أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - انقسامكم مزق كوفيتنا














المزيد.....

انقسامكم مزق كوفيتنا


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 20:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


انقسامكم مزق كوفيتنا
من تخيل أو توقع أن يأتي يومًا ويرى به شعب عربي يمزق الراية الفلسطينية أو الكوفية الفلسطينية التي ذهب لأجل كرامتها آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، وهدمت البيوت على رؤوس سكانها، والمدن على من فيها لأجل أن تبقى هذه الكوفية تعانق الكرامة والمجد؟
لم يتخيل ذلك المشهد أكثر بني صهيون تفاؤل بدءًا من هرتزل حتى نتنياهو، ولم يتوقع أن يقوم بهذا الفعل خاصة الشعب المصري الذي روى بدماء أبنائه وشهدائه أرض فلسطين، واكتوى بنيران الصهاينة الذين احتلوا أرضه وقتلوا أبنائه وأطفاله ولا زالوا، هذا الشعب الذي كان بالأمس القريب يعتبّر فلسطين جزء منه وهو جزء منها، هذا الشعب الذي كان يبكي لبكاء فلسطين، ويتألم لألمها، وحملها همًا في كلّ ثوراته وأخرها ثورة 25 يوليو.
هذه الكوفية التي يتمنى كلّ العرب والمسلمين أن يزفوا وهي تغطيهم، لأنّها رمز الكرامة المهدورة، ورمز الفداء العربي الغائب منذ قرن، والتي لم تغب عن ذهن الطفل العربي منذ ولادته حتى شيخوخته، فها هي اليوم تمزق وتهان بفعل الأدوات الصهيونية الإعلامية التي عزفت وعملائها على وتر فقر الوعي لدى شعوبنا العربية، وزجت بفلسطين خصمًا وعدوًا وأبرأت إسرائيل، وجعلتها بعيدة عن غضب الشعوب.
إنّه انقسامكم الذي جعلنا سخرية وتلاعب بقضيتنا وهوى بها لأسفل السافلين، في ذهن الفلسطينيين والعرب عامة، وتحقق ما لم يحلم به هرتزل وما لم تحلم به " إسرائيل" مطلقًا، ومُزقت الكوفية، وتمّ ملاحقة الفلسطيني، ومعاقبته وإهانته بعدما كان رمز هذه الأمة وكرامتها.
لن نلوم الشعب المصري أو بضع أفراد من الشعب المصري لفعلهم، ولكن لومنا لأنفسنا وانقسامنا الذي هتك عرضنا ومزق شرفنا، وجعل من دماء الشهداء ماءً، وحول أنين أسرانا لعزف على سيمفونية التشفي، والتطاول.
لا نجد ما نكتب به حول المشهد المؤلم الذي هيئ له انقسامنا وأكمل مسلسلة الإعلام المصري الذي صال وجال مكررًا معركة الجزائر الوهمية قبل عدة أشهر ليحولها ضد غزة وأهل غزة، دون أيّ ذنب سوى إكمال دور " إسرائيل" واستكمال مخططها، ودون أن يثبت أن للفلسطينيين يد بالجريمة التي نالت من دماء شبابنا أبناء الجيش المصري برفح بالأمس، بل لمجرد تسويق خبائث أيتام إسرائيل وأرامل نظام سابق أراد لغزة أن تبقى محاصرة ومعذبة ومضطهدة، وفاءً لاتفاقياته مع العدو، ودون البحث عن الحقيقة التي لا تحتاج لبحث أو إيضاح، ولو سلمنا أن من شارك بهذه الجريمة فلسطينيين وهو ليس صحيح، فهل هؤلاء يمثلون شعب فلسطين، وهل هؤلاء حجة على فلسطين، وهل هؤلاء من فصائل المقاومة الفلسطينية؟ أسئلة كثيرة توضع على طاولة الشعب المصري وإعلامه، لكي تتضح الصورة لعامة الناس المغرر بهم، من يساقوا خلف وسائل إعلامية متصهينة، لم تنبث بحرف عندما كانت " إسرائيل" تقتل من الجنود المصريين ما تشاء في سيناء، فيدعوا لضبط النفس والتروي من أجل اتفاقيات كامب ديفيد، أما اليوم فأصبحوا أبواق للتحريض ضد الفلسطينيين وغزة دون وجه حق بل لتضليل الرأي العام المصري، في حين أنّهم صمتوا منذ أكثر من عام وسيناء تغرق بالأسلحة من كل فج وميل، وتغاضوا عن تحذيرات شيوخ القبائل للأمن المصري أن هناك قوى إرهابية تسيطر على سيناء، وصمتوا أمام مقتل 73 شاب باستاد بورسعيد، وكثير من الأحداث بل كلّ أبواقهم صبت ضد الفلسطيني، فتارة يدعوا أنّه فجر كنيسة مصرية، وأخرى يدعو أنه اقتحم السجون أثناء ثورة 25 يناير، وأخرى أنّه يتلاعب بالأمن المصري وصوروا للشعب البديهي المصري أن غزة أصبحت دولة عظمى تمتلك أسلحة ووسائل قتالية، وأجهزة استخبارات، يمكنها من فعل كلّ ذلك، في حين أن غزة لا تستطيع الدفاع عن أهلها ضد هجمات الاحتلال واعتداءاته المستمرة، غزة التي لا تمتلك إلَّا بندقية في مواجهة أساطيل العدو ومؤامراته، غزة المحاصرة منذ خمسة أعوام، والتي لا يمكن لها أن تفعل شيء سوى البحث عن الحياة.
نعم إنّه ليس ذنب هذه الثلة المتصهينة العميلة بل هو ذنبنا نحن الذين وفرنا الأجواء لهؤلاء الخفافيش الذين كانوا يركعوا ويصلوا للفلسطيني حافظ كرامتهم، وسمحنا لهؤلاء الثلة الموتورة بأن تعبث بالكوفية الفلسطينية دون وجه حق بانقسامنا المخزي واللا وطني الذي حولنا لعبيد في سوق التفاهات وإعلام العملاء المتصهيين.
ورغم هذا السلوك من أخوتنا المصريين إلَّا أننا نؤكد إننا لن نتخلى عن عروبتنا وأخوتنا مع مصر الحبيبة والشقيقة، وأننا سندافع عنها كدفاعنا عن فلسطين، وأن همها وألمها همنا وألمنا، وأن هؤلاء المتصهينون لن ينالوا من تآلفنا مع أهلنا في مصر، بل يجب علينا أن نصب جل غضبنا على من سمح بذلك وجعلنا مطية للمتصهينيين هم رواد وفصائل الانقسام الوطني، فعلينا أن نثأر منهم ونغضب عليهم ونقيم الحدود الوطنية بحقهم.
إنّها فلسطين التي لن ولم تركع وتتأثر بإعلام متصهين ومؤامرات صهيونية وستبقى ضاغطة على زند الكرامة العربي، فاتحه ذراعيها لكلّ عربي ومسلم على وجه البسيطة، وقبلة لكلّ أحرار وشرفاء العالم.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة
- سيادة الرئيس أنه أسير محرر
- اليسار العربي أين يقف؟
- الثورات العربية من وإلى (ليبيا نموذج)


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - انقسامكم مزق كوفيتنا