أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - الخروج من الدائرة المقفلة














المزيد.....

الخروج من الدائرة المقفلة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما يستمع المرء الى تصريحات المسؤولين في كل من اسرائيل و"حماس" و "الجهاد الإسلامي" حول مسألة وقف اطلاق النار, والسياق الذي تجيء فيه, والمسار الذي تشير اليه, فإنه بالامكان الخروج بنتيجة أولى بسيطة , وهي أن لا أحد من بين هذه الأطراف الثلاثة المذكورة يغالط نفسه بشأن الأمل الذي يمكن أن تولده الهدنة. ففي كل الحالات , ثمة شعور هنا وهناك بأنه إذا كانت الظروف تتطلب حاليا التخفيض من حدة المواجهة, حتى ينفتح الطريق للمسار السياسي والمفاوضات, ففي وقت ما , ستكون هناك مكاشفة لا يمكن تلافيها. فوجهة النظر الاسرائيلية هي أنه لا يمكن لأي سلام أن يصمد طالما توجد في الجانب الآخر_ الفلسطيني _ تنظيمات مثل "حماس" و "الجهاد الإسلامي" , وكلاهما يرى أن مهمته لا تنتهي بقيام دولة فلسطينية عن طريق المفاوضات , وإنما ينبغي استكمال تلك المهمة بالقضاء المبرم على الكيان الاسرائيلي. ولذلك تطالب اسرائيل منذ الآن السلطة الفلسطينية بتفكيك البنية التحتية للمنظمتين المذكورتين كبرهان على "نيتها الصادقة " في الوصول بالمفاوضات الى غايتها, أي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. هذا المطلب لن تتخلى عنه اسرائيل, ولا يوجد لديها بديل عنه, طالما هناك قناعة لديها بأن "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لهما "طبيعة خاصة" تختلف عن بقية الفصائل الفلسطينية من حيث طابعها الايديولوجي الديني الراديكالي. واسرائيل اذ تفوض هذه المهمة _ تدمير البنية التحتية للمنظمتين المذكورتين - حاليا للسلطة الفلسطينية , فهي لن تتردد في وقت آخر , عن محاولة القيام بها بنفسها إذا ما عاينت ترددا لدى السيد محمود عباس أو ضعفا أو عجزا عن تنفيذ الشرط . وتشعر اسرائيل من هذه الناحية بالقوة, من حيث أن الولايات المتحدة وأكثرية العالم الغربي يساندانها تماما في وجهة النظر هذه. ومن ثم , فهم يضعون السلام في هذا الإطار المشروط : أي أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في سبيل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة دون انجاز هذه "المهمة الأمنية " الموكولة حاليا للسلطة الفلسطينية.
من ناحيتهما, فإن المنظمتين الفلسطينيتين لاتعلقان فيما يبدو أهمية كبرى على السياق الحالي. نعم , لقد قبلتا مبدأ الهدنة, ولكن بشروط. وقد تتضمن هذه الشروط مبدأ المشاركة السياسية , وقد لا تتضمنه . والحقيقة أنه إذا كان بالامكان الاشارة الى الطريقة التي تحول بها "حزب الله" اللبناني الى حزب سياسي , له واجهة على البرلمان والمؤسسات , فإن الوضع الفلسطيني يختلف. أولا, على المستوى الدولي , لا يزال "حزب الله" اللبناني يعتبر منظمة ارهابية, فالأمريكيون لم ينسوا بعد ما جرى لهم على يديه , والاسرائيليون يشجعونهم في التمسك بهذا الموقف . ومن ناحية ثانية, فلا يوجد بعد سلطة دولة في الاراضي الفلسطينية, وسيقال دائما : اعطونا هذا الاستقلال الذي نطالب به, ثم حاسبونا على أفعالنا,,وهذا ماقاله "حزب الله" أيضا قبل انسحاب اسرائيل من الجنوب . وبأية حال , فإن طرح قضية التحول السياسي لتنظيمات جهادية لا يمكن أن يسبق الاستقلال في نظر البعض, أي أنه لا يمكن تسليم السلاح قبل أن يتحقق الأمر الذي من أجله حمل الناس السلاح. وفي النهاية, فسيقال أيضا أن هذه قضية فلسطينية داخلية سيادية , وليس لاسرائيل أو سواها أي شأن بها. وفي هذه الحدود , تدور الدائرة , ويعود الوضع الى سالف عهده. فلا شيء تقدم ولا شيء تأخر. ولذلك, لا بد من التفكير بطريقة أخرى للخروج من هذه الدائرة المقفلة .



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد
- استراتيجية جديدة للجيش الهندي
- الشرق الاوسط كما تراه وزيرة خارجية أميركا
- بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة
- الفتنة والجهاد


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - الخروج من الدائرة المقفلة