أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد














المزيد.....

التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 19:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
كتب مروان صباح / أدهشتني واقعة يصعب المرور عنها دون أن أقف بمحاذاتها مما جعلني أضرب أخماس بأسداس لعمق الإنحدار الذي وصلت المجتمعات إليه والأنكى بأننا فرحون وتغمرنا السعادة دون أن نعلم حجم الخراب البنيوي الذي وصلنا بفضل هؤلاء التي شاءت الأقدار أن يتحكموا بمصائرنا ، كنت أراقب ولد في الخامسة من العمر خلال زيارتي لأبويه وقد حيرتني تصرفاته فخانني التقدير لعمره إلا أنني من ضمن ما سمعت في تلك الليلة العرجاء بأن أباه تغمره السعادة ويمتلك الشعور بالإفتخار لأن أبنه يستطيع العّد لرقم عشرة دون أن يُخطئ ويضاف إلى سعادة الأبوين بأسلوب تكريم أبنهما على طريقتهما بأنهم يمارسون التصفيق المبالغ به مما يضطر من يجلس معهم أن يجامل مرغماً بالتالي يصفق هو الأخر لكن مصحوب بشعور أقرب إلى حفلة تنكرية عنوانها الإحراج .
لا بد من عودة إلى أول السطر ونكتفي إلى هذا الحد من الهروب إلى الأمام كي نتعرف جميعنا لمن ورطنا بالشكليات وحذف المضامين من أنماط حياتنا حيث إنتقلت المجتمعات من دائرة إلى أخرى دون التحقيق من عملية المفاضلة حيث أوشكت المرحلة أن تكتمل دورتها كلها وأن تتحول إلى كمين لكن الكمين الأوسع الذي وقعنا فيه سببه الغيبوبة ، هي المرحلة التأسيسية والتي تسمى اليوم مرحلة ما قبل الإبتدائية ( الروضة ) المسئولة عن إنتاجات باتت مكشوفة للملأ لا يمكن مواراتها أو إستمرار في عمليات التضليل أدت إلى إرباك حالة التعليم الجمعي وأصبحت قياسها بإقتناء شهادات من ورق تعلق على الجدران كزينة يتباهى بها على نفسه أولاً ثم على زوجته التي حرص عندما إنتقاها من سلسلة انتقاءاته أن تكون عنوان للجهل حتى يشعر دائما بالتفوق وعدم قدرتها على التمييز بما ينطق اللسان وما تحمل تلك الشهادة من مواد علمية فلسانه بنصف كلام كالممحاة التي ربطة في أول القلم وأنتجت جمل عبثية لا تعرف مبتدأها من خبرها مما يعيدنا إلى زمن لا ممحاة لمن سبقونا لمرحلة كاملة من الإنتاج والإبداع التي ورثنا منها الأدب والثقافة والسياسة والفنون والشعر وغيرها الكم والكيف إلا أن الحقيقة لم تكن البنية التحتية الإجتماعية على هذا النوع من التطور والفخامة بل العكس تماماً كانت الإمكانيات ضئيلة جداً قياساً لما يتوفر اليوم حيث بدأت الحكاية كلها من حصيرة وجدران وشيخ قارئ يعلم من تجاوز الرابعة من العمر الأبتثية وسيرة المخلدين وأصول النحو والإعراب وجدول الضرب ، لقد شربوا جميعهم حفنة من ماء البئر ويقولون للأسلاف أنتم باقون فأن موتكم عضوياً وتعليمكم خالد فينا .
هي الكتاتيب التي إنقلبنا عليها ونعتناها بمصطلحات أقلها دون المستوى للشكل البائس التي وصلت إليه وعدم تطورها مع الحداثة المباغتة لكنها أخرجت عناوين عميقة التأثير منهم العقاد ودرويش وجميع من تخلدت أسماءهم رغم أنف محاكم التفتيش في الثقافة والسياسة ، لأسباب تكميلية لم تعد تناسب الحداثة توجهنا إلى التعليم الحديث بخطوات سريعة أدت إلى انقطاع مع الماضي وما يحمل من إرث عظيم الذي شطب مرحلة مهمة دون الإلتفات للمعايير الجديدة فقد حُذفت لدى الطفل مرحلة توصف من أهم المراحل التكوينية المبكرة من الإستيعاب وبناء الذاكرة وتدريبها فبدل أن يتدرب على الحفظ بشكل جمعي وصوت عالي تعزز عنده الثقة بنفسه ومن خلالها يمرر له النحو ، أصبحت المربعات الصورية على شاكلة تفاحة أو غيرها البديل ، وإذ نطق بأسمه الثلاثي نقيم حفل نجمع الجيران والأقرباء ومن أخفقوا في حفظ أسماء آبائهم كي نسمعهم الحدث الغريب .
الغريب أننا نملك ثقافة مسكوت عنها في عالمنا العربي هي تلك الكيمياء التي تصاهرت وتنافرت وتألفت فيها عناصر لكي تصل الإنسان في الغرب إلى هذا المستوى الذي غالباً ما نحسده عليه فالمعلم أعلى دخلاً لأنه القنطرة بين التاريخ والجيل الحالي والأقل كذباً وإحتيالاً لأنه لا يحتاج إلى هذه الأساليب كي يعيش حياته مما يستفزنا كأن هناك صناع ديمومة التخلف لدى العربي واستثماره إلى أقصى الحدود لضمانة الحاضر والمستقبل داخل الإطار الإنحداري .
ما نريد قوله أن المرحلة المقبلة بحاجة أن تكون مختلفة جذرياً عن المرحلة السابقة التي فقدنا بها البصر والبصيرة معاً فلم نعد نرى أبعد من أقدامنا وسقف بيوتنا ، وآن لنا أن نطور وسائل حضورنا من موقع خصوصيتنا متحررين من عقد النقص والتورط في التقليد ولكي نجمع ماضينا بثقافات أخرى تنشلنا من الغرق إلى السباحة في بحر حقيقي نعوم على سطحه وفي أعماقه نعالج حاضرنا كي يسلم مستقبلنا ، فعملية البناء بالتأكيد أخطر من عملية الهدم التي مارستها من حيث لا ندري أو ندري مصحوبة بقهقهات الأبله بينما الأهمية تكمن بأن البناء الأولي والحقيقي هو ذلك الذي يبدأ في بناء الثقة وتكوين الإنسان العربي عند مرحلة باكرةً يسبق الآخرين دائماً بخطوة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد