أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (1/6)















المزيد.....

نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (1/6)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تروي الأناجيل المسيحية عن النبي عيسى قوله: طوبى للمضطهدين..
عيسى ولد مضطَهدا. فهو ولدَ لأمه مريم، التي اتهمها ذووها أنها حملت بعيسى حمل زنا. هربت به أمه إلى مصر.
نحن أمام طفل، متهم في نسبه، تهرب به أمه.. مما يخلق له معاناة قلق، واضطهاد.. هذا الطفل يواجه اضطهاد الناس له ولأمه، وفقا للقرآن، بإعلان نسبه لله، وبأنه رسول الله: "ويكلم الناس في المهد.."! أما الأناجيل المسيحية الرسمية، فقد دافعت عن عيسى بالقول إنه ابن الله.
نبي اليهود، موسى، مرّ أيضا، وهو طفل، بتجربة اضطهاد وقلق. وفقا للنصوص الدينية، قامت أمه بإلقائه في البحر، بعد ولادته، فلقفه رجال فرعون.. تربى موسى في قصر فرعون. لكنه ظل يعاني تجربة الاضطهاد، التي تفسر، وبعدما بلغ مرحلة الرجولة، بقاءه على ولائه لقومه اليهود المضطهدين في بلاد غربتهم في مصر، وفقا للنصوص الدينية. الاضطهاد شعور عاشه موسى وهو في قصر فرعون. وتحت ضغط ما يشعر به من اضطهاد يقع عليه من المصريين، انحاز لرجل من أهله، اليهود، لدى عراكه مع مصري. موسى قتل اليهودي، قتله ظلما، وفقا لرواية القرآن. وكاد أن يقتل مصريا آخر في عراك بينه وبين يهودي أيضا. قتل المصري الأول، تعبيرا عن اضطهاد وقلق شعوري، عاد مرة أخرى ليدفعه لمحاولة قتل مصري آخر. قتله لمصري، فاقم اضطهاده وقلقه، فهرب تحت تأثيره، من مصر ولجأ لرجل روحي صالح منحه ابنته زوجة له، وشحذه بطاقة دينية، تطورت إلى نبوة. عاد موسى إلى قومه في مصر، وقادهم، كنبي، للهروب من مصر. كان اليهود، وفقا للروايات الدينية، مضطهدين في مصر.
دخل اليهود في تجربة اضطهاد خلال منفاهم في غربتهم القسرية في بابل. في أجواء الاضطهاد وبمشاعره المقلقة، دون اليهود كتابهم الديني.
يتجسد شعور اليهود بالاضطهاد، برفع نسبهم إلى إبراهيم، الذي تصوره اليهود، وبعدهم محمد، مضطهدا من قومه، اضطره اضطهادهم للهجرة، هربا بنبوة، يعتبرها النبي محمد، نبوة أبوية له.
الاضطهاد لازم إبراهيم، أبو اليهود الأعلى، وابو محمد، المتخيل، في رحلة ساقته إلى مصر، التي دخلها قلقا من قتل يتربص به، بسب زوجته سارّة، الجميلة، التي اعتقد أنها ستغري المصريين، بجمالها، وأن المصريين، رجال فرعون، سيتخلصون من زوجها بقتله، لتخلص هي لاستمتاع فرعون بها. إبراهيم واجه موقف القلق من الموت المضطهِد له، بحيلة تستدعيها غريزة الحياة عندما نواجه خطرا: حيلة الكذب؛ فقال إن سارّة أخته. فنجا.. وكافأ فرعون، إبراهيم وسارة، بأموال، وجارية اسمها هاجر.
سارة العقيمة حتى حينه، سمحت لإبراهيم بمضاجعة جاريته هاجر. ولدت هاجر إسماعيل، من إبراهيم. ولادة إسماعيل، جد النبي محمد، وفقا للتراث الديني الإسلامي، فتحت ينبوع اضطهاد جديد. أمرت سارة زوجها: أبعد عني هاجر الأمة، وابنها إسماعيل. حمل إبراهيم هاجر ووليدها إسماعيل إلى أرض لا زرع فيها ولا ماء، صارت مكة، بلد محمد فيما بعد. غادر إبراهيمُ الأمَّ ووليدها في الصحراء الجرداء، وعاد إلى زوجته سارة. النبي محمد، يرفع نسبه إلى إسماعيل الطريد الذبيح: إبراهيم عاد لزيارة ابنه الطريد، وتنفيذا لحلم رآه، كاد أن يذبح الطريد.
النبي محمد ابن الطريد الذبيح. ومن موطن غربة الجد الطريد الذبيح، اسماعيل.
النبي محمد، هو النبي الذي عاش خبرة نبوية كاملة. هو النبي الذي نجح مشروعه النبوي نجاحا كاملا في حياته. النبي محمد، وصف نفسه، بأنه "ذو العينين"، يقصد أنه يجمع معا تجربتي عيسى وموسى النبويتين. وأنه ابن إبراهيم وإسماعيل.
محمد، ينتمى روحا ونسبا، لأنبياء عانوا خبرات قلق واضطهاد! على أرضية اضطهاد خاص بمحمد، سنتناوله، تماهى محمد، مع اضطهاد رسمه الموروث الديني الحاضر في بيئته. اضطهاده الخاص، تفاعل مع الاضطهاد الكامن في الموروث المنقول عمن يعتقد محمد أنهم أصوله التاريخية، الذي بدوره، كمن في عقل محمد الباطن؛ ما خلق حالة اضطهادية كبيرة، لدى محمد، أنتجت نبوته. في مخزون محمد العقلي، ارتبط اضطهاد من اعتبرهم أجداده، روحا ونسبا، بدورهم الديني. الارتباط بين الاضطهاد والدينية، في المخزون التاريخي الديني لمحمد، ترجمه شعور محمد المضطهَد، إلى استجابة انفعالية دينية، لا واعية في بدايتها، دفعت بخبرة محمد الشخصية، في اتجاه ديني. فأسس تجربة دينية استوعبت تراث محمد الديني التاريخي، وفق معايير ظروف محمد الزمانية والمكانية، ووفق بنائه النفسي الشخصي الاجتماعي المعرفي.
ولد محمد يتيم الأب. هذا يساوي القول: ولد مضطهدا باليتم. لا ينتفي اليتم المضطَـِهد، حتى لو قبلنا المقالة التي تشكك في بنوة محمد لعبدالله، وتزعم أن محمد، وكان اسمه قثم، ولد بعد اربع سنوات من وفاة عبدالله، من زنا عبدالمطلب أبي عبدالله، أب بآمنة!
وعاش محمد اضطهاد غربة وهو طفل، عندما غادر حجر أمه، إلى حجر مرأة أخرى، في بلد بعيد عن موطن ولادته، لإرضاعه. تبين كتابات المؤمنين بنبوة محمد، أن نقل الطفل محمد لمرضعة في البادية، يعود إلى عادة عربية قديمة، لإكساب الطفل خصائص من البادية، لا تتوفر في مكة. وقد تدعم عملية نقل الوليد محمد، إلى منطقة بعيدة عن مكة، الفرضية التي تشكك في صحة أبوة عبد الله لمحمد، فنقل الطفل، قد يفهم، أنه إقصاء لمعالم جريمة زنا بين عبدالمطلب وآمنة، أثمرت قثم، الذي صار محمدا فيما بعد؛ إقصاء إلى حين، لإنقاذ السمعة من تهمة سيعفو الزمن عنها، وينساها الناس؛ أو اقصاء للواقعة من النفس، هربا من ضغطها الأخلاقي، ومن اضطهادها، للفاعلين، اضطهادا أصاب محمد وهو جنين، ثم وهو وليد، يجد نفسه، بعيدا عن أمه!
ولد محمد مضطهدا، سواء عاد اضطهاده ليتم من أب مات، أو يتم من أب أقصى ابنه، عنه، إلى مكان بعيد عن الأم. عاش محمد، اضطهاد اليتم من الأم والأب معا وهو لا يزال طفلا..
وعاش فقيرا في مجتمع تحكمه طبقة تجار. والفقر يضطهد!
وليواجه اضطهاد الفقر له، عمل راعيا للغنم، ثم أجيرا لدى خديجة، التي تنتمي لطبقة تجار مكة.
فيما بعد، كانت خديجة، ملاذه الآمن، وهو يرنو للهروب من اضطهاد اليتم والفقر معا.. وافق على عرض من خديجة ليتزوجها. خديجة الزوجة، كانت بمثابة الأم الغائبة: كان في الخامسة والعشرين، وكانت تكبره بـ 15 عاما؛ منحته مشاعر أم بأنوثتها المتقدمة، ومنحته أمنا ماليا، كان يفتقده؛ ومنحته مكانة اجتماعية من مكانتها الرفيعة؛ وأهم من ذلك كله؛ منحته أفقا روحيا، حثّ تطلعا تولد لديه، منذ تنبأ له الراهب بحيرا، بمستقبل عظيم.. فهل ثمة مستقبل له أعظم من أن يكون نبي قومه، وخاتم النبوة في الناس كلهم؟!
كانت خديجة على صلة وثيقة مع ورقة بن نوفل الحنيفي المسيحي. هذه الصلة، وفرت لمحمد مناخا روحيا، حثه على قضاء خلوة طويلة الأمد في غار حراء، انتهت بإعلان نبوته. توجه محمد للخلوة الطويلة، يكشف عن مشاعر اضطهاد لديه، تدفعه للعزلة، التي يبدو أن زواجه من خديجة كان، من جانب مختلف عما ينعم به في الظاهر من امتيازات، يعززها.
زواج محمد من خديجة، كان فرارا من اضطهاد الفقر واليتم وهامشية وجوده، في مجتمع تحكمه معايير ظلم الضعفاء المضطهَدين. هرب محمد إلى أمن خديجة المادي والاجتماعي والروحي.
ولكنه، بتخميني، وقع ضحية اضطهاد جديد، بزواجه من خديجة. بعد وفاتها، وبعد تجاوزه الخمسين من عمره، سجلت حياة محمد ظهور قوة جنسية عارمة له، يعبر عنها قوله أنه حُبِّب إليه النساء، وربط حبه للعطر بحبه للنساء. وقيل، إن النساء ينجذبن لرجل متعطر. النبي، ربط حبيه الجنسيين، بالصلاة، وقال أنها قرة عينه. هذا يعني أن الجنسانية النبوية المحمدية جسدية روحية.
أخمن أن النبي، عانى من كبت جنسي خلال حياته مع خديجة، كزوجة وحيدة. الكبت الجنسي، عامل اضطهاد. التفريغ الجنسي العميق الواسع الذي نعم به النبي، بزوجاته وخليلاته العديدات المثيرات، في مرحلة المدينة، بعد خديجة، يعني بتقديري، تحررا من الكبت الجنسي القديم، الذي اضطهده، لدى زواجه من مرأة، قامت بدور الأم، لكنها - ربما- لم تمنح رجلها ما يحتاجه كذكر. نعم، الرجل يحتاج أمومة من زوجته؛ لكنه بحاجة إلى أنثى كاملة، تحرره من كبت الدافع الجنسي، المضطهِد.
كبت محمد الجنسي المخمَّن، خلال زواجه من خديجه فقط، كان مصحوبا بروحية وفرتها له زوجته المنتمية لعائلة حنيفية نصرانية. وهاربا من اضطهاد الكبت الجنسي، انتقل محمد من حاجة شاب تغلي الشهوة في عروقه، إلى معتكف في غار حراء، اعتكافا روحيا، انتهى به إلى إعلان نبوته.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتهاد نوراني: إفطار رمضان مباح في الحر الشاق
- الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فابتهج وانطلق!
- رسالة ال 68: الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فاب ...
- الدين والنورانية
- خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!
- أحبب نفسك والشياطين.. الحب بين الإسلام والنورانية
- رسالة النورانية
- صيام المسلمين فسق وجوع وعطش وخمول وجشع!
- هل أهل الجنة مصابون بالتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والكولس ...
- الله يخبز لأهل الجنة بيديه الأرض رغيفا.. والبؤساء يموتون تعا ...
- سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!
- هاني الحسن وفاطمة البدوية وعرفات يعين الكذابين وزراء!
- الدين والعقل والجامعة الإسلامية بغزة ويحيى رباح في صنعاء
- هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين انتصار للإنسان
- خطباء المساجد والوعي الضال - تحرير الأسرى أهم من تحرير القدس ...
- الرئيس يقترف الخطيئة.. ويحمل العار مختالا!
- لخدمة مصالح فئوية خاصة؟!.. قوى فلسطينية تعبث بحق العودة وتمي ...
- ردا على خطاب الرئيس عباس.. -العودة أهم من الدولة-
- رسالته شفائية إيمانية روحية علمية – مركز الطب القرآني يحذر م ...


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (1/6)