومن اين اتت كل هذه الاديان المتناقضة ؟ وهل هناك وسيلة ما لنقرر اى دين هو الصحيح ؟
اين نشأت الاديان ؟
رغم ان اديان العالم هى متنوعة للغاية توجد بعض التشابهات الواسعة الانتشار. مثلا, اديان الودونية فى اميركا الجنوبية, اديان افريقيا القبلية, اديان الشرق الكبرى, اديان سكان اوستراليا الاصليين - وفى الواقع, كل الاديان تقريبا - تؤمن بوجود جزء روحى من الانسان يبقى حيا بعد موت الجسم الجسدى. ولدى غالبية الاديان كذلك معتقدات بوجود الارواح غير المنظورة التى تستطيع التأثير على الجنس البشرى للخير او للشر.
هل لاحظنم ايضا مدى انتشار استعمال التماثيل الدينية ؟ وتمارس اديان كثيرة كذلك العرافة والتنجيم. ولكان لعدد مذهل من الاديان على مر التاريخ ثواليث من الالهة تشبه ثالوث العالم المسيحى.
فهل تعتقدون انه من الممكن ان تطور كل هذه الاديان مثل هذه الممارسات الدينية المتشابهة باستقلال احداها عن الاخرى ؟ ام يرجح اكثر ان تكون قد نالت افكارها بطريقة ما من مصدر مشترك؟ حتما هذا معقول اكثر. ولكن ماذا كان المصدر المشترك ؟
للاجابة عن هذا, ينبغى ان نعرف منشأ الدين. وهذا موضوع لا يفهمه جيدا تلاميذ التاريخ. تذكر دائرة المعارف العالمية : " طور بعض العلماء نظريات عن كيفية نشوء الدين فى ازمنة ماقبل التاريخ. ولم يجمع كل العلماء على على اية نظرية. " ولكن لدينا مرجع جيد يخبرنا عن اصل الدين. وذلك المرجع هو الكتتاب المقدس.
والكتاب المقدس, كما تعلمون, هو كتاب كان يحترم ذات مرة الى حد بعيد. وتقرأه فى هذه الايام, لسوء الحظ, اعداد اقل فأقل من الناس. ولكن عندما نناقش الدين, لا يسعنا فعل ذلك بطريقة مقنعة اذا فشلنا فى الرجوع الى الكتاب المقدس لان له, من الناحية الدينية, اثرا على الجنس البشرى اعظم مما لأى كتاب اخر.
وكذلك, بمعزل عن اى شئ اخر, فان تفسير الكتاب المقدس لكيفية بدء الدين يتسم بالاهمية لانه سجل من قبل اناس عاشوا فى زمن اقرب منا بكثير الى الحوادث الفعلية, فلنتأمل فى مايقوله الكتاب المقدس ونقارن نتائج بحثنا ببعض نتائج العلماء العصريين.
يخبرنا الكتاب المقدس ان الانسان امن فى الاصل لاله واحد فقط, ولم تكن هذه فكرته الخاصة. فوفقا للسجل, كشف الله عن نفسه للانسان من البداية بصفته مصدر الحياة العظيم. وقدم العون والارشاد بحيث يتمكن الانسان من شق طريقه بنجاح فى الحياة. وهكذا بدأ كل شئ بدين واحد فقط. فكيف حدثت اذن حالة اليوم المشوشة هذه ؟
وفقا للكتاب المقدس نجمت هذه عن عصيا على المصدر الاصلى الوحيد. ففى سجل يزيد عمره على 3,000 سنة, جرى تحديد هوية رجل اسمه نمرود بصفته مبدئ هذا العصيان. وصار نمرود بانى مدن, مشيدا مدنا فى المنطقة القديمة المعروفة بما بين النهرين. وتلك المنطقة هى اليوم جزء من العراق. ودعيت بعض المدن التى بناها ببابل, ارك, اكد وكلنة. - تكوين 10 عدد 10 - 12.
واذ كتب الدكتور روبرت م. ادمز فى مجلة الامريكية العلمية دعا تشييد المدن " الثورة العظيمة الثانية فى الحضارة البشرية " واذ كانت المدن التى بناها نمرود بين المدن الابكر المذكورة فى الكتاب المقدس, يمكننا ان ندرك التأثير الذى كان لهذا الرجل.
وفى ما غدا اخيرا اعظم تلك المدن القديمة, بابل, يخبر الكتاب المقدس عن مسعى لأعاقة مشيئة الله المعلنة فى وجوب انتشار الجنس البشرى حول الارض والتكاثر فيها, قال الناس : " هلم نبن لانفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض. " تكوين 11 عدد 4. ولكن بسبب التدخل الالهى اخفقوا فى قصدهم وتشتتوا تدريجيا الى اجزاء مختلفة من الارض. وبفعلهم هذا حملوا افكارهم الدينية العاصية معهم.
فكيف نقارن هذا بنظريات العلماء الشائعة ؟
اولا : تقول دائرة المعارف الامريكية : " يوافق كل العلماء تقريبا على ان ابكر حضارة لدينا معرفة عنها نشأت بين السومريين فى مابين النهرين. " ويوافق الدكتور جدعون سجوبورغ فى مقالة فى الامريكية العلمية قائلا : " بقدر ماهو معروف, اخذت اخذت اول مدن العالم شكلها . . . فى الهلال الخصيب الذى يشمل جزؤه الشرقى مابين النهرين. " اذن يعتقد العلماء ان الجنس البشرى بدأ يبنى مدنا رئيسية فى ذات المنطقة تقريبا حيث يقول الكتاب المقدس انهم فعلوا ذلك.
ثانيا : ان اسماء ومواقع غالبية هذه المدن التى يقول الكتاب المقدس ان نمرود بناها هى مألوفة عند علماء الاثار.
ثالثا : ان سكان مابين النهرين معروفون ببناء ابراج كبيرة لمقاصد دينية. وقد دعوها الزقورات. وطبعا لم يكتمل البرج الحقيقى المشار اليه فى التكوين الاصحاح 11. ولكن علماء الاثار كشفوا النقاب عن عدة ابراج مكتملة كانت تشبهه على الارجح.
رابعا : لم يجر اكتشاف الاسم نمرود خارج الكتاب المقدس نفسه, غير ان بعض دوائر المعارف تربطه باسم الاله الرئيسى البابلى مردوخ. ويبدو ان الاحرف م ر د التى تظهر فى كل اسم انما هى الجذر او الجزء ذو المعنى لكلتا الكلمتين. واذا كان هذا الترابط صحيحا نكون على يقين انه قد جرت اخيرا عبادة نمرود كأله تماما مثلما عبد القياصرة فى روما القديمة وفراعنة مصر كالهة.
وعلماء الاثار مقيدون بالطبع بما يستطيعون اكتشافه عن الامور التى حدثت فى الماضى السحيق. والعديد من الخرائب التى ينقبونها هى فى حالة هزيلة ويصعب تفسيرها بالصواب. ولا ريب فى ان ادلة اهم بكثير قد فقدت الى الابد. والجدير بالانتباه ان علم الاثار اكد المجمل العام للحوادث المسجلة فى فى الكتاب المقدس.
والجدير بالملاحظة كذلك ان هذا التاريخ القديم يساعدنا على فهم المسرح الدينى للعالم اليوم. كيف ؟ فى ان سكان مابين النهرين كانوا متدينين كثيرا بعد العصيان الاصلى وامنوا بوجود جزء روحى من الانسان يحيا بعد الموت. وكان لديهم ايمان قوى بالشياطين. واستعملوا التماثيل. ومارسوا العرافة والتنجيم, وكان لديهم كذلك ثواليث من الالهة. هذه بعض المعتقدات ذاتها التى يشترك فى اعتناقها كثيرون اليوم.
فهل يعنى هذا يعنى ان دين مابين النهرين القديم انتشر واثر على الاديان حول العالم ؟ بلغ كثيرون من العلماء هذا الاستنتاج. ففى كتيببات عن تاريخ الاديان تحدث الاسناذ موريس جاسترو عن الانطباع العميق الذى تركته على العالم القديم المظاهر الاستثنائية للتفكير الدينى فى بابل.
وفى كتابة عبادة الموتى كتب الكولونيل ج غارتيير : " ليس مجرد المصريين, الكلدانيين, الفينيقيين, اليونانيين, الرومان, بل الهندوس ايضا والبوذيين . . . التوطيون, الانكلوساكسون و المكسيكيون, البيروفيون . . . لابد انهم جميعا اشتقوا افكارهم الدينية من مصدر مشترك ومركز مشترك فاننا نجد فى كل مكان اقصى التوافقات المروعة فى الطقوس, الشعائر, العادات, التقاليد وفى اسماء وعلاقات الهتهم والاهتهم الخصوصية. " فواضح انه عندما اضطر هؤلاء البابليون الاوائل الى الهجرة حول الارض حملوا افكارهم الدينية معهم الى مواطنهم الجديدة.
ولكن هل يمكن لهذه المعلومات ان تساعدنا على ايجاد الدين الصحيح اليوم ؟
" يتبع "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احم اولادك من التحرش الجنسى (4)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (3)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (1)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (4)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (3)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)