|
مي بارد بربع
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 15:57
المحور:
كتابات ساخرة
يطلق على العراق بانه بلاد الرافدين ، ويعنون بالرافدين دجلة والفرات ، وهما ينبعان من تركيا عن طريق (فرات سو ومرات سو) ثم يتفرعان الى نهرين وكلاهما يغذيان اكبر مساحة من الاراضي العراقية . وعليه كان العراق يعد من اكبر الدول الزراعية بالمنطقة ، باستثناء مصر ، لان مصر لها اعتبارات خاصة ، لسنا بصدد ذكرها . وقبل اكثر من اربعة عقود ارتفع نهر دجلة وفاض حتى وصلت المياه الى الشارع العام وغطت الارصفة ، فقامت الحكومة بوضع سياج مؤقت ، وذلك بمليء اكياس من الرمل ووضعها على حافة الشارع ، وبذلك استطاعوا التغلب على المياه المتدفقة التي تروم اغراق الشوارع المطلة على النهر وبعدها لم تصل المياه الى مستواها المعهود والسبب يعود الى سياسة تركيا ومشاكها مع العراق . وبعد سقوط نظام صدام لم تكن علاقة تركيا مع العراق تعود افضل مما كانت عليه من ذي قبل . ومع هذا وذاك فان دجلة والفرات لازالا يكفيان لتغذية الاراضي العراقية ، لكن المشكلة تكمن بالحكومة العراقية ، اذ لم تحسن التصرف في توزيع المياه ، وايصالها الى اكبر عدد من المدن ، ولا سيما مناطق بغداد ، وهي كثيرة ولا تبعد بضع كيلو مترات عن نهر دجلة الذي قال فيه شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهر ( يا دجلة الخير يا ام البساتين ) . فالحكومة (الديمقراطية) قد حكمت العراق اكثر من تسع سنوات ، وهي الفترة التي سقط فيها صدام ولم تستطع ايصال المياه الى كثير من مناطق اطراف بغداد ، وقد قتل العطش كثير من الناس وبعضهم يشكو بانه مضى عليه اكثر من سبعة ايام وهو لم يستحم ، فهل هذا من العدل والانصاف ؟! اين الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها قبل الانتخابات ، وهناك وزراء وساسة متهمة بالفساد والارهاب ، واهدار الاموال العامة ، ولم تقدم هذه الشخصيات الى القضاء لتنال جزاءها العادل وتكون عبرة لغيرها ، والسبب ان كتلها تقف معها كالسيف ( وتقلب لها ظهر المجن ) كما يقول المثل العربي . ويا ليت الامر يقف عند هذا الحد فحسب ، بل ان الامر وصل الى ان الحكومة راحت تستورد لنا المياه من دول الجوار بقناني مختلفة الإحجام والاشكال . وهنا اتساءل باستغراب كيف نستورد المياه ونحن لدينا دجلة والفرات ؟! لماذا الحكومة لا تفتح معامل لتصفية وتعبئة مياه الشرب ؟ وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد لو انها فعلت ذلك وشغلت ايدي عاملة عراقية ، فمن جانب انها تقضي على بعض من حالات البطالة بتشغيل الشباب العاطل ، ومن جانب آخر تجعل مياه الشرب محلية ( من دجلة والفرات ) . وانا اكتب هذه السطور داخل (الكيا) متوجاً الى عملي ، توقفت السيارة قرب احدى نقاط التفتيش واذا بعدد من الشباب يحملون بأيديهم قناني مياه وهم ينادون على بضاعتهم – وسط الجو الحار – ( مي بارد يا ولد .. برد كلب بربع .. مي بارد مستورد ) ساعتها لمت نفسي وقلت : لو ان الحكومة لم تستورد هذه المياه لبقي هؤلاء الشباب بلا عمل ، اذ ان ربع شبابنا الاعزاء صاروا يبيعون المياه الباردة بما فيهم اصحاب الشهادات ، والاميون ينعمون بالوظائف !. يا سلام.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديلاب الهوا يغلب الطيارة
-
انا استاذ ارسطو
-
بوهان العماري
-
سوادي ابو الدمام
-
الحرامي الشريف
-
الكرسي
-
ابو مصطفى وبطاقة السكن
-
نعيم الشطري : المرثية الاخيرة
-
المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية
-
القاضي والسيطرة والبقال
-
بالمشمش
-
عنبر المشخاب
-
العراق بلد السيطرات
-
قناع الوقاية
-
قانون العشيرة
-
مأتم سياحي
-
هل القضاء العراقي مستقل ؟
-
حكومة الاسود والابيض بالعراق/الفصل الثاني/ التدخلات الخارجية
-
العطل الاجبارية (الموظف يركص الها ابجفية)
-
حكومة الأسود والأبيض بالعراق 2003_2011
المزيد.....
-
-خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
-
موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي
...
-
التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
-
1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا
...
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|