أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبدالحكيم - إتفاقية رودس















المزيد.....

إتفاقية رودس


محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 06:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


* في ابريل 1947 طالبت بريطانيا السكرتير العام للأمم المتحده بإدراج القضيه الفلسطينيه على جدول الجمعيه العامه ، و في نفس الشهر طالبت مصر و العراق بإدراج القضيه الفلسطينيه و كان هناك مشروعان :
الأول مشروع قرار بالتقسيم 56% لدوله يهوديه ، 43% لدوله عربيه ، 1% منطقه دوليه في القدس .
الثاني مشروع قرار بإنشاء دوله إتحاديه تضم العرب و اليهود داخل دولة فلسطين .
و في 29 نوفمبر 1947 صوتت الجمعيه العامه لصالح المشروع الاول (33 صوت موافق ، 13 صوت معارض ، 10 اصوات ممتنع ) و رفض العرب القرار بشده و ذلك لأنه يخالف مبادئ الأمم المتحده و أهم هذه المبادئ حق تقرير المصير لأي شعب .

* حدثت أعمال عنف بين اليهود و العرب عقب صدور هذا القرار المجحف ، و هذا دفع مندوب الولايات المتحده لطلب وضع فلسطين تحت الوصايه الدوليه ، حيث أن القرار لم يتم تنفيذه بالوسائل السلميه و أيضاً المنظمه الدوليه غير قادره على تنفيذه .
و هذه يعني بأن قيام إسرائيل يؤجل لحين البت في النزاع القائم على الأرض ، هنا ثار غضب اليهود وفي إبريل 1948 قاموا بارتكاب مجزره في دير ياسين قُتل فيها 250 فلسطيني و تم تهجير أكثر من 400 ألف فلسطيني مما دفع القوات العربيه لدخول فلسطين ، و كما تعلمون انتهت الحرب بخسارة 78% من الأراضي الفلسطينيه لصالح إسرائيل .

* في نوفمبر 1948 أصدر مجلس الأمن قراراً ملزماً بتعيين خط هدنه بين الجانبين ، و سحب القوات الى حد يسمح بصياغة إتفاق هدنه كمرحله انتقاليه لسلام دائم داخل فلسطين . و في جزيرة رودس بالبحر المتوسط جرت المفاوضات بين إسرائيل و الدول العربيه منفرده ، و صيغ في النهايه تحت أسم إتفاقية رودس بين اسرائيل و مصر و إتفاقية رودس أخرى بين اسرائيل و لبنان و كذلك مع سوريا و مع الاردن أي أن العرب ذهبوا للحرب كجماعه و للمفاوضات منفردين ، و هذا أدى لنتيجه كارثيه تسبب فيها الأردن حيث قدم منطقه في الضفه الغربيه عرضها 2 كيلو متر و طولها 180 كيلو متر كانت تحت سيطرته لصالح إسرائيل على الرغم أن الاتفاق كان للهدنه و ليس للتقسيم !!

* في 24 فبراير 1949 في جزيرة رودس وقع كلاً من رالف بانش المندوب الدولي و الاميرالاي محمد ابراهيم سيف و القائمقام محمد كامل الرحماني "عن مصر" و والتر ايثان و بيجال يادن "عن إسرائيل" على اتفاق الهدنه و الذي يتضمن التالي :
تبادل الاسرى بين الجانبين بغض النظر عن العدد و الرتب .
قطاع غزه يكون تحت السيطره المصريه حيث أن القوات المصريه كانت متمركزه فيه .

* إسرائيل إنتهكت الأتفاقيه عدة مرات فقد أستولت على منطقة أم الرشراش و أنشأت عليها ميناء إيلات ، و بعد عدوان 1956 تم إخلاء سيناء و القطاع من الجيش المصري و إحلال قوات دوليه بدلاً منه ، لكن سيناء ظلت تحت الاداره المصريه و كذلك قطاع غزه ، و في يونيو 1967 خسرت مصر سيناء و أيضاً قطاع غزه و خلال العشر سنوات اللاحقه استطاعت مصر ان تستعيد سيناء"بدون قطاع غزه و أم الرشراش و طابا " و لجأت مصر للتحكيم الدولي لأستعادة طابا لكنها تنازلت عن أم الرشراش و قطاع غزه خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل .

* نرجع قليلاً للوراء و تحديداً الى النحاس باشا حيث ذكر الاستاذ هيكل أن النحاس أرسل رساله للحكومه البريطانيه في الثلاثينات من القرن الماضي يقول فيها فكرة إنشاء وطن قومي لليهود خطر مباشر على الأمن القومي المصري و لن نقبل به ، وهذا ما جعل مصر تحتفظ بالقطاع بعد النكبه لكي تبني عليه الدوله الفلسطينيه الكامله (من النهر للبحر) و هذا ما أكده الزعيم جمال عبد الناصر طوال فترة حكمه على وجوب زوال اسرائيل لحمايه الأمن القومي المصري .

* الضفه الغربيه كانت تحت سيطرة الأردن و قطاع غزه تحت سيطرة مصر ، لو أن الصراع كان بين فلسطين و اسرائيل لتم اعلان دولة فلسطين على الأراضي المحرره لكن القاده العرب اتفقوا وفيهم مصر على أن الصراع هو صراع وجود أي لابد من زوال اسرائيل حمايةً للأمن القومي العربي ، لذلك لا ننخدع و نقول هذا صراع فلسطيني اسرائيلي لا علاقة لنا به ، و لا يعقل ان يكون النحاس و ناصر إجتمعا على شئ واحد و يأتي شخص ما ، مهما كان هذا الشخص و يقول عكس ما قالوه و قرروه و أيضاً حدث إجماع عربي عليه و نادراً العرب ما يجتمعون على شئ !

* أصدر بوش قراراً بغزو العراق و لم يستطيع تنفيذه لرفض الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان للحرب ، حيث أن القرار يصدر كتفويض للجيش مصحوباً بالسبب . قالوا له الهيمنه الأمريكيه .. رفض ، قالوا له الحرب على الأرهاب .. رفض ، حتى إقتنع بحجة أسلحة الدمار الشامل . لماذا فعل ذلك الجنرال مايرز ؟؟
لأن قائد الجيش يعلم أهمية وجود مرجعيه أخلاقيه لأي جيش في العالم لكي ينتصر ، فلو ذهب الجيش بدون سبب مقنع ستكون نفسية الجنود سيئه و يتحول من قائد جيش إلى قائد عصابه . المرجعيه الأخلاقيه و المرجعيه العلميه لأي شعب هما أمران حتميان لأي أمه تريد أن تصنع حضاره .

* عندما تكون قيادة مصر على مدار أكثر من 40 عاما تنظر للقضيه الفلسطينه كأمن قومي لمصر و كان هناك تأييد شعبي لهذه الفكره ، و صدرت عدة قرارات لتنفيذ الرؤيه المصريه و من ضمنها خضوع قطاع غزه للسيطره المصريه " أي أن مصر مسؤله أخلاقياً عن قطاع غزه نتيجة قرارات هي إتخذتها" إذاً أي تراجع هو يعتبر عمل غير أخلاقي و تكون الكارثه أكبر إذا تم دعم قرار غير أخلاقي شعبياً ، وهذا ما يتم الترويج له الأن بعد أحداث رفح الأخير و التي أستشهد فيها ستة عشر جندياً مصرياً على الحدود .

* تنزع الاحزاب الاقليه للمعارضه ، فبحكم تمثيلها لرأي يبدو معزولاً و ضعيفاً في جسم الأمه فأنها تُحمل الى ان تقف مواقف الاحتجاج و التطرف و ذلك بفضل العمليه النفسانيه نفسها التي تجر من مركب النقص الى العداء ، و يعمل إنعدام المسؤليه الحكوميه وعدم وجود الأمل بتحمل أعبائها يوما ما على اللغاء كل ضابط يحول دون معارضتها . هذه هي مشكلتنا في مصر المعارضه من أجل المعارضه حتى و لو على حساب مصلحة الوطن و بدون أي مرجعيه أخلاقيه ، أي أننا خرجنا من العقل و المنطق و دخلنا إلى عالم الغوغائيه و بالتالي ستكون نتيجه كارثيه على الأمه المصريه .

* عندما أقول مرجعيه أخلاقيه لا أقصد الأخلاق الدينيه لكنّي أقصد الأخلاق الشامله التي تتكون من قيّم و مُثل و مبادئ إنسانيه ، و أهميتها كما قلت سابقا وجود أرضيه صلبه تستند عليها أي جماعه بشريه لكي تستطيع أن تضطلع لمستقبل أفضل و تؤسس لحضاره إنسانيه حقيقيه . و هذا ما نحتاجه الأن في العمل السياسي داخل مصر ، الوطن يتعرض لأعتداء و هناك من تناسى الحدث و أنشغل بتصفية حسابات سياسيه و كأن الهجوم وقع في بلد أخر لا علاقة لمصر بها !!

* و في الختام أحب أن أوجه رسالتين الأولى للمتشدقين بالوطنيه المصريه و الذين يقولون إن سيناء أهم من فلسطين ... هل تقصدون سيناء الحاليه أم سيناء الكامله و التي تشمل أم الرشراش "أيلات" ؟!
و الرساله الأخرى للجميع ... لا يمكن أن تكون إسرائيل صديق و فلسطين عدو .










#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح العلمانيه 1
- طه حسين مثال للصراع بين الأصوليه و العلمانيه
- أولاد النهارده
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 3
- اكذوبه النموذج الباكستاني في مصر
- ما بين الدوله المدنيه و العلمانيه
- الثور الهائج
- التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات
- العلمانيه ضروره حضاريه 6
- العلمانيه ضروره حضاريه 5
- عيشوا بشرف جتكم القرف
- العلمانيه ضروره حضاريه 4
- العلمانيه ضروره حضاريه 3
- العلمانيه ضروره حضاريه 2
- العلمانيه ضروره حضاريه 1
- الإسلام لا خير فيه
- الملحد والحنين إلى الدين
- إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
- ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
- يوم زي العسل


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبدالحكيم - إتفاقية رودس