أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع نقد الإسلام؟














المزيد.....

لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع نقد الإسلام؟


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من عادة المسلمين، عندما ينقد أحدهم معتقداتهم وتصرفاتهم وممارساتهم، أن يسارعوا بالتهجم عليه وإتهامه بأنه يحمل تجاههم وتجاه دينهم نظرة مسبقة ومعادية لا أدلة عليها ولا براهين، وأن مجرد حوار عقلاني يمكن أن يسقط ما يعتبرونه "شبهات" وإدعاءات باطلة. لكن المشكل يكمن في كونهم لا يقبلون الحوار أصلا، والدليل ذاك التصرف الأرعن الذي يتمثل في تهجمهم على من لا يرون فيه سوى مجرد معتد... والذي يكون في أغلب الأحيان بداية لممارسات عنيفة قد لا تعرف حدودا... والجدير بالملاحظة أنهم حتى عندما يجدون أنفسهم مضطرين للتحاور مع الآخر في بيئة غريبة عليهم وظروف مختلفة عن الظروف الموجودة في البلدان العربية الإسلامية، فحديثهم لا يتجاوز أنوفهم وما وقع حشوه في أدمغتهم عن القرآن والإسلام و"خير أمة أخرجت للناس"... وشخصيا، من خلال تجاربي، أستطيع أن أقول أنه لا يمكن لأي حوار حول نقد الإسلام أن يستقيم مع مسلم. والأسباب التي تجعل حوارا كهذا شبه مستحيل تتمثل في أربع عقبات أساسية وهي:

 1. طرق التخويف المتأصلة والمستعملة عند كل تحدي لأيديولوجيته الغارقة بشكل واضح في قضايا الإرهاب.
 2. إنعدام الضمير والإنحياز المطلق للإسلام حتى في مواجهة أكثر الحقائق قبحا ووضوحا.
 3. السعي للإبتعاد قدر المستطاع عن الاستدلال الاستقرائي حتى عند وجود قرائن ذات علاقات واضحة.
 4. التضليل الإعلامي و (أو) الجهل الواضح عندما يتعلق الأمر بالوقائع ذات الصّلة التاريخية وغيرها.

والآن، لنتفحص جيدا هذه العقبات.
1) التخويف: إذا تركنا التجديف، والفتاوى والتشهير جانبا، نرى أن هذا الموضوع، أي نقد الإسلام وإنتقاد إنحرافاته وممارساته المفضوحة، هو أصلا من المحرّمات، حتى أن القلة من المفكرين الذين يجرؤون على تجاوز هذه الحدود يجدون أنفسهم مجبرين على البقاء مجهولين خوفا على أمنهم وأمن ذويهم. (من منا لا يتذكر فرج فوده، ونصر حامد أبو زيد ومحمود محمد طه وتسليمة نصرين...؟) فمسألة نقد الإسلام مقموعة إلى درجة غيابها كليا عن النقاشات. وفي الواقع، نجد أن المدافعين عن هذا الدين يسيطرون بصفة كلية على الخطاب الموجّه للجماهير، ويحددون حدوده ومعالمه ويزرعون حوله أسيجة من الألغام، حتى أنهم يجعلون بقية المسلمين مقتنعين إقتناعا راسخا بأن وسائل الإعلام الأكثر مصداقية ومحايدة إنما هي معادية للإسلام ومأجورة لمجرد أنها تنقل أخبارا عن أعمال العنف التي ترتكب في كل مكان بإسم الإسلام ومن طرف المسلمين. (نظرية المؤامرة ليست غريبة عليهم. - أنظر مقالنا: "خواطر وأفكار حول سيطرة نظرية المؤامرة على نفسية المسلمين" http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=315127 .)

2) إنعدام الضمير والإنحياز للإسلام: معظم المسلمين يعتقدون أنهم متفوّقون فكريا على الآخرين وخيّرون وعادلون ومنفتحون، أي أنهم ينسبون لأنفسهم جملة من الخصال في سبيل رسم صورة مثالية للمسلم، صورة لعل مأتاها الرغبة في التشبه بالآية التي تقول: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" (آل عمران، 110). ومع ذلك فإن معظمهم يفتقر الى الشجاعة الكافية للمواجهة، حتى حين يتعلق الأمر بمشاكل الظلم والفساد المتفشية لديهم والتي يرونها رؤية العين. بدلا من ذلك، يحاولون التقليل من أهمية الأمور وذلك بإغراقها في تفسيرات كثيرا ما تنتهي برمي اللوم والذنب على الآخر: "هناك سوء فهم من طرف الشعوب الأخرى للمسلمين"، "قيم وموازين الغرب مختلفة"، "الغربيون شعوب ضالة وكافرة لا تفهم الإسلام"، "المغتصبون الغربيون هم من دنسوا إسم الإسلام بمكائدهم ومؤامراتهم"، وما إلى ذلك. قلة منهم فقط على استعداد للتفكير في ما يمكن أن تؤدّي إليه فلسفة ما في زمننا هذا، وخاصة إذا كانت فلسفة دينية مثل هذه، من دمار وخراب للمجتمع. فليس بالضرورة أن يكون كلّ ما لم تتلقاه في الكتب الدينية وعلى ألسن الشيوخ كاذبا وخاطئا، مثل أن تكون الآلهة من صنع البشر وليس العكس. الانفتاح الفكري الصحيح ينتج عن الإبتعاد عن الإنحياز الأعمى إلى شيء ماّ وتقليب الأمور على مختلف أوجهها وأخذ كل الفرضيات بعين الإعتبار وتفحص الأدلة وقياس مدى صحتها بميزان العقل والمنطق، وليس من رفض استخلاص النتائج ومهما بلغ تعقيد المسألة.

3) تجاهل التفكير العلاقاتي: التفكير المنطقي يقتضي وجود إستنتاجات وإستقراء (أسس العملية العلمية: النمذجة والإستنتاج من الملاحظات، والعلاقات والأنماط). في العقلية السّائدة عند المسلمين يمنع الإستقراء، لأنه يكشف ويؤكد واقع السّلوك العرقي (مثال: الروس يفضلون عموما الفودكا، والألمان البيرة)، هذا الواقع الذي يسعى المسلم لتغطيته بكل الطرق. في الحقيقة، ليس كل سلوك عرقي حميدا، ولكن، في داخل عقل المسلم، يتم رفض غير المستساغ منه بتعلة عدم الرّغبة في التبسيط والتعميم والتنميط.

4) التضليل والجهل الحقائق التاريخية: أن يفشل الوعي العام في فهم تاريخه وفي رؤية السواد الذي يسوده وأنهار الدم التي تجري عبره، فهذا يشهد على أن عظمة المجهودات التي بذلت لتطويع وتدجين هذا الوعي العام من جهة ولتزييف الحقائق بالزيادة أو بالنقصان أو بتأويل الأمور بطرق ملتوية وقلب الحقائق من جهة أخرى. الكثير من الأشياء عبر التاريخ وقع تنظيفها وتطهيرها لتجميلها في أعين الناس. إنكارية وسعي لتجميل الفظائع والإيهام بالانسجام والتناسق على حساب الحقيقة. لذلك لن تجد إلا قلة من المسلمين ذوي العقول النيرة والأفكار المنفتحة ليعترفوا بأن أهداف كل الحروب التي خاضها المسلمون منذ نبيّهم محمد إلى اليوم كانت بالأساس حروبا بشريّة ذات أغراض سياسية ومرتبطة بمطامع إقتصادية لا علاقة لها لا بالدين ولا يالسماء. تطهير التاريخ من الحقيقة بهذه الطريقة ليس إلا غدرا وتزييفا وخداعا ونفاقا، وهو زيادة على ذلك يقوض مصداقية ما يروى على أساس أنّه الحقيقة.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى بلدان الثورات العربية حول الوهابية أو النازية الإس ...
- المعجزة الإسلامية التي أذهلت الغرب وأبكت الملايين
- حول زواج المسلم/ة من مسيحي أو يهودي ... الخ أو من لا ديني/ة
- هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مر ...
- كيف؟ كيف كانت بداية الإنهيار؟
- الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكب ...
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...
- تخاريف شيوخ الإسلام: داعية كويتي يقترح استبدال اسم أم كلثوم ...
- خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...
- سياسة الكيل بمكيالين في موقع -مقالاتي-
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الثاني
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الأول


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع نقد الإسلام؟