أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - بلغ السيل الزبى














المزيد.....

بلغ السيل الزبى


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشد واقوى تعبير على ما ورد على لسان السفير الأمريكي في عمّان ،ستيوارت جونز ،بخصوص الأوضاع في الأردن ،هو أن نقول لهذا الدبلوماسي- الذي بات حجمه يتمدد على مساحة الأردن ،ودون حسيب أو رقيب ،كون الأعراف الدبلوماسية المعمول بها في العالم وتطبقها واشنطن بحذافيرها ،هو عدم الحركة المطلقة وطلب الاذن عند الرغبة في تجاوز المساحة المحدودة- أن نقول له :يا سعادة السفير لقد بلغ السيل الزبى.
ولكن من يجرؤ على قول هذه العبارة التي لوقيلت لأمريكا في العالم الثالث لتغير مسار الأحداث في العالم ،ولعلمت أمريكا ان مساعداتها التي لا تعدو عن كونها فتاتا غير ملحوظ، مقابل خدمات جمة تجنيها أمريكا في بلدان العالم الثالث على وجه الخصوص، وبعضا من العالم الأول .
أخطأ السفير ستيوارت مرتين في غضون 24 ساعة ،وهذا بحد ذاته أمر ملفت للنظر ومقصود ومتعمد ،ففي المرة الأولى امتدح ما أسماها اصلاحات تمت في الأردن ،وفي الثانية في حضرة ثلة من الشبيبة الأردنية التي دعيت لأمسية رمضانية "أمريكية"دعا سعادته الشعب الأردني الى المشاركة في الانتخابات المقبلة.
أتحدث عن السفير الأمريكي،وأعلم جيدا الهالة التي يتمتع بها وكم المعلومات الهائلة التي من المفترض أنه يتلقاها كل ساعة عن تطورات الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأردن ،وحركة الشارع وما يدور في الصالونات السياسية كونه ضيف دائم عليها ،وحتى أنه على علم بما يدور في الأطراف ،ولم لا وهو يزور كافة أصقاع الأردن ؟
ولكونه يعلم تفاصيل التفاصيل فان كل حرف محسوب عليه ،كما أن لكل حركة يقوم بها معنى ،فهو كما أسلفت سفير أمريكا تلك الدولة التي لا تزال الأعظم في العالم ،رغم أن يهود يهيئون لها الظروف لدفنها كما فعلت مع الامبراطورية البريطانية العظمى سابقا.
لذلك ما كان يجب عليه اقحام نفسه في الشأن الأردني الخصوصي وخاصة في هذا الوقت المضطرب بالذات ،وبالتالي فان اصراره على لعب هذا الدور، ضاربا بعرض الحائط كل الأصور والقوانين والأعراف المرعية ،انما لهدف في نفسه وليس في نفس يعقوب هذه المرة.
ليس تجنيا على سعادة السفير الأمريكي ،ولا ضربا في الرمل ،ولا حتى استخداما للودع ،او الاتكاء على قول عرافة أو كاهن خرف ،بل هي الحقيقة التي يجب مواجهة السفير الأمريكي بها وهي أن هذا الرجل - وأقولها بكامل قواي العقلية ،وأتحمل مسؤوليتها كاملا- يريد الاسراع في تفجير الساحة الأردنية ،خاصة وأن القوى اللاعبة في سوريا لم تتمكن حتى اللحظة من حسم الأمور هناك.
يعلم السفير الأمريكي جيدا ،أن الشعب الأردني الذي يتفق بمجمله على جلالة الملك ،يطالب الحكومة بتنفيذ اصلاحات جوهرية ،ولذلك فان الحراكات الشعبية مستمرة في كافة أنحاء البلاد في المطالبة بهذه الاصلاحات ،ومع ذلك يأتي السفير الأمريكي جونز ليقول لهم أن أمريكا راضية عن " الاصلاحات" التي نفذت في البلاد.
لا أدري ألهذه الدرجة وصلت بنا الأمور ؟او لنقل :وصلت بالسفير الأمريكي أن يحرض الشعب الأردني على قيادته ،وان يحرض القيادة الأردنية على شعبها من خلال الغوص في بحر الاصلاحات غير المرئية بالنسبة للشعب؟
انها الحقيقة ولا شيء غير ذلك ،فالسفير الأمريكي يلعب دورا خطيرا في الأردن ،شأنه شأن أسلافه من السفراء الأمريكيين الذي حاولوا جهدهم تفجير الساحة الأردنية،وشاهدي على ذلك أن سفيرا أمريكيا سابقا زار صالون السيد طاهر المصري وكان الحديث عن الوحدة الوطنية وبعض منغصاتها ،فتدخل السفير قائلا:معروف أن الفلسطينيين في الأردن يتذمرون من وضعهم لكنهم لا يحركون ساكنا ،علما بأننا سندعمهم على الأرض لو تحركوا ضد النظام ؟!هنا رد عليه السيد طاهر المصري ردا مفحما عندما قال له : عليك ان تعلم يا سعادة السفير أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين .
أما الأمر الآخر فان السفير الأمريكي الذي جمع شبيبة أردنيين على سهرة رمضانية أمريكية دخل في المحظور مجددا بدعوته الجميع للمشاركة في الانتخابات ،وهو من المفترض أن يكون على علم ان الشعب الأردني وقواه الحية يطالب بقانون انتخابات يلفظ الصوت الواحد ،فكيف يجرؤ هذا السفير على اقحام نفسه بمسألة جذرية خلافية في الأردن؟
ليس غريبا ما نقرأه بالتوافق بين الأمريكيين والاسرائيليين حول الأردن ،وهو أن هذا البلد بات هذه الأيام على برميل بارود ،وان لحظة الانفجار قريبة .
لذلك فان سعادة السفير الأمريكي ستيوارت جونز يقصد ما يقول ويعلم جيدا ما يرمي اليه ،لكن على الشعب والقيادة في الأردن أن يعملوا جميعا على تجنيب الأردن ما يراد له من قبل " الأصدقاء"األمركييين والاسرائيليين.وآمل أن ينسى الجميع ملهاة الوطن البديل.ويلتفتوا الى العدو الأساسي الذي يتربص بالأردن ،وان بدا لنا أنه يتصدق علينا ببعض الدولارات.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي - تبديد للطاقات العربية لمئة عام مقبلة
- دموع الصياد وضمير المجتمع الدولي
- الاسرائيليون يحرقون أنفسهم ...وامصيبتاه!
- افلاس السلطة الفلسطينية ماليا..ماذا يعني؟
- حالات التحول من النعاج الى الغضنفر..الربيع العربي
- جامعة -الروموت كونترول-
- تسميم عرفات..ماذا بعد؟
- مصر التي في خاطري
- العراق ..ديمقراطية الدم
- الاسلام السياسي قادم ..فراقبوه
- العرب ارتضوا بالتوحد عوضا عن الوحدة
- السلام والخل الوفي
- سحقا ل-ثورات - العرب
- التحرش الاسرائيلي بالأردن ..لماذا؟
- عندما تستجيب الحكومات العربية لضغوطات - ميمري- ..أين السيادة ...
- ربيع ..لكن بزهور أمريكية
- مهزلة القرن
- توراة الملك
- نكتب لفسطين دفاعا عن الأردن
- شلومو زند...وشهد شاهد من أهلها


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - بلغ السيل الزبى