أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!














المزيد.....

العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا هو الشعار المركزي الذي رفعته الحركة الشعبية العراقية التي انطلقت في شهر شباط/فبراير 2011, "الحريات الديمقراطية أولاً". بادرت جريدة المدى إلى رفعه لأنها أدركت منذ البدء مخاطر السقوط في مستنقع معاداة الديمقراطية والتجاوز على حقوق وحريات الشعب, ثم ارتفع هذا الشعار في ساحة التحرير وفي ساحات مدن عراقية كثيرة أخرى منذ الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير 2011. ولا شك في أن عشرات الشعارات الأخرى ترتبط وتقترن عضوياً وبصورة مباشرة بهذا الشعار المركزي, إذ حين تغيب الحريات الديمقراطية العامة تغيب معها مصالح الفرد والمجتمع والوطن عموماً, وحين تسود الحريات الديمقراطية يبدأ الشعب وعلى أسس سليمة تحقيق بقية الشعارات التي تمس مصالحه اليومية الحياتية. ولم يكن اعتباطياً او عفوياً أو عبثياً حين ارتفع هذا الشعار في ساحة التحرير وعلى صفحات جريدة المدى وبعض الصحف الأخرى والمواقع الإلكترونية, بل جسد حينها وما يزال يجسد حاجة وضرورة موضوعية للشعب العراقي بكل قومياته, إذ لا يمكن العيش الطبيعي بدونها من جهة, ولأن الكثير والكثير جداً من بنات وأنباء الشعب بدأوا يشعرون بالتراجع المنظم للحريات العامة التي انطلقت وفرضت نفسها في أعقاب الحرب وفرض الاحتلال على العراق من جهة أخرى, ولأنهم يدركون بأن الاستبداد المنظم يبدأ بمثل هذه السلوكية والإجراءات القمعية من جانب الحكم وأجهزته الأمنية حيث تبدأ بمصادرة تدريجية للحريات العامة ثم تتفاقم بمنع وضرب المظاهرات والاعتصامات والإضربات وتنفيذ عمليات اعتقال كيفية للمشاركين في تلك المظاهرات بعد التقاط صور المتظاهرين ونشر العيون والجواسيس في صفوفهم ثم تتواصل بممارسة التعذيب والقتل ثم تنتهي بالحاكم الفرد المطلق. وتجربتنا مع عدد غير قليل من حكام العراق في الماضي وفي الوقت الحاضر تؤكد هذه الحقيقة المرة.
لم يكن عفوياً ولا سبق لسان, بل قالها بوعي وإصرار تامين علي الأديب, نائب رئيس حزب الدعوة الإسلامية ووزير التعليم العالمي حالياً, حين أكد في لقاء تلفزيوني مع قناة الحرة بأن حزب الدعوة الإسلامية لا يؤمن بفلسفة الديمقراطية بل يعتبرها أداة سياسية للوصول إلى السلطة. إن هذا يعني بوضوح تام بأن حزب الدعوة وقادة حزب الدعوة ومنهم على الأديب ونوري المالكي وإبراهيم الجعفري وغيرهم لا يؤمنون بالديمقراطية بل هي مجرد أداة يصلون بواسطتها إلى السلطة, ثم تتحول إلى هذه الأداة إلى المقولة الشهيرة لنوري المالكي حين طمأن بعض الشيوخ الخائفين من فقدان السلطة السياسية إذ أكد لهذا البعض ولحزبه "أخذناها بعد ما ننطيها!". ومن هنا تنطبق الحكمة المتداولة في العراق والعالم العربي بأن "فاقد الشيء لا يعطيه". إذ لا يمكن لرجل غير ديمقراطي أن يحكم العراق ويمنح الشعب حريته وحياته الديمقراطية.
إن السياسات التي يمارسها نوري المالكي على صعيد الوطن كله, وإجراءاته الزجرية والإرهابية في المحافظات المختلفة, كما حصل ويحصل في البصرة والديوانية مثلاً, وكذلك ما يجري اليوم من تدخل فظ ومخالف للدستور العراقي في النقابات العمالية وتجاوزات السلطة وأجهزتها الأمنية وشبيحتها على حرية الانتخابات وحرية العمل النقابي يؤكد بما لا يقبل الشك بأن العراق يسير على طريق أعوج , "درب الصد ما رد" إذ سينتهي, ما لم تبادر القوى الواعية لهذه المسيرة الخطرة في التصدي للمالكي وقادة حزبه الذين يصرون على سلوك الدرب نفسه الذي قاد العراق إلى كوارث مروعة وكلف العراق أكثر من مليون إنسان وإلى الخراب والدمار الشاملين وإلى خسارة مئات المليارات من الدولارات الأمريكية, إلى دكتاتورية طائفية سياسية مروعة.
يقول المثل العراقي "لا تنتظر من بارح مطر ولا شفاثة عافية", وهو ما لا ينتظره الناس من تحول حزب طائفي وقائد طائفي ين ليلة وضحاها إلى شخصية لا تؤمن بالطائفية وغير متعصبة لمذهبها ضد المذاهب الأخرى ولا تكافح العلمانية والحداثة والماركسية ولا تذكر بـ "أمجادها" في محاربة عبد الكريم قاسم والنظام الجمهوري الأول والتعاون التام لإسقاطه.
إن البعض من الديمقراطيين العراقيين واهمون حقاً حين يحولون أوهامهم إلى رغبات وتمنيات والتمنيات إلى تصريحات وشعارات تشير إلى احتمال كبير في أن يتحول نوري المالكي إلى رجل ديمقراطي ويؤمن بالمواطنة العراقية ويشكل حكومة غير طائفية وبعيدة عن المحاصصة الطائفية, وهذا البعض لا يختلف بل يماثل تماماً ذلك البعض الذي توهم وحول وهمه إلى شعار أكد فيه: تحول صدام حسين إلى فيدل كاسترو, والسير معاً لبناء الاشتراكية!! فجاءت الكوارث تلو الكوارث لتؤكد صحة هذه المقولةّ الشوهاء!
علينا ان نتعلم من دروس الماضي وأن ندرك صحة الحكمة القائلة بأن "فاقد الشيء لا يعيطه" و "لا تنتظر من شفاثة عافية", ولا تنتظر من طائفي يميز بين الطوائف والأديان في السياسة والحكم أن يتحول إلى مجسد للهوية الوطنية ومفهوم المواطنة. لقد كان صدام حسين يقول بصراحة تامة ومن دون لف أو دوران إنه على استعداد لركوب أي موجة كانت, يسارية أو أقصى اليسار أو يمينية أو أقصى اليمين ليكون بطلها لكي يبقى في السلطة. وأخونا المالكي قد اقسم أغلظ الإيمان بأنه "أخذها بعد ما ينطيها" ومستعد أن يمارس كل أنواع "التقية" لكي يبقى في السلطة!! ولا يقول صراحة ما قاله صدام حسين ولكنه يمارس ذلك تدريجياً.
1/8/2012 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مقال الزميل الأستاذ حمزة الجواهري الموسوم -تهريب ...
- هل الحكم في العراق يملك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!
- رسالة تهنئة بمناسبة عيد دهوا-ربا ونجاح المؤتمر السادس لاتحاد ...
- لعنة الشعب ستلاحق من يلاحق موقع -المدى- الإلكتروني!
- المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!
- انتصار انتفاضة الجيش 1958 (سقوط الملكية وإعلان الجمهورية)
- الحزب الشيوعي العراقي والعملية السياسية في المرحلة الراهنة
- تحية إلى المؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
- هل هناك إمكانية لإقامة بديل ديمقراطي في العراق؟
- الشارع العريض الذي تلتقي عنده قوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟
- وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق!
- السيد كاظم الحسيني الحائري والعلمانية!
- هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟
- هل يعي الجميع مسؤوليته إزاء الكُرد الفيلية في العراق؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!