أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - التشكلية الاردنية مها محيسن .. تتخذ من الطبيعة موضوعا ومن اللون لغة للتعبير عن ذاتها














المزيد.....

التشكلية الاردنية مها محيسن .. تتخذ من الطبيعة موضوعا ومن اللون لغة للتعبير عن ذاتها


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


التشكلية الاردنية مها محيسن .. تتخذ من الطبيعة موضوعا ومن اللون لغة للتعبير عن ذاتها

منذ بداياتها, كانت الفنانة الاردنية المبدعة مها محيسن, من بين الفنانات الاردنيات والعربيات الاكثر طموحا, والاكثر رغبة في ولوج عالم الفن التشكيلي, والعيش في عوالمه الخاصة وخضم تفاعلاته وتفاصيله وتأثيراته, وقد منحته الحيز الاكبر والواسع من حياتها , وهي الفنانة الاكثر اصرارا على التجريب المستمر لتقنيات ومواد واساليب هذا الفن , وهي بهذا النهج خطت وتخط اسلوبها الخاص بها مع الوعي بذلك احيانا او وبدونه احيانا آخر. ومع نموّها الفني المستمر تتعدد رؤاها لتذهب بها الى الحقيقية الفنية القائلة ان " الفن عالم يبدأ ولا ينتهي" وباتت تدرك هذه الحقيقة بوضوح شديد مما دفعها في الاونة الاخيرة وخاصة في العامين الاخرين الى زيادة عمليات التجريب الذاتية الخالصة والخاصة بها من حيث المواد المستعملة في تكوين اللوحة وادواتها ومن حيث الاشكال والمضامين والرؤى ومن حيث الكل المتكامل الذي تراه الاطارالعام لاي عمل فني حقيقي وناجح ومعبر عن الموضوع وذات الفنان معا . لم تكن محيسن على هذه الحال ولم تصل اليها صدفة بل جاءت نتيجة عوامل وعناصر وخصائص تتميز بها الفنانة دون غيرها من الفنانات, قد يكون من ابرزها توقد مشاعرها المرهفة وشفافيتها ونقاء سريرتها وحبها الحقيقي لعناصر الوجود الكوني وخاصة الطبيعة التي تحكم هذا الوجود على المستوى المادي وتماثل ذاتها أي ذات الفنانة , ناهيك عن تأثيرات البيئة ومجتمعها والمجتمعات الانسانية الاخرى المختلفة عليها, يضاف الى ذلك متابعتها الحثيثة والمستمرة للتجارب الفنية التي تعرض, على المستوى المحلي والعربي والعالمي , فهي حريصة على الحضور والمشاركة في أي نشاط تشكيلي رصين يُمْكنها الوصول اليه .تترجم الوان محيسن في اعمالها منذ البدء افكارها ودواخلها الانسانية وانفعالاتها المرئية وغير المرئية , ومع انها بدأت بتجسيد شكلي بسيط للطبيعة في تجاربها الاولى الا ان الالوان بدأت ترتفع درجة حراتها وكثافتها حد الوحشية مع تراكم التجربة الذاتية للفنانة , لتترجم دواخلها كانثى متماثلة مع الطبيعة . فقد شرعنا نراقب الالوان وهي تشتعل ,تتدفق, تتفجر, لتشكل ما يشبه "الاعصار او العاصفة او البركان اللوني " واحيانا نجد ذلك الاعصار اشبه بغيوم مثقلة بالمطر الذي يروي تلك الطبيعة التي تخلقها الفنانة على سطوح لوحاتها تعبيرا عن نفسها وما يحيط بها. ان الطبيعة التي تجسدها او تدل عليها لوحات محيسن , هي طبيعة مختلفة عن الطبيعة التي يجدسها الفنانون الانطباعيون وهي مختلفة عن الطبيعة " اللايف" . مختلفة من حيث الشكل والدلالة والمضمون . اذ نتلمس في في هذه الطبيعة عناصر وخصائص الانثى " مها محيسن "من حيث الخصب والجمال والتمرد والثورة والهدوء والعطاء الغزير والايثار والبراءة . ان لوحاتها تتميز بقوة وحرارة الالوان وشدة وعنف حركة هذه الالوان داخل اللوحة الواحدة او على مستوى اللوحات المتتابعة في تجاربها المستمرة , وهو ما يخالف شكل وسلوك الفنانة الظاهرين, اذ تتميز شخصية محيسن الخارجية بالهدوء والوداعة والود والتسامح . وهذا يعطينا ايحاء بالتناقض بين الشخصية والعمل الفني في اغلب اللوحات, ولكنه بالمقابل يكشف لنا دواخل الفنانة حين تعيش ذاتها فقط بعيدا عن مثيولوجيا اجتماعية وتربية خاصتين, يتميز بها مجتمع الفنانة . وهو ترجمة حقيقية لحرية المرأة خارج اسوار التابوات الاجتماعية . وهو ترجمة صادقة لاعماق شخصية ووعي الفنانة المكبوت احيانا او الغير مُحرّك احيانا آخر. وتمزج الفنانة في اعمالها مابين الانطباعية والتجريد . فالشكل العام للوحة انطباعي , ولكنه في التفاصيل والمفاصل الرئيسية والفرعية يتحول الى التجريد, لا من حيث الشكل فقط بل من حيث المضمون والدلالة والاشارة المفتوحة على فضاءات كونية غير متناهية . فالشجرة والجبل والوادي, والسهل, والسماء بصفائها وغيومها, وكل عناصر الطبيعة تخرج عن مدلولاتها المحددة بذاتها لتنفتح على معان واشكال ومدلولات بعيدة جدا عن المدلول المعروف لاي موجود من موجودات الطبيعة. وفي هذه المدلولات الجديدة نتلمس الثورة , الغضب , الاحتجاج , السلام , التمرد , الترقب . اليأس , الامل , نتلمس الكثير من المتناقضات التي تشكل الحياة , وبهذا تكون الطبيعة عند محيسن هي الموضوع . بينما نجد اللون لغة تتحدث بها الفنانة عن ذاتها وعن ومجتمعها في كل مفاصل الحياة التي تحيطنا او نحيطها نحن في دواخلنا .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحداث في سوريا تكشف خفايا مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء ...
- زيارة اوغلو الى كركوك محاولة - برزانية- لنقل صراع بغداد مع ا ...
- سوريا والخيار المفقود
- المقامة الرابعة ... بلاد تحكمها زمرة ابليس
- الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل ...
- -في الترجمة من الانكليزية الى العربية - للدكتور حميد حسون بج ...
- ايفادات رسمية .. ام سفرات سياحية !؟
- كيف استطاع المالكي ان يكون اقوى من خصومه السياسيين, واكثر شع ...
- قراءة في مهرجان بابل الاول للثقافات والفنون
- لا للمؤتمر الوطني .. لا للتوافقات السياسية .. نعم لعراق قوي ...
- الفنان التشكيلي العراقي محمد مهر الدين .. قلق, وفوضى مشاعر, ...
- خطايا رئيس وزراء العراق التي اغضبت خصومه واشعلت حربهم ضده
- هيمنة اللون على الشكل والأنثى على الذكر في معرض -نساء التركو ...
- دلير شاكر فنان يحتفظ بأصالة االفن العراقي بعد خراب المكان وت ...
- شهوة السلطة عند الاسلاميون العرب توقعهم في الفخ الامريكي
- الأنثى في العصر الجاهلي .. قداسة وابتذال وقرابين
- قمة بغداد .. تغيّب زعماء قُدامى وحضور فاعل لزعماء جدد
- قمة عربية في بغداد تسبقها خلافات عراقية حادة
- تصريحات برزاني محاولة لاجهاض جنين القمة العربية في بغداد
- مفارقات الموقف الامريكي اتجاه سوريا والعرب


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - التشكلية الاردنية مها محيسن .. تتخذ من الطبيعة موضوعا ومن اللون لغة للتعبير عن ذاتها