أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث















المزيد.....

عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الضربة الغاشمة لقوة حراسة عسكرية مصرية عند معبر رفح وعلى بعد عدة كيلومترات من معبر كرم ابو سالم (الذى تؤمنه قوات اسرائيلية) مساء الأحد الماضى 5/8/2012 والذى أدى الى استشهاد 16 مجندا وضابطا والى جرح آخرين والإستيلاء على مدرعتين مصريتين ومحاولة إقتحام المعبر الإسرائيلى بإحداهما ليتم تفجيرها بواسطة الطيران الإسرائيلى، وقد تعددت التحليلات لهذا الحادث الإجرامى على الفضائيات والمقالات الصحفية والفيس بوك وتويتر ولم تخرج هذه التحليلات عن أربعة إتجاهات رئيسية:
(الأول) أشارت معظم التحليلات الى ضلوع الجانب الإسرائيلى فى هذا العمل الإجرامى بتفسير أنه الجانب المستفيد فيما حدث وخلاصة هذا القول أن إسرائيل تحاول إظهار أن الجانب المصرى فقد سيطرته على سيناء مما يستدعى تدخلا دوليا للسيطرة عليها ويعمل كذلك على ضرب وتحجيم العلاقات المتنامية بين حماس( الجناح الفلسطينى لحركة الإخوان المسلمين) المسيطرة على غزة منذ 2007 والحكومة المصرية بعد سيطرة الإخوان على السلطة فى مصر و نجاح محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وتسعى اسرائيل الى إجبار القوات المسلحة المصرية أن تقوم بالحرب بالنيابة عنها على التنظيمات الأصولية التى تعمل فى سيناء والعمل على غلق الأنفاق التى دفعت إسرائيل الكثير من المحاولات المتعددة لإغلاقها، وأيضا لتوتير العلاقة بين جماعة الاخوان والتيارات السلفية التى تنتمى الى فكرها معظم هذه التنظيمات السيناوية، ولعل البيان الذى أصدره حزب الحرية والعدالة يؤيد هذا الإتجاه فى إتهام صريح للموساد بالقيام بهذه العملية.
(الثانى) وهذا التحليل يركز على أن الإخوان المسلمين مستفيدون من العملية لإظهار قصور القوات المسلحة فى تأمين حياة أفرادها ناهيك عن سلامة الوطن، وفى هذا الإطار يأتى تعليق أحد قيادات الإخوان بضرورة إقالة المشير طنطاوى فورا، كما أظهرت القرارات الأخيرة للرئيس محمد مرسى بإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة وقائد الحرس الجمهورى ومحافظ سيناء وآخرين، ما يعكس الإستفادة من الحدث فى الصراع بين الإخوان ممثلين فى الرئيس والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحاولة أخونة جهاز الدولة، وما تم من قرارات يعتبر مقدمة لما يمكن أن يتوالى من مواقف وقرارات لم تظهر كاملة حتى الآن.
(الثالث) ويخلص هذا التحليل أن المستفيد مما حدث هو المجلس العسكرى ومحاولة هيمنته على مقدرات السلطة وإرباك الرئيس الجديد وأن القوات المسلحة هى درع الوطن وسيفه الذى لا يمكن التخلى عنه وأن الوطن وحمايته تأتى فى المقدمة وأن الإنحياز لحماس والقطاع يساعد فى خلخلة الوضع الأمنى والإقتصادى لمصر، ومما يدلل على ذلك تضمين بيان المجلس العسكرى عن العملية تزامنها مع قصف مدفعى مساعد من غزة على معبر كرم ابو سالم مما يعطى انطباع بتورط حماس وتنظيمات متطرفة فى غزة، ويؤيد ذلك المظهر الذى رافق تأبين جثامين الشهداء من هجوم على ممثلى السلطة والإخوان وعدم مشاركة محمد مرسى فى هذه المناسبة والظهور الإعلامى الكبير للمشير طنطاوى وقيادات القوات المسلحة.
(الرابع) وهو أن حماس أو عناصر منها هى الضالع الرئيسى فى العملية ، وهذا التحليل لا يقوم عليه دليل قوى سوى العلاقة بين المهاجمين وتنظيمات جهادية تعمل فى القطاع تحت سيطرة حماس وبالتنسيق معها غالبا، فليس من المعقول أن تلجأ حماس الى زعزعة حليفها الأساسى فى مصر خاصة بعد كل ما قدمه لها فى هذه الفترة القصيرة والإستقبال الحافل لهنية ومشعل فى القصر الجمهورى وحشد أعضاء وعضوات الجماعة فى شوارع القاهرة لإستقبالهم والحديث عن تقديم ثلاث وجبات ساخنة للفلسطينيين وتزويدهم بكل متطلبات الحياة.
ومع وجاهة كل ما قدم من وجهات نظر واحتوائها على قدر كبير من الحقيقة ولكن الموضوع فى رأيي يمكن شرحه فى الصراع الدائر فى شبه جزيرة سيناء ببساطة فهو صراع بين جماعات سلفية جهادية ترتبط بشكل وثيق بمثيلتها فى القطاع ولها ارتباطات خارجية على المستوى الدولى وعلى الخصوص بتنظيم القاعدة، وتمتد تلك الأحداث لزمن طويل منذ تفجيرات شرم الشيخ فى العام 2004 وما تلا ذلك من تفجيرات فى نويبع ودهب وطابا استهدفت بالأساس السياح الأجانب وخاصة الإسرائيليين، وتمت مطاردات عنيفة للمتهمين فى مسالك وشعاب وجبال سيناء وتصفيتهم جسديا مما رسب ثأرا بينهم وبين جهاز الشرطة، على أن الظاهرة تفاقمت وطفت على سطح الأحداث بشكل سافر بعد ثورة 25 يناير وانهيار جهاز الأمن وما تلا ذلك من فلتان أمنى.
إن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين تمتد جذوره الى ما قبل النكبة فى 1948 ومشاركة كتائب الإخوان فى الصراع بين اليهود والعرب فى الحرب التى تلت إعلان الدولة الإسرائيلية وما تلى ذلك من وضع القطاع تحت الإدارة المصرية، وظلت حركة الاخوان فى العمل الدعوى والخدمى فى غزة لعدة عقود، بينما شارك بعض اخوان فلسطين فى العمل المقاوم من خلال منظمة فتح اكبر التنظيمات الفلسطينية والتى دشنت العمل الفدائى فى 1965 ومن أبرز من شاركوا فى ذلك الشيخ عبدالله عزام الذى زامل اسامة بن لادن فى افغانستان بعد ذلك، بينما استمر الشيخ أحمد ياسين المؤسس الفعلى للجماعة فى العمل الدعوى فى غزة وتجميع الأنصار بعد إحتلال اسرائيل للقطاع فى 1967 ومما يذكر أن إسرائيل كانت تقدم العون للجماعة كتيار دينى دعوى مسالم ومعادى للتنظيمات اليسارية والقومية فى فلسطين، وكانت مشاركة الجماعة فى المقاومة من خلال الإنتفاضة الفلسطينية الثانية فى 2002 وشكلت ما عرف بمنظمة حماس وإستفادت مما يعرف بالصحوة الإسلامية على مستوى المنطقة فى حرف الصراع العربى الاسرائيلى من تناقض وطنى وقومى الى صراع أصولى وجعله على خلفية دينية بحته واستدعاء تاريخ الصراع بين الرسول واليهود فى المدينة ورفع شعارات "خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سوف يعود"، وبنجاح حماس بالأغلبية النسبية فى الإنتخابات البرلمانية فى 2006 بنسبة 45 % وتسليم السلطة الفلسطينية بنتائج هذه الإنتخابات بدأ منحى آخر من الصراع مع منظمة التحرير انتهى بإنقلاب حماس واستيلائها على غزة فى 2007، وبدأت حماس فى صبغ القطاع بفكرها الدينى وأسلمة كثير من مظاهر الحياة مما أدى بالطبيعة الى نشوء ونمو تيارات سلفية أكثر راديكالية تعددت اسماءها واشكالها من فتح الإسلام وجيش الإسلام وجند الله وجلجلات والعشرات غيرها من التنظيمات التى تباينت العلاقات بينها وبين حماس بين الوحدة والصراع، فبينما تمت عملية خطف الجندى الاسرائيلى "جلعاد شاليط" من خلال عملية مشتركة بين حماس وجند الله فقد أغارت حماس على مسجد فى رفح فى 2009 أعلنت فيه حركة "انصار الله" وقائدها "أبو نور المقدسى" إقامة إمارة إسلامية فى غزة وقتلته ومعه 38 من انصاره، وعملت هذه التنظيمات الجهادية على وجود ظهير لها فى سيناء مستفيدة من الإمتداد الطبوغرافى والقبلى ومستغلة الأنفاق فى عمليات تهريب الأسلحة وغيرها.
لم تكن التنظيمات الأصولية الفلسطينية فى قطاع غزة بعيدة عن سلسلة التفجيرات التى حدثت فى سيناء فى العقد الأول من القرن الجديد، وحتى كثير من العمليات فى الداخل كانوا على صلة بها، ونتساءل عن مصير التحقيقات التى تمت من قبل جهاز أمن الدولة المنحل حول علاقة تنظيم جيش الإسلام بتفجير كنيسة القديسين بالإشتراك مع بعض السلفيين بالأسكندرية وهو ما تم طمسه نهائيا بعد تهريب المتهمين من هذا التنظيم واعضاء حماس وحزب الله من السجون المصرية أثناء الثورة والهجوم المنظم على السجون واعدام جميع الأوراق والأحراز والملفات بعد إحراق مقار أمن الدولة فى عملية مخططة بإتقان، كذلك فإن كثير من الأحداث والعمليات فى سيناء بعد الثورة كانت من تدبير وتنفيذ تنظيمات جهادية سلفية تم زرعها فى سيناء بتدريب وتنظيم وتمويل جماعات من غزة وعلى رأسها حماس وفى غياب الوجود الأمنى الرسمى ومنها تفجير خط الغاز لأكثر من 16 مرة بواسطة ملثمين، والعرض العسكرى لأصحاب الرايات السوداء يوم قيام الإسلاميين بالحشد لجمعة قندهار فى التحرير والتى رفع فيها رايات سوداء ايضا وصور بن لادن.
فى شهر يونيو الماضى أعلن تنظيم متطرف فى غزة يسمى "أكناف بيت المقدس" من خلال شريط فيديو يجمع شابين أحدهما سعودى والآخر مصرى عن قيامهم بعمل مسلح قريبا على الحدود المصرية الإسرائيلية وقام بالتعليق على الشريط شخص يدعى "أبو أسامة المهاجر" ووضّح انهم رصدوا جيدا الموقع الحدودى واعدوا للأمر عدته ولم ينس أن يوجه التحية لقائدهم أيمن الظواهرى حفظه الله، ومنذ عدة أيام وبعد الزيارة الميمونة لإسماعيل هنية وخالد مشعل لمصر ولقائهم بمحمد مرسى وفضيلة المرشد اعلن هنية الإفراج عن "أبو الوليد المقدسى" زعيم تنظيم التوحيد والجهاد المتهم بتفجيرات سيناء و"أبو حفص" قائد جيش الأمة الإسلامى فى توقيت متزامن مع اعلان مرسى الإفراج عن مجموعة من التكفيريين فى مصر.
لاشك أن مواجهة القوى التكفيرية المسلحة فى سيناء يستلزم عمل عسكرى سريع فى مواجهتهم فى مختلف أنحاء سيناء دون التعلل بالقيود المفروضة على الجانب المصرى فى إتفاقية السلام المشؤمة مع إسرائيل، فرغم أن هذه الإتفاقية الظالمة يجب إعادة النظر فيها بدئا بالملحق الأمنى والذى لا يسمح بحماية حدودنا من أى هجوم اسرائيلى ولكنه يمكننا على الأقل من مواجهة هؤلاء المجرمين، أما الحل على المدى الأطول فليس بتنمية شكلية لسيناء تعتمد على الإستثمار الترفى والسياحى والترفيهى الذى يعمق المشكلة بدلا من حلها، ولكن فى اطار تنمية حقيقية ومتوازنة، وقبل هذا التنمية البشرية من المهم تعميق ثقافة الديموقراطية والتعددية وقبول الآخر بين أبناء سيناء وهذا دور منظمات المجتمع المدنى من أحزاب وجمعيات وليس دور الدولة الإدارى والأمنى، وهذه مهمة شاقة وطويلة يجب علينا جميعا القيام بها.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس
- الى ثوار 25 يناير...إحذروا ألاعيب الإخوان...الخومينى ورأس ال ...
- المسألة اليهودية...بين الماركسية والإسلام
- عن خيرت الشاطر أتحدث
- ثورة الزنج..إنتفاضة العبيد على دولة الخلافة
- دولة القرامطة..تجربة إشتراكية إسلامية
- الحشاشون..فرقة إسلامية إرهابية
- مابين 21 فبراير 1946 و21فبراير 2012
- اليهودية...ديانة مصرية
- بهيجة حسين..وذاكرة الأمكنة
- خلجنة المجتمع المصرى
- nknown
- القضية الوطنية والمسألة الفلسطينية فى الثورات العربية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث