أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الشاعر - كيف نشأت القصة القصيرة














المزيد.....

كيف نشأت القصة القصيرة


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


الأصل في كتابة القصة هي الرواية الطويلة وليست القصة القصيرة، فكيف تم اكتشاف القصة القصيرة؟
لقد اكتشفت القصة القصيرة مصادفة كأي شيء في الكون نكتشفه عن طريق المصادفة، وذلك من خلال اختصار الراويات الطويلة، حيث يقوم أديب آخر، أو الأديب نفسه صاحب الرواية الطويلة، بكتابة روايته الطويلة بشكل مختصر ومختزل، ويحذف الكثير من العبارات والتعبيرات ويقتصر على المفاصل الرئيسة والعبارات المضيئة في الرواية، مع حذف كل الجمل الشارحة، أو التي كتبت لسد الفجوات فقط..
فلما قرأ الناس هذا المختصرات أعجبت الكثيرين، كما أعجبت بعض هواة الأدب فأصبحوا يقلدون هذه المختصرات، ويحذون حذوها في الأسلوب والتكثيف وبذلك نشأت القصة القصيرة، وهي تشبه إلى حد كبير من يستمع إلى أحد المقرئين للقرآن، أو أحد المطربين المفضلين من خلال "كاسيت"، يسير بأسرع من سرعته الحقيقية في جهاز التسجيل ، فيبدو الصوت أجمل أحيانا ويستسيغه بعض الناس، فيبدأون في تقليده وترسم خطاه وفق هذه السرعة الزائدة على الأصل.

ثم بعد ذلك بدأت القصة القصيرة تتمايز أكثر فأكثر، وبدأت تتضح معالمها وتوضع لها القواعد والضوابط والحدود، فنشأت أربعة أنواع رئيسية من القصة القصيرة هي: القصة التقليدية المسماة القصة القوس، Arc story التي تكون ذروتها في منتصفها ثم يقودنا المؤلف إلى الحل بالتدريج حتى النهاية. أو القصة المكونة من عدد من الذروات كسلسلة جبلية. أو قصة التجلي، Epiphany كما يسميها جيمس جويس، وهي التي تتبلور فيها الفكرة وتتضح في الصفحة أو الأسطر الأخيرة من القصة. والنوع الرابع القصة الحداثية التي تكون الفكرة مسيطرة من البداية للنهاية مفتوحة غالبا، دون ذروة أو تجل، ويطلق عليها flat story.

وهذه الأنواع الأربعة لابد أن تختزل في داخلها جوهر الدراما والخبرة الإنسانية عامة، فهي تركز على لحظة أو يوم، أو سنة، أو حياة كاملة.. تقدم من خلالها المواقف المتوترة أو الساخرة، المرحة أو المأساوية، البديهية أو المعقدة.. وكاتبها عن طريق التكثيف الدرامي والصدق الفني، والجدية والسخرية، يمكنه في زمن وجيز أن يثير القارئ ويمتع المتلقي.

وما يهم كاتب القصة حسب رأي تشيخوف "هل تشده القصة وتصدمه وتمتعه؟ وهل تبعث فيه شعورا بأنه خاض تجربة أكثر عمقا من تجاربه الخاصة؟"
فلا شيء يحدث في حياة الكاتب إلا ويمكن استخدامه في قصة، بل لا أحد من صديق أو عدو أو غريب يرد على وعي الكاتب إلا ويستحق الملاحظة والتفكير.. وهذه هي نقطة البداية، كما يقول الروائي"سومرست موم".
إن عين الكاتب ترى كل شيء بحالة اندهاش وتساؤل دائم، فليس من الضروري أن يبحث الكاتب عن موضوعه؛ فهو كالطفل، دائما في حالة من الحساسية سريعة التأثر بأي شيء. فأي شيء قد يجذب الكاتب ويمسك بخياله ويثير فيض سرده: عبارة سمعها صدفة، صدى حادثة وقعت في شارع، ذكرى ألحت عليه فجأة، رد فعل لحادثة وقعت.. الخ.
وسأضرب مثلا على أمثال هذه الحوادث من تجربتي الخاصة، فمثلا في هذا اليوم حدث معي هذا الموقف الصغير فنسجت من خلاله هذه القصة:

"أجلس على عتبة البيت؛ الهواء يهب منعشا يبعث النشاط في الجسم، أجلس على الكرسي الخشبي وأقرأ بتركيز.. أتعب من الجلوس على الكرسي وأحسس بسخونة الكرسي، أجلس على الأرض، على التراب الأصفر الناعم، أشعر بالراحة عند أول الجلوس، أبدأ في القراءة والتركيز، لكن ظهور نملة كبيرة من تحت المفرش الذي أجلس عليه أفسد هدوئي، تناولت فردة الشبشب الموضوع على شمالي، أهويت به على النملة بضربة شلت حركتها.
عدت للقراءة من جديد، وبعد سطرين أو ثلاثة ألقيت نظرة على النملة فبدأت تتحرك وتجر بصعوبة بالغة رجلها المكسورة المعلقة وراءها، فبدت كجندي جريح أصيب في معركة، ثم أصبح يقاوم الألم الرهيب ليصل ثكنته العسكرية، فشعرت بالندم.
بدأ عذاب الضمير يفسد علي هذه الجلسة المريحة والهواء المنعش الطري، وقبل أن أترك للندم وعذاب الضمير فرصة للتسلل إلى نفسي والاستحواذ علي مشاعري، أمسك بفردة الشبشب مرة أخرى، وأهوي به على النملة الجريحة حتى لم تعد تتحرك أو تجر رجلها المكسورة، فلما خمدت أنفاسها أهلت عليها التراب وعدت للقراءة من جديد.."

فهذه التجارب التي توقعناها وحدثت لنا أو أمام أعيننا، وتلك التي تبرق أمام خيالنا بغير توقع في حياتنا اليومية.. يمكن استخدامها في نسيج قصصي جميل، مهما كانت تجارب تافهة تمر على الكثير دون إثارة للانتباه..



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفجار (قصة قصيرة)
- إسقاط الشخصية على الآيات القرآنية
- فيلم (ما تيجي نرقص)
- مفهوم الشعر والسحر
- عصر الردة الطبية
- العمر الزمني والعمر البيولوجي
- قراءة في قصص الكاتبة حوا سكاس
- هل يترقى الإنسان روحيا مع الزمن؟
- في الأزهر
- ما كان خلف الطريق (نقد)
- الوراثة والاكتساب
- المرأة المصرية
- رشة عطر وقصص أخرى (نقد)
- انتهى عصر المعجزات
- الخرافة في الأديان
- يأجوج ومأجوج
- الإسراء والمعراج إشارات علمية ونبوءات مستقبلية
- ساعة بيولوجية تدق للصلاة
- الإنسان وحرية الإرادة
- مفهوم -اللوح المحفوظ- في ضوء العلم الحديث


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الشاعر - كيف نشأت القصة القصيرة