أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سماح عادل - الاخوان المسلمون البعد التاريخي















المزيد.....


الاخوان المسلمون البعد التاريخي


سماح عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1113 - 2005 / 2 / 18 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهرت حركة الإخوان المسلمين في أوائل العشرينات.و مؤسسها حسن البنا عمل معلما في الإسماعيلية ثم مندوبا لمجلة الفتح التي يصدرها محب الدين الخطيب ثم انشأ مجلة (الإخوان المسلمون) اليومية ثم أسس مجلة (النذير) وعهد بتحريرها لصالح عشماوى. كما ترأس تحرير مجلة (المنار) بعد وفاة رئيس تحريرها الشيخ محمد رشيد رضا، واستأجر مجلات النضال والمباحث والتعارف وسواها.تعتبر رسائل البنا أهم مفردات منهج الإخوان وهى أكثر من عشرين رسالة ويروى أن حسن البنا أسس وهو في الثانية عشرة جماعة(النهى عن المنكر ) ثم انضم لحلاقات ذكر صوفية في جماعة إخوان الحصافية والتقى هناك بأحمد السكري وأسسا معاً جمعية الحصافية ثم التحق بدار العلوم في القاهرة عام 1923 ثم كون مع زملاءه جماعة يمكن اعتبارها النواة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين كانوا يخطبون في المساجد والتجمعات الشعبية, أسست جماعة الإخوان عام 1928 ,الهيكل القيادي للإخوان كان مكتب الإرشاد ويعمل تحت أمره المرشد العام وهو بمثابة مجلس شورى ,كان أول تبرع مالي تلقته الجماعة من شركة قناة السويس الفرنسية وقد أكد البنا ذلك وقال أن التبرع كان خمسمائة جنية وهو مبلغ كبير بمقياس هذا العصر وعند حل الجماعة عام 1948 أتضح أنها كانت أغنى الجمعيات والأحزاب السياسية في مصر. لقد ظل البنا ينكر علاقته بالسياسة طوال عشر سنين لكنه ما أن قوى عودها حيث بلغ عدد شعبها 200 شعبة على مستوى مصر حتى أعلن على صفحات مجلة (النذير) أن الجماعة سوف (تنتقل من دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال) كان العمل يسير في الجماعة بنظام البيعة التي استند فيها البنا إلى حديثين شريفين الأول ( من مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة الجاهلية ) والثاني (يقول من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه أن استطاع فان جاء آخر ونازعه فاضربوا عنق الآخر) ولم يكن البنا يقبل من أتباعه الذين بايعوه بأقل من السمع والطاعة دون نقاش وكان البنا عنيفا مع معارضيه فقد دب خلاف في شعبة الإسماعيلية وحاول البعض التمرد عليه وابلغوا النيابة عن مخالفات مالية وجمع أتباعه حيث اعتدوا على المخالفين بالضرب وبرر ذلك بان المخالفين قد تلبسهم الشيطان وزين لهم ذلك وان من يشق عصا الطاعة فاضربوه بالسيف كائنا ما كان.. يذكر محمود عبد الحليم احد قادة الجماعة في كتابه (الإخوان.. أحداث صنعت التاريخ) انه ترأس مجموعة من الإخوان تخصصت في التجسس على الأحزاب وانه كلف مجموعة من المتمرسين من أعضاء الجماعة للتعرف على اتجاهات الهيئات السياسية والحزبية الأخرى وهذه المجموعة لها القدرة على التكيف مع جو الهيئة والحزب المراد التجسس عليه تكيفا يشعر المسئولين فيه أنهم اخلص العاملين لحزبهم أو هيئتهم وبذلك يدخلون الجلسات السرية.. وصل الأمر بهم أنهم تجسسوا لصالح أجهزة القمع في حكومة صدقي باشا سنة 1946، فمثلاً تمكنت حكومة صدقي بفضل مخبري الإخوان من إفشال إضراب العمال في شبرا الخيمة من اجل حقوقهم الشرعية وهو ما تكرر في مظاهرات الطلبة في هذه الفترة ضد الاحتلال فكانوا يعملون من اجل إحباط المظاهرات حيث ينضمون إلى الصفوف ويطالبون الطلبة المتظاهرين بفض المظاهرة لان ذلك حرام وبدعة ولم تعرف في العهد الأول للإسلام فإذا فشلوا ساعدوا البوليس في القبض على المتظاهرين وكتبوا تقاريرهم في زملائهم. ويذكر وكيل الجماعة الدكتور إبراهيم حسن الذي قدم استقالته احتجاجاً على هذا التصرف الذي رأى انه لا يتفق مع تعاليم الإسلام أن حسن البنا ساوم على أن يدفع الوفد للإخوان مبلغا وقدره خمسون ألف جنيهاً في مقابل الانضمام إلى الوفد في كفاحه ضد حكومة الأقلية المعادية للحركة الوطنية ويضيف انه غضب وقال انه لا يعتقد أن الإخوان يمكن أن يرضوا بذلك فقال المرشد( ليه يا آخى إحنا حان صرفهم على الحركة الوطنية وعلى المسجونين والمقدمين للمحاكمة وعلى أهلهم وعلى فصل من عمله بسبب الحركة) فقال وكيل الجماعة أن هناك طريقة اشرف من هذه وهى أن نقدم اقتراحا إلى لجنة الاتصال التي تم تشكيلها لهذا الغرض بعمل صندوق خاص بالحركة وسيدفع المشتركون فيه بقدر ما يستطيعون ولكن البنا رفض ويذكر وكيل الجماعة المذكور انه في اليوم التالي قابل وزير الخارجية في حكومة صدقي باشا وانه قد استراح إلى طلب الوزير في أن تكون معارضة الإخوان هادئة خالية من كل عنف نظير أن الحكومة ستكون معهم على أحسن حال وتساعدهم على أعمالهم وسير دعوتهم مع العلم أن حكومة صدقي كانت في هذا الوقت تعتقل أكثر من ألف من عناصر الجماعة وتشرد العديد من الموظفين والطلاب المنتمين لها. ولقد هاجم ثلاثة من قيادات الجماعة هذا التصرف الذي لا يمت إلى تعاليم الإسلام وقالوا أن المرشد يقوم بمناوراته واتفاقاته السياسية من وراء ظهرهم فثار البنا ورأى وقف هؤلاء الثلاثة ومنهم اثنان هما وكيلا الجماعة وكانت تهمتهم تسريب أسرار الجماعة ولقد قيل وقتها أن شخصية كبيرة طلبت منه إصدار قرار بوقف هؤلاء الثلاثة.. وظهر داخل الجماعة ما عرف بالنظام الخاص فقد بدا المرشد منذ عام 1935 في تكوين نظام الكتائب داخل الجماعة و الذي تبلور من خروجه مع أعضاء الجماعة بعد صلاة العشاء إلى الخلاء لقراءة القرآن والتدريبات الرياضية بعدها تطور الأمر إلى ما اسماه بفرق العمل التي كانت عبارة عن كتائب صغيرة (كتائب أنصار الله ) تضم الخاصة من المؤمنين ليفرز منهم من يصلح للجهاز الخاص الذي تكون من مجموعات كل مجموعة لها أمير ولا تعرف أفراد المجموعة الأخرى و إمعانا في السرية كلفت هذه أفراد المجموعات بالانسحاب من شعب الجماعة حيث كانت البذور الأولى في نظام الكشافة والجوالة التي بلغت أربعين ألف عضو وقد واتتهم الفرصة بنشوب حرب فلسطين حيث شاركوا فيها تحت شعار ( رهبان الليل وفرسان النهار) وبذلك سمح للتطوع فيها وبالتالي تدربوا على السلاح والقنابل ومبادئ التكتيك العسكري وقد تولى هذه العمليات الصاغ محمود لبيب الذي كان ضابطا بالجيش وأحيل إلى الاستيداع ونتيجة لاشتراك للنظام الخاص في حرب فلسطين حقق الشهرة والانتشار الشعبي الكافي وبدا الجهاز بعد تسليحه وتدريبه في تنفيذ عمليات على محورين, اغتيال موجه ضد قوات الاحتلال واغتيال موجه ضد رموز الحكم وكان يرأسه عبد الرحمن السندى وكان مكونا من عدة جماعات الجماعة مكونة من خمسة أشخاص على رأسهم واحد والشعبة المهمة بها عدة جماعات وكل جماعة يرأسها واحد وتتدرج على نظام هرمي يرأسه السندى ومعظم هذا النظام في القاهرة واهم الجرائم السياسية التي قام بها الجهاز الخاص ضد نظام الحكم [ قتل احمد ماهر رئيس الوزراء بيد محمود العيسوى في مجلس النواب 1945 / قتل القاضي الخازندار الذي حكم على أفراد الجماعة أمام أولاده مارس 1948 / محاولة الاعتداء على النحاس باشا آخر نوفمبر 48 / اغتيال النقراشي أمام وزارة الداخلية ديسمبر 48 / محاولة نسف دار محكمة الاستئناف بباب الخلق بوضع حقيبة متفجرات والهدف نسف مكتب النائب العام بما فيه من وثائق تدين جماعة الإخوان يناير 1949 ].. قبل المرشد دعماً آخر في بداية نشأة الجماعة من إسماعيل صدقي وكان المرشد صديقاً لعلى ماهر داهية القصر والموصوم بعلاقات مريبة خارجية وبعد أن قويت الجماعة بدأ المرشد في إرسال الدعاة إلى البلاد الإسلامية ونجح في إنشاء نواة لها في حمص وحلب ودمشق ولبنان والهند وباكستان واندونيسيا في سبتمبر 1948.أسست الجماعة مصنع الإخوان المسلمين للغزل والنسيج بشبرا الخيمة تولى إدارته محمد شريف رئيس قسم العمال بالجماعة وكان المصنع يضم 40 آلة و 60 عاملاً وفى ديسمبر 48 امتلكت الجماعة شركات ( شركة الإخوان للصحافة / شركة الإخوان للطباعة / شركة الإعلانات العربية / شركة المعاملات الإسلامية / الشركة العربية للمنجم والمحاجر / شركة التجارة والأشغال الهندسية / شركة التوكيلات التجارية بالسويس / مزرعة العركى 800 فدان ) وعلى الجانب الاجتماعي انشأ دور حضانة وتحفيظ القرآن . في يناير 48 أعلن البوليس انه اكتشف بمحض الصدفة مجموعة من الشبان تتدرب سراً على السلاح في منطقة جبل المقطم وضبط 165 قنبلة ومجموعات من الأسلحة وقال زعيم المجموعة سيد فايز احد قادة النظام الخاص أن التدريب من اجل فلسطين وإنهم اشتروا السلاح من العرب البدو وتحت ضغوط ووساطات أفرج عنهم وفى مارس 48 قتل الخازندار واكتشف وجود نظام خاص للإخوان وفى 20 يونيو 48 اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود و 19 يوليو تم تفجير محلى شيكوريل واراكو وبعد الهدنة الأولى في حرب فلسطين وفى أواخر يوليو وأوائل أغسطس توالت الانفجارات في ممتلكات اليهود في العاصمة وكان الضحايا كثيرين واكتشف البوليس ترسانة سلاح ضخمة في عزبة الاسماعيلية يمتلكها الشيخ محمد فرغلى قائد كتائب الاخوان في حرب فلسطين وفى 15 نوفمبر 48 ضبطت سيارة جيب مصادفة وجمعت 32 من أهم كوادر الجهاز الخاص ووثائق وارشيفات الجهاز بأكمله بما فيها خططه وتشكيلاته وأسماء كثير من قادته وأعضائه وقتل حكمدار العاصمة سليم زكى أثناء الاشتباك مع طلبة الإخوان في كلية طب القصر العينى وحاول البنا بعد أن أصدر الحاكم العسكري بإيقاف صحيفة (الجماعة) أن يتصل بالملك وابراهيم عبد الهادي رئيس الديوان الملكى وعبد الرحمن عمار صديقه الشخصي ووكيل وزارة الداخلية وعلى اثر الحل الذى كان في 8 ديسمبر 48 فصل 150 موظف وشرد من القاهرة الوجه القبلى 500 موظف وابعد عن كليات الجامعة والمدارس الثانوية نحو الف طالب وبعد مقتل النقراشى 28 ديسمبر 48 اعتقل حوالى 4000 اخوانى وتعرضوا للتعذيب الوحشى وكذلك اسرهم وامام هذا الانهيار الكبير وتفتيت الجماعة التي بلغت خمسمائة شعبة تنتشر في انحاء البلاد تخبط البنا واصبح في صراع ما بين اعضاء جماعته وبين الملك والحكومة التي كان على علاقة طيبة بهم ويخدم مصالحهم وفى محاولة منه لاستعادة الجماعة قدم تنازلات كثيرة طلبها رئيس الوزراء الجديد ابراهيم عبد منه فجعله يصدر بياناً بان منفذى هذه العمليات ليسوا (اخواناً وليسوا مسلمين ) مما افقد المعتقلين قوتهم واستسلموا تماما بل وبعث بعضهم بتهديدات للبنا بالقتل وبعد أن احس البنا بانهم قرروا القضاء عليه وعلى جماعته كتب رسالة القول الفصل التي لم تنشر إلا بعد قتله هاجم فيها الحكومة وقال أنها تعرف مصدر السلاح ثم اغتيل بامر من رئيس الوزراء في 12 فبراير 1949 امام جمعية الشبان المسلمين ويقول الإخوان انه ترك ينزف دون علاج حتى الموت مع ملاحظة أن الحكومة اعتقلت كل القيادات ماعدا البنا .. وبقرار الحل اتجه الإخوان إلى العمل السرى واتصلوا بالجماعات السرية الأخرى وقيل كلام حول اتصالات بين البنا والسادات .. وظلت الجماعة بعد مقتل البنا عامين دون مرشد وتم عودة الجماعة مرة أخرى وانتخب حسن الهضيبى الذى استقال من سلك القضاء عام 1950 وتم انتخابه عام 1951 مرشداً عاما وحول اختيار الهضيبى يقول هنداوى دوير مسئول خلية في النظام الخاص أن الينا ترك مائة شخص أو أكثر كلهم متساوون ولا يدينون لاحد بالولاء والبنا كان يضم للجمعية التاسيسية اناساً لا صلة لهم بالاخوان المسلمين فمثلاً واحد من النيابة خرج برشوة وانضم بعد ذلك عضو في الجمعية التاسيسية . الواقع أن البنا كان يضعهم جميعا في الظل لأنه رجل عملاق ولما اغتيل لم يكن للهيئة التاسيسية قوة ادارية أو صفة اختلفوا ولم يتفقوا على شخص منهم فرؤى اختيار احد الناس القريبين من الاخوان وله اتجاه اسلامى فرشح الهضيبى وانتخب انتخاباً حراً على ما نعلم في مارس 1954 انقسم اعضاء الهيئة التاسيسية للاخوان المسلمين إلى ثلاثة اقسام الاول يؤيد الثورة وفريق آخر محايد والفريق الثالث يرى أن الثورة تعارض الاتجاه الاسلامى وهذا افقد مكتب الارشاد سلطته واصبحت الاجهزة الادارية في الاخوان معطلة وسيطر الجهاز الخاص على الموقف وقام الهضيبى أول ما جاء بفضل السندى وبعض زملائه من الاخوان وقيل أنهم عينوا قيادة أخرى لهذا النظام ثم هرب عبد المنعم عبد الرؤوف وهو من مجلس قيادة الثورة وتولى النظام الخاص ونظمه إلى جماعات كل جماعة من سبعة وكل اربع جماعات تكون فصيلة وهذه الفصيلة تسلح بالاسلحة مدافع وقنابل وطبنجات . وتم حل الجماعة في يناير 1954 وبعد حادثة محاولة اغتيال عبد الناصر توالت عملية الضبط لتنظيمات جديدة انشأها الاخوان احدها خاص بتمويل اسر المسجونين والمعتقلين يناير 1955 والاخر لجمع التبرعات لنفس الغرض مارس 1955 وباستمرار الضربات المتلاحقة كان لابد للمركز أن يبحث عن موطن جديد وبالفعل نشأ وكان في باكستان ومن بين الاعضاء النشطين لهذا الفرع الباكستانى كان أبو الاعلى بالمودودى الذى كان يصدر جريدة في كراتشى اسماها ترجمان القران وحينما اختفى تثير المركز في القاهرة أصبحت له سلطة في ترجمة الافكار الاسلامية دون توجيه من القاهرة وكان وضع المسلمين في باكستان مختلف عنه في مصر والدول العربية مما أثر على فكر بالمودودى وبدأت فكرة الجهاد لديه وراح يفرق بين مرحلتين الاستضعاف وهى فترة الاعداد التي تستغرق فيها الجماعة الاسلامية ومرحلة الجهاد بعد أن تستعد الجماعة تخرج من عزلتها وتتولى زمام الامور عن طريق الجهاد وكان بالمودودى صاحب فكرة الحاكمية لله التي تقابل حاكمية البشر التي تتمثل في العلمانية القومية والديمقراطية وقد وصلت افكاره إلى مصر في ظروف الضغط على الجماعة وقد نشرها سيد قطب في كتبه وقد كان شاعراً وناقداً ادبياً وألف عدة كتب في الاصلاح الاجتماعي انتسب قطب إلى الاخوان عام 1953 فشارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للجماعة تمهيداً لتوليه قسم نشر الدعوة واعتقل بعد حادث المنشية 1954 وقد الف وهو في السجن كل كتبه التي أصبحت منهاجاً للجماعات الاسلامية ولبعض اعضاء الاخوان وفى 1965 كانت افكار سيد قطب محرك دفع بعض جماعات الاخوان إلى تخطيط عمليات انقلابية تبدأ بضربات للدولة ومؤسساتها وقد اعدم عام 1966 وقد اعلن الهضيبى تبرئه من أفكار قطب واتباعه وظلت حال الجماعة في تدهور حتى تولى عمر التلمسانى منصب المرشد العام 1974 حيث استقرت في عهده الجماعة بتحالفها مع السادات الذى قام في 15 مايو 1971 بما سمى حركة التصحيح وتحالف مع الاخوان واخرج اولى دفعات الاخوان المعتقلين عام 71 وتوالت الدفعات حتى عام 1975 حين اصدر العفو العام عن المسجونين في قضايا سياسية قبل حركة التصحيح وكان التلمسانى أكثر مرونة لذا قبل التحالف , بعد وفاة حسن الهضيبى اجتمعت قيادات الجهاز الخاص لترتيب اوضاع الجماعة متجاهلة القيادات الشرعية اى أعضاء الهيئة التأسيسية واعضاء آخر مكتب ارشاد قبل حل الجماعة عام 1954 وقاموا باختيار مرشد سرى وطالبوا الاخوان ببيعته فرفض الكثير سواء من كان بداخل مصر أو من اقام في دول الخليج وخاصة السعودية، وبعد فترة من هذا الرفض ذهبوا إلى التلمسانى وطلبوا منه أن يكون المرشد حيث انه اكبر اعضاء مكتب الإرشاد سناً ويلقى قبولاً من كل الاطراف وسيطر رجال الجهاز الخاص على الجماعة وظل أعضاء الهيئة التأسيسية ومن بقى من أعضاء الإرشاد المشار إليه يعتبرون أن هؤلاء ليسوا القيادة الشرعية ثم تولى محمد أبو حامد أبو النصر مرشداً عاماً 1986 في فترة توليه مرشداً دخل اكبر عدد من الاخوان في مجلس الشعب وشهدت الجماعة نمواً مطرداً ثم تولى مصطفى مشهور الذى أوجد فكر التنظيم الدولى حيث أن دعوة الاخوان انتشرت كمدرسة وانتقلت الفكرة لعدة دول عربية في وقت مبكر مثل السودان وسوريا والاردن . ولكن لم يكن هناك تنظيم يربط بين هؤلاء والجماعة الأم في مصر إلا الارتباط الفكرى والادبى . وعندما خرج مشهور من مصر أعقاب قرارات التحفظ الشهيرة التي قام بها السادات في سبتمبر عام 1981 وفى الفترة من عام 1982 حتى 1986 تنقل بين الكويت وألمانيا وأسس فيها ما عرف باسم التنظيم الدولى للاخوان ، وهو يتكون من تشكيلين أساسيين هما مجلس شورى التنظيم الدولى ويتشكل بنسبة انتشار الاخوان في الأقطار المختلفة ، ثم مكتب الإرشاد العالمى ويتكون من المرشد إضافة لثمانية أعضاء من بلد المرشد وعدد آخر ينتخب من مجلس شورى التنظيم الدولى بنسبة توزيع الإخوان في باقى الاقطار المشاركة في التنظيم .. ثم أجهزة وتشكيلات فنية تابعه لهذا التنظيم ومنذ تشكل هذا التنظيم وضعت له لائحة لم يتم الالتزام بها ولا مرة واحدة في قضية اختيار المرشد ثم تولى بعده مأمون الهضيبى ابن حسن الهضيبى ويلاحظ أن اختيار المرشد لم يخضع ولو لمرة واحدة للانتخابات من قبل القاعدة بل غالباً ما يختار المرشد في السر من قبل النظام الخاص أو مكتب الإرشاد أو بعض كبار الاخوان سناً ويعلن الخبر على الأعضاء دون حتى أن يلتزموا بمبدأ الشورى كما يلاحظ أن اعتبارات اختيار المرشد اعتبارات ذاتية نابعة إما من وضعه الاجتماعي أو كبر سنه أو علاقاته الطيبة مع باقى القيادات ولا اعتبار لمدى ما بذله من أعمال داخل الجماعة أو لاختيار الأغلبية له ولمدى شعبيته بين مجموع الاخوان وهذا ناتج عن أن تنظيم الاخوان تنظيم تراتبى لا يهتم بالقاعة من جماهير الاخوان بل يتعامل معهم كقطيع كما أن هنالك مشكلة يعانى منها الاخوان حالياً وهى الانفصال بين الجيل القديم والجيل الجديد حيث أن الاجيال الجديدة التي اختلفت عن القادة الشيوخ الذين انقطعت صلتهم بالعمل العام وعاشوا فقط على ذكريات الماضى كانت هذه الاجيال الجديدة رافضة للجمود الذى اتسمت به الحركة وافتقاد الجماعة للديمقراطية وسيادة الشكل العسكرى والغلو التنظيمى على حساب العمل الاسلامى في وجهة نظرهم وانعدام قنوات الحوار وافراغ الساحة لمن يقدمون الولاء العاطفى وهو ما جعل الجماعة في حالة طرد مستمر لافرادها فضلا عن الملاحقة المستمرة للمجددين داخل الجماعة ومن انفصل عن الاخوان القرضاوى وكمال الهلباوى وحازم أبو اسماعيل ابن الشيخ صلاح أبو اسماعيل والدكتور ابراهيم بيومى غانم والدكتور حامد عبد الماجد والدكتورة هبه رءوف وهشام جعفر فضلا عن مجموعة ممن اشتهرت أسمائهم مثل أبو العلا ماضى ود. محمد عبد اللطيف ود. صلاح عبد الكريم والمهندس محمد السمان وخرج كثيرون ولم يبق إلا مجموعة قليلة من الشباب وفى هذه الأيام تولى مرشد جديد اسمه مهدى عاكف له تاريخ في السجون والمعتقلات وقد أصبح مرشداً بحصوله على تسعة اصوات من خمسة عشر هى اصوات اعضاء مكتب الارشاد وقد حوكم بتهمة تهريب عبد المنعم عبد الرؤوف عضو مجلس قيادة الثورة وكانت تتصدر اسمه الصحف الرئيسية (الحكم باعدام خمسة من زعماء الجهاز الخاص عبد الله الريس ومهدى عاكف وعبد المعطى وعلى نويتو وحجاج ) واعتقل وقدم للمحاكمة العسكرية عام 1996 بتهمة مسئوليته عن التنظيم العالمى للاخوان المسلمين وحكم عليه بثلاث سنوات ليخرج من السجن عام 1999 ومن الواضح أن المرشد الجديد لم يلق قبول الجميع فقد اعترض عليه ستة اصوات من خمسة عشر . والجدير بالذكر أن الاخوان الآن يتمتعون بفترة تصالح وازدهار واستطاعوا أن يتوغلوا داخل النقابات ويحتلوا المقاعد القيادية فيها مثل نقابة المحامين والصحفيين عن طريق التحالف مع القوميين والناصريين كما أصبح لهم تواجد كبير نسبياً داخل مجلس الشعب بعد حصولهم على 18 مقعدا وما تزال حالة الشد والجذب بينهم وبين الحكومة مستمرة لكن رهان الإخوان الآن على النموذج التركى الذى تقبله أمريكا وكان هذا واضحاً في مفاوضات النادى السويسرى التي خطط لإجرائها سعد الدين ابراهيم رجل أمريكا النموذج بالمنطقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ملف الاسلام السياسي الذي نشر بجريدة الانباء العالمية الثقافية



#سماح_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد قطب مفكر الاخوان وملهم الجماعات
- بورتريه لالبير كامو
- الرحيل-قصة قصيرة
- قبض .... قصة قصيرة
- حول حرية الصحافة
- محمد جبريل ينتقد مكتبة الاسرة !!!
- مرورمائة عام على مولد يحي حقي
- مش عيب !! قصة قصيرة
- هل التجمع حزب ثوري؟؟؟
- سيدات في سجون عبد الناصر
- طفل قصة قصيرة
- العمال في عهد ستالين
- دور المرأة في الحركة اليسارية المصرية والعمل العام
- اشتراكية ناصر الزائفة إلى عصر الضياع ....رحلة البرجوازية الم ...


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سماح عادل - الاخوان المسلمون البعد التاريخي