أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - دروس أولمبياد لندن














المزيد.....

دروس أولمبياد لندن


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست الحروب وحدها من تضع الدول في صدارة نشرات الأخبار، فنحن أدركنا بشكل كبير بأن سباحة صغيرة بإمكانها أن ترسم الفرحة لشعب كامل وهي تحصد ميدالية في الأولمبياد، ووجدنا بأن جامايكا البلد البعيد جدا عن العالم والذي لا أحد يعرف عنه شيئا سوى إنه بلد السرعة القصوى، وجدنا جامايكا تتصدر نشرات الأخبار، ليس بسبب حرب شنتها أو شنت عليها ، بل بسبب عداء وعداءة ،ورباعي من العدائين والعداءات قهروا السرعة وحطموا الأرقام ومنحوا بلدهم الذهب والسمعة الطيبة.
شعوب تصنع لبلدانها تاريخ، ورجال يذرفون الدموع حين يعزف السلام الوطني لبلدانهم ، وتلك الأثيوبية التي لم ينقطع بكائها منذ أن توجت بالذهب حتى اعتلت منصته، وازدادت دموعها مع كل نغمة من نشيد بلادها.من تابع لندن 2012 من العراقيين كان يتمنى أن يعود ذلك الرباع الذي منحنا وساما وحيدا في تاريخ الألعاب الأولمبية، لا لشيء بل لكي نذرف دموع الفرح في هذا الزمن ، ليت عبد الواحد عزيز في لندن الآن، لكي نتعلم منه معنى الوطن ومعنى النشيد الوطني ومعنى الراية التي ترفع بين الرايات .
أكتشفنا في الأولمبياد بأن أبناء فرنسا ظلوا ينتظرون دراجهم الصغير وقافز الزانة اللذين حملا الذهب لمدينة النور ، أكتشفنا بأن البريطانيين يشجعون رياضيهم حتى وهم يخسرون ، أشياء كثيرة اكتشفناها ، لعل أهمها بأن تاريخ ألأمم يختلف عن تاريخنا ، تاريخنا محفوف بالحروب ومحاط بالسيوف وتنبعث منه روائح الموت وسقوط المدن والخطوط ، أما تاريخ جامايكا والبهاماس وغيرها من الجزر البعيدة فإنه تاريخ يكتب الآن ولن يتوقف عند محطة من المحطات كما توقف تاريخنا مرات عديدة.
أما نحن فقد ابتلانا الله بأولمبياد من نوع آخر ، سباق سيء بين أطراف همها الوحيد أن تجعلنا نبكي من الألم وليس من الفرح ، في عز توقف ساسة العالم عن مزاولة أعمالهم المعتادة وهي السياسة ، توقفوا إحتراما للحدث الأكبر في العالم لندن2012 وتركوا شعوبهم تستمتع بما يصلها من بث حي ومباشر ، فقط حكامنا العرب لم يمنحونا مهلة التمتع ، وجعلونا نغادر القنوات الرياضية لنتابع إمداداتهم العسكرية والإعلامية للمدن السورية التي حولوها لخراب والحمد لله ، وجعلونا نقف مذهولين أمام بكائهم القوي على الشعب السوري وطعناتهم القوية للشعب البحريني ، وفي العراق صمت البعض ونطق البعض الآخر وفي داخل البعض كان يدعو الشيطان أن لا تفوز دانه حسين لكي لا يرفع علم العراق ، لا أدري لماذا أبتلينا بهكذا نماذج قاصرة في السياسة وبارعة في الأزمات.
وكنت في أمسية رمضانية مع ألأصدقاء نتابع سباقات لندن ، قال أحدهم من هو رئيس جامايكا ورئيس وزرائها ورئيس مجلس نوابها ؟ ضحكنا جميعا لأننا لا نعرف من هو وكل ما نعرفه عن هذه الجزيرة علمها ونشيدها ورياضييها ، أحدنا أجاب بالتأكيد جامايكا بلد ليس للمحاصصة مكانا فيه ،وإلا لما تقدموا بهذا الشكل ، وأكيد أيضا ليس فيها قاعدة وبيشمركة وميليشيات ، وربما ليست فيها ديمقراطية أصلا.والأهم بأن لا دول مجاورة لها تتدخل في شؤونها السياسية والرياضية . ولا أظن إن فيها من يشكك بالقضاء ويرتاب منه ، والأهم ليس فيها من السياسيين من يضع قدم في الحكومة وقدم في المعارضة وليس فيها كواتم صوت سياسية ، وليس فيها فلول للنظام السابق تتصيد بالماء العكر ولا كامرات خفية ينصبها الساسة بعضهم للبعض الآخر ، أنها جامايكا جزيرة السرعة.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاشر من اغسطس
- رواتب السياسيين
- شكرا لكامرة الهاشمي الخفية
- المركبة الفضائية بابل تصل المريخ
- تأملات عراقية
- نفطكم علينا
- الهاشمي والفارس والإرهاب
- لاجيء سوريا ومزايدات البعض
- الصعود للدكتاتورية
- الدولة الكردية والدولة العربية
- حماية الشباب العراقي
- الدولة الكردية في العراق
- محافظة ديالى والتغيير المطلوب
- الدمقراطية والتيار الديمقراطي في العراق
- طارق الهاشمي ونظرية المؤامرة
- حديث القمة العربية
- العرب وأسئلة ما بعد الثورات
- قراءة لقانون وزارة التربية
- أية مبادرة ننتظر ؟
- المشهد العربي والمشهد العراقي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - دروس أولمبياد لندن