أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ديلاب الهوا يغلب الطيارة














المزيد.....

ديلاب الهوا يغلب الطيارة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 14:25
المحور: كتابات ساخرة
    


كان العيد في الماضي له طعم خاص ، وحلاوة عالقة بالفم الى يومنا هذا . واعني بكلمة الماضي هي سبعينيات القرن المنصرم ، يوم كنا اطفالاً لم نبلغ الحلم بعد ، وكان طعم الحياة لدينا الذ من الشهد المصفّى . فالحياة ببساطتها كانت اجمل من فتاة عذراء . وحينما يأتي العيد كنا قد اعددنا له لكل مستلزماته من احذية وملابس جديدة وغيرها، وكنا ننتظره بفارغ الصبر كي نلبس تلك الملابس ونأخذ مصروفنا (العيديات) ونذهب الى المراجيح ونصعد في ديلاب (الهوا) ، الذي كان يغلب الطائرة ، اذ كانت اهازيجنا (ديلاب الهوا يغلب الطيارة) ولم نكن ندري اية طيارة هذه التي يغلبها ديلاب (الهوا) هذا . امام اليوم فقد صنعوا طائرات نفاثة لا يغلبها مليون ديلاب (هوا) ، وصواريخ عبر القارات واسلحة دمار شامل وتخصيب يورانيوم وصنع قنابل ذرية ونووية لغرض ابادة الانسان والسيطرة على العالم ،والبقاء للأقوى والاكثر تطوراً في العلم والتكنولوجيا .
اما في عصرنا هذا – قرن الواحد والعشرين – فقد اختلف العيد فيه وتغيرت حلاوته ، وتبدل طعمه ، فلا ديلاب (هوا) ولا ملابس كتلك الملابس التي نصفطها في ليلة العيد ونضعها تحت المخدة لنخرجها صباح العيد كأنها مكوية . والسبب ان اسعار ملابس الاطفال عرجت الى السماء السابعة، اذ ان سعر بنطال الطفل من عمر ست سنوات الى اثني عشر سنة لا يقل عن خمسة وعشرون الف دينار ، اما الحذاء والقميص فلا تقل عن السعر نفسه لكل منهما، فاذا كان للمواطن البسيط المسكين الذي يعيش قوت يومه كصاحب هذه السطور خمسة اطفال ، فيحتاج الى ميزانية دولة صغيرة كدول جزر القمر ، حتى يجهزهم بملابس العيد ويعطيهم المصروف كي يذهبوا الى ديلاب (الهوا) الذي لا يغلب طيارة اليوم لأنها ليست بطائرة الامس .
اقول لماذا هذا الارتفاع الفاحش في اسعار الملابس ، هلا يوجد هنالك من ضمير يقض ووجدان حي ، الا يشبع هؤلاء التجار وسماسرة السوق من هذا الجشع القاتل ،اين الدولة ؟ اين الحكومة ؟ اين الرقابة ؟
ثم ان هنالك آلاف من اليتامى الذين فقدوا آبائهم بحوادث الامريكان والارهاب والعنف الطائفي، وغير ذلك ،من لهؤلاء ومن يشتري لهم ملابس العيد ويعطيهم العيديات ، وان الحكومة تسرق المليارات وتبذر الملايين في مشاريع وهمية لا توجد الا على ورق ، ثم يظهر السياسي الفلاني من على شاشة احدى الفضائيات يتقّول ويتبجّح بكلام واهي هو اوهى من بيت العنكبوت .والكارث ان لدينا كثير من المؤسسات الخيرية والتي تحمل شعار الدين وترفع يافطات عريضة طويلة ، لكنها حبر على ورق وهي الاكثر فساداً في الارض ، هلا كان الاولى والاجدر ان تقوم هذه المؤسسات بدورها الحقيقي وتضع تلك الشعارات الفارغة جانياً ، لتفرّح ايتام العراق ، وما اكثرهم بدل من تبذير هذه الاموال يميناً وشمالاً كموائد الافطار الذي يكلف المؤسسة بالملايين لغرض ان يقول عنها في وسائل الاعلام انها فعلت كذا وكذا .
استيقضي ايتها الضمائر وابكي على اطفال وايتام وارامل العراق ، وتذكري اموال قارون هل بقي منها شيء .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا استاذ ارسطو
- بوهان العماري
- سوادي ابو الدمام
- الحرامي الشريف
- الكرسي
- ابو مصطفى وبطاقة السكن
- نعيم الشطري : المرثية الاخيرة
- المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية
- القاضي والسيطرة والبقال
- بالمشمش
- عنبر المشخاب
- العراق بلد السيطرات
- قناع الوقاية
- قانون العشيرة
- مأتم سياحي
- هل القضاء العراقي مستقل ؟
- حكومة الاسود والابيض بالعراق/الفصل الثاني/ التدخلات الخارجية
- العطل الاجبارية (الموظف يركص الها ابجفية)
- حكومة الأسود والأبيض بالعراق 2003_2011
- البند السابع والحبربشية


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ديلاب الهوا يغلب الطيارة