أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز الدفاعي - دموع في عيون ابي القاسم















المزيد.....


دموع في عيون ابي القاسم


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 13:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دموع في عيون ابي القاسم


ألمقدمه :::(كيف يمكن لمن اقتحم الفلوجة العراقية بالسلاح الكيماوي وارتكب الفظائع وأكل لحوم البشر فيها وروى مياهها الجوفية بالمواد المسرطنة.. كيف له أن يبكي على مدينة حمص السورية المحشوة بالمقاتلين المغرر بهم والقتلة وسلاح بلاكووتر الذي أحرق الفلوجة العراقية السنية؟ كيف نصدق الأمريكي الذي يبكي على حمص وهو بالأمس حوّل الفلوجة "السنية" إلى هيروشيما الشرق..؟؟ كيف نصدق هذا الغرب في بكائه على حمص وهو منذ أشهر قليلة أمسك غزة من عنقها لتذبح وثبّت أيدي وأرجل لبنان على الأرض كي يتمكن الإسرائيلي من ذبحه.)
غسان بن جدو.


يعد محمد حسنين هيكل من بين أفضل عشره صحفيين في العالم وقد عاصر إحداثا هامه في تاريخ المنطقة وكان قريبا من كثير من قادتها واطلع على الكثير من خفايا حقبه سياسيه مضطربة شهدت منعطفات وتحولات دراماتيكية امتدت من عمله مراسلا( للغار ديان) خلال الحرب العالمية الثانية في العلمين وحرب فلسطين حيث تعرف على اليوزباشي عبد الناصر في الفالوجه وحتى اليوم حيث يشهد العالم العربي اخطر زلزال سياسي . ولم تكن مصادفه ان يكون اول كتاب له في زمن الملك فاروق هو ( ايران فوق بركان) الذي صدر عام 1951حصيلة شهر عاشه هيكل في إيران ، على أثر مقتل رئيس وزرائها الجنرال علي رزم آراه يوم الأربعاء 7 اذار من عام 1951م .. قابل هيكل الشاب حينذاك كل قيادات العهد القديم من السياسيين أمثال السيد ضياء الدين طباطبائي، ، والدكتور محمد مصدق ، وأهم مرجع من رجال الدين الشيعة في ذلك الوقت ومؤيد مصدق المتحمس آية الله كاشاني. وفي ذلك الوقت أيضا اجري أول أحاديثه مع الشاه محمد رضا بهلوي ، كما تعرف على شقيقته التوأم الأميرة أشرف ، التي كان زوجها الأسبق مصريا وهو أحمد شفيق.
بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م كان هيكل في مقدمه من استقبلهم إيه الله الخميني في منزله المتواضع بطهران ودار بينهما حديث طويل عن تفاصيل العلاقة السرية بين زعيم ثوره يوليو عبد الناصر، الذي رحل بعد إحداث أيلول الأسود عام ،1970 وقاده الثورة الإيرانية خاصة بعد إجهاض تجربه مصدق والصدام الذي وقع لاحقا بين المؤسسة الدينية والشاه بعد ما عرف بالثورة البيضاء.

في عام 1982 كشف محمد حسنين هيكل هذه الخفايا في كتابه (مدافع آية الله) الذي روى فيه قصة الثورة الإيرانية, وأشار لأول مرة إلى العلاقة الحميمة والود والثقة المتبادله بين عبد الناصر والثورة الخمينية وقادتها ومن بينهم الخامنئي ومصطفى شمران وغيرهم وهناك تعرفوا على كتابات سيد قطب, كان أول من اعترف به الخميني عند عودته إلى طهران منتصرا من منفاه في قرية (نوفل لو شاتل) القريبة من باريس هو أن عبد الناصر كان الزعيم الوحيد الذي سانده رغم ان الزعيم الإيراني الراحل استقر في النجف الاشرف لسنوات طويلة وكان يحضا برعاية ودعم صدام حسين الذي اتخذ قرارا خاطئا بإبعاده عن العراق بعد اندلاع شراره ألانتفاضه في إيران ضد أسره بهلوي في إعقاب زيارة شقيقه الشاه لبغداد ولقاءها بصدام.. وكان سعدون حمادي قد اقترح على نائب الرئيس آنذاك تصفيه الخميني وهو في طريقه الى الكويت لكن الفرنسيين اعترضوا على الفكرة التي رفضها صدام أيضا لان ما كان يشغل باله التخلص من الشاه وتصحيح اتفاقيه الجزائر الجائرة لعام 1975 التي وقعها بيده.

بعد حوالي عشرين عاما على كتاب هيكل كشف الأستاذ فتحي الديب في كتابه (عبد الناصر وثورة إيران) الذي نشره مركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام قبل أكثر من عام وبعد تأخير دام ثمان سنوات إسرار تلك العلاقة ذات الطابع الاستراتيجي بين الثورتين الخمينيه والناصرية رغم اختلاف فلسفتهما في خضم الصراع الدولي المحموم على المنطقة وقد عقدت في القاهرة حينذاك خمس جلسات أتفق خلالها على أهداف الثورة الإيرانية وتوجهاتها وأسلوب عملها لإسقاط عرش الطاووس الشاهنشاهي.. وتقرر البدء في تدريب قيادات الثورة الإيرانية فكريا وعسكريا في معسكرات خاصة بالقاهرة أضافه الى معسكر (عين جالوت) في موعد غايته تموز 1964 تحت إشراف المخابرات المصرية وعين محمد نسيم (بطل عملية الحفار ورأفت الهجان الذي اشتهر بلقب نديم قلب الأسد) مسئولا عن المتابعة, حسب تعليمات عبد الناصر, وتولى فتحي الديب الذي يسرد هذه الإسرار في كتابه نقل هذه التعليمات للإيرانيين الذين سارعوا بنقلها على الفور لزعمائهم الروحيين وهم آية الله ميلاني, وآية الله الخميني, وآية الله شريعه مداري, لتذكيرهم بزيادة الاهتمام بمعارضة الشام, واتحاد المسلمين ضد عدوهم المشترك, إسرائيل والاستعمار بكل أنواعه.

لم اشا من وراء سرد هذه الوقائع التاريخية سوى التذكير بطبيعة العلاقة التي كانت قائمه بين الدول الإقليمية الأهم في المنطقة عربيه وإسلاميه والتي كانت تحكمها العلاقة ألاستراتيجيه والعدو المشترك لكلاهما بالدرجة الأولى حيث لم يكن للطائفه أي تأثير او دور لا على قيادات المنطقة او شعوبها او أحزابها وكانت القضية الفلسطينية وتحرر الشعوب من الاستعمار وبناء دوله حديثه والتحالف مع أصدقاء العرب الحقيقيين دون الانحياز لاي طرف في مقدمه الأسس التي تحرك الشارع العربي حينذاك والذي كان يشعر بان شعوب المنطقة تواجه عدوا واحدا هو الامبريالية وإسرائيل وحلفاءهما الآخرين من الدول التي تدور في الفلك ذاته وبالتالي فان على قواها وحركاتها وأحزابها ان تتوحد مادامت المعركة مصيريه مشتركه و العدو والهدف واحد.
لم ينظر عبد الناصر القومي الى قاده الثورة الإيرانية واغلبهم من رجال المؤسسة الدينية على انهم (شيعه فرس) مثلما تعاطف الملايين من شيعه إيران والعراق والسعودية والبحرين ولبنان من قبل مع عبد الناصر( العربي السني) حتى وهو مهزوم في حزيران 1967 لان ألطائفه لم يكن لها تاثير على مواقف الناس في ظل مشروع ألدوله القومية وحركه اليسار العربي والنضال ضد الامبريالية والرجعية العربية وتحالفاتها وأحلافها.

ولم يكن محيرا في ذات الوقت ان يقف الكثيرون من العرب مع مطالب لبرزاني القومية لأقامه وطن قومي للأكراد أسوه بباقي شعوب الأرض رغم طابعها المهدد لكيانات عربيه في العراق وسوريا وكان منطلقها الإعلامي الاو ل من مصر الناصرية كما شهدت دمشق منتصف السبعينات ولادة الحزب الذي قاده جلال الطالباني كما قاتل الأكراد الى جانب الفصائل الفلسطينية كرد فعل وموقف نضالي وقد رفض الملا مصطفى البرزاني كل الضغوط التي مورست عليه من قبل الأمريكيين والإسرائيليين قبل حرب حزيران 1967م لتوسيع نطاق التمرد في العراق لمشاغله الجيش العراقي ومنع الرئيس عارف من إرسال قواته الى الأردن في مواجهه الحشود الاسرائلية.
ومن قبله وقف الرأي العام العربي موحدا خلف الفلسطينيين و مع ثوره الجزائر ولم يسال احد عن طائفة بلد المليون شهيد سوى انهم يقاتلون من اجل تحرير تراب بلد عربي من الاستعمار والاحتلال الفرنسي الغاشم وقد تحولت جميله بوحيرد ورفاقها الى رمز عربي إسلامي كتب عنها شعراء العراق أجمل قصائدهم وهم أحفاد الذين قبلوا بملك حجازي سني في بلد غالبيته عربيه شيعيه سبق لها ان قاتلت في حركه الجهاد التي انطلقت في النجف1914(-)1917 مع القوات العثمانية(السنبه )الظالمة ضد بريطانيا الكافرة وشكل ذلك اكبر تعبير عن العروبة.
مثلما لم يكن مدهشا دعم العالم العربي بكل طوائفه من خليجه الى محيطه لثوره ايه الله الخميني في شباط 1979م التي أنهت العلاقة ألاستراتيجيه بين نظام الشاه وتل ابيب والتي أثلجت قلب العالم العربي المحبط بعد رحله الرئيس السادات للقدس وتوقيعه اتفاق سلام مع الاسرائليين فجرت غضب الشارع العربي والإسلامي وقد سبق لطهران الاعتراف بالدولة ألعبريه عام 1951و أقامت معها علاقة تحالف عدواني ضد ألامه العربية.
وفق نفس الرؤيا وقف العالم العربي ضد سياسة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977 حين جنح نحو الصلح مع الإسرائيليين ولم يصف احد السادات حينذاك بأنه( سني خائن) بل خارج عن إجماع ألامه العربية والإسلامية ومفرط بحقوقها على العكس انحنى العرب بجميع أديانهم وقومياتهم وغالبيتهم السنية لحزب الله الشيعي ومقاتليه في دفاعهم ضد الماكينة الحربية الاسرائلية التي اجتاحت لبنان واحتلتها .... وبكت نفس العيون لدماء شهداء حماس والجهاد السنيتين وضحايا مجزره قانا وصبرا وشاتيلا وأدان الراحل محمد حسين فضل الله اقتحام حركه أمل الشيعية للمخيمات الفلسطينية. مكملا خط الإمام موسى الصدر الذي كان يصلي داخل الكنائس المارونيه .

هكذا كانت النظرة العربية التي قدمت الخصوصية النضالية والهوية الوطنية على ما سواها ولم تكن للمفردة الطائفية اي حضور في قاموس أحزابنا وإعلامنا ومرجعياتنا حتى وان كان خجولا في التوصيف للصراع حيث كانت غائبة تماما باعتبارها من عناصر التفتيت لا التجميع ومن بذور الفتنه لا التلاقي في عالم عربي شهد أفضل أنواع التعايش بين القوميات والأديان والطوائف على العكس من أوروبا التي عاشت فيها الأقليات ومن بينهم اليهود في غيتوات مغلقه معزولة مارست بحقهم الإبادة النازية والعرقية بأبشع صورها.
التقاء هذه المشاريع الثورية العربية مع باقي شعوب المنطقة كان يستند على عمق فلسفي للثورة,,, عبد الناصر مثلا حول انقلاب الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952م الى مشروع ثوري استوحى مبادئ باندونغ وأفكار تيتو وغاندي والكثير من مبادئ الفكر الماركسي وسعى عبد الكريم قاسم بنفس النهج ... ايه الله الخميني استلهم تطلعات الدكتور مصدق اللبرالي وافكار علي شريعتي ومشروع محمد باقر الصدر وفلسفته في صياغة مشروع الثورة الإسلامية لهذا التقت تلك المشاريع ذات البعد الثوري الواضح رغم اختلافاتها في الايدولوجيا و الطرق... لكن ألقطيعه امتدت لنصف قرن مع تركيا الاتاتوركيه عضو الناتو والحليف الاستراتيجي لإسرائيل والتي تخلت حتى عن لغه القران وحروفه.

لم تعرف المنطقة في تاريخها سوى الصراع على النفوذ بين الصفويين والعثمانيين في القرن السادس عشر الذي كانت فيه ألطائفه وسيله لا هدفا ولم تترك تلك الحرب الضروس ايه تقيحات او اثأر على العقل العربي وقياداته ونخبه حتى وهي تخطو على طريق ألدوله ألحديثه التي خرجت من تحت عباءة السلاطين العثمانيين... فعظمه الإسلام أضافه الى تقديسه واحترامه لجميع الأديان السماوية وإتباعها ان اغلب مفكريه وعلماءه كانوا من غير العرب الذي وجدوا في الحاضنة العربية مناخا للإبداع فأبو حنيفة النعمان والشافعي ومالك واحمد ابن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والنيسابوري والنسائي والفارابي وغيرهم كانوا يجسدون التسامح والتعايش والحوار الحضاري في القرون الغابرة بين شعوب الشرق وحضاراته العريقة التي سبقت الإسلام .

ما الذي حدث لتعود الأمة المقهورة المحتلة أراضيها التي هي بأمس الحاجة لوحده الموقف لتبحث عن ما دفن من رماد الفتنه وتشتعل الحرب الطاحنة وينشط الفيروس الذي حضر في المختبر العراقي بعد تفجير قبه الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006م لينتشر الطاعون الأسود ويصبح الولاء للطائفه لا للدولة مقياسا للمواطنة او التخوين ويتفشى الاحتراب الدموي بين نسيج عربي أصبحت المفردة الطائفية التي عصبت عينه عن قصد ودراية في مقدمه أولوياته لخلط شكل الصراع وكسر بوصلته التي وقفت لنصف قرن باتجاه القدس وقد حرفها صدام لأول مره في حربه ضد إيران؟؟؟؟؟

. ثورات الربيع العربي اليوم حسب وصف غسان بن جدو أوقدها النفط والجهل وحديث التعصب والتدين السياسي، وليس القهر والحرمان والديكتاتوريات، أما فلاسفتها الحقيقيون فلا يتكلمون العربية !!.
لم نصدق ما يحدث بين بشر وشعوب يفترض انهم يواجهون عدوا مشتركا وكان من الطبيعي ان يعلو لصوت الاغلبيه السنية على ما عداه وكان خطا الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق ان بلعت الطعم الجاهز الذي روج له الكثيرون وقبلوا بالتقسيم الطائفي كرد فعل على التهميش النسبي... فكتاب( ألشيعه والدولة القومية ) للعلوي وما صدر من أفكار طائفيه سياسيه أخرى سبقت الغزو الأمريكي للعراق تورط بها العديد حتى من مثقفي ألشيعه واحزابهم جعلت رد الفعل على طائفيه ملكيه واربع جمهوريات في بغداد ذات الهيمنة السنية التأسيس لنظام جديد لا يختلف عن النظام اللبناني وهو ما قلب ألصوره وخلط الأوراق في عيون العرب ألسنه في العالم العربي من خلال ماكنه الإعلام البترودولاريه المظللة التي حولت العرب ألسنه الى مجرد ضحية سلبت منها السلطة من قبل ألطائفه الأخرى بينما تناسى الكثيرون هوية الاحتلال الأمريكي ومشروعه الخطير الذي انطلق من العراق وكان بداية الربيع الذي أمطر دما.

هكذا كرست صوره خاطئة يظهر فيها ألشيعه في العراق وكأنهم يظلمون أشقاءهم ألسنه خاصة وان النص المزور للتاريخ يظهرهم بافتراء مقصود على انهم( باطنيون فعقيدتهم وضعها اليهودي ابن سبا!!! وخونه بالجينات لأنهم أحفاد العلقمي الذي سلم مفاتيح بغداد للتار فهم بلا انتماء وطني!!! كما أنهم ويشتمون ألصحابه ونساء الرسول... ثم ان غالبيتهم ثمره( زواج ألمتعه) وان ولاءهم لإيران لا للعروبة لأنهم صفو يون وبالتالي فهم ليسو عربا) فما الذي تبقى اذا؟؟؟
جاءت نظريه (الهلال الشيعي) في مواجهه المثلث السني لتضاعف النفخ في النار ببوق الفتاوى وتبرير الذبح على الهوية الذي أطلق سراح الوحش الطائفي في المنطقة يغرس أنيابه بأهل البلد الواحد بدل النضال المقدس ضد الوحش الكبير الذي زرعته الامبريالية في أقدس أقداس العرب.
بالاستنتاج .... كان علينا ان ندق ناقوس الخطر حين تعاطف الرأي العام العربي مع دكتاتور مثل صدام حسين الذي احرق الأخضر واليابس رغم انه ابتلع الكويت ايضا واعتبر سقوطه في نيسان 2003م ثمره مؤامرة (إيرانيه- شيعيه –امريكيه) وسبق ان قدم الصراع ما بين 1980 -1988 على انه قومي ( عرب –فرس ) بينما كانت 85 دوله في العالم تمد العراق بالسلاح والمال والمعلومات الاستخباريه..
. في التوصيف المقارن لما يحدث في الربيع المزعوم اليوم يفترض ان تكون الدكتاتورية هي ذاتها مثلما الجماهير المتمردة أيضا بغض النظر عن مكان الثوره. ومذهب الثوار... لكن لنرى كيف أطلق اسم زين العابدين والقذافي ومبارك وصالح كمستبدين بلا ذكر طائفتهم بصوره تختلف عن( بشار العلوي) والمتظاهرين( ألشيعه) في المنامة والإحساء كذلك المالكي رئيس الوزراء( الشيعي) الدكتاتور حسب وصف البرزاني الابن .... ألا يثير هذا التوصيف الطائفي السياسي نوعا من التخوين المسبق ويكشف عن هوية هذا التغيير في العالم العربي تكرس فيه تلك المقولة الساخرة التي قلبت شعار ميشيل عفلق الى ( أمه أخوانيه واحده ذات رسالة خالد ه!!!) في اشاره الى ربيع حسن البنا وورثته الغنوشي وبالحاج وقاده الاصولية من العرب الأفغان وليفي وهيلاري؟؟؟؟

والمحزن انه حتى قاده الفصائل الفلسطينية الاسلاميه مشعل وهنيه الذين دعمتهم دمشق وطهران قبلوا بدورهم في المسرحية الطائفية وأصبحوا يسوقون بالبراغماتيه والدولارات المبذولة بسخاء تفسير الصراع في المنطقة وفق رؤية طائفيه لا علاقه لها بجوهر الصراع لن يدركو خطورتها الا بعد فنره وجيزة حيث ينتظر غزه اجتياح قريب ومقدمتها ما حدث في معبر رفح ضد القوات المصريه .
انتشر السرطان والفتنه التي لعن النبي الكريم( ص) من يوقضها ليعاد رسم خارطة المنطقة ويصبح بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان وعوزي لاندو وكلينتون واشتون هم «اخواننا) وخامنئي والسيستاني والمالكي وحسن نصر الله ومتظاهري البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية(اعداءنا) دون وعي بالمصيدة والخديعة وهي وليد طبيعي لثقافة التقهقر والرؤؤس التي عيونها في قفاها التي حلت بدل جدليه التطور وهوية المواطنة والتآخي والدولة المدنية والتي تتجسد اليوم بابشع صورها في مدن الشام بعد ان تحول ضريح ألسيده زينب أخت الإمام الحسين وابنته رقيه الى (أعوان مفترضين) لتأييد نظام الأسد ضد معارضيه الأصوليين المدججين بعقيدة التكفير والنحر والتخوين الطائفي.

من وراء الستار، ومن وراء النصب الوطنيه والخطاب العقلاني ، ومن قلب الايدولوجيا والفلسفة الثوريه التي يخلو منها الربيع المزعوم ، يصبح الهدف واضحا في قلب النهار وهو مد اليد العربيه الى اسرائيل، كل هذا لكي يولد الشرق الأوسط الأخر والذي يفترض فيه ان يدور حول (هيكل سليمان) بدل الكعبة. ومن يشكك في هذا عليه «ان يعود لبعض محاضر المفاوضات المتعددة الجنسية التي انبثقت من مؤتمر مدريد (عام 1991) او التي حاولت الالتفاف على الجانب الاستراتيجي من الصراع العربي – الإسرائيلي ليعرف نتائج ما جرى في العراق بعد عام 1979م.
السيناريوهات الكبرى، والصغرى، لاغتيال الربيع العربي، قائمة على قدم وساق وسيعاد التنفيذ من حيث انطلق أي من العراق هذه المرة أيضا اذا ما حدث الزلزال في الشام و بار اده امريكيه ايضا تحدث عنها يايدن وغالبرث واوديد بينون وبرنارد لويس منذ عقود طويلة لكننا لا نقرا وربما نهرب من الفهم.. و هي ذات الصفقة التي غاص فيها الشريف حسين مع لورنس قبل قرن تقريبا و يغوص فيها اليوم بعناد بعض العرب مع ليفي بالدم وخطاب ألطائفه وهم عراة، لاحتواء الأجيال التي ثارت ضد ديناصورات العصر وسرقه ثورتها، وتوريطها في صراع المذاهب الذي لا يبقي على تاريخ النضال المشترك ويمنع من بناء ألدوله والإنسان المتحضر ويعيدنا الى مستنقع التاريخ لا سفحه او حاضرته.
يتساءل الكثيرون ونحن منهم الا يشبه الشرق الأوسط الآن او الذي يوشك ان يولد خدجا بالذبح على الهويه السيرك الكبير الذي تزدهر فيه الألعاب المبكيه المضحكه، والألاعيب البهلوانية التي تفضي، في نهاية المطاف، الى اعلان اورشليم «عاصمة ابدية» للمنطقة وربما مقرا( لجامعه دول الشرق الأوسط) بدلا عن ألجامعه العربية التي تعفنت جثتها؟؟؟
ثم أليس هناك من يسأل: لماذا يفترض بالربيع العربي ان يمر باسطنبول الاردوغانيه وان يكون معاديا لايران التي وقفت الى جانب اللبنانيين والفلسطينيين دون ان يعني ذلك تبريرا لكامل سياساتها تجاه العراق وغيره؟ هل هي الصدفة ام الحنين الى النير العثماني (الجميل)، ام ابتلاع الطعم الطائفي ام ماذا؟؟؟
أنها ببراعة الجراحة الإيديولوجية للمنطقة (ودائما بالسواطير وبدون مخدر) بوقاحة غير خجولة لخطاب النحر الطائفي لا النص القرآني ولمسات ابي القاسم محمد المبشر بالفكر الاممي والمحبة والتسامح ضد ثقافة الهرطقة... وسمل العيون والقوازيق ودك الكعبة بالمنجنيق ونسف الأضرحة بالسيارات المفخخة، وإغلاق باب الاجتهاد والحوار... فبعد عبد الناصر هاهو خليفته الاخواني مرسي يطالب( بتحالف سني في المنطقة)!!!!
ضد من يفعلون ذلك؟؟؟ انها ثقافة المستنقع و أخلاقيه الطلقة والكهوف ورقصه الدراويش في الاستانه تعود كالكوابيس بعد ان افلت ثقافة الأفق والحوار والتعايش والنضال المشترك ضد الامبريالية والرجعية والشركات متعددة الجنسية ...

الخاتمه:(والله زمان ياسلاحي .. اشتقتلك في كفاحي) .....هل تتذكرون عنفوان الأمس ....شرف البندقية.... وعفه الرجال وعذريه الثورة؟؟؟

بوخارست –
[email protected]



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى : سحور ( الأكاذيب) السياسية!!!
- بورما : دماء رمضان ...على صفحات القران!!!
- للزميل حسن الزيدي: ألا لعنه الله على الظالمين!!!
- دينصور النفط( اكسون موبيل): هل سيبتلع العراق ؟؟؟
- الجنس : الوجه الأخر لإرهاب في العالم العربي!!!
- المالكي وسيناريو انقلاب 8شباط 1963.. !!!
- من أنقذ المالكي : إسرار الساعات الاخيره!!
- ماذا ينتظر المالكي من( العشاء الأخير) في دهوك؟؟ (الجزء الثان ...
- ماذا ينتظر المالكي من (العشاء الأخير) في دوكان؟؟؟
- أنا والزعيم) و ( ألملفه الشخصية) إسرار خطيرة عن حياه زعيم ال ...
- ع.... (وأخواتها الخمس)
- اتهامات البزوني : خفايا الهروب من سجن كركوك!!!
- إغلاق مضيق هرمز: هل يشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
- صراع جبابرة )....أم تصحيح للديمقراطية المشوهة ؟؟؟
- ( الاوغلويه) ومسلسل( العشق الحرام )!!!
- لماذا يتم إقصاء المبدعين عن شبكه الإعلام العراقي ؟؟
- لماذا فجرت زيارة المالكي لواشنطن ( قنبلة) التوافق السياسي؟؟؟
- ربيع الاصوليه : الصلاة في باحة( البيت الأبيض)!!!
- (نهاية العراق) سيناريو ما بعد جلاء الاحتلال!!!
- سوريا:صراع الطائفية المموه بين انقره وطهران ؟؟؟


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز الدفاعي - دموع في عيون ابي القاسم