أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي














المزيد.....

بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    



كلّ المدن التي لها تاريخ عريق يوجد في شوارعها وساحاتها ومتاحفها وآثارها ما يذّكر اهلها بتاريخهم. ومن غرائب الأمور أنك حين تكون في اسطنبول فان كلّ ما فيها يذّكرك بتاريخ سلاطينهم وبالمعالم الاسلامية المبهرة،وحين تكون في بغداد فكأنك بمدينة لا تاريخ لها مع أنها كانت عاصمة الدولة الاسلامية لخمسمائة سنة، زائدا(384) سنة من تاريخ الحكم العثماني الاسلامي!،وانها كانتاكبر مدن العالم وأجملها؟!.
فلماذا هم يحافظون على تاريخهم ويقدسونه فيما نحن نهمله ونلعنه؟!.ولماذا هم حافظوا على مقتنيات سلاطينهم ووضعوها بمتاحف فيما نحن نهبنا ودمرنا مقتنيات خلفائنا ورؤسائنا؟.
لماذا هم يتباهون بسلاطينهم العثمانيين فيما نحن نلعن معظم خلفائنا العباسيين؟
ولماذا هم يغلّبون فضائل سلاطينهم فيما نحن ننبش في قبائح خلفائنا،وننسب لمعظمهم ارتكاب الموبقات،مع ان الحضارة العباسية هي التي عرّفت العالم بفكر سقراط وآرسطو وأفلاطون،ونقلت الآداب السريانية والفارسية،وطورت الفيزياء
الفلكية والتقنية..والطب،وأسست اكبر جامعات عصرها..بيت الحكمة،فيما الحضارة العثمانية ليست بأصالة الحضارة العباسية أصلا؟!
فلماذا لا يوجد في بغداد من قصور خلفائنا الفخمة ومساجدهم الكبيرة،ولا توجد لملوكنا ورؤسائنا سوى تمثال الملك فيصل الأول،الذي جاء بطلب من الملك حسين،وتمثال لرأس أبي جعفر المنصور"وأظن انه رجم!"،فيما هم حافظوا على قصور سلاطينهم وجوامع كل واحد منها تحفة فنية،ومقتنيات لا تقدر بثمن؟.هل أن سلاطينهم كانوا عادلين وخلفائنا كانوا ظالمين،أم لأنهم غافرون ونحن لعّانون؟!
وأنت حين تكون بميدان هيبودروم بمنطقة سلطان أحمد ترى نصبا عموديا رباعيا بطول 32م يعود تاريخه لما قبل الميلاد،نقشت عليه رسوم راقصات ومسابقات الخيل..ولا ترى في بغداد نصبا من حضارات سومر وبابل وآشور..بل أننا سرقناها وبعناها بأبخس الأثمان؟!.
هل أننا شعب مجبول على سرقة تاريخه ونهب وطنه،أم أن كرهه للسلطة دفعه الى التجاوز على ملكية الوطن بدافع الشعور بالحيف؟.
وحين تكون بميدان (التقسيم)بوسط اسطنبول ترى نصبا تذكاريا بطول 12م يرمز الى تأسيس الجمهورية،وقريب منه متحف عسكري يعود الى عام 1595م يضم الأسلحة والألبسة الرسمية للضباط والدروع،فيما لا ترى في بغداد نصبا يخلّد مؤسس جمهورية العراق محاطا برموز للضباط الأحرار والجنود والشعب،وأننا دمرنا متاحفنا العسكرية ونهبنا ما فيها وصرنا بلا تاريخ مرئي؟
حتى سيارة الملك فيصل الثاني..سرقت واختفت،وحين عثر عليها استقرت بالمتحف الملكي للسيارات في عمان بالأردن!.
لاشيء يذكّرنا بخلفائنا..بملوكنا..برؤسائنا..بل لا معلم اسلامي بهي يذكّر الناس بأن بغداد كانت عاصمة الدولة الاسلامية مئات السنين،وأنها كانت حاضرة العلوم والفنون ؟
هل لأننا مجبولون على افناء الآخر وممتلئون حقدا على أن نمحو من التاريخ كلّ من نكرهه،أم ان سيكولوجيا من يستلم السلطة تدفعه الى ان يمحو من الوجود تاريخ من سبقه؟.
ان سلاطينهم ليسوا افضل من خلفائنا العباسيين.فمع انهم منحوا انفسهم لقب (خليفة المسلمين) وأن الاسلام يعد من يكنز الذهب والفضة بعذاب أليم..فان زمزمية السلطان وأبريقه..من ذهب..و"كاروك"ابنه من ذهب..وحقيبة الخاتون زوجته من ذهب مرصع بالجواهر..وأن في اثمان هذا الذهب الموجود الآن في متاحفهم حصة من الضرائب التي فرضها ولاتهم على العراقيين،وتفننوا في انواعها حتى سخر منها فقراء العراقيين وقالوا:لم يبق لهم سوى ان يفرضوا "ودي خصوة"يدفعها كل رجل لديه خصيتان!.
ومع ذلك فان سلاطينهم ورّثوا لتركيا مصدر ثروة دائم حيث يزور قصورهم ما يزيد على اربعة ملايين سائح سنويا يبلغ ثمن التذكرة الواحدة اربعين ليرة،فيما نحن لم نحرص حتى على بناية "المدرسة المستنصرية"التي كان يقصدها الدارسون من انحاء العالم.
ليست المشكلة في ان بغداد تعرضت لغزو اجنبي وتدمير مغولي،فاسطنبول حاصرها العرب اربع مرات واستولى عليها الفرس ودمرتها اربع حملات صليبية،بل لأننا نتاج ثقافات التدمير والافناء ومحو الآخر من الوجود والتاريخ.والكارثة أن هذه النزعات تتحكم بنا في الزمن الديمقراطي ايضا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!
- ثقافة نفسية(61):الأيمو ..ومسؤولية الأسرة العراقية
- القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي