أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - فوز فهد خالد - رواية غصات مثليه-ج2















المزيد.....



رواية غصات مثليه-ج2


فوز فهد خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 22:53
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


*ملاحظه: الأحداث مبنيه على قصص واقعيه لأشخاص حقيقيين.

********************


ديسمبر-2011

"ياجماعه. بوأحمد، تعال تعال! بو أحمد.البنت ما ماتت! رجع لها نبض خفيف، بسرعة ناولني الأكسجين، لا إله الا الله سبحانه، يالله بسرعه بو خالد تكفى وَصِّلنا للمستشفى، لازم نوصل بأسرع وقت، إخذ حارة الامان، لازم نوصل بسرعه"

ديسمبر-2012

مرت سنة وبقيت فرح رهينه لجملةٍ كلما استحضرها عقلُها ملأت الدموع عينيها:

“منذ لقائنا لم يعد جزئاً مني ولم يعد ملكاً لي ، بل أصبح نزيلاً في فندق أضلُعي، بهويتكِ انتِ وباسمكِ انتِ. سأرحل لكن فلتعلمي بأننا في حياةٍ أُخرى ستكونين لي وسأكونُ لكِ رغماً عن كُلِّ الظروف. لن نفترق. لن نفترق. لن نفترق....”

انقطعت فرح عن التواصل مع فهد، الى ان جاء يومٌ قررت فيه إعادة التواصل معه بعد طول انقطاع:

“فهد”

“ فرررررح!! انتي وينج؟؟ ليش انقطعتي فجأة؟؟ ليش اختفيتي؟؟ والله العظيم إني كنت أحاتيج واايد!! “

“ فهد, في شي صار بحياتي غيرني وغير كل مافيني, أنا حالياً عايشه على هامش ما يسمى حياة “

“ فرح!! تعوذي من إبليس.. أقدر أكلمج سكايب؟؟ لأني أبي أعرف شفيج ”

“ أوكي, هذا اليوزر نيم مالي (GhasatMethly)”

“ ألحين أضيفج “

“ اوكي ”

رنّ هاتفها:

“ ألو فرح ”

“ هلا فهد ”

“ أخيرا كلمتج! ليش من زمان ما تواصلنا بهالطريقه ”

“ مادري, كان التواصل بالكتابه كافي ”

“ انزين طمنيني؟ ليش كل هالسلبيه اللي مسيطره عليج”

“ لأن اللي أمر فيه مو عادي ”

“ عسى ماشر؟ أنا موجود, فضفضي, ما راح أمل من الكلام حتى لو كان طويل. أبي أعرف ليش اختفيتي فجأه؟ ”

“ فهد..... رزان”

ثم بدأت دوامة من مشاعر الندم والحزن القبيحه التي سيطرت على منابع الدموع وذبذبات الصوت ومخارج الحروف مبتلعه كل الاحاسيس الاخرى:

“ فرح! شفيج تبجين؟ هدي أكيد كل مشكله ولها حل, ورزان تحبج فمهما كانت المشكله اللي بينكم أكيد لها حل بس انتي هدي الحين ”

لم يعلم أنه بهذه الكلمات كان كالّذي يسكب وقوداً على نارٍ ملتهبه متأججه, فحول بكائها الصامت إلى شهقات:

“ فررح! تكفين تكلمي، وربي تلفتي أعصابي! رزان فيها شي؟؟ ”

“ رزان ماتت فهد... ماتت ”

“ لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا اليه راجعون ”

“ أنا عايشه بحسرة واموت باليوم ألف مره لأني أنا السبب.. أنا يا فهد!”

“فرح مافي شي إسمه انتي السبب, لا تفكرين جذي انتي عاقله ومؤمنه, هذا يومها ومكتوب لها , الله كاتب لها إنها تموت بهذا اليوم مو انتي! “

“ تخيل حتى ما قدرت اروح العزا، وغيرت رقمي عشان لا أمها ولا غيرها يدق علي، وانقطعت عن كل شي له علاقه برزان ، وانتقلت من الجامعه اللي كنا ندرس فيها لجامعه ثانيه لأنني ما اقدر، والله يا فهد ما قدر اتحمل أي شئ يذكرني برزان”

“ الله يرحمها برحمته يارب ويحسن اليها”

“ آمين ”

“ أهلج ما سألوج وين رزان؟ امج ما راحت للعزا؟ قولي لي شاللي صار بالتفصيل؟ “

“ لا أمي وابوي كانوا مسافرين قبل يوم الحادث باسبوع, وما رجعوا إلا بعدها بشهرين، و أصلاً امي ما تعرف ام رزان ابدا ولا تربطهم اي علاقه في بعض، بس شافت رزان جم مره وسلمت عليها, امي مو من طبعها تتدخل وايد, بس اسألتني مره واحده وين رزان، قلت لها يما ما اكلمها صارت بيننا مشكله وماسألتني بعدها”

“انزين وصديقاتكم وصديقات رزان؟”

“فهد قلت لك أنا غيرت رقمي وكل شي، وأغلب اللي نعرفهم بالجامعه علاقتنا معاهم سطحيه, بس أنا و رزان كنا صديقات ما في طرف ثالث”

“ اوكي, تقدرين تقولين لي القصه؟”

“ اي …...”

ثم حكت له تفاصيل ما حصل, تفاصيل متفرقه بدموع وصمت ومحاولات من فهد للتهدئه.

“ فرح, لازم تعرفين انه هذا قضاء وقدر. بس خلاص طلعي من اللي انتي فيه، لا تدفنين نفسج بالشعور بالذنب “

“ أدري والله قاعده احاول, بس ماني قادره، أحس اني قاعده أموت وأنا حيه”

“ انزين, سمعيني, سوي نشاطات تشغلج, انتي قلتي لي مره انج تحبين الرسم, ليش ما تشتركين بكلاس تعليم رسم ؟ ”

“ مادري, فهد مالي خلق ”

“ لا لج خلق وبتشوفين شلون بترتاحين، خصوصا إن الرسم فيه تنفيس, أبي توعديني وعد”

“ شنو؟”

“ باجر تروحين لهم ”

“ مادري فهد ، راح افكر, أنا ما صار لي خلق شي, حياتي صارت جامعه وبيت وبس ”

“ لا بيصير لج خلق, عشاني قولي والله باجر أروح”

“ أوكي, خلاص باجر اروح ”

“ لا قولي والله, ادري لو ماحلفتي ماراح تروحين”

“ والله ”

“ هالشي عشانج صدقيني بيفيدج ”

“ شكرا فهد عالاهتمام ”

“ لاا تشكرينني, هالحياة ظالمتنا وايد, عايشين بالخفاء, وإن حبينا حبنا كله خوف, خوف انه نخسر هالحب بسبب ضغوطات المجتمع او الاهل او الزواج ”

“إي, رزان اللي خطفها مني ظلم المجتمع والناس, حتى لو كانت عايشه، إحنا افترقنا بسبب المجتمع مو بسبب الموت, بسبب ضغط اهلي, بسبب الزواج, افترقنا قبل لا تموت, ماتت وهي حزينه”

“فرح بس عاد لا تخلين الشيطان يوسوس لج بهالافكار, روحي نامي تأخر الوقت, ولا تنسين تروحين عاي اللي قلت لج عنه، والحين ادزلج رقمهم وعنوانهم”

“اوكي, تصبح على خير”

“وانتِ من أهله”

ثم وضعت رأسها على وسادتها وبدأت اشباح الافكار المتزامنه مع كل ليله قبل النوم, افكار وتساؤلات عشوائيه غير مترابطه:

ماهي هذه الحياة ؟
ما حقيقة ما نعيش؟
تجري نعم والله إنها تجري لأنني أذكر الأمس الذي كنت أحادثكِ فيه بمثل هذا الوقت واليوم أحلم عن ما كنا عليه بالأمس. .
لابد أن اتغير، سأتغير فأنا لا أشبهني بالأمس، أنا لا أشبهني غداً, أنا أشبهني الآن فقط
لكن لو استطعت الاختيار لاخترت أن اشبهني منذ سنه عندما كنا نشبه بعضنا أنتِ وأنا. .
لابد من قدوم غد، ولا بد من لبس قناع الحياة, قناع السعاده المزيف...

ثم غفت أجفانها تدريجيا ، واستطاعت التخلص من اشباح الأفكار التي كانت تجتاحها من كل الجهات.

أشرقت شمس غد واستيقظت فرح التي لم تعد فرحاً، ولم يعد هذا الإسم يرمز لها
ما هو الفرح؟ ف. ر. ح. .. أهو حقا موجود ام انه إحساس مؤقت ومتعه مؤقته؟
متى سيقبل المجتمع هوية “المثليه” لتعود فرح فرحاً ويعود شبابها ويُسلخ جلد الحزن الذي أهرمها؟ متى ستتوقف دفن هوية شباب وشابات لم يختاروا ما هم عليه؟ متى سيتوقف طمس هوياتهم في طيات الجهل والتجاهل؟

إنتحار, هجره, انكار للذات، صراع، زواج غير متكافيء لإرضاء الأهل، كلها باتت مصطلحات مصحوبه مع كل مثلي ومثليه. أما آن الأوان للقبول؟ . . .

استيقظت قبل المنبه بساعه ولا تعلم لم اجتاحتها افكار تحرضها على زيارة الجامعه التي كانت تدرس فيها هي ورزان. هل هو اشتياق؟ ام أنه رغبة لمواصلة الحفر في وادي تأنيب الضمير؟ ياه كم تحن لتلك الايام وتتوق شوقا لها.

خرجت من المنزل, اتجهت لجامعة الذكريات, وصلت لوجهتها, نزلت من السياره, ثم فور وطئ قدمها أرض الجامعه رجع بها الزمان وكأنما سافر الأمس لتلك اللحظه. أخذت نفسا عميقاً, استجمعت قواها, وبدأت بالمشي فيها, لم تتوقف عن الالتفات يمينا وشمالا, كأسيرٍ عاد لوطنه بعد طول غياب, وبدأت الذكريات بالتجسد أمامها في كل ممر, كل مقعد, كل مطعم اعتادوا الطلب منه, كل زاوية, وكل ركن كان يصرخ “رزان”.

استمرت بالمرور على كل مكان له ذكرى جميله, استوقفتها قائمة الطلبات المعلقه على جدار المقهى, همساتٌ من الماضي بدأت تعلو في أذنيها:

“ فروح بس ملينا كل يوم نفس الطلب شرايج نروح ناكل برا”

“ اوف رزان، تحنين وايد, مابي اروح برا، مشتهيه السيزر سالاد مالتهم”

“ ترا صايره دعله, انزين انا مو يوعانه, بروح اطلب فروزن يوغرت, شوفي جنطتي كاهي هناك, بس تخلصين روحي قعدي لا ياخذون الطاوله، اهني مافي شي اسمه تحجزين اذا مو انتي بكبرج قاعده على الكرسي ما يعبرون لا جنطه ولا غيره”

“اوكي, والله فهمت بس روحي”. . .

“ أحبج . .”

ثم قطعت الدموع رحلتها عبر همسات الماضي, خرجت من الجامعه مسرعه ماسحةً دموعها مدركه انهُ كان قراراً خاطئاً ، فهي مازالت إبنة الماضي التي ترفض نفض غباره عنها.

“ ياربي انا ليش اسوي بنفسي جذي!!”

ركبت سيارتها متجهه لجامعتها الجديده...

في محاضرة لمادة للعلوم الإجتماعيه تطرق الدكتور لموضوع المثليه:

The Doctor: “each country has different norms, here for example I realized that it is ok for two boys or two girls to hold each other s hands”

Student A: “Actually it is not ok. I find it really weird and bizarre. but in general, I think it s more acceptable to see two girls than two boys holding hands”

The Doctor: “ interesting, any more participations?”

Student B :” generally speaking, I think that homosexual people are sick and it is really disgusting”

Farah: “You don t have the right to say that !! they are not sick, they are humans just like you and they don t harm anybody!! plus, it is a personal choice and no one has the right to talk about them like that. You have not walked in their shoes, you have not been down in their roads! At least try to hear them, hear their pain, hear their stories before judging like that”

The Doctor: “ok ok girls calm down that s why I skipped all the chapters that are related to this subject. it is a very sensitive topic especially here, the ministry of education stated to eliminate any subject related to it. anyway Let s continue lecturing...”

جهل يتوسد مجتماعتنا, تبعيه تسيطر على عقولنا, إنسان يضطهد إنسان مثله لشئ لا يمكن ان يؤذيه اويؤذي أي مخلوق, رهاب لا سببي, تقليد وتبعيه فقط.

انتهت المحاضره, رمقها البعض بنظرات غريبه واستنكاريه بعد اجابتها الانفعاليه, لم تعرهم أي اهتمام ، فهي بالأصل لا تعي ولا تنتبه لمن هم حولنا, في عالم الافكار والذكريات تسبح. أخذت حقيبتها وكتبها ثم خرجت من الجامعه متجهه لصف تعليم الرسم الذي وعدت فهد بالذهاب إليه. وصلت ونزلت من سيارتها واتجهت لقسم التسجيل:

“السلام عليكم”

“هلا, وعليكم السلام, شلون أقدر اساعدج؟”

“أخوي أبي اسجل بصف التدريب, انا أُعتبر مبتدأه ، يعني هاويه، ما نزلت معارض او اي شي من هالقبيل”

“اوكي, حلو, تبين تسجلين ألحين وله تفضلين تلقين نظره على المكان قبل التسجيل؟”

“ودي ألقي نظره إذا ممكن”

“إي أكيد, تفضلي معاي”

مرت على فصولٍ كثيره, مكان تفوح منه رائحة الالوان والاسرار, كُلٌ يرسم حكايةً, كل خَطَّةِ فرشاة تحكي سرا, منها ما هو مُفرح ومنها ما هو غصاتٌ مكتومه, كل شخص هائم في عالمه الخاص وكأنما تُرمى جبالٌ من المشاعر على كل لوحة . فمهما اختلف الاشخاص تبقى الفنون وسيلة تواصُلٍ حِسّيٍّ راقي.

وصلت لفصل الهواة:

“تفضلي اختي تقدرين تلقين نظره واذا عندج أي سؤال سألي الإستاذة رزان وماراح تقصر معاج ان شاء الله, واذا اعجبج الوضع وعزمتي على التسجيل بتلاقيني في قسم التسجيل”

في قرارة نفسها:
“رزان! ليش ياربي ليش؟؟”

“إستاذه رزان الاخت فرح ودها تلقي نظره على الاجواء وطبيعة المكان قبل التسجيل. اخت فرح اخذي راحتج ومثل ما قتلج بتلاقيني بنفس مكاني”

“اوكي, مشكور”

ثم رحبت بها استاذة الرسم رزان, كانت في بداية العقد الثالث من عمرها, ذات وجه هادئ بشوش. موسيقى هادئه كانت تصدر من سماعات المسجل. الفصل ممتلئ بشباب وشابات في مقتبل العمر. رحبوا بها بابتسامات.

“هلا تفضلي فرح, تقدرين تطلعين على أعمال المتدربين”

“اي ما شاء الله وايد حلو شغلهم ، والمكان وايد شرح”

“اي, احنا فضلنا نخلي الفصول زجاجيه عشان يدخل نور الشمس لكل المكان”

“اي, الاجواء ايد حلوه, خلاص ان شاء الله بسجل وباجر اكون معاكم”

“حياج الله يسعدنا انضمامج لنا, بانتظارج باجر”

“اي ان شاء الله, مع السلامه”

“بحفظ الله”

شعرت بنوع من الحماس لبدء شئ جديد تماما في حياتها للمرة الاولى بعد وفاة رزان. اتجهت لقسم التسجيل وسجلت. ثم اتجهت للبيت وحادثت فهد فورا:

“فهد شكرا ، شكرا على هذه الفكره, ما تصدق شلون متشوقه حق باجر, من زمان ما رسمت, بس شفت الفرش واللوحات حنيت للرسم وايد”

“هلا فرح, قتلج لازم تطلعين من اللي انتي فيه, عجبج المكان والوضع؟”

“إي ، وايد مستانسه!”

“حلو, عسى دوم مستانسه”

“شكرا”

“فرح قولي لي شكرا بعد مره وبتشوفيني اوفلاين”

“ههههه هذه يزاتي اشكرك, خلاص مو شكرا”

“ هههه اي عبالي بعد, انزين قولي لي شلون كان يومج؟”

“ما فيه شي يديد ، كان يوم عادي, بس تخيل اليوم بالكلاس الدكتور تطرق لموضوع المثليه بسؤال, انا تنرفزت لما قالت واحده من الطالبات ان المثليه مرض وشي مقرف”

“و محد تكلم او علق على كلامها؟”

“امبلا, انا انفعلت، اول مره انفعل بالطريقه هذه في نقاش بمحاضره, قلت ان المثليه مو مرض ، ولو كنت بمكان اي مثلي او مثليه ما قلتي جذي, على الاقل اسمعي قصصهم قبل لا تحكمين عليهم”

“شي محزن والله. مو راضين يفهمون انه احنا انولدنا جذي, يعني لو كانت المثليه اختيار, ليش نختار نعيش في ألم الرفض والاحتقار؟ ما يسألون انفسهم!!”

“اي ، كلامك صحيح!”

“فرح احنا تمضي فينا الايام واحنا عايشين بين ما يفرضه علينا المجتمع وبين ان نكون صادقين مع انفسنا”

“ ادري, احنا بدوامه تدور فينا. الاهل, المجتمع, العادات والتقاليد, الكل على باله احنا ماعندنا مبادئ واخلاق، وكل ما قالوا الحيوانات ما ترضى بالمثليه، وهذا ان دل يدل على انهم بس يكررون اللي يسمعونه بدون لا يبحثون بنفسهم ، لأن المثليه موجوده بفصائل كثيره من الحيوانات”

“بالضبط, تخيلي اليوم في صديق ياب طاري شخص مثلي انكشفت هويته عندنا بالدوام ، و بعدها صاروا يربطون مثليته بوظيفته وادائه وكفائته، وصار تقييمه السنوي ما يتجاوز جيد بعد ما كان من ذوي الامتياز ، فسألته شرايك فيهم؟؟ تخيلي, تدرين شنو قال!”

“شنو؟؟!”

“ يقول كل المثليين ما يعترفون بشي اسمه صداقة او علاقه انسانيه, كل علاقاتهم عشان الجنس وبس.. تخيلي!! “

“ ليش الناس جذي؟ ليش يتكلمون و هم ما خالطوا او تعرفوا على احد المثليين اللي نفسنا؟ المشكله يبنون هالافكار على معرفتهم ببعض المثليين السيئين ويشملون فيها الكل. نفس ما المغايرين فيهم سيئين حتى المثليين ينطبق عليهم هذا الشي”

“لا بعد سمعي, قلت له يعني عندك تصادق شخص مو زين اخلاقيا يحتال على الناس، و عمره ما سوا خير في حياته افضل من انك تصادق مثلي سوي اخلاقيا, ملتزم دينياً, ويساعد الناس ويتصدق؟ قال اي طبعا على الاقل هالشخص مو شاذ وافضل عند الله من المثلي”

“ اكره هالكلمه! الشاذ هو اللي يغتصب ويعتدي, المثلي ما ينطبق عليه هالشي, ومحد له الحق يقول انه في شخص افضل عند الله من آخر لان هذا كله من الغيبيات”

“ اي عاد ما يفهمون هالنقطه”

“ مرات احس انه مستحيل يوم من الايام يفهمون شنو يعني مثلي. وان المثلي يصوم ويصلي حاله حال غيره. يعني يقبلونه بحسن اخلاقه وعلى ما هو عليه ويتركون الحساب على الخالق.”

“يا فرح الناس تتبع كل ما يقال بدون تفكير...”


ثم تبادلا حديثا طويلا مملوؤ بالحسرات...

لو كانت لدموع المظلومين في هذا العالم وحرقاتهم وغصاتهم اصوات لغيّرت موازين الطبيعه وقلبت قوانينها، وسبقت كل صرخة دمعة مظلوم اسرع اضواء الحياة.

غريب عالم بني البشر, نعم غريب وظالم, أغرب وأظلم من عالم الغاب. فعالم الغاب تجري فيه دورة الحياة باتزان, كل قطيع مسؤول عن بقية افراد قطيعه. ماذا لو كان البشر أحد هذه القطعان؟ اتعلمون ما سيفعلون؟ لترك قطيعهم افتراس ما فطره الله على افتراسه، وأدمى بني جنسه وبني قطيعه, لهشموا أضعف فرد وتجمعوا عليه, لنبذوا كل مختلف عنهم, وتخلوا عن كل طفرة متطوره من مواليدهم. . .

في اليوم التالي وصلت لفصل التدريب, رحبت بها رزان ودلتها على مكانها, كانت قد جهزت لها ادوات جديده. اتجهت لمكانها وجلست على الكرسي, كان يجلس بجانبها شاب يدعى طارق، كان ذو ملامح ناعمه أقرب للبنات, أسمرا, بشوشا, لكن السواد كان متغلغلا حول محاجر عينيه التي تصرخ حزناً. ابتسم لها واكمل الرسم.

مر اسبوعين وتعلقت فرح كثيرا بالمكان والاشخاص, كانوا اشخاص ذوي حس فني رقيق, يتسمون بالهدوء والسماحه. لكن الشخص الوحيد الذي لم تستطع فهمه هو طارق الفتى الذي يجلس بجانبها ذو ال24 ربيعا. كانت متيقنه كل اليقين بأن هنالك سرا مدفونا في أعماقه, سرا ليس عاديا. طارق يذكرها بنفسها كثيرا, فكلاهما يفضل الصمت والاندماج بالرسم, كلاهما يفضل الاستماع لحوارات زملائهم و لا يشاركون الحديث إلا نادراً. حاولت التقرب منه لكنه كان متحفظاً. لكن لا تدري هي ولا هو يعلم لم كانت النظرات بينهم لا تنتهي، حتى كونت اعينهم لغةً خاصه، فتخطت المشاعر وبددت كل قوانين الحدود بكلمة واحده: (لست وحيداً).

“فهد, في شخص معاي بالكلاس ياربي مادري ليش احس الهموم اللي فيه تهد الحيل و فوق كل هذا احسه مثلي”

“شنو اللي خلاج تظنين هالشي؟”

“مادري فهد, هذا الشي ما ينشرح بس المثليين يقدرون يعرفون بعض شلون مادري بس في هالاحساس اللي ما ينشرح!”

“هههه ايه ايه اعرفه”

“و بعد هو شوي ناعم, لكن هذا مو شرط، الاحساس اللي حسيته ماله شغل بشكله”

“اي اكيد. فرح عندي صديق مثلي يضيق خلقي كل ما تذكرت كلامه اللي قاله لي”

“ليش؟؟”

“بقولج شنو قال حرفيا بالمكالمه”

“قول”

“يقول كل دقيقه من حياتي أعيشها برعب وخوف انه احد يكتشف مثليتي خصوصا زوجتي، ما ادري شنو بقول لها او لابنائي لو احد منهم اكتشف حقيقتي! حياتي معاهم مزيفه ابتداءاً من شخصيتي الى حقيقة مشاعري واحاسيسي اتجاه زوجتي، هذا غير حياتي الجنسيه اللي امارسها بلا متعه او رغبه، أحس انها واجب زوجي فقط. حياتي صارت جحيم لا يطاق. ما كان المفروض اتزوج .اعترف بعد 15 سنه اني كنت مخطئ بقرار زواجي. تخيلي بعدها وقف عن الكلام اختنق صوته وسكت. . .”

“شنو هالظلم! ليش الحياة جذي؟؟”

“فرح شنو لازم نسوي عشان نمنع مثليه او مثلي آخر انه يعيش نفس هذه المأساة من الالم والخوف؟؟ لازم نسوي شي!”

“فهد شنسوي؟؟ اذا نبي نسوي شي يسبب تغيير لازم نكشف عن هويتنا، وانت عارف شنو بنخسر لو كشفنا عن هويتنا, بنخسر كل الاشخاص اللي نحبهم و كبرنا معاهم, بنخسر كل شي نحبه”

“افف مادري فرح مادري.. والله من سكرته منه وانا متضايق”

“لا تتضايق ولو انه كل شي يضايق بالموضوع بس لازم نتاقلم”

“ ايه لازم... ”


مرت 4 أشهر منذ تسجيل فرح بمركز تدريب الرسم, استطاعت ان تكسب ثقة طارق الذي فتح قلبه لها وفتح معه أسرارا تضني قلوب هذا الكون بأجمعها, كيف لفتى بهذا العمر ان يتحمل كل ما مر به من مآسي، كان يحكي لها مقتطفات من ماضيه, كانت تسرق الكلمات منه بالأسئله. استطاعت ان تعرف بأن والديه منفصلين, بعد انفصال والدته عن والده تزوجت من شخص قاسي, لم يتكلم معه يوما حتى بعد ما يقارب ال21 سنة من زواجه بأم طارق. توطدت علاقته بفرح كثيرا, وجد في فرح شخصا يسمع كلماته الغير منطوقه ويفهمه كثيرا:

“طارق شفيك اليوم؟ ليش متضايق جذي؟؟”

“مافيني شي بس باجر بزور ابوي”

“اوكي؟ مو المفروض تكون مستانس؟”

“فرح روحتي هناك اعتبرها عقاب, انا ما أعرف ابوي، أكرهه وأكره ذكراه واكره اني ولده, ما أطيقه, انا ما عشت معاه, ابوي يمثل الريف والانسان القروي وانا واهلي من جهة امي نمثل المدينه, والله من أروح هناك اتمنى لو عندي آلة الزمن عشان اخلي هالوقت يمشي بسرعه, آخر مره رحت كنت انطر اتصال ام ، ولما اتصلت وسألتني تبي ترد تخيلي إني بجيت وانا اقولها اي من كثر ما انا مو متأقلم, ويت لي خالتي اللي هي اقرب الناس لي وتوأم روحي و خذتني, ما صدقت رديت للمدينه ولحياتي ولدراستي”

“اي, بس فتره مؤقته مو على طول, حاول تلعب مع اللي بعمرك ، يعني حاول تتأقلم”

“فرح ما اذكر اني في يوم كنت من اللي يلعب من اصدقاءة كرة قدم، او من اللي عنده الكثير من الاصدقاء, حتى اذكر احد جيراننا, الوقت اللي كنت ازورهم ما كنت العب مع الاولاد بل كنت العب مع بنتهم, كنت أرجع من المدرسه عشان اساعد جدتي بالطبخ واراقبها شلون تطبخ, من نعومة اظافري وانا اميل لأمور البنات, من صغري وانا احس إني بنت وبس كبرت بديت احس اني بنت مسجونه بجسد ذكري”

“بسألك سؤال ، بش اخاف انك تتضايق منه”

“لا عادي سألي, أنا صرت ضد الصدمات من كثر ما مريت باستهزاءات, من صغري وانا كل الصبيان يعيبون علي وينبذوني ومايختلطون معاي, وبس كبرت شوي استغلني اشخاص اكبر مني جنسيا”

“آسفه لاني خليتك تذكر كل هذا”

“لا عادي, سألي سؤالج”

“مادري بس يعني ما شفت يمكن فيك خلل هرموني؟ ما راجعت دكتور نفسي من باب التأكد انه مو السبب تفسي”

“امبلا ، عبالج ما سويت كل هذا؟ هالشيين وتأكدت انه ما فيني اي خلل هرموني, و راجعت الكثير من الدكاتره و كلهم قالوا لي اني انسان سوي عقليا ونفسيا ايضا، ما عندي أي مشاكل وما فيني شي, ميولي هذه مالها علاج انا انولدت جذي لانه كلهم سألوني من متى حسيت بهالشي واجابتي كانت منذ الصغر, قالوا لي لانها لو ظهرت فجاه في عمر معين يكون سببها حادثه او شئ أثر فيني نفسيا وممكن يتعالج, بس انا ما ينطبق علي هالشي”

“ انزين بس كبرت حسيت انك تميل لنفس جنسك؟”

“إي, اول شخص انجذبت له كان ولد عمي, طبعا كل هذا بيني وبين نفسي, وقعت بحب الكثير من بني جنسي بس كله حب انا احسه فقط, ما اقدر افصح عنه, طول عمري احس اني مخنوق, حياتي كلها عشتها بيني وبين نفسي”

“كمل.."

“فرح أنا ما كنت من الاطفال المشاغبين، ما كنت أهرب من المدرسه, كنت مسالم جدا, لكن ما كنت ادري انه نعومتي او اختلاف لهجتي كانت بتكون سبب تعاستي, من دخلت الابتدائي والالقاب اللي يطلقونها علي كانت مثل السكاكين تغرز في قلبي اللي كل ما اكبر يزداد عددها”

“مراهقتك شلون كانت؟”

“بس بدأت مرحلة المراهقة بدأت المشاكل مع امي مثل أي مراهق سواء كان مغاير او مثلي, مريت بمراحل من حياتي كانت سوداويه وكئيبه, يعني تخيلي بالاضافه للمشاكل اللي كنت اعانيها لكوني مثلي كانت بهالمرحله عندي مشاكل المراهقه وتذبذباتها كنت محتاج لأمي، وأمي كانت منشغله مع زوجها, ولهذا السبب عشت عند جدتي”

“لو بتقول حق اي شخص بيقولك ان سبب مثليتك هو مشاكلك مع عائلك، بس بالواقع لو نبحث عن الوقت اللي شعرت فيه بالمثليه فهو منذ الصغر، وقبل بدء أي من هالمشاكل وقبل تعرضك لأي تحرش”

“ايه بالضبط, فرح أكره ماضيي وايد أكرهه واكره ذكرياتي اللي فيه, كنت يوما ما بالماضي من اللي يطلق عليهم الإيمو من حيث اسلوب الحياة وتجريح نفسي وملابسي وعشقي للظلام والانطواء عن البشر كافه”

“اعتقد إنك اتجهت للانطواء لأن الناس رفضوا قبولك لذاتك مهما كان الاختلاف الذي يرون “

“ايه للأسف”

ثم استقطع حديثهم الاستاذه رزان التي كانت تهتم بفرح بشكل ملحوظ:

“ما شاء الله شغلج وايد حلو”

“ايه بس بخاطري اتعلم اللي طافني, طارق قالي انج علمتيهم طريقة للرسم بالرصاص”

“ايه, حسافه ما كنتي موجوده, اذا تحبين تتعلمينه, تقدرين تزوريني في مرسمي بالبيت ”

“صج؟؟ اتمنى هالشي”

“اي صج, خلاص احدد يوم واقولج”

“اوكي”

فرح لمحت طارق يوضب اغراضه مستعدا للذهاب:

“طارق وين رايح؟”

“ بروح اصلي العصر وبطلع عندي موعد طبي”

“اوكي, لازم تكمل لي قصتك المره اليايه اللي اشوفك فيها”

“ان شاء الله”

عادت للبيت, انشغلت عن فهد نوعا ما لكن كانت تحادثه باليوم محادثات قصيره, كانت تطلعه عن مستجدات طارق وكانوا يناقشون قصته. انتهت عطلة نهاية الاسبوع ، وبدأ أسبوعٌ جديد، عادت فرح و طارق لنقاشاتهم الجانبيه التي كانت عباره عن همسات واحاديث بصوت خافت:

“شلون كان الويك اند؟”

“حلو أحلى مافيه اني مازرت أبوي”

“هههه, عطني اللون الابيض بليز خلص اللي عندي”

“اوكي, تفضلي”

“طارق بعد الثانويه, شلون كانت حياتك؟”

“بعدها الله يسلمج, رحت درست بالخارج, فرح .. هالمرحله كانت بمثابة الصفعات, تخيلي ماكنت ادري عن هالعالم, اكتشفت عالم آخر, اكتشفت انه في نفسي ملايين بهالدنيا واني مو وحيد, كنت بصراع نفسي من الأسئله اللي لقيت اجابتها بعد ما عرفت هالعالم, اكتشف انه بالخارج اللي نفسي عايشين حالهم حال أي انسان, مو مضطهدين, اكتشفت انهم يقدرون يحبون من جنسهم بدون خوف, ما يختبئون نفسنا, اصبت بالصدمه والحسره على اللي عشته من عمري بالظلام ظنا مني اني الوحيد”

“ طارق والله راح تخليني ابجي, ادري بالخارج المثليين اوضاعهم افضل منا”

“اي. وانا بالخارج تشجعت على تغيير القليل من شكلي, حواجبي وقصة شعري, تخيلي حسيت بالحريه لمجرد اني سويت هالاشياء البسيطه اللي عبرت فيها عن جزء بسيط من هويتي المخفيه, كنت مخنوق، والله كنت مخنوق يا فرح وحسيت اني تنفست القليل من الصعداء بهالخطوه البسيطه”

“ادري اعرف هالشعور, تحس انه حياتك عباره عن شهقة اخذتها وما تقدر تخرجها. المثليين حياتهم صعبه بمجتمعاتنا”

“ليش قلتي هالشي؟ يعني وكأنج تعرفين عن المثليه وايد؟”

“امممم ... لأني مثليه”

“ لااه جذابه ، انتي؟؟ فرح! انتي مثليه؟!”

“هههه ، اوووش قصر صوتك. اي مثليه ليش مستغرب؟!"

“مادري ما توقعت ابدا, مو مبين!"

“ليش المثليه شلون لازم يكون شكلها؟ ”

“لا مو قصدي جذي بس مادري ماتوقعت ابدا, ليش ما قلتيلي من البدايه!"

“طارق, صعب هالشي ينقال بسرعه و لأي أحد. "

“ شنو اللي خلاج تثقين فيني او تظنين اني ماراح اقول لأحد؟ ”

“مادري هالشي ينحس, حسيتك انك مستحيل تكون حقير او تخون الثقه, انا ما كشفت عن هالشي حتى لأقرب صديقاتي، بس مادري ليش حسيت اني اقدر اقولك هالشي بدون لا اخاف منك او أحاتي, على فكره هالشي لو انقال لشخص مو أمين ممكن تنقلب حياتنا جحيم لو انعرف هالسر ووصل لأحد من اقاربنا”

“ انا أهلي اكتشفوا اني مثلي, بسبب تغيير شكلي اكتشفوا سر ميولي الجنسيه, تخلوا عني يا فرح تخيلي, حسيت بالقهر والألم والظلم لأني انسان زين, يعني شنو فيها اذا عبرت عن هويتي شكليا بدون ما ارتكب اي خطأ بحق أي انسان؟؟ شكلي ماراح يأذي أحد او يضر أي مخلوق. ليش يطالعون شكلي مو شخصي؟ ليش يحكمون علي من شكلي؟ أمي اللي تخلت عني هي اول الناس اللي المفروض تعيد التفكير لانها سببت لي الكثير من الآلام و الجروح اللي صعب تلتأم ولو التأمت ندوبها بتضل باقيه”

“هالشي صعب وايد. الاهل اعتبرهم احد اعمدة الاساس في حياتنا لو راحوا يختل كل شي في حياتنا وينهدم, يمكن نقدر نعيد بنيانه لكن يحتاج وقت ”

“صعب وبس, من اصعب الامور الي مريت فيها وحسيت اني فعلا محتاجهم هي مرحله انقاصي لوزني، كنت شخص سمين. اتخذت قرار الضعف لاني كنت اتواصل الكترونيا مع اشخاص وتعرفت على اشخاص عن طريق الانترنت بس ما كنت اتجرأ ابدا إني اتعرف على واحد منهم بالواقع لاني كنت اكره شكلي, كنت اختبئ ورا شاشة الكمبيوتر”

“شلون نزلت وزنك؟”

“ قبل لا اقولج قصة إنقاص وزني, تذكرت سالفه بحياتي ما أنسى مرارة الإحساس اللي حسيته فيها, كنت بالثانويه, كان في طالب حصل على رقمي وبدأ يراسلني ويرسل لي رسائل اعجاب, لأول مره بحياتي حسيت اني تعلقت بشخص و اني ممكن أحب, كان يقول لي انه يحبني وايد, تخيلي اول مره بحياتي شخص يهتم فيني ويقول لي احبك على الرغم من الاختلاف اللي خلوني الناس أحس فيه, حسيت اني محظوظ والأرض وقتها ما كانت شايلتني من الفرحه”

“اي؟”

“ تخيلي, بعد ما صدقت حبه وعشته بكل مافيني من احاسيس وحواس, كنت احلم بهالحب وتوقعته بيكون حب حياتي بعد كل اللي مريت فيه لان الناس حسسوني اني من اللي محرم عليهم الحب واني لا يمكن اني انحب.. في يوم وانا اكلمه واعبر له عن حبي واني اول مره احب واني مو مصدق انه هالشي قاعد يصير لي صج, سمعت يمه ضحكات, واخذ منه السماعه احد الطلاب اللي يكرهني..."

ثم خنقت عبرات البكاء صوت, ونزلت دموع صامته على خديه, مسحها بيديه بكل هدوء ونظر لفرح التي كانت هي الاخرى لها نصيبها من الدموع التي ملأت عينها الى ان نزلت على خديها.

لا يحدنا شئ على البكاء امام احد إلا غصات لا تهتم لأي كان, كل ما تتوق إليه هي تلك اللحظه التي تفتح لها ابواب استسلام الكلمات لتخرج هاربه.

“حبيبي طارق, مو لازم تكمل, خلاص هذا من الماضي, انت ولد اليوم”

“لا عادي بكمل بس تذكرت ردة فعلي والاحساس اللي حسيته لحظتها من ذل وعجز وقهر, كنت اتمنى لو اني اتحول لأحد الابطال الخارقين وأروح أنتقم لكرامتي ولنفسي اللي جرحها الزمن والحياة والناس اللي فيها. المهم اكتشفت ان هدفه يفضحني ويستهزئ فيني امام الطلاب. انشتمت بأبشع الشتائم والألقاب, لكن الحمدلله بفضل الله تخطيت هالمرحله الصعبه”

“ايه, طارق مهما كانت هالحياة صعبه لابد ان نحاول العيش فيها”

“طبعا أكيد. خليني اقولج عن معاناتي لعدم وجود اهلي بمرحلة انقاصي وزني”

“قول ..."

“تخيلي اني سويت كل هذا بروحي ، شخص واحد هو اللي كان واقف معاي بكل الظروف اللي مريت فيها وما تخلى عني, شخص حبيته و تربطني معه علاقه إلى هذا اليوم. هو مثلي لكن محد يعرف عن مثلييته غيري. قررت اسوي عملية ربط معده, لكن الدكتور قال لي الانسب لك بالون المعده لاني صغير وحرام اقص معدتي و اعيش طول عمري على الفيتامينات”

“اي صح كلامه”

“اي, سويت عمليه البالون، وصحيت ولا كأنه فيني شي, ووقتها مشاري الشخص اللي تربطي فيه علاقه، دخل معاي غرفة العمليات, يقول الممرضه قالت له شكلكم تعزون بعض وايد، قالها ايه، قالت الله لا يفرقكم عن بعض”

“شعور جميل انه يكون في شخص تدري انه يحبك بلا شروط, يحبك انت لذاتك أياً كان اختلافك”

“اي شعور لا يوصف. ما عمره تركني بضيقتي بروحي... صحيت من العمليه ولا كأنه فيني شي. لكن مرت الايام وانا حياتي استفراغ في استفراغ، ماكو شي يقعد في بطني ابدا, كنت افكر اخلي البالون 8 شهور مو 6 شهور حسب المسموح .. لكن للاسف اني ما كملت 4 شهور حتى، اذكر اني صمت رمضان بشكل عادي واتفطر بشكل طبيعي .. لكن اخر 3 ايام من رمضان بدأت ماساتي الحقيقيه .. الالام مو طبيعيه في بطني, كنت أحسه يتقطع. راجعت المستوصف الحكومي الاول قالوا لي برد بالمعده واعطوني ابره ورديت البيت، حالتي صارت اسوأ .. اليوم اللي بعده رحت للمستوصف الثاني وكان خاص .. قالوا لي هم برد بالمعده. واعطوني ابرتين وردوني البيت وانتكست حالتي اكثر ..”

“يالله كل هذا !!! “

“ايه والله يافرح كل هذا وانا اروح المستشفى بروحي, لان مشاري مو دايما فاضي، عنده مشاغل. المهم, رحت لدكتوري اللي عمل لي العمليه قال لي انت مافيك شي وامورك بخير ووزني نزل تحت الميه.. ولكن رديت البيت اعاني .. اصبح علي الصبح وانا شبه بموت اتصلت على مشاري وانا ابجي ، قلت له تكفى الحقني انا بموت. اخذني لمركز صحي خاص .. عملوا لي فحوصات دم واعطوني مضادات حيويه .. طلعت نتيجه التحليل ان عندي التهاب شديد وان كريات الدم البيضاء واصله رقم خيالي، يعني لو عندي التهاب الزايده ما صار فيني جذي .. رديت البيت ماعرفت اقعد ماعرفت انسدح .. طول الليل ابجي واحاول اني ما أصحي مشاري رغم الالم. المشكله ان اليوم اخر يوم برمضان ماكو مستوصف فاتح، ودكتوري في إجازه .. وادور على المستشفيات اللي يسوون عملية البالون عشان يفحصوني ويعرفون سبب الالم اللي احس فيه.. لكن بالنهايه رحت للمستشفى اللي عمل لي العمليه دخلت الطواريء على كرسي متحرك وبدوا فحوصات ، بعد شوي جاني الدكتور قال لي يا طارق انت عندك ثقب في معدتك وملتهب ومن شده الالتهاب ارتفع الحجاب الحاجز من مكانه، وممكن يثقب القلب اذا ما عالجنا الالتهاب ، وفعلا كنت ما اقدر اتنفس .. “

“أووف, حبيبي!!”

“ايه, كان ودي اتصل بأمي على الاقل أكلمها قبل ما ادخل غرفة العمليات لاني ما كنت أدري اذا راح اطلع منها أو لا! وكنت بروحي لاني رحت بدون ما اقول لمشاري. صحيت من العمليه كلي انابيب و وايرات في بطني، ومرت الايام وتحسنت حالتي وطلعت من المستشفى, وزني نزل لي النص، عروقي نشفت لدرجة انه ما في مكان يحطون المغذي فيه، شعري كله طاح .. طلعت وانا أعاني و أتالم .. ولكن الشي اللي كسبته من كل هالمعاناة هو ان وزني نزل .. صرت شبح على قولتهم واضطريت ازيد وزن خفيف عشان عظامي اللي ظهرت بكل مكان .. وصار خصري 34 وانا عمري ماجربت ألبس هالمقاس على اللرغم من الالم الجسدي والنفسي ما تتصورين وش كثر كانت فرحتي لاني ضعفت, ما كانت هامتني صحتي كثر اني اكون مقبول شكليا”

ثم قاطعتهم الاستاذه رزان:

“فرح حبيبتي، إذا باجر ما عندج شي تقدرين تزوريني في البيت عشان أعلمج على تقنية الرصاص اللي طافتج، لأنه في مجموعة بنات راح تيي بعد”

“ايه أكيد ان شاء الله”

“عطيني رقمج عشان أدزلج العنوان”

“اوكي..”

“ترى خلصنا تقدرون تمشون بس تخلصون “

“اوكي”

ثم نظر طارق لفرح بنظره وابتسامه:

“تبين اقولج على شغله”

“هههه ادري بتقول لي شي عن رزان”

“هههه ايه, والله يا فرح نظراتها لج ما تلاحظينها، بس انا اشوفها، اذا قمتي تخزج وما ادري احسها منجذبه لج, احسها مثليه مع انها توها متزوجه صار لها 5 اشهر”

“شدراك انها توها متزوجه؟”

“اهيه قايله مره, ترى عندها ماجستير بالفنون والرسم”

“اي ما شاء الله عليها”

“يالله خلينا نطلع”

ثم ودعا بعضهما, خرجت من المبنى أخذت نفسا عميقا “ياه كم اعشقك يا وطني! على الرغم من الصعاب, على الرغم من الآلام التي تهديني إياها, أعشق هوائك، أعشق ترابك، أعشق كل ذكرى فيك، أعشق أهلك, أعشق سمائك”

في طريق العوده سرحت في قصة طارق, رغم كل ما مر به لازالت الابتسامه تعلو وجهه, لم يذكر باقي قصصه المؤلمه التي تعرض لها من تحرشات جنسيه وغيرها, لكن لم يتخل عن تلك الانثنائه البسيطه حول شفتيه التي تسمى (ابتسامه). الانثنائه التي تغير ملامحنا وتختصر الكثير من الكلمات. الابتسامه ذلك الجندي الذي يموت ثم يعود للحياة, سيدة المواقف التي تنقذ صاحبها في أحلك الظروف لاخفاء أضنى المشاعر وأصعبها, تحميه من هجوم الاسئله, فلولاها لاعتلت على وجوه الناس علامات الاستفهام و التعجب واجتاحتهم نوبات الفضول. لكن, هل حقا كل من يبتسم سعيد؟ أم هي دموعٌ تتقن دورها في مسرحية الحياة؟ هل كل ضحكة ضحكه؟ أم غصّه سأمت الانتظار فخضعت للتزييف و تحررت ضحكه؟

طارق كان طفلا ذو ملامح ناعمه أقرب للبنات منها للاولاد, نعومته كانت تجذب اليه مرضى النفوس الذين لا يستحقون ان يحملوا اسم انسان, فهم حيوانات تمشي على رجلين. كيف يتدنى الانسان من مرتبة الانسانيه لينتقل لحيوانية الغاب بانتهاك طفولة و براءة طفل يثق به؟ قد نكون خلقنا بأشكال بشريه لكن تحت هذه العظام والجلود التي تشكلنا نفوس لو تركت على حقيقتها لتمنينا الموت قبل رؤيتها.

طارق, كان في بداياته طفلا سعيداً قبل تعرضه لقسوة الناس, كثرت لديه الأسأله التي لم يجد لها إجابه وعاش في حيره. كان ذلك الطفل التائه الذي تلطم به طوفان الأيام وتزيده ضلاله, إلى أن كبُر واستوعب سبب معاملة المجتمع له بهذه الطريقه. تخلى عنه أهلُه وهانت عليهم سنين بما فيها من ذكرياتٍ وضحكاتٍ ودموع. كم من مثلي ومثليه غيره تركهم كل من في حياتهم لتمضي بهم أيام من الالم والوحده، أيام تنحت وجود من تركهم على خطوط الحدود الخارجيه من حياتهم, فلا هم معهم ولا هم خرجوا منها, على حافات التواجد وعتبات الغياب. لكن, لماذا؟ لم يتخلى عنّا من نحبهم؟ لم التخلي عن شخص لم يتخلى عن اخلاقه وانسانيته؟ إذا كان رب العالمين يغفر ويرحم، فمن نحن حتى لا نسامح غلطات غيرنا ولا نرحم. اذا كان رب العالمين هو من يحاسب فمن نحن حتى نحاسب غيرنا كآلهه؟ متى سيفهم الناس بأن الحب لا يعرف عمرا ولا جنساً, فالحب هو حب فقط بكل ما تعنيه الكلمه دون تقييده بأي قواعد او حدود.

ألا يعلم بنو آدم انهم يعيشون على كوكبٍ واحد؟ ألا يعلمون بأن ما يسكن بين أضلعهم ينبض بالحياة ، فلم حوله البعض لحجر جامد؟
لكن, تمضي بنا الأيام و نكبر لنكتشف بأنه قد يكون القلب مصدر حياة للجسد، لكن ليس كل قلبٍ حي, فقسوة قلوب بعض البشر دفعت أشخاصاً لرفقة الصمت حتى أصبح أعز أصدقائهم, وجدوا ملاذهم في الهدوء بعيدا عن صرخات النبذ.
لكن ألم يتسائلوا ولو يوماً: هل نحن نسلك طرقنا بمحض ارادتنا وباختيارنا ام اننا مسيرون؟ أيختار الانسان جنسه؟ والديه و لونه؟ أنحيا ونموت متى شئنا؟ ألم يتسائلوا ما هو شعور من يستيقظ كل صباح بأملٍ مجهول واسأله لا اجابة لها: أستغدوا الحياة أجمل؟ أسنستطيع النظر بعين العالم كله بلا اختباء؟ أم سنظل نمشى في الظلام خوفا من عواقب نور الحقيقة؟

حدقت فرح في الأفق شعرت بالفراغ، فراغ الظلم، فراغ الرغبة بالخروج للعالم أجمع، فراغٌ غاضب، فراغٌ ثائر، فراغ داكن بلون دم المعارك، فراغٌ ..."مجنون". فكل منا يمضي بهذه الحياة دون معرفة ما ينتظره بالمستقبل. تمر أيام من شدة جمالها ننسى فيها مرارة الواقع، لكن هل نحن حقا ننسى أم نتناسى؟
يحزننا جدا العيش بالخفاء، فنبهت، نذبل، نتحطم، نتوارى، لكن لا نعلم بأنه قد يجمعنا مكان واحد، قد نلتقي، ثم نمضي, فهذا الكوكب شاسع، خلقنا فيه ولا نعلم غيبه، ولم نعلم بأننا سنكون مختلفون عن مبادئهم و عن حدود المقبول لديهم, منذ نعومة أظافرنا وحتى نضجنا نعيش في غفلة إلى أن يصفعنا الواقع ليوقظنا من سباتنا.

كثيرا ما نقف وسط الحشود نمعن النظر في الوجوه, هل يوجد بينهم من يشبهنا؟ من يعيشون هويتهم بالخفاء؟ كيف لنا أن ننتقم من الظلم؟ ياه لو كان الظلم بشرا لحبسناه مع نفسه، ليدمي نفسه بظلمه، ليشعر ببشاعة خلقه، ليتذوق علقم ما يصنع، وينوح من ويلات ما يشهد، ولتكتب بصحف الغد قتل بشياطينه نفسه.

ثم أخيرا بعد كل هذة الافكار وصلت للمنزل, ألقت التحيه على أهلها وجلست لتبادل بعض الاحاديث مع والدها:

“هلا بفروحه بنيتي, هلا بأم جاسم, هلا بعروستنا”

“يبا ، انت تدري اني ما أحب هالموضوع ”

“يا يبا ما في بنت ما تحب هالموضوع”

“امبلا ، انا ما احبه. قلت لكم ما أبي أتزوج, مو غصب. انتوا عبالكم انه البنت لازم تتزوج ، فكروا فيها اذا البنت ما تبي شنو فايدة هالزواج؟؟”

“يا يبا خلاص, اللي فيه الخير ربي بيكتبه لج”

“آسفه انفعلت بس بليز لا تكلموني بهالموضوع. انا بصعد أدرس”

ثم نهضت مستاءة وصعدت لغرفتها وتذكرت أنها يجب ان تؤكد للاستاذه رزان قدومها بالغد:

“ألو, شلونج استاذه رزان؟”

“هلا والله فرح, ناديني رزان ما أحب الرسميات”

“ اوكي, رزان انا ان شاء الله باجر راح ايي”

“حبيبتي, حياج الله”

“الله يحييج”

“ مادري اذا احد قالج هالشي من قبل بس ترا صوتج حلو بالتلفون”

شُلَّت حركتُها لثواني دون ان تشعر -بعدما كانت مشغوله بالبحث عن شئٍ في درجها أثناء تحدثها بالهاتف- ثم استقامت بوقفتها واضعةً يديها على فمها كاتمةً أنفاسها الباكية خشية أن تسمعها رزان, انعقد الحاجبين, رسمت خطوط جانب العينين, وسالت الدموع بكتمان. منذ وفاة رزان, لأول مره ينطق أحد بجملة من جملها التي كانت قد قالتها في يومٍ من أيام الماضي. فضُغط على زناد بوابة الماضي التي كادت ان تتم وصد أبوابها. ثم بمحاولةً منها لإخفاء صوتها الباكي:

“ صج, مشكوره”

“اي والله وايد حلو, نسيت اقولج باجر ييبي معاج قلم فحم “

“أوكي, رزان انا لازم اروح, اخليج الحين”

“اوكي, بحفظ الله”

الذكريات, الذكريات, الذكريات ...
من قال أنه لا يمكننا أن نسافر عبر الزمن؟
من قال أن الماضي لا يعود؟
بل منا من يعيش في أزمنة أخرى, منا من قد علق في حقبة من حقب حياته التي لا يستطيع تحرير نفسه من أسوارها. أسوارها التي لا يكاد أن يصل لنهاية عبورها إلا وقد ازدادت لبناتها, كل ذكرى تضيف للسور لبنة, وكل لبنةٍ حديثه لزجة تُزلق صاحبها وتهوي به مرة تلو الأخرى لقاع وادي الذكريات, فيجد نفسه أمام أول صف من لبنات السور الذي ملَّ من تكرار صعوده والسقوط منه عند كل لحظة ضعف امام الذكريات, فهي بمثابة المسابقة, قوانينها: كل ذكرى يغفل عنها وتغيب عن البال يتخطى بها لبنه, وكل ذكرى تعود تسقطه السور بأكمله لوادي الذكريات مرة أخرى.


فمن ذا الذي يقول أنه لا يمكننا أن نسافر عبر الزمن؟ من ذا الذي يقول أن الماضي لا يعود؟


في اليوم التالي خرجت من منزلها متجهه لمنزل الإستاذه رزان... و إذ بطيف حبيبتها رزان يترائى لها في السيارة التي بجانبها, فتبعت السياره لكن تفاجأت ب... تتبع

********************

أي شخص مثلي أو مغاير لديه قصه أو تجارب مع المثليه ويرغب بأن تكون جزءا من الأجزاء القادمه يستطيع التواصل مع الكاتبه على:

[email protected]

غصات مثليه الجزء الأول: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=316874



#فوز_فهد_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية غصات مثليه-ج1
- أصدقائي المثليين, صديقاتي المثليات.. (لستم وحيدون)
- واقعٌ صامت..حلمٌ ناطق
- المثليه الجنسية، مفسرون الدين، والتبعيه العميانيه


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - فوز فهد خالد - رواية غصات مثليه-ج2