أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 04:01
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


هناك نقاش حول النظر إلى عورة الرجل والمرأة. فالشريعة الإسلاميّة تتشدّد في هذا الموضوع. فقد روي أبو داوود حديثاً بأن النبي سئل: «عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فأجاب النبي: «إحفظ عورتك إلاّ من زوجتك أو ما ملكت يمينك». ثم سئل: «إذا كان القوم بعضهم في بعض؟» فأجاب: «إن إستطعت ألاّ يرينها أحد فلا يرينها». فسئل: «إذا كان أحدنا خالياً؟» فأجاب: «الله أحق أن يستحي منه من الناس».

ولكن سُمح بالنظر إلى العورة بموجب القاعدة الشرعيّة التي تقضي أن الضروريات تبيح المحظورات، والقاعدة التي تقتضي بارتكاب أهون الضررين إتّقاءاً لأشدّهما. فسمح النظر للعلاج ولأداء الشهادة بالقدر الذي تدعو إليه الحاجة. ومن القواعد الشرعيّة أن نظر الجنس إلى الجنس نفسه أخف. ولهذا كان الأصل أن تعالج المرأة المرأة. ومع هذا فقد نص الفقهاء على جواز الإستثناء، وهو معالجة الرجل للمرأة وذلك حيث لم يوجد أحد من بنات جنسها.

ونجد تطبيقاً لتحريم النظر إلى العورة واستثناءاتها ضمن عمليّة الختان. فالأصل الذي ذكره الفقهاء بالنسبة للختان أن يختن الرجل نفسه إن كان يحسن ذلك ولا يخشى عليه التلف. فإن كان لا يحسن الختان ختنه رجل مثله والأنثى تخفضها أنثى مثلها. أمّا إذا تم الختان في الصغر والطفل لم يبلغ السابعة، فلا حرمة في النظر إلى عورته.

يذكر الباجي قولاً لمالك: «والنساء يخفضن الجواري».

ويقول النزوي: «ولمن أسلم أن يظهر فرجه لرجل أن يختنه، للرجل ذلك، لأنه ضرورة، إلاّ أنه يستر فرجه إلاّ موضع الختان».

ويقول النووي عن ختان الخنثى: إن كان الخنثى صغيراً ختنه الرجال والنساء. أمّا إذا قلنا إن ختان الصغير غير واجب، فيجب أن يختن نفسه عندما يكون كبيراً إذا هو يحسن الختان. وإلاّ إشترى له جارية تختنه فإن كان لا توجد جارية تحسن ذلك ختنه الرجال والنساء للضرورة كالتطبّب.

ويقول المحقّق الحلي (توفّى عام 1277) إن الختان «مستحب يوم السابع ولو أخّر جاز. ولو بلغ ولم يختن، وجب أن يختن نفسه».

ويقول إبن جزي: «يختن الرجال الصبيان ويخفض النساء الجواري لأن الرجل ليس له الإطّلاع على ذلك من النساء».

ويقول البهوتي إنه يجوز للمرء «أن يختن نفسه إن قوي عليه وأحسنه لأنه قد روي أن إبراهيم ختن نفسه».

وتقول الفتاوى الهنديّة (كتبت بين 1664-1672): «قيل في ختان الكبير إذا أمكن أن يختن نفسه فعل وإلاّ لم يفعل، إلاّ أن يمكنه أن يتزوّج أو يشتري ختّانة فتختنه».

ويقول العدوي (توفّى عام 1775) «إن البالغ يُؤمر بختن نفسه لحرمة نظر عورة الكبير [...] وكذا الخنثى يؤمر بختن نفسه».

ويقول الصاوي: «لا يجوز للبالغ أن يكشف عورته لغيره لأجل الختان، بل إن لم يمكنه الفعل بنفسه سقطت السُنّة، وسقوطها عن الأنثى أولى بذلك».

وقد طرح أيضاً موضوع شرعيّة إجراء الختان من قِبَل شخص غير مسلم. فهناك سؤال وجّه إلى الإمام حسن بن علي يقول:
«إنه روي عن الصادقين عليهم السلام أن أختنوا أولادكم يوم السابع يطهّروا، فإن الأرض تضج إلى الله عز وجل من بول الأغلف، وليس جعلني الله فداك لحجّامي بلدنا حذق بذلك، ولا يختنونه يوم السابع، وعندنا حجّامو اليهود فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا إن شاء الله؟» فوقع عليه السلام: «السُنّة يوم السابع، فلا تخالفوا السُنَن إن شاء الله». ونلاحظ هنا أنه لم يرد على السؤال بصورة مباشرة. وهذا يعني أن لا مانع من ختان المسلم على يد غير مسلم. وهذا يبيّن أنه ليس للخاتن في الشريعة الإسلاميّة الأهمّية الدينيّة التي نجدها في الشريعة اليهوديّة.

وفي أيّامنا كثيراً ما تتم عمليّات ختان الذكور المسلمين في المستشفيات، دون إعتبار لديانة الطبيب. كما أن بعض المسلمين يجرون ختان أطفالهم عند موهيلين يهود، كما هو الحال في فرنسا. وقد ذكر أحد الباحثين أن البدو في النقب (فلسطين) تحاوروا حول من سيقوم بعمليّة الختان: يهودي يمني من مستعمرة يهوديّة، أو درزي من دالية الكرمل قرب حيفا، أو طبيب يهودي من بير سبع. وقد وقع إختيارهم على هذا الأخير. ولم يكن أي مسلم بين الخيارات المطروحة. ولكن هذا لا يمنع من أن يعطي الخاتن لعمله معنى دينيّاً. فخاتن مسلم من تونس يعمل في فرنسا يقول إنه رأى في المنام شخص يعرفه يأمره ثلاث مرّات: «طهّار، طهّار، طهّار». فقام بختان أولاده ثم أصبح يختن أولاد المسلمين في فرنسا، دون مقابل مالي. وللخاتن إكرام خاص في أعين بعض المسلمين كما هو الأمر عند اليهود. حتّى أن مؤلّفا مسلماً حديثاً ذكر في بداية كتابه حول الختان: «هذا الكتاب مهدى إلى جرّاحين النور: الخاتنين». ونلاحظ أن الذين يجرون ختان الإناث بدأت صورتهم تتشوّه. فكثيراً ما يتّهمون بالجشع المالي.

وهناك في أيّامنا من يتشدّد في أن يكون الخاتن طبيب مسلم. يقول المرصفي إن ختان الإناث يسند إلى طبيبات مسلمات، وختان الذكور إلى أطبّاء مسلمين حتّى يقوموا بهذه العمليّة حسب الشرع. والطبيب المسلم هو الذي يقرّر ما إذا كان الكبير يحتمل الختان أم لا.

ويقول السكّري:
«يجب أن يكلّف الطبيب المسلم الحاذق بعمليّة الختان، ليتم تنفيذ التعاليم الشرعيّة لهذه الشعيرة على النحو الذي ورد في تشريعه. وهكذا ينبغي أن يكون في كل ختان بعيداً عن الجهلة ممّن ليست لهم دراية ولا خبرة علميّة أو عمليّة بهذا الموضوع، وبذلك يأمن الناس على أولادهم وينفّذون تعاليم إسلامهم في طمأنينة وهدوء».
ويضيف بخصوص ختان الأنثى أنه يجب أن يقوم بإجراء هذه العمليّة طبيب أو طبيبة يشترط في كل منهما:
أ) الإسلام وظاهريّة الصلاح، ولا يكفي الإسلام وحده بل لا بد أن يكون الطبيب متديّناً.
ب) أن يكونا متخصّصين في الجراحة الطبّية وأصولها المبنيّة على العلم.
ج) أن يكونا عالمين فاهمين لتعاليم رسول الله (ص) في هذا الشأن.
د) أن يستخدما أحسن الوسائل الطبّية في ذلك لتخفيف الألم.

ورغم تشديد المؤلّفين المسلمين المعاصرين في أن يكون خاتن الذكور والإناث من بين الأطبّاء، إلاّ أن الواقع يثبت أن عدداً كبيراً من هذه العمليّات كان وما زال يجريها القابلة أو الداية أو الغجريّة أو حلاّق الصحّة.

ونشير أخيراً هنا إلى أن وزير الصحّة والسكّان المصري أصدر بتاريخ 8/7/1996 القرار رقم 261 لسنة 1996 الذي يقول:
«يحظر إجراء عمليّات الختان للإناث سواء بالمستشفيات أو العيادات العامّة أو الخاصّة، ولا يسمح بإجرائها إلاّ في الحالات المرضيّة فقط والتي يقرّها رئيس قسم أمراض النساء والولادة بالمستشفى وبناء على إقتراح الطبيب المعالج».

هذا القرار لا يمس ختان الذكور. ورغم هذا القرار، ما زال الأطبّاء وغير الأطبّاء يجرون ختان الإناث في مصر. وتنشر الصحف المصريّة من وقت إلى آخر المصائب التي تنتج عنه. ولنا عودة إلى هذا القرار والجدل الذي دار حوله ونتائجه الفعليّة في الجزء القادم.

----------------------
سوف استمر في مقالي القادم في عرضي للختان عند المسلمين
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (39): من يُختن في الاسلام؟
- مسلسل جريمة الختان (38) : عواقب عدم الختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (37) : الفقهاء القدامى والختان
- مسلسل جريمة الختان (36): الختان في سنة السلف
- مسلسل جريمة الختان (35) : المشككون والرافضون للأحاديث
- مسلسل جريمة الختان (34) : احاديث متفرقة تحث على الختان
- مسلسل جريمة الختان (33) : المسلمون يتحججون بانجيل برنابا
- مبادرة الحق في سلامة الجسد
- مسلسل جريمة الختان (32) : ختان هاجر لتبرير ختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (31) : حديث خاتنة الجواري
- مسلسل جريمة الختان (30) : الختان وسنن الفطرة
- دعوة لزيارة مدونتي وموقعي
- مسلسل جريمة الختان (29) : الختان في السنة
- مسلسل جريمة الختان (28) : ختان الذكور والاناث مخالف للقرآن
- مسلسل جريمة الختان (27) : المسلمون يتحججون بأن الختان صبغة ا ...
- مسلسل جريمة الختان (26) : المسلمون يتحججون بختان ابراهيم
- مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن
- صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي
- مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة
- مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام