أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن ايت الفقيه - النهاية في الخطاب العسكري الغربي














المزيد.....

النهاية في الخطاب العسكري الغربي


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 20:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الناظر في تاريخ الحروب الأوروبية داخل القارة الأوروبية وخارجها والحروب الأمريكية باعتبارها لا تختلف من حيث التخطيط والاستراتيجية و الأداء عما هو سائد في القارة الأم- أوروبا- التي اكتشفت بالأمس القريب القارة الأمريكية وعمرتها بأبنائها وجعلتها تسير على سنتها، يلمس خطابا واحدا تتكرر فيه كلمة (النهاية) ، أو ما يراد فهمها أو يفسر معناها. فالنهاية كلمة يفتتح بها كل قائد عسكري أو ضابط سامي في الجيش خطاب الانتصار، في ميدان المعارك في الأرض غير المسيحية، وقد تظهر في خطب رجال السياسة بعد تتويجهم تعبيرا عن الانتصار، أو بالأحرى تحقيق الوحدة في عصر نشوء الدولة القومية الأوروبية. وفي فلسفة التاريخ الغربية ذكر طويل للنهاية، من ذلك مثلا تحقيق المطلق في الفلسفة لدى هيجل، وفي الدين عند المسيح عيسى، وفي السياسة عند فريدريك كيوم الثالث، ومنه تحقيق الشيوعية وانتصار البروليتاريا لدى ماركس الذي قلب دياليكتيك هيجل. وفي القرن العشرين عبروا عن النهاية بالتزامن والسكون الواضحين في الفلسفة البنيوية التي ظهرت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وقبلها فلسفة الصيغة (الجيشطالتية ). وباختصار فالنهاية غاية في ذاتها في كل خطاب ذي علاقة بالانتصار انتصار الدولة القومية الألمانية وانتصار الشيوعية في الفكر الماركسي وموت التاريخ في الفلسفة البنيوية، ونهاية التاريخ لدى فرانسيس فوكوياما، ومن قبل انتصار المسيحية الذي أعلن عنه البابا بالفراسة والتشوف في معركة ليبانت بين الأتراك والمسيحيين سنة 1673، حيث نظر في الكوة وصاح (انتصرنا ولنشكر الرب). وفي الميدان أمثلة أخرى ترفع اللبس عن النهاية التي تطبع الفكر الحربي الأوربي ففي سنة 1917 دخل اللورد اللمبي القدس محتلا وصاح قائلا: ( والآن انتهت الحروب الصليبية) ، أما القائد الفرنسي جورو فقد قصد قبر صلاح الدين الأيوبي بدمشق قائلا (نحن هنا يا صلاح الدين‼) أو بعبارة أخرى تفيد (لقد عدنا يا صلاح الدين ). إن مخاطبة صلاح الدين بعد رقدته في قبره سبعمائة وسبعة وعشرين سنة، تعبير واضح عن النهاية، نهاية صلاح الدين الروحية ونهاية الحروب الصليبية العملية في تقدير جورو، و إن شئت كل أشكال المقاومة للغزو الأوروبي، وذلك ما ينبغي أن يكون، مادام الواقع يكذب مضامين الخطب العسكرية. ولم يختلف كلام بوش عن كلام اللمبي أو جورو في الشكل والمضمون. لقد قال بوش يوم احتلال بغداد (9 أبريل 2003):(انتهت الحرب على العراق) فالحرب حرب أمريكية على العراق، ولا خطأ في نعتها بالصليبية والعراق جزء من الشرق الأوسط الذي استهدفه الصليبيون القدماء والجدد. وللنهاية أسس عقائدية يهودية/مسيحية. فالنهاية الحقيقية المنتظرة السيطرة على أرض فلسطين في انتظار نهاية العالم الذي يأتي عقب معركة (هرمجدون) قرب جبل ماجدو بفلسطين، يتم فيها القضاء على ملايين الجنود من الشرق. وهؤلاء هم الشيوعيون، وإن كان الاعتقاد يميل اليوم إلى أنهم العرب والمسلمون. و(هرمجدون) عقيدة تأسست بناء على تفسير نصوص كتاب العهد القديم. وفي تلك العقيدة أن المسيح عيسى بن مريم سيخرج بعد هرمجدون ليحكم العالم ويسود الأمن والسلام. وللنهاية علاقة بكلمة أخرى ذات أهمية في الخطاب السياسي والعسكري الغربي. فعقب كل نهاية يتم الحديث عن جديد ما كالنظام الدولي الجديد الذي روَّجوا له ما استطاعوا بُعيد سقوط المعسكر الشرقي، وكانوا نعتوا القارة الأمريكية يوم اكتشافها بالعالم الجديد وصدر في أمريكا قانون يسمى القانون الجديد في عهد روزفلت. وقبل سنوات فقط قالت كونداليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد وقس على ذلك. والغريب أن الجديد الغربي الأمريكي يحمل معه الموت والإبادة، نهاية سكان الأرض الجديدة، إن تعلق الأمر بالأوطان والدول. فاكتشاف العالم الجديد استصحب معه إبادة الهنود الحمر وتدمير حضارات إنسانية عريقة المايا والإنكا والأزتيك، ورافق انتهاء الحرب على العراق الذي يعد حدثا لإنشاء عراق جديد تدمير الآثار وتخريب العمران وإبادة الشعب العراقي، والآن يخرب التراث المعماري بسوريا، وللغرب اليد الطولى في ذلك. أما الشرق الأوسط الجديد فقد استصحب معه إبادة الشعبين اللبناني والفلسطيني لكن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والشعب الفلسطيني لم تترك مجالا لإعلان النهاية على شاكلة بوش واللمبي ولن تسمح ببناء الشرق الأوسط الجديد على شاكلة العالم الجديد الذي قُضي فيه على جل الهنود الحمر. فمتى تنج منطقة الشرق الأوسط من حروب النهاية والإبادة بالنار لتحقيق الحلم اليهودي المسيحي الغربي الاستعماري؟



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية التوتر بين الثقافي والجغرافي وأزمة الهوية الإدارية ل ...
- فصول من ذاكرة مدينة بوذنيب والحقوق الجماعية بها في مذكرة تنس ...
- التراث المعماري وحقوق الإنسان بالمغرب أي علاقة؟
- على هامش اللقاء السنوي لبرنامج واحات تافيلالت التنموي بالمغر ...
- الواقع الاجتماعي لما بعد تراجع الصناعة الاستخراجية بحوض ملوي ...
- أي استراتيجية لتنمية مستدامة للمناطق المنجمية ومحيطها بجهة ا ...
- ندوة مأتم الفاعلين الجمعويين محمد بلكوح وعبد الرحمان فريدي ا ...
- جمعية النهضة بفجيج تنظم رحلة إلى مواقع الذاكرة بالجنوب الشرق ...
- الحركة النسائية المغربية: الحصيلة والآفاق في ظل الإصلاحات ال ...
- جانب من (جوانب من ذاكرة كريان سنطرال، الحي المحمدي بالدار ال ...
- المجتمع المدني بالجنوب الشرقي المغربي يفقد فاعلا جمعويا ثقيا ...
- قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيض ...
- قبيلة أيت حديدو بإقليم ميدلت: توزيع المساعدات وفق معيار تواف ...
- واحات درعة وتافيلالت، الثقافة، والتاريخ والتنمية. أي استرتيج ...
- إشكالية الحقوق الثقافية والهوية بجبال الأطلس الكبير الشرقي
- جبر الضرر الجماعي في اللقاء الوطني التحصيلي التقييمي بإقليم ...
- الرموز المرتبطة بالمرأة لدى قبائل أيت يافلمان بالجنوب الشرقي
- خريف حقوق الإنسان بجهة مكناس تافيلالت المغربية من خلال الصحا ...
- ندوة حقوق الإنسان بين الكوني والخصوصي
- من أجل تفاعل أحسن بين الأعراف التقليدية والقوانين المؤسساتية ...


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن ايت الفقيه - النهاية في الخطاب العسكري الغربي