أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - البحر الأحمر - رقم 3















المزيد.....

من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - البحر الأحمر - رقم 3


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 11:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة .. البحر الأحمر - المحيط الهندي - البحر المتوسط – الخليج العربي ؟ - رقم 3
مقدمة سريعة .. عن البحر الأحمر
الموقع : البحر الأحمر هو ممر مائي مهم يصل حوض البحرالأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس من الشمال و باب المندب من الجنوب .. بعضهم يصفه بذراع ضيقة وطويلة للمحيط الهندي- وبين خليج العقبة وخليج السويس شبه جزيرة سيناء .

تقع على ساحله الشرقي من الشمال فلسطين والأردن حتى السعودية واليمن جنوب شرق , و الغربي الشمالي مصر السودان وأرتيريا وجيبوتي جنوباً .
من أسمائه : يسميه العرب بحر ( القلزم ) , البحر الأحمر ترجمة للكلمة اليونانية ( إريتراثالاسا ) , واللاتينية ميرروبروم بدلاً من الكلمة سينوس أرابيوكس التي تعني ( الخليج العربي ) , وفي الصومالية = باداكاس , والتجرينية = جيه باهرلي .
والبحر الأحمر هو جزء من حفرة الإنهدام الطويلة الذي حدثت في القشرة الأرضية في عصور سحيقة , الممتدة من شمال سوريا حتى أثيوبيا . ويفصل البحر قارة اّسيا عن أفريقيا في قسمها الشمالي الغربي

تبلغ مساحته حوالي 2,438000 كم مربع وطوله = 250, 2 كم .. أوسع نقطة له تصل إلى 355 كم , وأقصى عمق له 600 , 2 م ومتوسط العمق = 491 م ,
مناخ البحر الأحمر : البحر الأحمر ممر مائي مغلق تقريباً طويل وضيق مناخه حار ومياهه تتبدل مع مياه بحر العرب والمحيط الهندي عبر خليج عدن سخونة المياه في الجنوب – تبخّر المياه في الشمال لذلك نسبة الملوحة فيه عالية أكثر من أي ممر مائي في العالم بسبب نسبة التبخر العالية .. تسود فيه الرياح الموسمية لفصلين مختلفين : الرياح الموسمية الشمالية الشرقية والرياح الموسمية الجنوبية الغربية والرياح الموسمية تحدث بسبب فرق الحرار ة بين سطح الأرض والبحر – تسود فيه وتيارات محلية فجائية لا يمكن التنبؤ بها ولذلك السفن الصغيرة الملاحة صعبة فيه للسفن الصغيرة بسبب الرياح الفجائية و العواصف الرملية القوية فوق البحر ..
على جوانب شواطئه وخلجانه تقوم السياحة والمنتجعات البحرية ( إيلات ) والغردقة وشرم الشيخ والعقبة ومرسي علم – والغوص في أعماقه والصيد من ثرواته – الطحالب والأصداف الحمراء –

يقع البحر بين الأراضي القاحلة وشبه الصحراوية , والأسباب والظروف الأفضل لنمو الشعب المرجانية على طول البحر بسبب الأعماق وكفاءة توزيع المياه حين تتبدل بين مياه البحر العربي ومياه المحيد الهندي عبر خليج عدن ..

يوجد في البحر الأحمر 1200 نوع من السمك 10% بالمئة منها لا توجد في أماكن أخرى - يحوي الكثير من المعادن , ومكونات بركانية خاصة في جزيرة بريم البركانية , وفي مراحل جيولوجية سحيقة جفّ البحر, والاّن يتنبأ العلماء باتساعه إلى محيط .

على جانبيه ترتفع صخور عالية وحادة ضاربة للسمرة - شاهدت جزء منها في مدينة كسلا السودانية - وفي بعض الأماكن سهول ساحلية ضيقة تنحصر بين الصخور والبحر ..
تمر عبره الكثير من السفن البحرية لمختلف الاغراض المدنية والعسكرية كما مرت وتمر الناقلات والسفن قديما وحديثا حيث كان جزء من " طريق الحرير " البحري وهو من أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم .

***

قبل اكتشاف النفط وقبل زرع اسرائيل في منطقتنا , كان الموقع الجغرافي الستراتيجي والموارد المائية والمواد التي كانت تزخر بها بلادنا ومنطقتنا جعلتها هدف الطامعين والدول والشعوب والأقوام الأخرى تتصارع على ساحاتها وفي وبحارها وتمد شبكة الإتصال في كل اتجاه وقارة .

يا إلهي : خلقت لنا الجنّات والصراعات والحروب في حقل واحد ليكتب تاريخ البشرية من هنا وحتى نهاية العالم !؟

**

الصراع الدولي على البحر الأحمر .. والقرن الأفريقي
-----------------------------------------------------
بما ان البحر الأحمر هو جزء من التصدّع ( الخفس ) الإنهدامي الطويل الممتد من شمال سوريا حتى الحبشة ...
فالقرن الأفريقي هو ذاك الرأس الناتئ من اليابسة الناطح للبحرالأحمر, على شكل قرن في منطقة تعرف بإسم " رأس كورا دافوي " , ويصّوره الجغرافيون كنتوء جبلي ضخم يغوص برأسه في البحر فيشق الماء شطرين : الشمالي منه وهو البحر الأحمر والجنوبي منه هو المحيط الهندي , ومن ثم أطلقوا على المنطقة التي تقع فيها الصومال على امتداد سواحل خليج عدن الجنوبية وسواحل المحيط الهندي الأفريقية لغاية الحدود الكينية مصطلح : " منطقة القرن الأفريقي " , ووسّع الجغرافيون الرقعة التي يشملها هذا القرن العتيد فأدخلوا فيها بعض أقاليم سواحل البحر الأحمر الغربية – أرتيريا والسودان ودواخلهما ( أثيوبيا وكينيا ) – أن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية أوليفية ستيرن , وهو اول عضو في حكومة غربية يزور أثيوبيا منذ أن تولى منجستو هيلا مريام زمام الحكم في أثيوبيا , شمل اليمنين – الشمالي والجنوبي , والسعودية , في دعوته لدول القرن الأفريقي لعقد مؤتمر أقليمي لحل مشاكل المنطقة, وطموحها لشريان البحر الأحمرالحيوي لكل دولة مشاطئة له أو قريبة منه –

إن الموقع الاستراتيجي الهام لهذه المنطقة , جعل منها موضع أطماع للدول القوية في مختلف عصور التاريخ , فهي تقع كما مبيّن في أي خريطة عند ملتقى قارتي أفريقيا واّسيا على مدخلي البحر الأحمر – باب المندب, وقناة السويس - وهذا البحر كان ولا يزال أهم قناة تربط بين قارات العالم خاصة بعد فتح قناة السويس في عام 1869 , إن إيجاد موطئ قدم لأية قوة دولية قديماً وحديثاً طامحة في قيادة المنطقة العربية والبحر المتوسط أو العالم حديثاً طامعة في بقعة من شواطئه ظل مطلبًا أمنيا واستراتيجيا على مدى التاريخ ..

إن الذي يرفع من أهمية منطقة القرن الأفريقي امتدادها الجغرافي نحو خليج عدن والمحيط الهندي – فالساحل الصومالي يمتد في منطقة ( رحيتا ) الأرتيرية في خليج عدن إلى رأس غوار دافوي- ومنها إلى حدود كينيا لمسافة تزيد عن ألفين و500 كم في منطقة كانت ولا تزال طريقا بحرياً هاماً يربط شرق أفريقيا بالخليج العربي وبالقارة الاّسيوية –
***

الصراع على البحر الأحمر عبر التاريخ :
1 - كان المصريون القدماء أول من اهتم بالبحر الأحمر وجعلوا منه وسيلة للأسفار البعيدة بقصد الإتجار . ويذكر التاريخ أن ساحورع – من ملوك الأسرة الخامسة قد أنشا مواصلات بحرية مع بلاد ( البونت ) أي ألصومال , وجلب منها التبر والذهب والفضة .
وقد قامت الملكة حتشبسوت * ( 1520 – 1484 ق . م ) برحلة إلى بلاد البونت كما تبين أثارها في معبد الدير البحري في طيبة .
على أن المصريين القدماء لم يحتكروا التجارة في البحر الأحمر , فقد دخلت حلبة التنافس في عهود متأخرة من الحكم الفرعوني أقوام أخرى ...


2 - كان الفينيقيون في مقدمة هؤلاء الأقوام والشعوب التي اكتشفت البحر الأحمر وأهميته في المواصلات البحرية والتبادل التجاري . فقد أرسل ( حيرام ) ملك صور سفنه إلى البحر الاحمر لتأتي له بالذهب الذي اشتهر في تلك المنطقة . كان هذا قبل 2500 سنة من رحلة باربوسا البرتغالي في سنة 1500 م الذي جاء للغاية نفسها .

3 – حضارات الجزيرة العربية : لم يكن جنوب الجزيرة العربية بمنأى عن هذا التنافس بعد أن أقامت حضاراته الراقية معاقل لا يصل إليها عدو على جبال اليمن وحضرموت . سادت من مكانها الحصين مخارج ومداخل البحر الأحمر سيادة تامة , ولم يكن لأحد أن يعبر ذلك البحر قبل ان يدفع الجزية كاملة كما يشاء المتحكمون المالكون لناحيتي البحر . وقد أشار المؤرخ الإسكندري أقانسيدس إلى ثراء هذا الشطر من الجزيرة العربية وإلى قوته سنة 150 قبل الميلاد .

4 – اليمن .. وظهرت أصول الثراء الواسع هذا أول ما ظهرت في ( سبأ ) التي قامت على شؤونها ( الملكة بلقيس ) : ( أعطت سليمان مائة وعشرين صرّة من الذهب , ومقادير ضخمة عظيمة من البهارات وأخرى من الاحجار النفيسة , ولم يعرف الناس قبلها مقدارًا من البهارات كهذا الذي جلبته بلقيس لسليمان ) , كان ذلك قبل ثلاثة اّلاف سنة .

5- وتصارع البطالسة اليونانيون الذين حكموا مصر بعد وفاة الأسكندر المقدوني الأكبر مع التجار العرب للسيطرة على تجارة شرق أفريقيا والهند .
وأنشأ بطليموس الثالث ( 247 – 221 ) قبل الميلاد , ميناء عدوليس – 60 كم جنوبي مصوع في أرتيريا – كإحدى المحطات التجارية الهامة , كما كوّن بطليموس الثاني من قبل أسطولاً قوياً في البحر الأحمر , قام برحلة منتظمة الى قبلة أنظار البحار( الهند ) وأناط بموظفين متخصصين حماية السفن التجارية وحراستها حتى لا يتحرش بها لصوص البحار , فكانوا بمثابة شرطة بحرية . وقد تأثرت مصالح القوافل العربية في جنوب الجزيرة العربية والحجاز من جراء تدخل البطالسة في أمور البحر , وبوضعهم اليونان في أماكن متعددة من الساحل لحماية سفنهم وتجارتهم مباشرة مع موانئ جزيرة العرب وأفريقيا , وأشهرها في ذلك الوقت كان موانئ ( عدوليس ومخا وعدن ) ’ وقد اضطر التجار العرب إلى ترك البحر للمنافسين الأقوياء , بإرسال تجارتهم في طرق البر نحو بلاد الشام .

6 – الرومان : في القرن الأول الميلادي قضى الرومان على حكم البطالسة وانتزعوا الحكم منهم , وبأمر القيصر أغسطس أرسل حاكم مصر الروماني أوليوس أو يوليوس غالوس حملة إلى جزيرة العرب وسواحل أفريقيا في البحر الأحمر وجعل هذا البحر بحراً رومانياً , غير أن الحملة فشلت في عام 24 ميلادي غير أن الرومان تمكنوا من الإستيلاء على ميناء عدوليس و عدن ووضعوا فيها حاميات وجهزوا سفنهم بالرماة لمقاومة القراصنة الذين كانوا يملأون البحار .
وبدخول المسيحية الى مملكة أكسوم الحبشية على يد ملكها (عيزانا ) في 350 ميلادي وتحالف هذه المملكة مع الرومان دخلت في البحر الأحمر عناصر جديدة في الصراع .
وقد حدث أن استقرت في اليمن طائفة من اليهود بعد أن لجأت إلى بلاد العرب هرباً من إضطهاد أباطرة الرومان بعد تخريب القدس , حيث ذبح منهم المئات وفرّ عدد منهم إلى حدود العالم القديم . ووجدوا أنفسهم في حماية الفرس , المنافسين الأقوياء للرومان, والذين استنجد بهم بني حمير ضد الرومان وحلفائهم ملوك أكسوم ,
اتجه بنو حمير إلى معاداة المسيحيين ومعاكستهم الذين يقيمون بين ظهرانيهم , وقد كانت مدينة نجران معاقل المسيحيين , فدخله يوسف اّسار الملقب ذو نواس عنوة ونكّل بأهلها ومثل بجثث القتلى وقد بلغ عدد القتلى أكثر من عشرين ألفاً ( مذابح نجران الشهيرة ) في التاريخ أو الهولوكست العنصري عام 525 – 540 م - هناك إختلاف حول تاريخها ؟, وهذا ما أشارت إليه بعض اّيات القراّن سورة البروج الكريمة المكية واّيات أخرى : ( ..والسماء ذات البروج .. واليوم الموعود .. قتل أصحاب الأخدود ..النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود .... ) .
وبتوجيه من الإمبراطور الروماني جستنيان الذي كان حامياً لحمى المسيحيين توجه ملك الحبشة – اّل صبحة – إلى اليمن على رأس عشرين ألف مقاتل للإنتقام من ذي نواس اليهودي المعتقد . وانتهت المعركة بهزيمة الحميريين وحكم الأحباش اليمن عشرات السنين ,
يروىي بعض المؤرخين أن أبرهة الأشرم كان اّخر من رمّم سد مأرب المشهور في اليمن وحضر احتفال الترميم وفود من الروم والفرس كما حضر المنذر ملك الحيرة والحارث بن جبلة وأبو كرب بن جبلة ,, ويشير الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب – الجزء 3 الى الأهمية السياسية لمجئ هذه الوفود ومقاصدها الاستراتيجية في البحر الأحمر .

7 - الفرس : وجد الفرس الفرصة سانحة لغزو اليمن في صراعهم مع الروم من خلال السيطرة على البحر الأحمر وتجارته الرائجة المزدهرة بكل ألوان البضائع من الطعام واللباس والمعابد ,
وقد لعب سيف ذي يزن دوراً هامًا في دعوة الفرس لليمن الذين جاءوا بثماني سفن , فقابلهم الملك الحبشي مسروق وتمكن القائد الفارسي وهرز من قتل مسروق بنشابة , وهو راكب على بغلته فلما سقط انهزم جيش الحبشة وهرب في كل صوب وطريق ..
استمر الفرس بعد قتال اليمن في غزو سواحل البحر الأحمر حتى أخضعوا- عدوليس وجزر دهلك - لسيطرتهم وما زالت اّثارهم باقية حتى اليوم في الصهاريج الذي بنوها .
هل بقي حكم الفرس أو سيطرتهم على اليمن طويلاً ؟ الجواب كلا ,, فالمنطقة متموجة ومتقلبة وسريعة التقلب وميلان الميزان هنا وهناك للقوة الصاعدة دوماً التحكم في الممرات الدولية صعب لفترة طويلة -
لم يدم طويلاً حضور الفرس هنا ولم تمض 50 عاما على تواجدهم حتى اكتسحت الفتوحات العربية بعد ظهور الإسلام في مكة المكرمة منطقة الشرق الأوسط والأدنى واضعة نهاية للإمبراطورية الفارسية ومنتزعة من الرومان ممتلكلتهم في الشرق الأوسط إمتدادًا من فلسطين وسوريا ومصر حتى شمال أفريقيا .


8 – جاء دور العرب لقد بسط العرب سلطانهم على البحر الأحمر ومضايقه . وانتهت عدوليس في ما بين 630 – 640 إلى الخراب من جراء غارات قبائل البجّة التي دفعتها الفتوحات العربية إلى النزوح نحو الجنوب من موطنها في أسوان في مصر وانتهى دورها التجاري كحلقة وصل في البحر الاحمر بين تجارة أكسوم وبلاد البونت وساحل أفريقيا الشرقية واليمن والهند وفارس من جهة ,, ومملكة مروى ومصر والشام والروم من جهة أخرى بعد أن ازدهرت لنحو ( 9 ) عصور-
استمر قرصان البحا ر في نشاطهم التخريبي منطلقين من خرائب عدوليس وأرخبيل دهلك التي جعلوها مأوى لسفنهم حتى وصلوا بغاراتهم على جدّة وهددوا بتدمير مكة عام 84 ه – 702 م – فما كان من الخلفاء الأمويين إلا أن اتخذوا خطوة حاسمة لوضع حد لتلك القرصنة , بأن جردوا حملة بحرية لإتخاذ مركز بحري على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر ( الشاطئ الأرتيري ) . وكان احتلال العرب المسلمين لهذا المركز الممتاز بداية لإستيلائهم على بقية المراكز البحرية على الشاطئ الأفريقي ( شواطئ السودان والصومال ) وعلى الإنتشار التدريجي للإسلام في شرق أفريقيا حتى أطلق المؤرخون العرب إسم ( بلاد الطراز الإسلامي ) وبلاد ( الجبرته ) أو بلاد زيلع وبر سعد الدين .
وقد أدى الإنتشار الإسلامي في شرق وشمال مملكة الحبشة المسيحية التي انكفأت في هضبتها الجبلية نشأت عنه الحروب الدينية التي كانت ولا تزال تؤدي إلى تدخلات أصحاب المصالح من القوى الكبرى مناصرين هذا الطرف أو ذاك . ووصلت هذه الصراعات على هذه المنطقة الحيوية ومركزها التجاري الهام إلى حروب بين ملكة الحبشة – هيلينا الى الإستعانة بملك البرتغال عمانوئيل عام 1508 م لتدمير ميناء عيذاب , واستعادة بيت المقدس واعادتها الى سلطان الصليب المقدس فقد اخذت هذه الدعوات شكل ديني لكنها في الواقع هدفها التوسع في حوض البحر الاحمر ,,


9 – البرتغال 1520 م كان البرتغاليون قد بسطوا سيطرتهم على موانئ البحر الاحمر الغربي وخليج عدن : سواكن مصوع زيلع بربرة عدن المخا - بعد أن فشل أسطول الغوري سلطان مصر على صدّهم في المحيط الهندي والبحر الاحمر .

10 – الأتراك ... هنا ظهرت قوة جديدة في المنطقة هي الدولة العثمانية التركية التي سيطرت على مصر والجزيرة العربية واصطدمت بالبرتغاليين في البحر الأحمر بعد أن أنزلوا جيشاً في زولا بالشاطئ الأرتيري أنجد ملك الحبشة ( لبنا دنقل) ثم إبنه قلايدوس ضد فتوحات الإمام أحمد بن ابراهيم أمير هرر والصوماليين والعفر وغيرهم مملكة الحبشة باسرها وانتهت فتوحاته بموته في إحدى المعارك عام 1543 م , وانتهى الوجود البرتغالي في البحر الاحمر بهزيمة أسطولهم قبالة شاطئ مصوع في عام 1554 م على أيدي الأتراك بقيادة سنان باشا ثم عادت المنطقة للهيمنة الإسلامية حتى جاء عصر التسابق الأوربي لإستعمار القارة الأفريقية وازداد أهمية منطقة البحر الأحمر بعد فتح قناة السويس في عام 1869م ...... للبحث تتمة مع التحية للجميع

***

لا زالت الصورة تعاد والمشهد يتكرّر حتى يومنا هذا ,, ولا شك كلنا نرى أن التاريخ يعيد نفسه اليوم بشكل وبأسماء دول وقوى وإمبراطوريات أخرى ..!
وما زال البحرالأحمر مكانه ..وتستحضرني أغنية الفنانة فيروز :
" بتولع حروب وبتنطفي حروب وشو ما إجا شعوب وشو ما راح شعوب كلن رح بيفلوا وبيبقى الجنوب ... " .. وبتبقى الأوطان وترابها المصبوغة بدم الشهداء والمطرّزة بالقلوب للأجيال القادمة .
---------------------------------------------------------
• حاشية : " وعندما وصلوا إلى شواطئ بونت سالمين , رسا قائد الأسطول وأمر أن تنصب خيمته واستقبله بالترحاب زعيم بلاد بونت وإسمه ( بريحور) وقبل بسرور الهدايا التي أرسلتها جلالة الفرعون ونرى زوجته معه وقد رسموها سمينة الى حد كبير كما نرى أولاده أيضًا مرسومين يتزاحمون حولهم يملؤهم حب الإستطلاع وبعد التعارف والمراسيم الخاصة بالتمثال بدأ موضوع التحدث في التجارة – وتذكر حتشبسوت ان سفنها عادت محملة " حمولة كبيرة بعجائب بلاد بونت وجميع الأخشاب الطيبة الرائحة وأكوام البخور ومعها أبنوس وعاج حقيقي وذهب اّمون الأخضر , وتقول أيضا أنه كان بالسفن مواد تجميل العيون وجلود الفهد وعدد كبير من القردة الحية والنسانيس والطيور والكلاب وفهد قنصوه خصيصاً من أجلها وقد عاد معهم إلى مصر بعض أناس من بونت ومعهم أطفالهم استغرقت الرحلة في ذهابها وإيابها مدة عامين وأخيراً عادوا لموطنهم ورست السفن في طيبة " .
المصادر : - كانت ملكة على مصر : ونفرد هولمز-
- صراع القوى الدولية على البحر الأحمر :عثمان صالح سبّي .
- الدكتور جواد علي : المفصل في تاريخ العرب .
- قديسات وملكات من المشرق السرياني وجزيرة العرب - سبستين برك سوزان هارفي غلن بورسك
مريم نجمه / هولاندا / 2012 .



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط يصّنع الأحداث , النفط يتكلّم النفط يحكم !
- خواطر صباحية
- كرنفال الأولمبياد في لندن .. ومهرجان القتل في سورية !؟
- ثورة شعب - من اليوميات - 20
- من اليوميات - 19
- تعابير عامية ..من مفرداتنا الشعبية اليومية - رقم 10
- اليد الواحدة تصفّق !؟
- الزهرة الجبلية
- المسيرة المدينية للثورة السورية .. المسيرة الدائرية - من الي ...
- صفحات من عناقيد الطفولة
- إلى روح الكاتبة فاطمة العراقية .. دمعتي
- إليك .. همسات نسائية
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - رقم 23
- نسيت النذور ! رؤى سريعة
- تعابير عامية شعبية - 9
- صباح الخير يا حرية .. من الثورة وللثورة - 17
- لوحة مشرقة
- خواطر .. من يوميات الثورة السورية - 21
- البدايات - لمحة ودراسة عن جذور التنظيمات النقابية والإجتماعي ...
- يوميات مريمية , من دفاتر الغربة - 14


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - البحر الأحمر - رقم 3