أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -الثقب الأسود- في تفسير آخر!















المزيد.....

-الثقب الأسود- في تفسير آخر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 14:45
المحور: الطب , والعلوم
    



ليس من نظرية (أو مفهوم) أَفْسَد، ويُفْسِد، "عِلْمية" نظريتيِّ "الانفجار الكبير (Big Bang)" و"الثقب الأسود (Black Hole)"، ويَرْفَع فيهما منسوب "المثالية" و"الميتافيزيقيا"، أكثر من نظرية "النقطة المُفْرَدَة الفَريدة (Singularity)"، التي منها انبثق الكون، بقوَّة "الانفجار الكبير"، أو التي تَكْمُن في قَلْب "الثقب الأسود"، مهما كان حجمه، أيْ مهما كان طول "نصف قطره".
وما يزيد الطِّين بلَّة أنَّ هذه النظرية ("النقطة المُفْرَدَة") لا مُسوِّع، أو مُبرِّر، لها في الفيزياء، وقوانينها، ولا في سائر علوم الكون؛ فأين هو "القانون الفيزيائي" الذي يسمح لنا بافتراض أنَّ "انهيار المادة (ومهما كانت كتلتها) على نفسها (ومهما كان سبب الانهيار)" يمكن أنْ يستمر، وصولاً إلى "نقطة عديمة الحجم، مُطْلَقَة (لا نهائية) الكثافة"؛ ولعلَّ هذا هو ما يَدْعو القائلين بتلك "النقطة" إلى افتراضٍ آخر هو أنَّ قوانين الفيزياء جميعاً "تنهار" هي أيضاً مع هذا "الانهيار (للمادة على نفسها)"، ويغدو أمْراً مستحيلاً، من ثمَّ، فَهْم وتفسير وتعليل "النقطة نفسها"، مع كل ما تَشْتَمِل عليه، وتتضمنه، من طريق قوانين الفيزياء؛ وكأنَّ "النقطة" تنتمي إلى عالَم "ما وراء الطبيعة"، الذي لا يُدْرِكه عَقْل أو عِلْم، أو هي "البِنْت الفيزيائية" التي "أُمها الفلسفية" هي مقولة "الشيء في ذاته (Ting in itself)" للفيلسوف كانط!
أوَّلاً، دَعُونا نجتهد في إجابة السؤال الآتي: "هل من وجود لجسم (في الكون) سرعة الإفلات من سطحه (أيْ من الجاذبية عند سطحه) تَعْدِل (أو تَفُوق) سرعة الضوء (300 ألف كم/ث تقريباً)؟".
إنَّ "النجم الأعظم كتلةً (في الكون كله)" لا يمكنه أبداً أنْ يَحْتَجِز، أو يأسِر، الضوء، أو جسيم "الفوتون"؛ فمهما كانت الجاذبية عند سطحه شديدة وقوية فليس مُمْكِناً أنْ تَعْدِل سرعة الإفلات (من سطحه) سرعة الضوء (فإنَّها دائماً، ومهما عَظُمَت، تظلُّ دون سرعة الضوء).
لكنَّ جسماً يَعْدِل الشمس، أو كوكب الأرض، أو القمر، أو جزيء الماء، كتلةً، يمكنه أنْ يَمْنَع الضوء من الإفلات منه، أو من سطحه، إذا ما زِدْنا، ومضينا قُدُماً في زيادة، "كثافته"، من طريق تقليص "حجمه"، أيْ من طريق تقصير "نصف قطره"؛ فإنَّ تركيز كتلته في حيِّز من الصِّغَر والضآلة بمكان، وبما يَجْعَل "نصف قطره" من الصِّغَر والضآلة بمكان أيضاً، هو وحده ما يسمح بجعل الجاذبية عند سطحه أقوى وأشد وأعظم من أنْ يتمكَّن الضوء من التغلُّب عليها، والإفلات (من ثمَّ) من سطح هذا الجسم، الذي ما عاد كأصله، ماهيةً ونوعاً وخواصَّ.
وحتى تتحوَّل شمسنا إلى جسمٍ بهذه الخاصية (أيْ إلى جسمٍ يمنع الضوء من الإفلات من سطحه) لا بدَّ لكتلتها من أنْ تتركَّز في حيِّز على هيئة كُرَة، نصف قطرها 3 كم؛ وكلَّما كانت "الكتلة" أعظم زاد "نصف القطر" هذا.
انهيار مادة، أو كتلة، نجم ضخم على نفسها إنَّما يُعْزى إلى "اشتداد ساعِد الجاذبية الباطنية" للنجم؛ وهذا "الاشتداد" يُعْزى إلى تضاؤل "القوى المضادة (في داخل النجم)" لهذه الجاذبية، أيْ القوى التي تُقاوِم وتَكْبَح وتُوازِن الانهيار، الذي هو دائماً العاقبة الحتمية لاشتداد الجاذبية، التي هي دائماً شَدٌّ (أو سَحْبٌ) للمادة إلى الداخل، أيْ نحو "المركز"؛ وكلَّما نَفَد الوقود النووي للنجم (والهيدروجيني في المقام الأوَّل) ضَعُفَت القوى المقاوِمة والكابِحة والموازِنة لانهيار مادته على نفسها (واشتدَّ، في الوقت نفسه، ساعِد الجاذبية).
"المادة" هي في مَيْلٍ دائمٍ (فِطْريٍّ) إلى "الانهيار على نفسها"؛ لكنَّ هذا "الانهيار"، ومهما كان عظيماً أو ضئيلاً، لا يمكن فهمه وتفسيره إلاَّ على أنَّه النُّتاج الحتميِّ لتغلُّب "الجاذبية" على "قوى مضادة لها"؛ وهذه "القوى"، ومهما اختلف نوعها ولونها وشكلها، تُلازِم دائماً الجاذبية، فهي والجاذبية في وحدة لا انفصام فيها أبداً؛ وهذه الوحدة هي وحدة "ضدَّيْن في صراعٍ دائم لا يتوقَّف".
"الانهيار" ليس نُتاجاً للجاذبية وحدها، أيْ ليس نُتاجاً لـ "جاذبية خالصة مُطْلَقة"، تعيش وتعمل وحدها، بلا قوى مضادة لها، تُقاوِمها وتَكْبحها وتُوازِنها. إنَّه، أيْ "الانهيار"، نُتاجٌ (حتمي) لـ "تَغَلُّب الجاذبية (في الصراع وبالصراع) على قوَّة ما مضادة لها"؛ فثمَّة شروط لـ "الانهيار"، هي: وجود القوى المضادة للجاذبية، والمقاوِمة لها؛ واشتداد الصراع بينها وبين الجاذبية؛ وتَغَلُّب الجاذبية (من ثمَّ) على هذه القوى؛ وبقاء هذه القوى بعد تَغَلُّب الجاذبية عليها، أيْ عدم فنائها؛ فكلا الطرفين لا يبقى إذا ما فَنِيَ الآخر.
وهذا إنَّما يعني أنَّ "انهيار المادة على نفسها" لا يمكن أنْ يستمر (مهما اشتدَّ ساعِد الجاذبية) إلى ما لا نهاية، أيْ لا يمكن أنْ يستمر، وصولاً إلى تلك "النقطة (Singularity)"؛ فلا بدَّ له من أنْ يُكْبَح ويُوْقَف ويُوازَن في آخر المطاف؛ ولا ريب في أنَّ هذا النمو (المتعاظِم) للجاذبية (أو لـ "انحناء الزمكان") هو الذي يُنْتِج (ويُنمِّي) في آخر المطاف القوى الكابحة والمُوازِنة له؛ فالمادة كلَّما ضُغِطَت اشتدت صعوبة ضغطها.
وهذا "التوازُن (النهائي)" يُنْتِج، أو قد يُنْتِج، "ثقباً أسود"، أو ما يشبه "الثقب الأسود"؛ لكن بماهية وخواص مختلفة عن ماهيته وخواصه المعروضة في نظرياته الشائعة؛ فلو تحوَّلت شمسنا، بكتلتها، إلى "ثقب أسود"، نصف قطر كُرَتِه 3 كم، لكانت ثمرة هذا التحوُّل نشوء جسمٍ لا يستطيع حتى الضوء الإفلات من سطحه.
لكنَّ هذا "الجسم الكروي" لا يشتمل في مركزه على تلك "النقطة عديمة الحجم، مُطْلَقَة الكثافة"، والتي بينها وبين "السطح (أو "أُفْق الحدث")" فراغ، أو "فضاء فارغ (Empty space)". إنَّه جسم، وإنْ كنَّا نجهل ماهية وخواص مادته، له حجم ضئيل، وكثافته هائلة، ونواته هي الأشد كثافة، وليس من "فضاء فارِغ" بين "نواته" و"سطحه"، وله هو أيضاً "زمكانه"؛ فـ "المكان" فيه، وبأبعاده الثلاثة، يتضاءل؛ لكن لا ينعدم أبداً؛ و"الزمان" فيه يبطؤ كثيراً (من وجهة نظر مراقب في خارجه) لكنَّه لا ينعدم أبداً.
هذا جسم، وبسبب "كثافته العظمى (لا المُطْلَقَة)"، لا يستطيع حتى الضوء الإفلات من الجاذبية عند سطحه؛ وهذا الذي نقول، ونقول به، لا يتعارَض، أو ربَّما لا يتعارَض، مع نظرية "إشعاع هاوكينج"، ولو من حيث الجوهر والأساس؛ فـ "الثقب الأسود" يمكن، لا بلْ يجب، أنْ "يتبخَّر" من طريق "إشعاع هاوكينج"، أو من طريق أخرى.
لا نَعْرِف مِمَّا يتكوَّن هذا الجسم؛ لكن، هل ثمَّة ما يمنع من افتراض أنَّه يتكوَّن من مادة من خواصها الجوهرية أنْ لا ضوء ينبعث منها؟!
إنَّ الضوء لا ينبعث من هذا الجسم؛ لأنَّه لا يستطيع الإفلات من الجاذبية الهائلة عند سطحه، أو لأنَّ هذا الجسم يتكوَّن من مادة لا ينبعث منها ضوء.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!


المزيد.....




- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود
- انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في مدينة رفح الفلسطينية ...
- شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت ...
- “لولو الشطورة رجعت من تاني يولاد”.. تردد قناة وناسة للأطفال ...
- مراسلنا: انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة جدا في مدينة رف ...
- ما هي العلامات التجارية الكبرى المسؤولة عن غالبية التلوث الب ...
- إيران تقترح تشكيل ائتلاف دولي ضد التمييز في مجال العلوم
- إعلان هام للمصريين بخصوص انقطاع المياه غدا الجمعة
- الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر ...
- أعراض الدورة الشهرية قبل نزولها بأسبوع.. آلام ونوبات وتقلب ا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -الثقب الأسود- في تفسير آخر!