أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (2/6)













المزيد.....

نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (2/6)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجربة محمد النبوية المتقدمة، ربطت شهوانيته الجنسية بالأفق الروحي. هذا شاهد يؤيد أن ارتباط الجنسي بالروحي، لدى محمد، يعود إلى بداية تجربته الجنسية التي عاشها مع خديجة. فهو لجأ للروحي فرارا من اضطهاد كبته الجنسي، ووظف الروحي فيما بعد، لطرد اضطهاد الكبت الجنسي القديم، من نفسه.
وفي موازاة انتصاراته السياسية العسكرية الباهرة على العرب، فتح مساحة جنسانية واسعة، بشهادة سيرته التي سجلت أنه قام بالزواج وخطبة بما يربو على أربعين مرأة متنوعات الصفات، فضلا عن نساء التسري. زعم مدافعون عنه، أن زواجه من نساء كثيرات، يعود لرغبته في تعزيز علاقاته بالقبائل العربية، أو بأشخاص لهم مكانة أثيرة لديه. لكن وثائق التاريخ، ترجح أن النبي كان يسعى لإشباع نهم جنسي لديه؛ فإذا وُصفت له امرأة جميلة، سعى للزواج منها؛ وإذا اكتشف عيبا جسديا أو أخلاقيا منفرا، في عروسه، أمرها باللحاق بأهلها فورا؛ وعزم مرة على إيقاع الطلاق بزوجة له، فقدت أهليتها الجنسية، لكنه رجع عن عزمه بعدما تنازلت الزوجة غير المرغوب فيها جنسيا، عن حصتها في قسمة النبي الجنسية، لصالح عائشة!
وحدت نبوة محمد، بعد وفاة خديجة، الروحي الديني، بالجنساني. الأول، ممثلا بانتصارات محمد السياسية العسكرية، التي أثمرت دخولا عربيا واسعا تحت راية "لا إلاه إلا الله محمد رسول الله"؛ والثاني، بامتلاك جنساني واسع ونشط، متفوق على امتلاكه الجنساني الخامل في مرحلة خديجة. وينسب للنبي محمد، أنه قال مرة، في مرحلة ما بعد خديجة، إن الله كان يصرفه عن الرغبة في النساء، إلى أن نزل عليه جبريل، بوليمة فجرت رغبته الجنسانية، ومنحته فحولة متميزة، تعادل ما يملكه أربعون رجلا! وتقول سيرته، أنه كان يدور على نسائه التسعة، في الليلة الواحدة.
يروى أن عائشة، خاطبت النبي يوما، بقولها: مالي أرى ربك يعجل لك في هواك! وكانت إشارتها إلى قضية جنسية نبوية، تدخل الوحي فيها، لصالح هوى النبي محمد. فقهاء المسلمين، تحدثوا عما سموه "خصوصيات النبي". وهي أحكام تنطبق عليه وحده، من دون المسلمين جميعا. هذه الخصوصيات، في أغلبها، تتعلق بحياة النبي الجنسية: يحق له أن يتزوج من يشاء من النساء؛ لا يحق لأي مرأة يطلبها النبي للزواج أن ترفض طلبه؛ لا يحق لأي زوج أن يحتفظ بزوجته إذا بدا أن النبي يرغب في الزواج منها؛ لا يحق لأي رجل أن يخطب امرأة يريد النبي الزواج منها؛ لا يحق لزوجاته بعد مماته الزواج.
معاناة الأنبياء من الاضطهاد، تسمح بطرح فرضية جديدة لفهم ظاهرة النبوة. لا أزعم أن الاضطهاد هو العامل الوحيد الذي يفسر ظاهرة النبوة. ولكن معاناة الاضطهاد، حاضرة في تجارب الأنبياء، حضورا قويا، يسوغ افتراض أن ظهور النبوة يحتاج لتجربة اضطهاد عميقة.
النبي محمد، صاحب تجربة النبوة المكتملة، يقدم نموذجا واضح الدلالة، على مركزية الاضطهاد في التجارب النبوية. عاش النبي محمد مضطهدا منذ مولده، حتى إعلان نبوته. وزادت حدة اضطهاد طبقة مكة الحاكمة للنبي، بعد إعلان نفسه نبيا. وبقدر ما كان اضطهاد رافضي دعوته يزيد، كان ثباته على إيمانه بأنه نبي يزيد أيضا، رد على عمه، الذي حاول إثناءه عن أمره، بعد اشتداد ضغوط قادة قريش واضطهادهم له، فقال: والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته..!!
الاضطهاد خارجي، يتحول في داخل النفس إلى انقهار. اضطهاد النبي خلق لدية انفعالا انقهاريا. كان انفعال النبي الانقهاري سلبيا قبل النبوة. انتقل محمد إلى مرحلة الانقهار الإيجابي، مع بلوغ منحنى الاضطهاد درجة انكسار، انقلب عندها اتجاه المنحنى نحو الصعود. في غار حراء، جاءه جبريل للمرة الأولى في حلم منامي. بعد أن استيقظ محمد من مفاجأة الحلم، رفع رأسه إلى السماء، رأى جبريل وسمعه يقول له: أنت رسول الله. الله القاهر فوق عباده.
النبي محمد، يصعد، متحررا، من انقهاره النفسي، إلى "قاهر فوق عباده"!
الأحلام نشاط للعقل الباطن، المتكون من خبرة شخصية ذاتية واجتماعية. عقل محمد الباطن يختزن تجربته الانقهارية الخاصة، مضافا إليها، إضافة تفاعلية، تجارب الأنبياء الذين عانوا من الاضطهاد، خاصة الحاضرين منهم في الموروث الثقافي العربي: إبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى. وأخمن، أن قصة الذبيح إسماعيل، كانت الأشد تأثيرا في بناء عقل محمد الباطن، وتفاعليته. قصة إسماعيل لها تأثيرها التراجيدي على بناء محمد النفسي؛ فما عاناه إسماعيل، يعود لكيد نسائي، واضطهاد امرأة تأكلها الغيرة، من أخرى، كانت عبدة لها، لكنها تفوقت عليها لدى الزوج، بولادتها طفل كان إبراهيم يشتهيه، وجاءه بعد أن طعن في السن. سارة، استغلت وهن إبراهيم، وأمرته بإقصاء هاجر وابنها إلى مكان بعيد. أذعن إبراهيم لإرادة سارة، فهي مصدر الخير الذي عاد عليه من مروره بمصر، حيث أصاب منه كثيرا، عندما وافقته سارة على أن يدعي أنها أخته، ما سمح لفرعون بالتمتع بأنوثتها الجميلة. قد تكون هذه "زلة" استخدمتها سارة لإجبار إبراهيم على الإذعان لإرادتها، في مسألة سببت جرحا داميا لأنوثتها، وهي فشلها في الإنجاب حتى حينه. وقد تكون سارة قد استولت على الثروة التي تلقاها زوجها من فرعون مصر، ما يجرد الزوج المسن من ورقة قوة هامة. رجل طاعن في السن، ولا يملك طاقة جنسية، ولا يملك ثروة، هو رجل مَهين في ميزان النساء. وهو رجل مضطهَد مقهور.
اضطهاد إبراهيم وانقهاره، كما يحكي التراث الديني الذي تلقاه محمد، يدخل في بناء الصورة الموروثة عن إسماعيل، الذي دفع ثمن اضطهاد أبيه، واضطهاد أمه، العبدة قبل انتقالها لملكية إبراهيم، المطرودة مع وليدها، إلى أرض جدباء، لا زرع فيها ولا ضرع ولا ماء!
ترتفع وتيرة تراجيديا قصة إسماعيل، بما تحكيه كتب الدين، عن زيارة إبراهيم لابنه بعدما شبّ، حاملا معه إرادة الله تأمره بذبحه، تقربا لله. قد تكون غيرة سارة القاتلة، وراء إرادة ذبح إسماعيل. ولدى محمد، فالذبيح المضطهَد جده.
النبي محمد، عانى خبرة اضطهاد، منسوجة من تجربته الشخصية، ومن ثقافته الدينية التي تلقاها من بيئته.
محمد نبيل النسب، وذو أخلاق رفيعة: صادق وأمين، يكرم الضيف ويساعد المحتاج، ويتعاطف مع البؤساء، وجواد، وشجاع، وذو طموح اجتماعي ديني وأنفة من عبادة آلهة قومه. بهذه الفضائل، لن يستمر خموله في دائرة الانفعال الانقهاري السلبي، إلى الأبد. في لحظة ينفد فيا الصبر على الاضطهاد، سينقلب، تفاعل محمد السلبي الصابر، إلى انقهار فاعل إيجابي. جاءت هذه اللحظة الانقلابية، عندما نفد صبر محمد، على اضطهاد الجنسانية السلبية لزوجته خديجة، التي كانت قد بلغت سنّ اليأس البيولوجي، وما ينجم عنه من نفور جنسي لديها، يقابله حرمان جنسي شاق، لدى الزوج محمد الذي لا يزال في ذروة رغبته الجنسانية، الظمأى، المقيدة المكبوتة بزوجة وحيدة، ميّتة جنسيا، نشطة روحيا، ثرية معطاءة ماليا.
وتفاعل محمد مع انقهاريته، موجه ذاتيا، بتصور محمد لله، وتخيله له، كأعلى وأسمى وأقوى مراتب الوجود، الحاضر في الوجود، من خلال انبياء يرسلهم للناس، الوهاب وحده للرزق، ومنه الرزق الجنساني.
النبوة تفاعل إيجابي مع واقع ظالم قاهر. يشهد بهذا قصص القرآن عن إبراهيم وموسى وعيسى.. هؤلاء، قبل محمد، هم كبار الأنبياء. كان محمد مطلعا على قصصهم من الثقافة التي تلقاها. مواقف الأنبياء الكبار كما ترسمها ثقافة محمد، كانت مواقف إيجابية مناهضة للظلم والقهر. هذا وقر في عقل محمد الباطن. على صعيد العقل الباطن، تفاعلت خبرة محمد الثقافية التاريخية، بما في ذلك، تصوره المتخيل لله، مع تجربته الجنسانية مع خديجة، وخصائصه الأخلاقية؛ فأثمرت انفعالا إيجابيا، تحول إلى فعل تحت مسمى: وحي إلهي! المسمى، أتى أيضا، من خبرة محمد الثقافية التاريخية الاجتماعية وتجربته الشخصية الدينية.
ساهم زواج محمد من خديجة ببناء تجربته الدينية ؛ فخديجة ابنة عم ورقة بن نوفل، الحنيفي، أو المسيحي الناشط في زمانه. وخديجة وورقة، من أسرة ذات علاقة بالحنيفية أوالمسيحية. كان العرب زمن محمد يسمعون من يهود الجزيرة العربية، تبشيرهم بمقدم نبي جديد. وروي عن الراهب بحيرا، أنه تنبأ لمحمد بأن يكون نبيا. وعشيرة محمد، قامت بدور الراعي الديني للكعبة، ذات الدلالة الدينية المرتبطة بإبراهيم، وإسماعيل؛ والعرب اعتقدوا أن إبراهيم وإسماعيل هم بانيا الكعبة، بأمر إلهي.
النقطة الأخيرة ذات صلة بتخميني عن شدة تأثير قصة إسماعيل على نفسية النبي، وبنائه العقلي الباطني. بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة، أول بيت لله في الأرض، وفقا للقرآن، انفعال إيجابي واجها به الاضطهاد الذي عاناه الاثنان.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (1/6)
- اجتهاد نوراني: إفطار رمضان مباح في الحر الشاق
- الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فابتهج وانطلق!
- رسالة ال 68: الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فاب ...
- الدين والنورانية
- خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!
- أحبب نفسك والشياطين.. الحب بين الإسلام والنورانية
- رسالة النورانية
- صيام المسلمين فسق وجوع وعطش وخمول وجشع!
- هل أهل الجنة مصابون بالتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والكولس ...
- الله يخبز لأهل الجنة بيديه الأرض رغيفا.. والبؤساء يموتون تعا ...
- سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!
- هاني الحسن وفاطمة البدوية وعرفات يعين الكذابين وزراء!
- الدين والعقل والجامعة الإسلامية بغزة ويحيى رباح في صنعاء
- هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين انتصار للإنسان
- خطباء المساجد والوعي الضال - تحرير الأسرى أهم من تحرير القدس ...
- الرئيس يقترف الخطيئة.. ويحمل العار مختالا!
- لخدمة مصالح فئوية خاصة؟!.. قوى فلسطينية تعبث بحق العودة وتمي ...
- ردا على خطاب الرئيس عباس.. -العودة أهم من الدولة-


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (2/6)