أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد فخري حسن - قراءة في كتاب كوبا الحلم الغامض















المزيد.....

قراءة في كتاب كوبا الحلم الغامض


محمد فخري حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 10:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



للأكاديمي والمفكر العراقي/ العربي وداعية حقوق الإنسان المعروف عبد الحسين شعبان صدر كتاب كوبا الحلم الغاض عن دار الفارابي في بيروت والذي تناول فيه التجربة الكوبية من وجهة نظر نقدية فاحصة بعين عربي /ماركسي مثقف خبر التجربة من بعيد وعايشها من قريب من خلال رحلته إلى كوبا وسياحته في الأماكن التي انطلقت منها الثورة من جبال سيرا مايسترا وثكنة المونوكادا وغيرها بعد أن وصلها الثوار على القارب الشهير غرانما من الأرض المكسيكية والذي أبحر باتجاه كوبا وكان على متنه (82) ثائرا لم يصل منه إلى كوبا سوى (28) ثائرا .
يالله ماأجمل هذه الأرض ........ يفتتح شعبان مقدمة كتابه بهذه المقولة للبحار المعروف كريستوفر كولومبس ليشير إلى عظمة وجمال الجزيرة التي وطئتها أقدامه هو والبحارة الذين معه .
لايخفي الكاتب قلقه على التجربة الكوبية ومستقبلها وهو ماذهب إليه من خلال قرأة ماكتبه كريم مروة في صحيفة النهار البيروتية عن كوبا بسلسة مقالات حملت عنوان ( يوميات مثقف عربي في جزيرة الحرية كوبا ) وهو مادفعه إلى كتابة عدد من المقالات عن كوبا بلغت 24مقال حتى توقف عندها ليشرع في كتابه المشار إليه .
يبدأ الكتاب بقصيدة للشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش بعنوان كوبا يقول فيها :
أنا لم المس قصب السكر
والأرض الخضراء
لم اركب قارب صيد في البحر الكاريبي
لم اضرب قطرة ماء

يسلط السيد عبد الحسين شعبان الضوء على المساهمات العديدة لبطل الثورة الكوبية الأرجنتيني ارنست تشي جيفارا في الثورة من خلال الجوانب الفكرية والسياسية والقتالية حيث افرد لذلك مايقارب المائة صفحة من كتابه حيث يشير إلى اجتهاداته النظرية بخصوص الماركسية وخلافه مع السوفيت في ذلك بل والحزب الشيوعي ومنها قانون القيمة الذي يقول جيفارا بخصوصه ( إن قانون القيمة من مخلفات التشكيلة الرأسمالية حيث يتم العمل به في السوق الحرة وذلك سيكون نقيضا للتحول الاشتراكي الذي سيكون نقيض الأسواق الحرة وبالتالي إبطال مفعول قانون القيمة ولكنه يستدرك إن بالإمكان تطبيقه على نحو مؤقت في المرحلة الانتقالية على أن تتجه الخطة لتطويقه لاحقا في حين ان السوفيت ضلوا حتى سنوات الستينات يعتقدون ان قانون القيمة يقوم بمهمة ضبط الإنتاج وان السلع ستكون خاضعة له حتى تتحقق المرحلة الشيوعية ) .
وفي مجال أطروحة التطور اللاراسمالي والتي ساد موديلها في الستينيات من القرن المنصرم بقيادة خروشوف ومنظرها سوسلوف والتي نسبت إلى لينين التي قيل انه تحدث عنها وأوردها الدليل الاقتصادي السوفيتي كأطروحة جاهزة مفادها من الممكن في ظروف تاريخية معينة لبلد متخلف وتحت قيادة الطبقة العاملة او الثوريين الديمقراطيين ان يتم التطوروالتحول الاشتراكي اقتصاديا واجتماعيا عبر طريق التطور اللاراسمالي من دون المرور بالمرحلة الرأسمالية حيث تفتح الثورة الديمقراطية البرجوازية الطريق للثورة الاشتراكية ) حيث شكك جيفارا بفكره الثاقب في هذه الأطروحة وأبدى علامات استفهام عديدة بشأنها لاسيما ( التطور اللاراسمالي ) فأما إن يكون التطور رأسماليا أو اشتراكيا وبذلك حاول تخطئة السوفيت بالقول إن نظريتهم تفشل لتجاوزهم ماركس بالاستناد إلى لينين بطريقة انتقالية مخلة لاسيما بعد العام 1920 وما بعدها .
هذا جانب من خلافه الفكري مع السوفيت
أما في المجال الثوري فقد كان يؤمن بالثورة الدائمة والتي يجب إن يشعلها الثوريون في كل مكان وجد فيه الظلم والاستغلال فكان له جولات مع الثوار في الكونغو في أفريقيا وفي الجزائر بعد الثورة وفي مصر الناصرية وعلاقات ثورية مع المناضل العربي المغربي ومؤسس حزب الاستقلال المهدي بن بركة وهي علاقات نابعة من نظرة استراتيجيه لمكانة الوطن العربي في الثورة العالمية والدور الذي يمكن أن يلعبه العرب في الثورة العالمية والتي ذهب الأستاذ شعبان في كتابه إلى إيرادها بشيء من التفصيل خصوصا علاقته مع الزعيمين العربيين احمد بن بلا وجمال عبد الناصر والذي وافق الأول على أن تكون الجزائر قاعدة للثورة في أفريقيا وقدم فيلا ( موزيني ) في مرتفعات العاصمة الجزائر مركزا للقيادة الثورية وهي تحمل قيمة رمزية حيث كانت احد مراكز التعذيب الرهيبة للثوار الجزائريين زمن الاستعمار الفرنسي .
وفي مجال العلاقة مع عبد الناصر يورد الأستاذ عبد الحسين شعبان على لسان الأستاذ محمد حسنين هيكل إن عبد الناصر كان معجبا بجيفارا وارتبط معه بعلاقة حميمة .
أما العلاقة مع الثائر العربي المهدي بن بركة فكانت لاتقل عن بن بيلا وعبد الناصر فقد اتفقا على عقد مؤتمر القارات الثلاثة في كوبا وهو ما كان يعني الشيء الكثير في تلك الظروف الدولية .
ومن المفارقة التي يوردها الأستاذ شعبان إن جيفارا طور خطابه الثوري والذي عرف لاحقا بالنهج الغيفاري من خلال خطبه الثلاث التي ألقاها كلها في الوطن العربي في القاهرة والجزائر تحديدا وبالغتين ( الفرنسية والاسبانية ) وهذه الخطابات هي ( أميركا من على الشرفة الإفريقية والآسيوية .... و الاشتراكية والإنسان في كوبا ....و خطاب الجزائر ..) والذي اغضب السوفيت وجعلهم يقدمون احتجاجا رسميا لكوبا في ظرف كانت كوبا بأمس الحاجة للمعونات السوفيتية .
ولا يفوت المؤلف ذكر ثلاث حوادث متقاربة أدت إلى انحسار الحلم الجيفاري أو بداية النهاية له وهي الانقلاب الذي جرى ضد الرئيس احمد بن بلا بقيادة هواري بومدين واختفاء المهدي بن بركة في فرنسا واختفاء جيفارا في الكونغو .
وفي النهاية يورد المؤلف النهاية التراجيدية لحياة جيفارا في بوليفيا عندما ذهب هناك لإشعال الثورة وكيف تمكنت مجموعة من المخابرات الأميركية تم تدريبها في بنما لمدة )40) اسبوعا على مقاومة حرب العصابات حيث تمكنت من محاصرة جيفارا وقتله بعد تعذيبه بصورة وحشية وما ذكره مؤخرا العميل السابق للمخابرات الأميركية ريجيس عن تقطيع يدي جيفارا بعد مقتله .
ولا يفوت الكاتب في دراسته النقدية للتجربة الكوبية التأكيد على جسامة الأخطاء التي ارتكبتها منها استعداء البرجوازية الوطنية من خلال التأميم العشوائي للصناعات المحلية في وقت كانت الثورة بأمس الحاجة إلى حلفاء في الداخل لتقوية الجبهة الداخلية لمنع الأعداء من التسلل بينما أشاد بتأميمها للاستثمارات الخارجية المرتبطة بالرأسمال الاستعماري .
فضلا عن كبتها للحريات وحقوق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومعتقداته السياسية والدينية والتي فاقمها الوضع الاقتصادي المتردي بسبب الحصار الذي استمر منذ أكثر من خمسين عاما . .
ويعرج الكاتب كذلك على موقف فيديل كاسترو من الدين وحواره الذي أجراه معه القس الدومنيكاني فراي بيتوا عام 1984والذي اعتبر تطورا كبيرا في موقف الثورة الكوبية والماركسية من الأديان وان ما يقرب بينهما أكثر مما يباعد والتي استمرت لمدة (23) ساعة كانت في غاية الصراحة والوضوح من قبل الطرفين من دون أي مجاملة أو تهاون والصراحة الشديدة في الأسئلة وكذلك الأجوبة عليها ...... وقد كانت تلك المساهمة غنية جدا فاقت في براعتها النظرية تجارب أخرى للماركسية في العالم مثل التجارب العربية .
وفي استذكاره لمواقف كوبا من الثورة الفلسطينية يذكر الكاتب إن لكوبا مواقف مناصرة لقضية الشعب الفلسطيني والتي كان أبرزها ان السفير الكوبي في بيروت(خستو) كان يداوم يوميا في مقر قيادة المقاومة العربية ( الفلسطينية واللبنانية) أثناء العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982 وتمتعت كوبا بعلاقات متميزة مع قادة الثورة الفلسطينية مثل جورج حبش ونايف حواتمة الذي زار كوبا أيضا وكذلك أبو عمار الذي كانت له علاقات عمل مع بعض الشركات المالكه لناقلات النفط حيث تمكن من توجيه بعضها نحو السواحل الكوبيه و الذي لاينسى له الكوبيون موقفه في إمدادهم بالنفط بعد توقف الدعم السوفيتي والذي يقول الأستاذ شعبان إن الكوبيون لاينسون ذلك له أبدا ؟؟!!.
ويذكر شعبان إن الرئيس الكوبي تمتع بعلاقات قوية مع الرئيس العراقي الرحل صدام حسين وان أصابها التصدع النسبي بعد دخول الجيش العراقي للكويت عام 1990 ومطالبة كاسترو الرئيس صدام حسين بالانسحاب من خلال رسالتين بعثها إليه بهذا الخصوص رغم استمرار كوبا بالتصويت ضد القرارات التي صدرت بفرض العقوبات وغيرها على العراق . .
واستنادا إلى خلفيته الماركسية وكما يبدو لي بتأثيرات عاطفية يقارن شعبان بين التجربة العربية الماركسية الوحيدة في الحكم اعني تجربة ( جنوب اليمن ) قبل الوحدة وبين التجربة الكوبية وكيف إن الأولى انتهت إلى الفشل وطلب الوحدة بأي ثمن ويعلل السبب بالخلافات بين القادة والتأثيرات العربية والإسلامية كانتماء حضاري ومكاني مما أصبح عبئا على التجربة وأدى إلى إضعافها وإنهائها بعكس التجربة الكوبية التي انتهت إلى وفاق مع الدين وان بصورة وشكل نسبي .
وفي نهاية الكتاب يحذر الكاتب بان على كوبا إن تخرج منتصرة من الحرب السابعة كما اسماها وهي معركة الديمقراطية والحداثة والتي بخلافها قد تجهض الثورة .
إن كتاب الدكتور عبد الحسين شعبان عن التجربة الكوبية كتاب جدير بالقرأة والتمعن لغنى محتواه وما يثيره من أسئلة ويطرحه من إجابات عن التجربة الكوبية فضلا عن انه كتاب لاغنى عنه لكل المناضلين والاشتراكيين على مختلف اتجاهاتهم الذين يبحثون عن المزيد من الاطلاع على التجارب الثورية في بقاع العالم المختلفة ومنها التجربة الكوبية التي تستحق الاحترام من الأعداء قبل الأصدقاء .


اسم الكتاب : كوبا الحلم الغامض
اسم المؤلف : عبد الحسين شعبان :
عدد الصفحات :231من القطع الكبير
سنة الطبع 2011ط1
الناشر : دار الفارابي – بيروت .



محمد فخري حسن
العراق /ديالى /بهرز
31/7/2012



#محمد_فخري_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي عامل قرأ في كتاب تمرحل التاريخ


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد فخري حسن - قراءة في كتاب كوبا الحلم الغامض