أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الشرقاوى - قاعدة - فمن اضطر - فى القرآن الكريم فى ضؤ الخطاب الدينى الجديد و المعاصر















المزيد.....


قاعدة - فمن اضطر - فى القرآن الكريم فى ضؤ الخطاب الدينى الجديد و المعاصر


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الله تبارك و تعالى استثنىَ و غفر و رحم و أنزل لنا قاعدة في القرآن الكريم و أيضا لها وجودا قويا في السُنة النبوية الشريفة و هى كما أسميها ( قاعدة ـــ فمن اضطر ) لإن هناك من يعتقد بوحدانية العقاب أو ( العقاب الموحد ) على كل البشر و يعتقدون بتساوي الحالات فيه و هذا ليس صحيحا و لكن الصحيح أن العقاب يختلف من شخص لآخر و من زمن و مكان لزمن و مكان أخر و من هنا كانت ( فمن اضطر )


بسم الله تعالى و الحمد لله تعالى و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى.... العالم الاسلامى كله بشقيه فى الشرق و الغرب يتمزق و يتفسَّخ و يأكل بعضه بعضا و صار فى ذيل الامم و اصبحت دماء المسلمين رخيصة جدا و هانوا على كل الامم و هانوا على انجس اهل الارض و هم الكافرين بأشكالهم و طوائفهم و اجناسهم متجمِّعين و اشتاتا الكل اتفقوا على المسلمين الان و قد هان المسلمين على كل المخلوقات و استبحيت دمائهم و اموالهم و اعراضهم لانهم هانوا على انفسهم و هانوا على الله تعالى فأهانهم الله تعالى و اذلهم و هو ما نحن فيه الان اللهم ارفع مقتك و غضبك عنا اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير اللهم لك الحمد كله و الشكر كله فى السراء و الضراء رضينا بقدرك و توكلنا عليك و اليك ننيب اللهم امين... و قد ارجع بعض الباحثين و الدارسين و العلماء و الفقهاء فى ظل الخطاب الدينى القديم هذا الامر و هذه المصائب و المشاكل التى تمر بها الامة الاسلامية فى كل بقاع الارض الى البعد عن الله تعالى و عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و انبرى البعض من الوهابيين السلفيين و اذنابهم الذين يتصدرون هذا الخطاب الدينى القديم و صبيانهم من مرتزقة الفضائيات الذين يروجون لهذا الخطاب الدينى اقتفاءا بالاثر و حذو النعل بالنعل يرددون " مانزل عذاب الا بذنب و ما رفع الا بتوبة " و ظلوا يؤنبون المسلمين و يخوفونهم من القبر و النار طويلا و كثيرا فى الفضائيات و يخوفونهم من الموت و من جهنم بشكل مكثف و غليظ و قاسى و بات الناس ايضا غير قادرين على هذا الخطاب الدينى القديم و لا قادرين عن صد زبانية الفضائيات الذين يعيشون معهم فى منازلهم من خلال هذه القنوات الوهابية السلفية التى اربكت عقول المشاهدين مرارا و تكرارا بقاعدة " كرر تقرر " اى يظل يقول لك الشيء و يعيده عليك بصفة دائمة حتى يقرره عليك ؟! و هو لا يتجاوز مرحلة التشويش النفسى الذى سرعان ما يزول و ايضا هو هروب من الواقع للاختفاء فى نصوص الدين دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث و الدرس من اجل الارتقاء العقلى و الدينى بالناس !! و هو اما جهل بالواقع و اما جبن من تجديد الخطاب الدينى و اما خوف من الناس ان يتهمونهم فى دينهم فظلوا فى اطار الجمود و الخمود و الركود و الدليل على ذلك ما يحدث الان فى الامة الاسلامية كلها فالمشاكل تنتابها من كل ناحية رغم تكرار الخطاب الدينى العتيق للوهاببين السلفيين و ايضا ارزل اخلاق فى العالم هى اخلاق المسلمين الان و كل من سافر للخارج يرى الكثير من ذلك عن قرب بل و يظهر ذلك من خلال المعايشة فى بلادنا من انتشار الغلاء و النصب و السرقة و الاغتصاب و التحرش و البطالة و العنوسة بل و فى هذه الاونة العصيبة التى تمر ببلادنا الاسلامية و تحتاج للتكاتف و التعاون و الاخاء الحقيقى فى الله تعالى تجدهم كالحجارة لا يحبون بعض و يستبيحون حرمات بعض و انظروا الى الامراء و السلاطين و الملوك و الرؤساء الظلمة الفجرة الذين تسلطوا على الحكم فى البلاد الاسلامية و ارهقوا شعوبهم و استعبدوهم و أذلوهم حتى قامت الثورات هنا و هناك و مع ذلك نسمع البعض من الوهابيين السلفيين و اذنابهم و صبيانهم مرتزقة الفضائيات من حرَّم التظاهر و الثورات و الخروج على السلطان و البعض يبيحها و لا تعلم لهم منهج و لا مذهب و لكنهم بالجملة اتفقوا على الجمود و الركود الفكرى و العقلى و الدينى و الفقهى و اصروا على الرجوع بالمسلمين للوراء.... و السبب فيما نحن فيه ليس انحلال الاخلاق و لا المشكلات و لكن انحلال الاخلاق و المشكلات هى نتيجة لسبب اخر او نتيجة لمقدمة هامة و جوهرية هى الخطاب الدينى القديم العفن الذى شاخ مع شيوخه و لم يعد قادرا على تحمل مشكلات العصر و التواصل مع عقليات درست المناهج الغربية و صارت اللغة الاولى فى البلاد العربية بالفعل هى الاجنبية !! فهل ينفع ان اقول الاخلاق قد فسدت و الحل هو العودة للكتاب و السنة و هم لا يفهمون الكتاب و السنة ؟! و هل ينفع ان اقول ان المشكلات تعقدت و ازدادت و الحل فى العودة للكتاب و السنة و الناس اليوم يريدون النتيجة او الخلاصة لكى يستطيعوا العيش فى ظل واقعهم المرير بإسلوب اسلامى لا يفتقدون فيه مزايا العصر فهم ليس لديهم القدرة العقلية و لا الوقت الكافى ليتجادلوا فى اصول الفقه و الاسانيد و تخريجات الاحاديث ؟! و كل خطأ يحدث فى حياتنا لا نستطيع التغلب عليه نصرخ على المنابر و فى الفضائيات علينا بالرجوع للكتاب و السنة ؟! و انا اقول ان الرجوع للكتاب و السنة حق و لكن كيف تنفيذه بدقة و حَرفيَّة كما تقول النصوص قلبا و قالبا و شكلا و مضمونا ؟! بل هذا الكلام فى حد ذاته حُجة على السلفيين الوهابيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات لانه لو انعدمت الاخلاق و زادت المشكلات الان لكانوا هم السبب بخطابهم الدينى القديم الذى مازالوا يصدعوننا به فى كل لحظة و مع ذلك انهارت الاخلاق و استفحلت المشكلات و تفرعت و مع ذلك هم لا يعترفون بقصورهم و لا بنقص خطابهم الدينى العتيق الغير كافى ووافى لمتطلبات العصر بل يضعون فى انفسهم المريضة ان المسلمين كلهم هم الذين لا يفهمون الدين او القرأن و السنة و يقولون مقولة للضحك على الذقون بها و هى " ان اجهزة الاستقبال عند الناس تعطلت " ؟! و انا اقول لهم هل كل الناس خطأ و انتم فقط على صواب ؟! فمنذ متى و اجهزة الاستقبال تعطلت ؟! و الجواب من زمان ليس من اليوم !! اذن جهاز ارسالكم به خلل و لم تستطيعوا ان ترسلوا الى الناس ما تريدون.... و لماذا تعطلت اجهزة الاستقبال عند الناس ؟! لانها لم تستوعب ما تقولون لانه غير ملائم لحياتهم المعاصرة و انا معكم فى ان اجهزة الاستقبال معطلة و اقول لكم انتم السبب و مع الناس فى انحدار اخلاقهم و استفحال مشكلاتهم لان اجهزة الارسال عندكم معطلة لم تستطع معالجة مشاكلهم عن طريق رسائلكم التى وصلت لاسماع الناس و لم تصل لقلوبهم و انتم ايها السلفيون الوهابييون قد اغتررتم بكثرة الاتصالات بكم على القنوات الفضائية و الهواتف النقالة و اغتررتم بكثرة من يسمعونكم فى الخطبة او الدرس او المحاضرة و بهرتكم الاعداد الغفيرة التى ما ذهبت اليكم الا لكى ترى المشاهير فقط و نسيتم الحديث الشريف الصحيح " حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقى حدثنا بشر بن بكر حدثنا جابر حدثنى ابو عبد السلام عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها فقال قائل و من قلة نحن يومئذ قال بل انتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم و ليقذفن الله فى قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله و ما الوهن قال حب الدنيا و كراهية الموت ] " صحيح فى سنن ابى داود و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث و لكنى اؤكد لكم ان هذا هو السبب الرئيسى فى تدهور احوالنا و كثرة مشاكلنا ان الناس يسمعونكم بأذانهم و لم تدخلوا قلوبهم !! و الامثلة كثيرة انتم حرمتم كل شيء على المسلمين حتى احرقتوهم بنيران التعصب بدلا من ان تساعدوهم فى حل مشاكلهم فالله تبارك و تعالى رحم و استثنى و غفر و ايضا فى السنة النبوية الشريفة نجد مثل هذه المعانى السامية نجد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى ايضا رحم و استثنى و غفر و الدليل من السنة النبوية الشريفة "عن ابى هريرة رضى الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا ايها الناس ان الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل اكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو قلت نعم لوجبت و لما استطعتم ثم قال ذرونى ما تركتكم " رواه احمد و مسلم و النسائى حديث صحيح فى ارواء الغليل فهل قال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم نعم لزيادة الثواب و هذا دليل على مراعاة الفوارق الفردية بين الناس فى الغنى و الفقر و القوة و الضعف او قال للصحابة رضى الله عنهم و ارضاهم كما يقول الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات بالتشدد و التنطع بل لم يثبت عنه صلى الله عليه و سلم انه صلى التروايح شهر كامل و الوهابيين السلفيين يفرضون ذلك على الناس بل و يطيلون الصلاة حتى قبيل الفجر بقليل اليس هذا مشقة على الناس و كذلك فى المستحاضة اى المرأة ينزل منها الدم بصفة مستمرة كما فى الحديث " اخبرنا عمران بن يزيد قال حدثنا اسماعيل بن عبد الله العدوى قال حدثنا الاوزاعى قال حدثنا يحي بن سعيد قال حدثنى هشام بن عروة عن عروة عن فاطمة بنت قيس من بنى اسد قريش انها أتت النبى صلى الله عليه و سلم فذكرت انها تستحاض فزعمت انه قال لها انما ذلك عرق فإذا اقبلت الحيضة فدعى الصلاة و اذا ادبرت فاغسلى عنكى الدم ثم صلى " صحيح فى سنن النسائى و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث و نفس حكم الاستحاضة هو نفس حكم سلس البول اى نزول البول بصفة مستمرة ان يتوضأ الشخص قبيل الصلاة بقليل ثم يصلى و هنا يسأل ساءل و لو نزل الدم من المرأة او البول من الرجل اثناء الصلاة ؟ و الجواب فليكمل الرجل او المراة الصلاة و لا شيء عليهم فى ذلك لانها حالة مرضيَّة كما قال الله تعالى فى حق المريض { ليس على الاعمى حرج و لا على الاعرج حرج و لا على المريض حرج } [ سورة النور - 27 - ] و هذه ادلة كلها للرحمة و التجاوز لضعف الانسان و اضطراره و كذلك حديث اخر " حدثنا محمد بن سليمان الانبارى حدثنا وكيع عن هشام بن سعد قال حدثنى يزيد بن نعيم بن هزال عن ابيه قال كان ماعز بن مالك يتيما فى حجر ابى فأصاب جارية من الحى فقال له ابى أئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك و انما يريد بذلك رجاء ان يكون له مخرجا فأتاه فقال يا رسول الله انى زنيت فأقم على كتاب الله فأعرض عنه فعاد فقال يا رسول الله انى زنيت فأقم على كتاب الله فأعرض عنه فعاد فقال يا رسول انى زنيت فأقم على كتاب الله حتى قالها اربع مرات قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انك قد قلتها اربع مرات فبمن قال بفلانة قال هل ضاجعتها قال نعم قال هل باشرتها قال نعم قال هل جامعتها قال نعم قال فأمر به ان يرجم فأخرج الى الحرة فلما رجم فوجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن انيس و قد عجز اصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله ثم أتى النبى صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك فقال هلا تركتموه لعله ان يتوب فيتوب الله عليه " صحيح فى سنن ابى داود و قال الشيخ الالبانى صحيح بدون " لعله ان " و هناك الكثير مما لم نذكره من رحمة النبى صلى الله عليه و سلم ففى هذا الحديث تتجلى مظاهر رجمة النبى صلى الله عليه و سلم و هو لا يريد ان يرد على ماعز بن مالك لما قال يا رسول الله انا زنيت و لم يقل له ماعز بن مالك رضى الله عنه يا رسول الله " صلى الله عليه و سلم " " اقم علىَّ الحد " و انما قال " اقم علىَّ كتاب الله " !!! و هنا نرى هل سارع الرسول الرحيم صلى الله عليه و سلم بإقامة " كتاب الله " ؟! مثلما يتشدق الوهابيين السلفيين الجهلة و صبيانهم مرتزقة الفضائيات بكلمة " نريد الحكم بكتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم " ؟؟!! ها هو الرسول صلى الله عليه و سلم كان يريد ان يرحم الرجل " ماعز بن مالك " من إقامة كتاب الله تعالى عليه !! و ظهر هذا فى اخر الحديث لمَّا قال " هلا تركتموه يتوب فيتوب الله عليه " و هنا السؤال و هو لماذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك على رجل زانى ؟! لان الرحمة فوق العدل و لان ماعز بن مالك لم يكن متزوجا فربما اضطر الى ذلك الفعل و توافرت له ظروفه بشكل او بأخر ففعل ما هو محروم منه اى من الزواج و من ممارسة الجنس بشكل محلل و فى زمن من ؟! زمن الرسول صلى الله عليه و سلم زمن النبوة و الرسالة و خير القرون على الاطلاق !! و كون الفعل محرم او غير محرم ليست هذه هنا المشكلة لانها لو كانت مشكلة فحسب فسوف نجد لها فى الشريعة حلا و هى الرجم للمحصن المتزوج و الجلد و التغريب لغير المحصن او للعازب الغير متزوج و لو فى القانون المدنى مثلا لكانت العقوبة هى السجن و ربما الاعدام لو كان اغتصابا و انما المشكلة الحقيقية فى فعل سيؤدى بحياة انسان الى الهلاك فى الدنيا سواء اقيم عليه حد الرجم او الجلد و التغريب و السجن او الاعدام ماذا يكون هذا الفعل ؟! و ما درجة لذته حتى ان الانسان ليهلك نفسه من اجله ؟! انه الحرمان و لو سئل رجل الان احدا من الوهابيين السلفيين و اذنابهم و صبيانهم مرتزقة الفضائيات عن عدم الاستطاعة على الزواج لأفتوه هؤلاء الجهال الاغبياء بالصوم !! و انا اسألهم الى متى سيصوم الرجل او المراة 10 سنين 20 سنة 30 سنة 40 او 50 سنة الى متى الصوم و نحن فى زمن الفتن و انتشار الذنوب و المعاصى و مقربات الزنى ماذا يفعل الانسان فى شهوته و فى نفسه ؟؟!! اجيبونى فالوهابيين السلفيين اغنياء من البترول و الحج و كذلك يغدقون الاموال على صبيانهم مرتزقة الفضائيات و مع ذلك فأغلبهم متزوج من 2 او 3 او 4 نساء !! و لكنهم يحرمون الغير و يضغطون على نفسيته ب " الصوم " ؟؟؟ !!! و هنا المشكلة و هى الاضطرار لانه حقيقة الممنوع مرغوب و قد فهم الرسول صلى الله عليه و سلم ذلك ففى الحديث الاول الذى ذكرته عن الحج فلو قال للناس ان الحج كل عام على مابه من مشقة يومئذ لنفر الناس من الاسلام بتكاليفه المرهقة مثلا و بالمشقة الذى يعانيها المسافر فى ذلك الزمان و لكن مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان أعرض عن الرجل اكثر من مرة قال " " لو قلتها لوجبت " و هنا يسأل ساءل.... و الان ليس هناك مشقة و لا عنت مع وجود وسائل المواصلات السريعة و المريحة ؟! فنقول و لكن هناك مخاطر فى السفر مثل غرق السفينة و احتراق الطائرة و خسارة مادية يتكبدها الحاج فلو كانت كل عام مع الارهاق المالى فقط بدون مخاطر ايضا لاستصعبها الناس و لكن من الرحمة الالهية ان جعلها للقادر و من حكمة الرسول صلى الله عليه و سلم ان جعلها فى العمر مرة واحدة و لو لم يقدر الانسان جسديا رغم امتلاكه المال فلا جناح عليه اذن فالرحمة مساوية للاضطرار و ايضا تتجلى هذه الرحمة فى احاديث الاستحاضة و احكام سلس البول المأخوذة من الاحاديث الشريفة و اهم احكام سلس البول و الاستحاضة ليس هى الغسل او الوضوء قبيل الصلاة مباشرة فهذه احكام اسميها احكام طبيعية لانها تدل على الفطرة سأصلى أذن فى مقابلها سأتوضأ و اما الحكم الرحيم الجميل فإنه اذا نزل من الشخص سواء رجل او امرأة دم او بول اثناء الصلاة فليكمل هذه هى الروعة فى الرحمة و مجاراتها لطبيعة الانسان الضعيف اذ لو كان هذا الحكم غير موجود لنفر اصحاب الامراض و الاعذار و الاضطرار من الصلاة و ربما خرجوا من الاسلام و هنا انبه على اعجاز الهى جميل و هو انه لما جاء هذا الحكم الالهى الجميل مراعيا ظروف الناس كما تجلى فى { ليس على الاعمى حرج و لا على الاعرج حرج و لا على المريض حرج } [ النور - 27 - ] هنا دخل الناس فى الاسلام طواعية لانه يتلائم مع فطرتهم و لا يرهقهم بمشقة او عنت و هذا الحكم و ما على شاكلته هو الذى ادخل غير المسلمين فى الاسلام و هذه هى السماحة الاسلامية الحنيفية التى تميز الاسلام عن غيره فلو كان الاسلام صعبا بتكاليفه ما انتشر و لا دخلوه كثيرا من اهل الملل الاخرى الان و كذلك قول الرسول صلى الله عليه و سلم عن ماعز بن مالك " هلا تركتموه يتوب فيتوب الله عليه " و لفظ " تركتموه " بمعناها التقديرى " لو تركتموه و لم تشددوا عليه ليتوب و بالفعل سيتوب الله عليه " هل كان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يريد تنفيذ الشريعة ؟! هل كان عميلا لاحد مثلما يتهمنا الجهلاء و البهائم ؟! سبحان الله !!! " التوبة تجُبُ ما قبلها " اى تتسبب فى المغفرة و محو الذنوب و الخطايا التى كانت قبلها يا الله سبحانك !!! فلماذا نشدد على انفسنا فالغرب ايضا يتكلم كلاما حلوا عن الاسلام و لكنه لا يدخل فيه و السبب غباء الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات بخطابهم الدينى العفن الذى يليق بالعصور الوسطى و لا يليق بعصرنا المعاصر و الذى يؤيد كلامنا هذا هو { يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رقناكم و اشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون – انما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن الله غفور رحيم } [ البقرة - 172 - 173 - ] و { قل لا اجد في ما اوحى الى محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فإنه رجس او فسقا اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن ربك غفور رحيم } [ الانعام - 145 - ] و الاضطرار هو عمل الشيء رغما عن ارادة فاعله اى لا سباب خارجة عن ارادة فاعله او غصباعن فاعله هذا هو الاضطرار و له دلالة هو ان الانسان يعمل شيئا مُلحَّا عليه و لا مهرب من فعله بكيفيَّة معينة اى بطريقة او بإسلوب محرم و لكن تظهر الاباحة فى هذا الوقت للمضطر و لا يأتى إ لىَّ جاهل فيقرأ المقال فيقول اننى ابيح الحرام مثلا او يتهمنى بغباء وهابى سلفى فى دينى فالله تبارك و تعالى هو الذى اباح للمضطر و الحكمة فى الاباحة للمضطر حتى يستطيع اكمال مشوار الايمان فلا يفتر و لا يحيد عن الدين و الدليل ان الله تبارك و تعالى قال فى اخر الاية 173 من سورة البقرة { فإن الله غفور رحيم } و غفور تعنى محو الذنب من الاصل و رحيم تعنى ان يحاسب و لكن يخفف الله تعالى عنه بالرحمة و لفظ [ الله ] فى الاية الاسم العلم لله تبارك و تعالى الذى يجمع كل اسمائه الحسنى و كل صفاته العليَّة و الذى الخالق الذى قال هذا و كتبه على خلقه و جعله شرعا مستمدا منه سبحانه و تعالى و يتجلى فى هذا الاسم مقام الالوهية للمؤمنين به فقط لانهم هم الذين يعترفون له بالالوهية و الذى يشهد لهذا المعنى { وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحى اليه انه لا اله الا انا فاعبدون } [ الانبياء - 25 - ] و اما فى اخر الاية 145 من سورة الانعام { فإن ربك بعدها غفور رحيم } اما فى هذه الاية لفظ [ ربك] و هو يدل على انه رب العالمين المؤمن و الكافر و رازقهم رغم كفرهم فمن طريق اولى ان يرزقهم رغم اخطائهم بالاضطرار و هم مؤمنون به و الذى يشهد لهذا المعنى { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة - 1 - ] و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ شفاعتى لاهل الكبائر من امتى ] رواه ابو داود و الترمذى بسند صحيح و فى الصحيحين ما يشهد له بذلك و اذا كانت الشفاعة لاهل الكبائر من المسلمين فهى تكون من باب اولى " للمضطرين " الذين رحمهم الله تعالى و غفر لهم و لا تسمعوا للوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات الذين يشككون الناس فى شفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقولون ابحديث [ لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ] و شرحه من هرطقة الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و مفاده ان المسلمين لا يتعلقون بأمل الشفاعة و ان اهل الكبائر مخلدون فى النار ؟؟!! و الحديث لا يرتقى لمستوى الصحيح عند العلماء اذا ما قورن بحديث صحيح فى نفس الموضوع " حدثنا احمد بن محمد بن حنبل حدثنا على بن عياش حدثنا شعيب بن ابى حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمد الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمود الذى وعدته الا حلت له الشفاعة يوم القيامة " صحيح فى سنن ابى داود و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث و هذا ادنى شيء يفعله المسلم لينال الشفاعة و هو انه يردد الاذان وراء المؤذن لماذا ؟ حتى ينال اى مسلم الشفاعة بهذا الفعل اليسير و لو كانت لن تنال بهذا ما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فما بال الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يهرطقون و يكذبون على رسول الله صلى الله عليه و سلم !!! و يستدلون بأحاديث فى غير مقام الحديث الصحيح و لو كان الحديث فى مرتبة الحسن كما قال شيخ الاسلام بن تيميَّة فى مجموع الفتاوى و كما قال البعض و اسناده جيد كما قال الالبانى فهل معناه انكار الشفاعة و الخلود فى النار كما فسره البعض منهم ؟؟؟!!! و هل المضطر يدخل فى هذا الامر ام لا ؟؟؟!! و الجواب ان المضطر لا يحتال لانه باضطراره يفعل شيئا اقوى منه و قد قال بن حزم فى كتابه المشهور " المحلى " " و ان فرضا على الانسان أخذ ما اضطر اليه فى معاشه فإن لم يفعل فهو قاتل نفسه و هو عاص لله قال تعالى " و لا تقتلوا انفسكم " و هو عموم لكل ما اقتضاه لفظه " ... اى ان بن حزم يقول ان الانسان المضطر للسرقة ليأكل ليستطيع العيش فليفعل و ان لم يفعل فهو عاص لله تعالى لانه سيقتل نفسه والاضطرار " لفظ " عام و لا مجال هنا للعفة المصطنعة المكذوبة التى يروج لها اهل الجهل من الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات لان " الاضطرار " له ظروف خاصة ووضع خاص اذ كيف يحتاج الانسان و يصل لدرجة الاضطرار و نجد من يقول له " تمهل " او " تريث " او " حرام " او " اصبر " فالله تعالى يرخص للعبد و هناك من يعتدى على شريعة الله تعالى و يزعم انه متبع و ليس بمبتدع نعوذ بالله تعالى من هؤلاء

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر المقال الثاني [2] فى ...
- قصيدة أحدث فندق
- الحكم الديكتاتوري المستبد في ظل عصور الإسلام أسبابه و دوافعه ...
- قصيدة في المخدع ِ ( زوج و زوجة )
- أصرخ فى وجه الأحزاب الهفأ من سيقدم العدالة الإجتماعية ؟؟!!
- قصيدة سيدتى الوقورة
- أغنية أنا قلبى نفسه فيك
- أغنية نفسي حزينة
- بداية استعمار بلادنا .....ما حكاية الأموال السياسية وعلاقتها ...
- أحكام الصيام .....{ شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن }
- قصيدة حبيبتي لا تختفين
- قصيدة سحرُ ... أرجو السماح
- قصيدة حبيبي القاسي
- أغنية تسمح تديني عنوانك
- الفن و إعلام الفن فى البلاد العربية
- دراسات فى علم الأديان الكتاب المقدس فى عيون مسلمة
- مفهوم الدين و علاقته بالمواطنة
- أغنية إتعلم منه
- قصيدة اعتذار إلىَ حبيبتي سحر جمال
- قصيدة ماذا بعد الرحيل ؟!


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الشرقاوى - قاعدة - فمن اضطر - فى القرآن الكريم فى ضؤ الخطاب الدينى الجديد و المعاصر