أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - تأملات جعفر الحسيني في: دولة علمانية تتمذهب ضد شعبها















المزيد.....

تأملات جعفر الحسيني في: دولة علمانية تتمذهب ضد شعبها


القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدادأسست بريطانيا دولة وجيشا في العراق؛ لقمع الشعب العراقي، حقيقة يدركها اي متأمل بدولاب الدم الدائر في بلاد الرافدين، بلورها جعفر الحسيني، وفق منهج بحثي راسخ في كتابه (ثورة في العراق / 1958 – 1963.. نقد تجربة الدولة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري) الصادر عن دار الكتب العلمية للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد نهاية العام 2010، في مائة واثنتين وسبعين صفحة من القطع الكبير، ضمت ثلاثة اقسام، توزعت على (اسباب سقوط العهد الملكي) و(ثورة 14 تموز 1958) و(عهد عبد الكريم قاسم).
اقسام الكتاب الثلاثة تدور في فلك قاسم؛ لأن التآكل الضمني، الذي نخر بنية الدولة الملكية في العراق، مهد لنجاح الانقلاب العسكري وفرش ارض العراق.. سهلة للضباط الاحرار.
وهذا ما اكده الحسيني منهجيا في مقدمة الكتاب:
(أخذ العراقيون يتحسرون على العهد الملكي بعد ما عانوه جراء الانقلابات العسكرية وخاصة انقلاب 17 تموز 1968 الدموي... لكن العهد الملكي هو المسؤول عن كل ما عاناه العراقيون؛ لأنه تأسس على نظام دولة ضد مجتمعها... للسيطرة على الشعب العراقي وترويضه وليس بناء دولة حديثة، وكان ذلك هو الشغل الشاغل للعهد الملكي توارثته العهود اللاحقة... بحيث اوصى الملك فيصل الاول بتشكيل جيش قادر على قمع الكرد في الشمال والشيعة في الجنوب، ولم يوص بحماية البلد من التحديات الخارجية، وكلما حاول اقامة دولة تمثل العراقيين ولا تقمعهم، افشلت بريطانيا تلك المحاولة).
فاستغلظ عود الحكم على مسخ دولة وليس دولة معافاة، حتى الان، اشر جعفر الحسيني عناصر مسخها بروح الاستعباد التي يمارسها الموظفون على المواطنين والضباط على الجنود، وتحويل الفلاحين الى عبيد تحت سوط الاقطاع بموجب قانون ملكي، اقترحه رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني، يمنع انتقال الفلاح من مكان الى آخر الا بموافقة صاحب الارض، وفرض الضرائب على الفقراء وليس الاغنياء، معتبرة الوعي مهددا للدولة الى حد منع فتح المدارس والجامعات، ولم تظهر جامعة بغداد للوجود الا في الخمسينيات.
اكد الكتاب على ان العراق ظل علمانيا يتمذهب عشائريا في تركيبة هجينة غير واضحة المعالم، حتى غدا سقوط الملكية وما تلاها من انظمة عسكرية، تحمل بذرة فنائها منذ مطلع وجودها، بحيث فشلت جميعا في بناء دولة عراقية حديثة، الى ان انتهت الى ما انتهت اليه على يد صدام حسين الذي سلمها لقوات الائتلاف، ولاذ بـ (الزاغور) في انوذج هو الآخر هجين.. لا هو بالتحرير ولا هو بالاحتلال، يرواح بين بين، مسفرا عن دولة رجراجة تشظيها المحاصصة.
*اسباب سقوط العهد الملكي*
يقر المؤلف بان الملك فيصل الاول لو طال به العمر لما عانى العراقيون ما عانوه، قائلا، في القسم الاول من الكتاب الذي حمل عنوان (اسباب سقوط العهد الملكي) مستندا الى كون الملك الذي تبوأ العرش يوم 23 آب 1921 ذكيا ومثقفا وحكيما ورجل دولة من طراز اول استطاع تكوين فكرة عن العراقيين بسرعة فائقة.
بعد فيصل اهمل غازي الدولة منشغلا بملذاته، مثلما قال الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل عن الطاغية صدام حسين: انشغل بنفسه واهمل الدولة.
وكما قال الشاعر:
اوتيت ملكا فلم تحسن سياسته
ومن لا يسوس الملكَ يخلعه الملكُ
عبد الإله اعقب غازي في السلطة، وكان اشد منه ادمانا وبداوة في تسيير شؤون الحكم بارتجال انفعالي لا تأملات فيه، وهذا ما ارادته بريطانيا حينها.. حكم بلا منهج واضح، انما يسير على مبدأ (لكل حادث حديث) من دون ثوابت سياسية واضحة.
واستعرض الكتاب ابرز سمات العهد الملكي، وهي: (الفقر) و(الفساد9 و(القسوة على المواطنين) و(النفوذ البريطاني) الذي استفز مخيلة الشاعر بالنظم:
المستشار هو الذي شرب الطلى
فعلا مَ يا هذا الوزير تعربد
اشارة الى المستشار البريطاني الذي يسميه اهل الرصافة (مختار ذاك الصوب) اذ مقره في (الصالحية) شارع (حيفا) حاليا الذي يسكنه رؤساء الوزراء وسواهم تقربا من بريطاني الحاكم الفعلي للدولة الملكية من دون توارٍ.
ويواصل الكتاب احاطة القارئ بمثالب العهد الملكي ومنها: (التآمر على القضايا العربية) و(الاستبداد) و(الاجهاز المستمر على المجتمع المدني) و(الطائفية) و(التخلف9 و(عدم ارساء تقاليد سياسية) و(رجعية الحكم الملكي) و(الاهمال المتعمد للجيش).
لم يسعَ المؤلف الى الهيمنة على المتلقي، انما ترك له حرية الرأي باتخاذ ما يراه من العهد الملكي بعد ان استعرض ما له وما عليه، وساعد القرئ بمجموعة من الآراء عن العهد الملكي لثقاة سديدي الرؤيا، تشكل خيارات منهجية للموقف الذي استعرضه جعفر الحسيني لقرائه.
*ثورة 14 تموز 1958*
تشكل تنظيم للضباط الاحرار في العراق بتحفيز من التفاؤل الذي بعثه نجاح تنظيم الضباط الاحرار في مصر، عقب الاحباط المترتب على اعدام العقداء الاربعة وقيل الخمسة جراء فشل حركة مايس 1941.
استعرض المؤلف سذاجة تنظيم الضباط الاحرار ونجاحه في الثورة لان الدولة الملكية اكثر بساطة منه واضعف منه بل زهد به على اعتبار ان تحركات هذا التنظيم مجرد طيش ضباط شباب.
كم هي سياقات الدولة هشة واقل من القوة اللازمة لمواجهة التحديات.
الكتاب يقص تفاصيل مشوقة عن سير عمل تنظيم الضباط الاحرار قبل انقلاب الرابع عشر من تموز يستشف منه المتلقي ان العسكر حولوا البلد حلبة صراع على السلطة فلم يكتفوا بتدمير الحاضر.. انذاك، انما شملوا المستقبل الذي نعانيه الآن.
مر القسم الثاني من الكتاب (ثورة 14 تموز 1958) على (بدايات) تنظيم الضباط الاحرار و(اجتماع الكاظمية) و(البدايات الحقيقية) و(اللجنة البديلة) و(الخلافات داخل اللجنة العليا) و(التحضيرات للثورة) و(مسيرة اللواء الى بغداد) و(دور اللجنة البديلة والضباط الاحرار) و(الهجوم على قصر الرحاب) و(الهجوم على بيت نوري السعيد) و(تصفية العائلة المالكة) و(دور جمال عبد الناصر) و(الموقف الغربي من الثورة) و(التنسيق مع المعارضة الوطنية) و(دولة الضباط).
ثم يعطي المؤلف تقييمالانقلاب 14 تموز 1958 يتلخص بكونه ثورة بكل معنى الكلمة وان رجالها لو كانوا اكثر حنكة وحكمة لعبروا صراع العنف السياسي المتوقع في مثل تلك الحالات، ما يجنب البلد سوءا كثيرا عاناه، وان التداعيات المترتبة عليها من وصول البعث الى الحكم وانهيار الدولة في 9 نيسان 2003 يجعل المرء يتمنى لو ان كل هذا لم يحدث ولو ان الملك ظل على العرش وحقق الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية منجزات فائقة للشعبين.. لات مندم.
*عهد عبد الكريم قاسم*
استعرض الفصل الثالث (عهد عبد الكريم قاسم) السيرة الشخصية للزعيم عائليا وعسكريا، معرجا على (زيارة عبد السلام عارف الى دمشق) و(تصاعد الخلاف بين قاسم وعارف) و(الثورة والوحدة العربية) و(الدور البريطاني والامريكي في تخريب العلاقة مع عبد الناصر) و(محكمة المهداوي) و(الحزب الشيوعي العراقي والثورة) و(مؤامرة رشيد عالي الكيلاني) و(احداث كركوك) و(محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم) و(تغيير العلم الوطني وشعار الدولة) و(القضية الكردية) و(العلاقات مع ايران وتركيا) و(انجازات عبد الكريم قاسم) و(الشعوبية وعبد الكريم قاسم) والشعوبية مصطلح استعارته المس بيل مهندسة السياسة البريطانية في العراق من العهد العباسي حيث كان يطلق على الامم غير العربية التي انخرطت في الدولة الاسلامية بقصد تدميرها، تماما كمثل المنخرطين الان في العملية السياسية بقصد تدميرها من الداخل.
تجيد بريطانيا خلق المتاعب لثورة قاسم التي خرجت عن طوعها داعية للتحرر ومنفذة ما خططت له بهذا الاتجاه.
ويتواصل الفصل الثالث مع عنوانه باستعراض (شخصية عبد الكريم قاسم) الذي اطاح بدولة ملكية ولم ينشئ بدلا منها دولة حديثة، انما فتح بوابات جهنم على العراقيين مشرعة لمن هب ودب يقود انقلابا ويرتكب مجازر.
ينتهي الكتاب بخاتمة تلخص محتواه الذي كشف تخبط العراقيين ارتجلا في ادارة الحكم على مر العصور، من خلال كم من المصادر التي انتقى منها معلومات انتظمها خيط درامي مشوق.



#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بغداد ان تتوخى الحذر الزومبي عصمان بيك يستيقظ


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - تأملات جعفر الحسيني في: دولة علمانية تتمذهب ضد شعبها