أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - السيد الرئيس..!!















المزيد.....

السيد الرئيس..!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


السيد الرئيس..!!


"الأمباتيا" ما هي؟ هل هي نفسها الأباتيا مثلا؟
الفلسفة عرفت الأباتيا، بأنها تعني فتور الشعور وتقود إلى نوع من الزهد في الحياة. فهل كانت الأباتيا هي الحالة التي أصابت الشعوب العربية مع رؤساء دولها، اعداء الأستعمار والصهيونية، حتى تواصل طغيانهم عشرات السنين؟
حتى ابن خلدون قال إن اختلاف نحل الناس في المعاش يقود إلى اختلاف أخلاقهم. فهل كان للإفقار واٌلإملاق صفة غالبة، فرضت أخلاق الخضوع والاستسلام للفساد والقمع والتخلف الاجتماعي والاقتصادي التي ميزت المجتمعات العربية في عهد الرؤساء المخلدون بن علي والقذافي ومبارك وبشار؟ ربما هي سياسة مدروسة مصدرها ذكاء الرؤساء العرب وفهمهم العبقري لابن خلدون وفلسفته الاجتماعية؟!
ولكن كيف سنعرف ذلك وهم يتساقطون مثل الذباب؟
أما الأمباتيا فظلت عالما مبهما أمامي لفترة طويلة قبل أن افهمها على أصولها، كما سأبين لكم لاحقا.
وكثيرا ما كنت أسأل نفسي: أين تقع الامباتيا في عالم الفكر، كيف تظهر ؟ كيف تتفاعل؟ وكيف يمكن فهم تفاعلها، أو عدم تفاعلها؟ هل تقع في حقل المعرفة ؟ في حقل المشاعر؟ ربما في حقل علم الأخلاق، إذا أبقى منه الحكام العرب شيئا لشعوبهم ؟ أو في حقل الطمأنينة النفسية بأوهام الحوريات المنتظرات؟.. حتى في حقل ردود الفعل كانت العرب شواذ عن قانون نيوتن الثالث الذي يقول: "لكل قوة فعل قوة رد فعل مساوي لها في المقدار و معاكس لها في الاتجاه". هل الخطأ في نظرية نيوتن ام في الفيزياء العربية ؟
أنها إشارة واضحة لخروج العرب من الفيزياء أيضا بعد أن أخرجتهم الانقلابات العسكرية "الوطنية الثورية الاشتراكية" من التاريخ؟ وهل كان للأمباتيا دورا في تفجير الانتفاضة العربية مثلا؟
وعموما هل لها علاقة بالثورات العربية أو بنفسيات الثوار؟
وهل لها تأثير على العلاقة بين القامع والمقموع؟
وهل هناك أمباتيا في الحياة العملية للإنسان،ضمن مجتمعه ، أو ضمن بيته، أو ضمن تشكيلة وعيه السياسي؟
وهل لها علاقة بالسلوك البشري؟ومبدأ وحدة النفسية والنشاط، كما يفسر السلوك فيلسوف "السلوكية" الأمريكي دكتور دافيد واطسون بناء على فكره المادي الميكانيكي، بقوله ان الأشكال المعقدة من النشاط النفسي، هي نتيجة ردود فعل بسيطة ؟
وربما أصيب العرب بالأتاراكسيا ، التي تعني طمأنينة النفس وعدم التأفف أو التذمر، بعد عقود من غياب الأمل بفجر جديد،واضطرارهم لتمجيد نفس المومياء الرئاسية خلال عدة أجيال يمتنعون قسرا ورعبا عن ردود الفعل البسيطة مهما تراكمت؟!
حتى لو اضطرتك دولتك الإشتراكية الوحدوية الثورية ،المعادية شرطا للاستعمار والصهيونية والرجعية، إلى البحث عن طعامك بأكوام القمامة؟ وبيع شرفك وشرف عائلتك لشيوخ نفطيين، من أجل القضية الكبرى: تحرير الوطن المحتل ، يجب ان تفهم انها الوطنية والتضحية وحذاري ان تتهاون بوطنيتهم او تشكك بنواياهم او بعدائهم للإستعمار والصهيونية، حتى لا تسحل بالشوارع ، أو تصبح عميلا متآمرا.
اعتبروا انفسكم برلمانيين عرب يستقبلون رئيسهم الضاحك المحبوب !!
هل تحرر الأوطان الا بجوع الشعب وإملاقه وحبس مفكريه ومناضليه بالزنازين ودفعه لبيع شرفه؟ ربما ما نشهدة تطوير لنظرية سياسية بعثية ؟!
مثلا يمكن القول أن الثورات العربية هي نتيجة ردود فعل بسيطة تراكمت حتى تحولت إلى نوعية أخرى من الرد لم يكن يتوقعها الأغبياء المرتاحون في كراسي رئاسة الدول العربية ، محاطين بجلاوزتهم وشبيحتهم وبثيناتهم ؟

حقا، جاءت ردود الفعل متأخرة، ولكن أن يكون الأمر متأخرا، أفضل من ألا يحدث إطلاقا!!
إذن كيف نفهم الامباتيا، ودورها في الأحداث العربية ؟
هل هي حالة نفسية؟
هل هي حالة معرفية؟
هل هي تمهيد لحالة ثورية؟
كيف نفسر في الفلسفة مثلا مفهوم المعرفة؟
هل هي ما يكتسبه الإنسان من التجربة والخطأ ؟
هل هي الجهد المبذول لكسب خبرة التجربة الإنسانية لدى آخرين؟
أم هي قواعد مبنية على قوة الملاحظة والاستنباط..؟ وهل التجارب والملاحظات تناسب الفلاسفة، أم هي مستنسخة من عالم كتاب القصة الحالمين ؟!
أين تقع الامباتيا في حقل المعرفة؟
بعد البحث المضني وجدت تفسيرا لم يوفر لي الإجابة الكاملة. وحسبه، الامباتيا هي الشعور بالعمق.. وقدرة التسرب لمشاعر الآخرين، واختراق تجاربهم ومعارفهم وأفكارهم وأحاسيسهم لدرجة الإحساس بما يطابق أحاسيسهم. بمعنى آخر أن تكون قادرا على وضع نفسك في حذاء الآخر.. أو حتى في كلسونه ، هنا سقط الرؤساء العرب!!
ولكن كيف يبرز ذلك في العلاقة بين المواطنين ورؤساء دولهم؟
في دراستي للفلسفة، وفيما بعد في قراءاتي المختلفة، لم أجد الكلمات التي أشرح بها بدقة هذا الاصطلاح.
ووقعت في إشكالية التشابه بين الأباتيا والأتاراكسيا والأمباتيا. هل مصدرهما واحد؟ وهل فتور الشعور والزهد بالحياة ، لها رابط ما بالقدرة على التسرب لمشاعر الآخرين وفهم أحاسيسهم ؟ وظلت حيرتي قائمة، حتى سمعت حكاية من امرأة روتها، بعد الانفجار العربي المبارك، وهي تشعر بالارتباك، قالت أنها وصلت لوضع ميئوس لم تعد الحياة تعنيها، الفتور والزهد بطيبات الحياة لم يعد يفارقها،رئيسها في البيت، زوجها في الوقت نفسه لم يعد يعني لها شيئا، معاشرته وخدمته هي آخر ما يهمها. لا شيء يثير اهتمامها بالحياة. والموت لم يعد يرهبها، تتمناه وتنتظره، لعله المنقذ من حياة الذل وغياب ما يستحق التمسك بها. لا فجر جديد يبشر بتغير الحال، الثرثرة عن تحرير الوطن قتلتنا، يردحون ضد الاستعمار، الذي لا نراه إلا في خطاباتهم، وهم أسوأ منه. في الفترة الاستعمارية كان واقعنا أفضل، بدل أن نتقدم بعد أن صرنا نظاما وطنيا ثوريا اشتراكيا وحدويا نتراجع ، نواصل السقوط في هوة لم نصل قعرها بعد.. بدل أن نحرر ارض الوطن التي أشبعونا غناء ومراجل ضد محتليها، نزداد ثرثرة وفقدانا لرغبتنا في الحياة. لمن سنحررها؟ لشيوخ نفط نبيعهم شرفنا من أجل سد رمقنا؟ لنظام يسرق ثروتنا ويبيعنا أناشيد وخطابات وابتسامات تلفزيونية؟ ماذا تركوا لنا لنتمسك به؟ وواصلت حديثها الحزين،. قالت:
- حتى حياتي الخاصة أضحت لوحة مصغرة من حياتي العامة. لم يعد ما يعنيني، فأنا متزوجة منذ أربعة عقود.. بعمر سيطرة رؤساء الفساد، أي منذ إطلالة نظمنا الثورية، لم أعد أشعر برغبة في الاقتراب من زوجي.. رغم إلحاحه الدائم... اتهمني أني باردة جنسيا، وعربد وهدد بالضرب.. ربما يريد أن يصير زوجا وشبيحا أسوة بسائر الرؤساء، يظن نفسه قائدا لمجلس الثورة في البيت، ومن كثرة عصبيته وإلحاحه ذهبت للعلاج لدى طبيبة مختصة. سألتني :


- ما مشكلتك بالضبط ؟
- ربما برودة جنسية.. او ملل من حياة الخضوع، لا أشعر بجاذبية نحو زوجي ولا برغبة في معاشرته، أو الاستجابة لطلباته حتى البسيطة.. أراه عالة علي وعلى بيتي لدرجة لم يعد يهمني أمره، ولا اشتاق لمعاشرته أو خدمته، ولم أعد أحتمل وجوده ولا سماع ثرثرته.
- احضريه معك في المرة القادمة، وسأجري الفحوص المناسبة وبعدها نرى ما العمل.
وواصلت السيدة الحديث :
- بعد أسبوع عدت مع زوجي إلى عيادة الطبيبة. قالت له الطبيبة انه من أجل علاج برودة زوجته الجنسية، وصدها له وابتعادها المتواصل عنه.. وعدم تلبية أوامره وطلباته، عليها أن تفحصه أولا...
وأضافت:
- رجاء اقلع ملابسك أيها السيد.. لا حاجة للارتباك.. أنا طبيبة ورأيت آلاف مما تظنه مميز رجولتك .. تأكد يا سيدي، رغم انك رئيس بيت، أو حتى لو صرت رئيسا لجمهورية عربية، فلا فرق، لن تزداد رجولة أو سحرا. هل تعرف، عندما كنت صغيرة استغربت أني لا أملك ما يملكه أخي ويفخر به. شكوت لوالدتي، فماذا قالت لي والدتي ؟ قالت أني بما املكه استطيع عندما أكبر أن املك وأسيطر على آلاف مثل الذي عند أخي .. لذا لا ترتبك، وليكن واضحا لك ولمعشر الرجال، وبينهم الرؤساء العرب إذا ظل من يوهمهم برجولتهم، أنكم لستم الأفضل بهذا الشيء الذي تفخرون به...الرب منحكم هدية التبول وقوفا، ولكنه منحنا القدرة على الوصول للمتعة الجنسية مرات متكررة ... فما هو الأفضل حسب رأيك؟ لنفترض أن أذنك تحكك بشدة ، ما العمل؟ ستدخل أصبعك وتحكها. بعد ذلك تخرج أصبعك. قل لي من يشعر بالمتعة أكثر ؟ أصبعك أم أذنك؟
وواصلت المرأة حكايتها:
- وبدون خيار، قلع زوجي ملابسه.. وبان عاريا كما ولدته أمه.. رغم اشمئزازي من منظره، خجلت عنه .. ولكننا في عيادة للعلاج.
قالت الطبيبة:
- الآن در حول نفسك دورة كاملة.. مرة أخرى.. سر خطوة للأمام .. ارجع خطوتين إلى الخلف.. تقدم كأنك رئيس عربي يستعد لإلقاء خطابه البرلماني. حسنا. الآن استلق على السرير من فضلك .. لا تخبئ عورتك .. لا تخجل .. لا فرق بينها وبين عورة رؤساء الجمهوريات البارزة عوراتهم من وجوههم. لست ساحرا للنساء لتخاف علينا من رجولتك ..استلق .. حسنا .. يداك على الجنبين .. الآن أرى.. قم يا سيدي وارتد ملابسك وانتظر زوجتك في الخارج.
وقامت تسجل ملاحظات في دفترها.
خرج زوجي وبقيت لوحدي مع الطبيبة. قالت:
- يا سيدتي آنت لا تعانين من برودة جنسية أو من حالة نفسية تجعلك ترفضين النوم معه أو استمرار سيطرته على البيت .. أنا أيضا لم أشعر بجاذبية نحو زوجك، وما كنت لأبقيه رئيسا علي دقيقة واحدة !!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس
- -خطى- لبنى دانيال في الطريق الصحيح
- جابر عُد للبيت
- قليلات العقل وكاملو العقل..
- الحداثة: ثقافة تحرير ارادة الانسان
- رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ... - تعقيب على مقال اساف اديب ...
- سعيد نفاع يقيم مأتما في الجنة
- كتاب تاريخ الناصرة – مسيرة عبر العصور
- دعما لرفض مئات الشباب الدروز للخدمة العسكرية
- ظواهر مقلقة في ثقافتنا


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - السيد الرئيس..!!