أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم يونس الزريعي - حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري














المزيد.....

حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن الكيان اللبناني بحاجة إلى التماسك الداخلي في أي مرحلة من المراحل التي مر بها على مدى السنوات الماضية أكثر منه الآن ، بعد العملية الإرهابية التي استهدفت رئيس وزراءه السابق رفيق الحريري ‘ خاصة وأن النظام السياسي اللبناني يعيش حالة استقطاب حادة بين موالاة ومعارضة عنوانها الأساس المحاصصة الطائفية في التشكيلة السياسية ، سعّرها القرار رقم 1559 الذي كان لحزب فرنسا في لبنان الدور الأساسي وراء قيام باريس بالتوافق مع إدارة بوش باستصداره من مجلس الأمن .

ومن هنا جاء رد الفعل الفرنسي متجاوزا كل الأعراف بإصراره على استمرار التدخل في الشأن اللبناني الداخلي متجاوزا وجود الدولة اللبنانية ، متجاوزا حالة الوصاية الفكرية والسياسية على بعض الفئات السياسية اللبنانية ، إلى إلغاء دور الدولة اللبنانية السيادي ، بالحديث عن إجراء تحقيق دولي في عملية الاغتيال .

ومن الطبيعي أن يكون الاستنتاج البداهي الأول حول هذا التصرف الفرنسي ، أنه يندرج في إطار توجيه الاتهام للدولة اللبنانية أولا وإلى أطراف إقليمية ثانيا ، على اعتبار أن الحريري الذي كان رئيسا للوزراء حتى بضعة اشهر خلت وعلى مدار عقد من الزمن ، قد انتقل من موقع رئاسة الحكومة إلى موقع المعارضة ، التي تطالب بتطبيق القرار الدولي وبالتالي ضد الوجود السوري في لبنان .

ويبدو أن حزب فرنسا في لبنان الذي كان حتى الأمس يحمّل الحريري كل الأوزار ، قد وجدها فرصة مناسبة ليرتدي عباءة الحريري للضغط على سوريا كونها معنية بتنفيذ القرار الدولي بسحب قواتها من لبنان إرضاء للكيان الصهيوني ، من خلال إشارات الاتهام المتعددة التي أطلقتها تلك الأطراف تجاه دمشق باعتبارها تقف وراء هذا العمل الإرهابي ، الذي يستهدف في جوهره سوريا بقدر ما يستهدف الاستقرار في لبنان .

ولعله من الخفة في القراءة والتحليل وانعدام النزاهة الفكرية والأخلاقية عدم رؤية المخاطر التي ستحيق بلبنان وسوريا جراء الاستنتاجات الخاطئة التي تحكمها النوايا المسبقة لبعض الأطراف اللبنانية ، التي تحكمها مصالحها الطائفية الخاصة رغم كل اللافتات الحزبية التي تأخذ مسميات مختلفة سواء كانت الديمقراطية أو التقدمية أو الوطنية أو الاشتراكية أكثر من مصلحة الوطن اللبناني بمجموع أبنائه ، ذلك أن أي عمل يستهدف استقرار لبنان سيحمل الكثير من المخاطر لسوريا قبل لبنان في ظل وجود الاحتلال الأمريكي في العراق ، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة لدمشق باعتبارها تقف وراء حزب الله ، إضافة إلى اتهام الإدارة الأمريكية لسوريا بالتدخل في الشأن العراقي ، ورعايتها لما تسميه إدارة بوش الإرهاب .

وهي تحاول بذلك رفع درجة التناقض الداخلي من مستواه الديمقراطي السلمي إلي بعده التناحري من خلال الاستقواء بالخارج وتحميل سوريا والدولة اللبنانية مسؤولية تلك الجريمة ، ومن ثم وضع النظام السوري في قفص الاتهام وصولا إلى محاولة عزل حزب الله عن تحالفاته بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه بكنس الاحتلال الصهيوني من الجنوب اللبناني مقدمة لتجريد المقاومة الإسلامية اللبنانية من سلاحها وفق القرار 1559 الذي يستقوي به فريق فرنسا في لبنان .

وإذا كان البعض في لبنان يحاول دفع الأمور إلى حافة الهاوية باستغلال هذا العمل الإجرامي المدان ، فانه بذلك يسعى وعن سبق إصرار إلى تصفية الحساب مع سوريا بالوكالة عن أطراف إقليمية ودولية لها مصلحة في زعزعة استقرار سوريا وتحجيم دورها الإقليمي ، وإلى إحداث انقسام مجتمعي لبناني يصعب جسره في المدى المنظور .

ويبدو أن فريق فرنسا الذي نصب نفسه متحدثا باسم لبنان الدولة والشعب ، والذي بات لا يرى إلا مصلحته الطائفية قد غاب عنه أن أي ضرر قد يلح بسوريا ، فإن تـداعياته وآثاره ستتعدى سوريا إلى لبنان أولا و كل دول الجوار ثانيا ، وسيخسر لبنان بقدر ما تخسر سوريا .

ففي غيبة التعقل والحكمة تحضر الأهواء والمصالح الأنانية الضيقة ، ويصبح الوطن هو الوسيلة من أجل إعلاء شأن الطائفة ، وهذا هو ما تبدو عليه حال حجاج قصر الإليزية ، وهو ما يفرض على عقلاء لبنان وعي هذه المخاطر وتطويقها ، حتى لا تذهب بالجميع خدمة لنزوات وأهواء هذا البعض وستبقى سوريا الأقرب إلى لبنان اليوم وغدا ، فهكذا تتحدث حقائق التاريخ والجغرافيا والمستقبل الواحد.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .
- !!!الوطن:وشرط الحزب القبيلة
- الحوار المتمدن : فضاء مشع يدافع عن الحق والحقيقة
- حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟
- الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
- مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
- الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم يونس الزريعي - حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري