|
تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرة أخرى ، تهتف روابي وسفوح لندن ، بسقوط هياكل السياسة سيئة الصيت والصوره ، وبحياة الرياضة وروادها وابطالها الميامين .. مرة أخرى اشعر بتفاهتي حينما ابتعدت عن العيش في عالم اقنعوني بانه من عوالم البطر ، وان من يكتب فيه وعنه ، ما هو الا دوني الموقع ثقافيا ، ولا ينتمي الى اولئك المحترقة قلوبهم على مصير الأمة وما هي فيه من أزمه . مرة اخرى ، هتفت لندن خلال مهرجانها الرياضي لعام 2012 ، وهتفت معها وبكل ما لدي من جوارح .. ألا فلتسقط السياسة في بلدان تسير القهقرى نحو حتوفها السوداء ، وهي تفر من عوالم النور ، تاركة أسمالها تلعب بها ريح الفناء ، وتعبث باطرافها غربان البراري .. لتسقط كل صفحات المجد الكاذب ، والتي سطرتها أقلام ادعت بانها ترقى الى حدود امتلاك ناصية التقدم ، وهي لا تستطيع بكل ما بذلته من أحبار وورق وجهود ، أن تبلغ حدا من فرحة صبية في اولمبياد لندن ، نالت قصب السبق في اجمل حوار جسدي رياضي ، أو حزن لم يخرج بصاحبته عن لياقة التصرف حينما يصار الى خسارة .. لتسقط ، كل مفاخر انبعاث الشرق المخزيه ، وهي لا زالت مصرة على لوك ترهات افعالها الممهورة بمهر الموت .. ولتعش النفوس المعفرة بالوان قوس قزح ، تجري وتضحك وتذرف الدموع ، لا يعرقل مسارات فرحها وحزنها شيء من عقد ، ولا توقفها عن لي ذراع الدنيا بأسرها حينما تواجهها صور التحدي ، ويطلب منها أن تعبر عن الانسان الراقي .. في لندن .. أمسكت نفسي عن البكاء ، وأنا أرى متسابقة عربية طوت رأسها بحجاب ( العفة ) ، لتساهم ضمن سباق لا يعرف للعفة من معنى غير صفاء النوايا ، ولا يعجبه ان ينظر الى عوره .. فراحت المسكينة تتحرك بسلاسل قيودها على مضمار السباق ، لتبقى في آخر الركب ، لا ينتظرها أحد ، ولا يلتفت لها الحكام ، غير أن المجتمع الراقي فوق مقاعد المشاهده ، راح يصفق لها مخافة ان تسقط مغشيا عليها بفعل القصور القاتل في الأداء ، أو أن تترك الخسارة في نفسها جرح مهين .. لقد كانت المتسابقة العربية أشبه بالطير الذبيح وهي تعدو وسط غزلان بشرية تطير على الارض ، وخصلات شعر كل واحدة منهن تسبح ملوحة في نسيم الحرية بكل فخار .. حتى تلكم الحالات القليلة جدا ، والتي انتصرت بها الرياضة العربية في الميدان ، أساسها غريب ، ومصدرها غريب ، واعدادها جرى في محيط الغربة .. في لندن هذه الايام .. سقط القناع عن وجوه جميع العرافين من ممتهني السياسة في بلداننا ، لتبدو قصائدهم وديباجاتهم وبحوثهم وكأنها عقود مع الفراغ ، أكلتها الارضة فلم تعد سوى اوراق باهتة .. متى يحين لنا ان نستحي ، فلا يطلق على أحدنا صفة مفكر أو محلل سياسي أو حتى راع للبقر .. فلقد ملت منا دنيا النفاق ، وانبسطت أمامنا سبل التباري الرخيص لبلوغ قمم هي ابعد عنا بكثير ، وأدنى لهم بكثير ، اولئك الذين نحيا بفضل رقيهم وعلومهم واكتشافاتهم ورياضتهم وحتى طعامهم . متى يحين لنا ان نستحي فلا نطلق التهم جزافا على الاستعمار والامبريالية وعملائهم المأجورين بكونهم هم السبب في تخلفنا ، في حين ارتفعت أعلام كولومبيا وروسيا البيضاء وجزر البهاما لتعلو على بيارق امريكا وبريطانيا فوق منصات التنافس ؟؟ ! . لقد آن لنا الأوان أن نرعوي وتخضنا الصدمة لنفيق على واقعنا المزري ، فننتبه الى أن اللعبة اليوم قد انتهت .. خلاص .. لا عزاء للفاشلين .. وان علينا ان نتهادى بهدوء تام الى نقطة البداية كي نشرع من جديد ، فبلادنا اصبحت بلا علوم ، ولا فنون ، ولا رياضه ، وغابت اعلامها عن منصات المتميزين ، وتهاوت معايير الحياة فيها لتقف بين حدين ، اما ان تعيش لصا ويغادرك حكم الضمير ، أو ان تموت كمدا من آثار الجوع والضياع .. آن لنا أن نشعر بآثار الصعقة عسى ان نفيق ، أو يصيبنا الخرس فنستريح ونريح هذا العالم المشغول عنا بمسيرته الجباره . فلا ثورات الربيع المحفوفة بموازين الصدفه ، ولا ديمقراطية الحكم تنقذنا مما نحن فيه من خراب ، لكوننا لم نحسن ولحد الان غير أن نضرب بعضنا بعضا ، أو يضربنا الاخرون على مؤخراتنا بمداس الذلة حتى نسير على الخطوط المستقيمه ..
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتابة في الفراغ ...
-
سم العنكبوت
-
خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
-
خلجات من طرف واحد
-
وصمة عار
-
صوت غاضب من القاع
-
أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. (
...
-
خواطر غير سياسيه
-
هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
-
الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
-
زمني توقف هنا في ليلة واحده
-
قول في الماء العربي
-
حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
-
صهوة الشر
-
ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
-
عصارة من خيال
-
مشروع اتفاق مع حكومة الصين
-
ألغرز في اللحم الميت
-
ثورات الربيع العربي ، ودور القوى اليسارية التقدميه .
-
مرافعة لا حضور للمحامين فيها
المزيد.....
-
مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر
...
-
لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس
...
-
عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية
...
-
تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م
...
-
-المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي
...
-
بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
-
وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت
...
-
الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
-
خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|