أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مجدى زكريا - احم اولادك من التحرش الجنسى (1)















المزيد.....

احم اولادك من التحرش الجنسى (1)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 13:11
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


خطر يقلق كل والد
لينا وجوزيف زوجان سعيدان مفعمان بالحيوية لديهما ابن ذكى فى الثالثة من العمر يتمتع بصحة جيدة. وهما يهتمان به جيدا, رغم ذلك ليس بالمهمة السهلة فى عالم اليوم. فتربية الاولاد تنطوى على مسؤوليات ومخاوف كثيرة. كما تستوجب تعليمهم امور عديدة. لكن ثمة مسؤولية واحدة على الاخص تشغل بال لينا وجوزيف : حماية ابنهما من خطر الاساءة الجنسية. ولماذا ؟
تقول لينا : " كان ابى رجلا غضوبا وسكيرا وقاسى القلب. فقد كان يضربنى بوحشية ويعتدى على جنسيا انا واخواتى ". ولا شك ان هذا النوع من الاساءة يخلف ندوبا عاطفية خطيرة. لذلك لا عجب ان تكون لينا مصممة على حماية ابنها. ويشاطرها جوزيف موقفها مئة فى المئة.
ان مسألة الاساءة الى الاولاد تقلق والدين كثيرين. وقد تقلقك ايضا. ورغم انك ربما لم تعان الاساءة وعواقبها كجوزيف ولينا, لا شك انك سمعت تقارير مروعة عن انتشار هذه الجريمة البشعة. والاباء الصالحون حول العالم تصدمهم معرفة مايحدث للاولاد فى جوارهم.
فلا عجب اذا ان احد الباحثين فى موضوع الاساءة الجنسية اعتبر انتشار ظاهرة الاساءة الى الاولاد " من امر الوقائع التى انكشفت فى عصرنا ". ورغم ان ذلك محزن جدا, ندرك اننا نمر بأصعب الاوقات فى تاريخ البشرية.
ان الاساءة الجنسية الى الاولاد مشكلة مخيفة. فعندما يفكر والدون كثيرون فى شر الاشخاص الذين يبحثون عن الاولاد للاساءة اليهم جنسيا, لا بد ان يستولى عليهم الذعر. لكن هل هذه المشكلة اصعب من ان يتصدى لها الوالدون ؟ ام ان هنالك بعض الخطوات العملية التى يمكنهم اتخاذها لحماية اولادهم ؟ سنرى
قليلون هم الاشخاص الذين يستسيغون الخوض فى الحديث عن الاساءة الجنسية الى الاولاد. وتقشعر ابدان الوالدين لمجرد ذكر هذا الموضوع. غير ان الاساءة الجنسية للاولاد هى من وقائع الحياة البشعة والمرعبة فى عالمنا اليوم. وتأثيراتها فى الاولاد مدمرة. فما فائدة التأمل فى هذا الموضوع المنفر فكر فى الامر, كم تساوى سلامة ولدك فى نظرك ؟ ان الاطلاع على بعض الحقائق المزعجة عن موضوع الاساءة الجنسية للاولاد هو حتما ثمن زهيد مقابل راحة البال. فمعرفة هذه الحقائق تلعب دورا كبيرا فى تأمين الحماية له.
لا تدع فداحة هذه المشكلة تثنيك عن مواجهتها. فأنت تتمتع على الاقل بقدرات يفتقد اليها ولدك. قدرات لن يكتسبها الا بعد مرور سنوات عديدة, لا بل على مر عقود من الزمن. فالسنون التى عشتها اغنت حياتك بالمعرفة والخبرة والحكمة. يبقى عليك ان تعزز هذه القدرات وتستخدمها بأفضل طريقة ممكنة لحماية ولدك. وسنناقش فى مايلى ثلاثة امور اساسية يمكن ان يفعلها كل والد, وهى : (1) كن خط الدفاع الاول لحماية ولدك من الاساءة. (2) زود ولدك بالمعلومات والارشادات اللازمة. (3) علم ولدك بعض الاساليب الدفاعية الاساسية.
هل انت خط الدفاع الاول لحماية ولدك ؟
ان حماية الاولاد من الاساءة هى بشكل رئيسى مسؤولية الابوين, لا الاولاد. لذلك يجب توعية الوالدين بهذه المسألة قبل توعية الاولاد. واذا كنت والدا, فهنالك عدة امور يجب ان تعرفها عن الاساءة الى الاولاد. فيجب ان تعرف اى نوع من الناس يسيئون الى الاولاد. وكيف يحققون غايتهم. فغالبا مايظن الوالدون ان المتحرشين غرباء يتربصون بالاولاد فى الظلام لكى يخطفوهم ويغتصبوهم. ومما لا شك فيه ان وحوشا كهؤلاء موجودون فعلا, فكثيرا ما تتكلم عنهم وسائل الاعلام. لكنهم قليلون نسبيا. ففى 90 فى المئة تقريبا من حالات الاساءة يكون الجانى شخصا يعرفه الولد ويثق به.
طبعا, قد لا يخطر على بالك ان يكون جارك المهذب او معلم المدرسة او احد العاملين فى الرعاية الصحية او مدرب الرياضة او نسيبك مهتما بولدك اهتماما شهوانيا.( يشار فى هذه المقالات الى المسئ والضحية بصيغة المذكر, على سبيل التبسيط. لكن المبادئ نفسها تنطبق على كلا الجنسين ) وفى الواقع معظم الناس ليسوا من هذه الفئة. لذلك لا داعى ان ترتاب بالجميع فى محيطك. لكن معرفتك اساليب المتحرش النموذجى يمكن ان تلعب دورا فى حماية ولدك.
ان معرفة الخطط التى يدبرها المتحرش تساعدك كوالد ان تكون خط الدفاع الاول. مثلا, اذا صار احد الاشخاص الذى يبدو مهتما بالاولاد اكثر منه بالراشدين, يخص ولدك بالاهتمام ويجلب له الهدايا او يعرض ان يهتم به فى غيابك او يأخذه فى نزه وحده, فماذا تفعل ؟ هل تسنتج ان هذا الشخص لا بد ام يكون متحرشا ؟ لا, لا تسارع الى الاستنتالجات الخاطئة. فقد يكون هذا التصرف بمنتهى البراءة. ولكن يمكن ان ينبهك الى ضرورة الحذر.
فاذا عرض عليك امرا بدا لك اروع من ان يصدق, فربما يجدر بك عدم المسارعة الى تصديقه. تحقق جيدا من اى شخص يعرض عليك ان يقضى وقتا بمفرده مع ولدك, وليعرف اهذا الشخص انك ستفتقد ولدك فى اىة لحظة. على سبيل المثال, يأخذ شابان يدعيان نديم ومليسا حذرهما حين يتركان ايا من ابنائهما الثلاثة وحده مع شخص راشد. وعندما كان احد ابنائهما يأخذ دروس موسيقى فى البيت, قالت مليسا للاستاذ : " سأطل عليكما من حين لاخر وانت هنا " ومع ان هذا التصرف قد يبدو مبالغا فيه, فان الحيطة والسلامة خير عندهما من الغفلة والندامة.
تابع ايضا باهتمام شديد نشاط ولدك وصداقاته ودروسه المدرسية. اعرف كل التفاصيل حول اية رحلة سيقوم بها. ذكر اختصاصى فى الصحة العقلية يعنى بحالات الاساءة الجنسية منذ 33 سنة انه كان يمكن الحؤول دون الاساءة فى حالات كثيرة لو تيقظ الابوان. ويقتبس من احد المتحرشين المدانين قوله : " يقدم لنا الوالدون اولادهم على طبق من فضة . . . وهذا طبعا سهل الامر على ". تذكر ان معظم المتحرشين يفضلون الاهداف السهلة. اما عندما يتابع الابوان باهتمام شديد نشاطات اولادهما, فيصير الاولاد هدفا اصعب.
ثمة طريقة اخرى لتكون خط الدفاع لاول لحماية ولدك, وهى الاصغاء اليه بانتباه, فنادرا مايكشف الاولاد عن الاساءة الجنسية بشكل مباشر, اذ يشعرون بالخجل الشديد ويقلقون من رد فعل الابوين. لذلك اصغ بانتباه حتى الى التلميحات غير المباشرة. ( يقول الخبراء ان عددا من الاولاد المساء اليهم يعطون اشارات صامته تدل انهم ليسوا على مايرام مثلا, اذا رجع الولد فجأة الى عادة سبق ان تخلص منها, مثل تبليل الفراش او التعلق الشديد بالابوين او الخوف من البقاء وحيدا, فقد يكون ذلك اشارة الى ان هنالك امرا خطيرا يزعجه. لكن هذه الاشارات ليست دليلا قاطعا على الاساءة. فشجع ولدك بهدوء على البوح بما يزعجه لكى تتمكن من مواساته وطمأنته وحمايته )
حافظ على هدوئك ولو قال ولدك امرا مقلقا, شجعه على الكلام بطرح الاسئلة عليه. اسأله مثلا لماذا يقول انه لا يريد البقاء مع فلان فى غيابك. وعندما يخبرك ان راشدا معينا يلعب معه العابا غريبة, فاسأله اى نوع من الالعاب ؟ ماذا يفعل ؟ . واذا اشتكى ان احدهم دغدغه فاسأله : اين دغدغك ؟ لا تسارع الى صرف النظر عن اجوبته. فالمسئ يقول للولد عادة ان لا احد سيصدقه وغالبا مايكون محقا. من ناحية اخرى, فأن تصديق الابوين ولدهما المساء اليه ودعمهما له هما خطوة كبيرة فى سبيل مساعدته على الشفاء.
" يتبع "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (4)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (3)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مجدى زكريا - احم اولادك من التحرش الجنسى (1)