أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - انتاج التخلف














المزيد.....

انتاج التخلف


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 19:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انتاج التخلف

تكرار التجارب السابقة والتي حُكم عليها بالفشل ليس بأمر هين خاصة في مجتمعات تعتمد في الاصل على آلية التقليد على اغلب الاصعدة المتحكمة بآلة التدوير الحياتي فيها، وهذا ليس منطقاً مبتكراً بقدر ما هو منطق مفروض لظروف متنوعة يرجعها ابناء المجتمعات تلك الى التسلط وعدم اعطاء الحريات واختفاء روح الاستقلال،، وعلى الرغم من ان الامر من وجهة نظري تبريري اكثر ما هو منطقي لكون الشعوب الواقعة في ظروف اقسى من تلك نهضت بصورة فعالة خلال نصف الفترة التي استوعبتها هذه المتجعات، فانها لم تزل تتقيد بتلك الافكار التقليدية البليدة.
وعلى هذا الاساس نحاول رصد بعض الظروف المتمكنة في عقلية افراد هذه المجتمعات، من ساسة ومفكرين ومثقفين واقتصاديين وعسكريين ورجال دين ولاهوت،، الذين يرون في كل فعل خارج عن اطار رؤيتهم، مبرمج وصادر على اساس نظرية المؤامرة التي تعد من اشد الآفات فتكاً بهولاء،، وهذا ما يدفعهم دائماً للتبرير عن قصرهم وتقصيرهم بالماضي وعقدة الاضطهاد والانظمة الفاسدة التي حكمت اغلب هذه المجتمعات،، ولكنهم مع ذلك يتناسون عمداً ان عجلة الحياة لاتتوقف عند حدود مأساة او مصيبة او كارثة،، انما تستمد قوتها من عقلية الاستمرارية والبقاء ضمن اطار تجددي واع، وماعدا ذلك لايمكن الا ان ينتج التخلف ويغرس جذوره في الاجتماع،، وبهذا يكون المجتمع ذا اطار مرصع ومزهر،، لكنه من الداخل متخلف جذرياً، وتؤثر الصفة التخلفية هذه على كل الاصعدة الحياتية سواء أكانت سياسية لاسيما تلك المواقف السياسية التي لاتصمد امام التحديات الخارجية لأنها في الاصل مواقف انفعالية غير واعية بتقنية المصالح الدولية والاقليمية من جهة، وبالامكانيات المتوفرة بعيداً عن التباهي والتناحر والشعارات والاقوال البعيدة عن الافعال من جهة اخرى.
اما على الصعيد الاقتصادي يبرز واقع الحال بصورة مشعة ظاهراً،، حيث رؤوس الاموال متوفر لكنها غير منتجة انما اتكالية على انتاج الغير،، فكل المقدرات الانتاجية نجدها تعمل بتقنية الشراكة، سواء من السلطة ام من الطبقة البرجوازية المتحكمة بالسوق والسلع مع واجهات لشركات خارجية اجنبية تحفر على ارضية خصبة لتناميها الثنائي المادي والتوغل في صميم حياة تلك المجتمعات بدوافع اخرى مبطنة وظاهرة في آن واحد، وحتى في المجال العمراني والايدي العاملة لاتوظف تلك الاموال الا من خلال تقنيات خارجية،، وذلك ما يؤثر في الاجمال على الميزان الديموغرافي ايضاً وذلك من خلال جذب الايدي العاملة بصورة كبيرة، وهذا ما يبرز سمة الاتكالية على القوى الخارجية بحيث ان اختيار الانماط الانتاجية هذه لاتتناسب مع الامكانات العقلية والعضلية والانتاجية الداخلية فتغرس استراتيجية تلك القوى في الداخل،، وهذا بالضبط ما يؤدي الى الاعتقاد بأن هذه الانماط الانتاجية انما تعتمد على قوة عمل وفيرة وليس على وسائل الانتاج ونوعيته، فتخلق سمة اخرى في العمل الاقتصادي الداخلي وهي الكمية البعيدة عن النوعية،، ولعل ذلك يعد ايضاً من اهم الافات التي تنهش بجسد المجمتع داخلياً وخارجياً، ومن الناحية الاجتماعية نلامس تفسخاً واضحاً في البنى الاجتماعية التي انسخلت من جلدها وانغمست في دوامة التحديث المقلد بعيداً عن الاستيعاب التدريجي للعملية التحديثية الواعية من جهة،، ومعرفة ضرورة التدريج التحديثي من جهة اخرى، فتكون الحصلية الاجمالية زيادة انتاج التخلف من خلال شباب لايمكنه تحمل اعباء المرحلة ولا المساهمة في العملية البنائية لكونه في الاصل شباب مقلد مشترك في العملية التحديثية من خلال آلية الاستعمال فقط وثقافة التقليد اللاواعي، وليس لكونه مساهم في التأسيس والانتاج، لأنه حصيلة انتاج التخلف السابق الذكر في المجالات والاصعدة الاخرى.
كما على هذه الاصعدة المذكورة نلامس انتاجاً تخلفياً واضحاً فاننا يمكننا ان نقارنها باغلب الاصعدة الحياتية الاخرى المذكورة سابقاً، والتي تكون في النهاية تحصيل حاصل للعمليات المقننة السابقة واقول المقننة لانها تقنن وتشرع قبل ان تعلن من الجهات المعنية في هذه المجتمعات، حتى الجهات الدينية واللاهوتية انما هي في مجتمعاتنا عجلة تدور ضمن اطار غير بناء وغير مثمر بل هي اداة اخرى لانتاج التخلف سواء من خلال ممارساتها اللاعقلانية البعيدة عن صميم الايمان بما هي تنادي به، وهذا ما يتضح من المواقف الغير مستقرة والاضطرابات التي تخلفها وراء بعض المفاهيم والتأويلات الغير منطقية والتي افرزت احداث وصور لاتتناسب والعقائد التي تدعوا اليها.
واجمالاً فان اشكالية هذه المجتمعات لاتتوقف عند التخلف والابتعاد عن المضمار التجديدي الواعي فحسب بل اصبحت هي مصنع انتاجي واضح للتخلف نفسه، وذلك ما يجعلنا نعيش دوامة الحياة عبر سلسلة من التقلبات والتغييرات واللااستقرار على جميع الاصعدة.





#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليها / جوتيار تمر
- مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان
- التطور التدويني لظهور تسمية كردستان في المصادر التاريخية
- المالكي بين الشرعية الانتخابية الوطنية والتبعية الخارجية
- مواقف تخاذلية تجاه القصف الايراني للمناطق الكردية
- قصتان قصيرتان
- قصص قصيرة جداً
- قراءة بعنوان (استقراء مكاني- انتمائي- لزمنية حالمة) في نصوص ...
- -الانجذاب الانساني نحو خلق الجديد عبر تموجات الحلم- رؤية في ...
- جمعية الشعراء الشباب ضرورة مكانية وزمانية
- بدل رفو يعزل لحناً جديداً عبر مواويل الشتاء
- من اسفار سندباد
- منطق الغباء السياسي
- قراءة في نص- التشكيك- للشاعر مسعود سرني
- مشكلة الوعي
- التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي
- المكونات الخارجية المؤثرة في شعر عبد الرحمن المزوري
- كلمة للتاريخ


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - انتاج التخلف