أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل جديد - اللائحة السوداء- قصة















المزيد.....

اللائحة السوداء- قصة


نبيل جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


بات اللقاء أكثر من وقفة قصيرة أو سلام عابر ، فبعد ابتسامة الصباح ، اشتركا بخطوات قليلة ، اقتصر حديثهما بداية عن الطقس ونسمات الشروق ، ثم أمسك كل منهما سبيله وراح ...يوميا ،كأنهما على موعد ، تزداد الصلة والحميمية .. صار الأستاذ قحطان يبحث بعينيه عن أبي سعيد لحظة خروجه من منزله، يمشيان جنبا إلى جنب جلّ طريق المدرسة ،وهو يشكوه إحساسا بليدا بمراقبة صارمة دائمة، ويلعن تلك العيون التي تلاحقه حيثما حل ... مئات من العيون تغرز في ظهره ، تشده إلى الخلف ، وعندما يلتفت يرى الشارع مكتظا بالطلبة والصغار.. كان يعزو شعوره هذا لخطأ في ثيابه ، لكنه مع كل القيافة التي استمر عليها فيما بعد لم يستطع تغيير شئ ... تلك البكائية كانت تقبض على أبي سعيد طيلة الطريق ، والدهشة تمرغ وجهه بينما يرى زميله يلتفت فجأة للخلف ليعود مطأطئ الرأس واصفرار يغزو ملامحه ، فاضطر فيما بعد إلى إيصاله حتى باب المدرسة ، ثم في مرحلة تالية دخل معه الصف ،يعاونه في التغلب على مزعجيه من أساتذة وطلبة ....
يترك الأستاذ قحطان انطباعا أوليا : متسرع وأهوج ، كلماته سباقة إلى الأذية ، مع أنه اعتبر نفسه : ( أدافع عن الحق .. أقوله ولو على قطع رقبتي )، وعندما بدأت العيون تلاحقه انخفضت لديه الرغبة في الكلام ، حتى دروسه بات يعطيها بأقل حجم ممكن من الشرح ، مستبدلا الإيجاز بالاستفاضة ، والكلام المدرسي الدقيق بالأمثلة التاريخية المتعددة ،وامتنع تماما عن الاسقاطات المعاصرة . وإذا حدث وأفلتت منه كلمة يمكن أن يساء تفسيرها فانه يعود إليها ... يشرحها ويمطها ، ثم يعجنها ويقلبها ، يرميها بعيدا ويتلقفها من جديد ، حتى يفرغها تماما من محتواها ومراميها .
جلس إلى طاولته الصغيرة في غرفته الضيقة ، وكوم اللحم ينام في الزاوية ، امرأة ضخمة وأجساد صغيرة فوقها وتحتها والى جانبها ،.. الشمعة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والنوم يجافيه . أضحى همه الأوحد معرفة مصدر الرقابة ، ومسببها ، علّه يخفف منها ، يقزم نتائجها ، لذا أصر على وضع لائحة اسمية بالأشخاص المرشحين لقدح الشرارة الأولى ، وأهاله رؤية هذا العدد الكبير من الأعداء المحتملين ، فإذا أضاف عددا من البعيدين عنه - تبعا لنظرية لاحتمالات - ثم أخذ بمقولة " المتهم مدان حتى تثبت براءته" فيستطيع إضافة من هم الأكثر حميمية وقربا إلى حياته ، والمنطق يقول : الأقربون أولى ( بالمعروف !!؟ ) ، وهكذا تمتد اللائحة إلى ما لا نهاية ...لكنه عاد القهقرى وبدأ يختصر ويشطب ، يعدل ويجدد .... ثم مضى ، ثابت العزم ، بأن عليه التفكير (مثلهم !!؟ ) فوضع ( اللائحة السوداء !!؟ )... بدأها ، أولا ، باسم ذلك التلميذ الغامض ، الذي يدفع رأسه في المقعد ، يكتب باستمرار كل كلمة يقولها ، مضيفا بعض الشروح عن حركة المدرس ، محسنا صياغته بعدة علامات استفهام وتعجب : (بما يتلاءم مع اللهجة ) .،.. وكيف أمسك بدفتره ليرى :
" - في البدء كان السؤال !!
هكذا افتتح الأستاذ قحطان درسه في التاريخ....راقب ردة فعل التلاميذ ، ثم تابع :
- هزيمة واحدة تكفي شعبا حيا ليتساءل ... لماذا ؟ .. وكيف ؟ .. عندها لا تتوالد،لا تفقس ... لا تتكرر ، بل تجهض !!
الطلبة مأخوذون بكلماته !! ، بينما هو يفتح كفيه ، ويرفع يديه ، ثم يقبض على الهواء ، لينزلهما بهدوء !!؟ "
كانت تلك الصفحة كافية لإفقاده توازنه ، فاندفع أبو سعيد الخضري ، مزق الأوراق ، ورماها في وجه الطالب ، صرخ باشمئزاز ، ورفع يده ليهوي بها على ... لكن الأستاذ قحطان انبرى مهدئا الموقف :
- قلت لكم .. شرحت ..كررت ، أنصتوا فقط .. لا تكتبوا ، لا تسجلوا ، أريد أدمغتكم ... عيونكم !! ..
ثم توقف عند الكلمة الأخيرة ليتأتئ أمام عيونهم الذاهلة ، التي تذكره بعشرات النظرات الملاحقة إياه ، حيث اتجه ، وأنى راح . أحس بالاقياء وهو يشكو ذلك لرفيق المسيرة الصباحية : ( لم تكتف الجدران بآذانها بل أضحت عيونا مفتوحة دوما)..كم هي مذلة هذه الأحاسيس :( أن تشعر بطلابك رقباء عليك ) .. لذا سرعان ما طوى هذا التلميذ،وأمسك باللائحة يتفحص مدرس الرياضيات،الذي شعر بالإهانة عندما عاتبه ممازحا :( أنتم أصحاب الدروس الإضافية فرّغتم المدارس من محتواها ) ، رماه بنظرة زاجرة ، زم شفتيه ، وقطب جبهته ، كأنه يشم رائحة قذرة ، أعطاه ظهره ومضى ، لم يتكلم.. لعله كتب ؟ ! ..
مد طوله في الغرفة الضيقة ، وناجى الظلمة : ( أسلس أيها الغريب مفاتيحك،من أنت حتى تختبئ لاطئا خلف كل زاوية ؟!) .. ربما هو أستاذ التربية الوطنية ؟!.. نظارته السوداء تشي به ... جاءه معاتبا :( ألم تقل للطلبة إن التناقض بين الواقع والدروس يخلق جيلا مصابا بالفصام .. يا أستاذ لولا محبتي لك لتصرفت غير ذلك ، هذا خروج واضح عن مادتك .. أرجو عدم تكرارها .. ) .. كم يكره النظارات السوداء ،فهي تخفي مرآة الوجه ، وتموه نافذة الأعماق .. سيكون أحد عناصر اللائحة ..
تطاول الأستاذ قحطان ، جرب مفتاح الكهرباء عبثا ، عاد إلى كرسيه والأشباح تتوالد من ضوء الشمعة النائس،خرج وجه المدير مبتسما بمكر: ( أستاذ ..أنت مكسب علمي للمدرسة ..،..وأنا أفهم الأوضاع المادية ، كل المدرسين لديهم أعمال إضافية ... لكن ؟!! اسمح لي !! .. عملك ليس بقدر المقام )انه مرشح بقوة للائحة السوداء .
ازدحمت الأفكار في رأسه كأعشاب برية ، ثم انحلت شيئا فشيئا حتى تلاشت،ليبقى وجه زوجته يتماوج مع الضوء العدواني ، لا يعجبها العجب ولا الصيام في شهر رجب ، فكيف يعزل اسمها عن القائمة ؟! ، لاعمل لها سوى تدحينه :( يا قحطان .. كن رجلا كجارنا .. لا يهدأ ولا يمل من العمل في البيت - اسكت يا ولد - صلح هذا الباب ، قبل أن يشاركنا الشتاء سكنى الغرفة - قلت لك اهدأ يا ولد - استبدل خشب النوافذ بالزجاج واترك الضوء يزورنا -تنهض للعمل في المطبخ استجابة لنداءات الولد الجائع - افصل جزءا من المطبخ ليكون حماما ، أحضر بضعة مسامير ودقها في هذه الرفوف لتثبتها - ثم تعود لتجلس على الأرض فوق الفراش الإسفنجي - اشتر لنا سريرا ، لقد كسر ظهري من النوم أرضا ، والجلوس أرضا ، والأكل أرضا ، حتى بات باستطاعتنا قضاء كل حاجاتنا زحفا - قامت إلى المرحاض - لماذا لاتحكم إغلاق هذا الباب لترد عنا الروائح النتنة ، يا أخي حتى الخضراوات التي لاتباع معك هي التي نأكلها ، الفضلات .. النفايات تجلبها لنا ، اتق الله يا أبو سعيد .... ) لحظة نومها تنطفئ الحرائق ، فهل يستبعدها عن اللائحة السوداء ؟! .
وهكذا بقي أبو سعيد صفصافة وحيدة على ساقية حياته ، فمن هو صاحب العيون ؟ .. من هو سبب هذا الرعب المتعاظم ؟! .....
2- نهاية محتملة :
فجأة يفتح الباب على مصراعيه تحت ضربة حذاء عسكري ،تتحلق حوله مجموعة مسلحة :(قف أيها الأحمق ) والفوهة السوداء تمر عبر القلب .. يفتشون الغرفة ، يفتشون الأجساد ، يفتشون الكتب ، يطفئون الشمعة ، يسحبونه في عمق الظلمة ، فتضيع المسالك والدروب ..... 3-نموذج آخر لنهاية محتملة أخرى :
يقف أمام نافذة المطبخ الواطئة ، يطل على ظلمة الزقاق ، وعتمة المدينة..في تلك اللحظة يصل التيار الكهربائي ، فيضيء كل شئ . يهمهم : ( الكهرباء حضارة)، يلمح : أسلاك التيار العام تحت النافذة تماما ، تتقد فكرة تنبض بالحياة : (سأتخلص من العيون والرقابة ، من المدير والأساتذة والطلبة، من كل هؤلاء معا ، ومن أبي سعيد بالذات ، فهو الأكثر معرفة بكل أسراري .. انه الأوحد الخائن!!)،يمد يده إلى وسطه ، يفرغ مثانته فوق الأسلاك العارية ..تقبض عليه الكهرباء ، تتصلب أعصابه،يسقط فوق الأسلاك الفولاذية..شراره ، فرقعة ،وميض كالبرق .. تستيقظ زوجته ملهوفة .. تنقطع الكهرباء ثانية عن الحي الآمن ، ويبقى أبو سعيد معلقا كتلة سوداء فحمية ، في وسط الزقاق المظلم .
نهاية محتملة : -4
ضرب الشيب رأس الليل ، فاستيقظ الأستاذ قحطان.ارتدى أبو سعيد ملابسه ، حمل ميزانه وسلته، ثم استقبل الحي الذي كان هامدا عندما أحس بنظرات تزرع في ظهره ، غصة .. لوعة .. التفت بسرعة ، كان الشارع فارغا .. اقتعد أبو سعيد الزاوية ، أمامه بعض الخضار مرتبة بشكل أنيق ، بعد قليل: انتهكت الأصوات حرمة الصباح،وسرح البشر عبر الأزقة يبحثون عن رغائبهم ، وعلى الموقف المقابل ، شخص ببصره ... ينتظرهما بلهفة ، يهتاج صدره لرؤية العاشقين يوميا ، يقفان أمامه حمامتين تتقافزان ... يتغامزان ، يبتسمان نشوانين بالصباح والناس والندى ، يرى فيهما بشارة قادمة .. انهما حبه ، حياته ، خليج نفسه التائهة ، يجمح لينتمي إليهما ؛ زهرتان في ظلمة الكون ، يتضوعان رائحة باللقاء ، يأخذ من عبيرهما زاد الاستمرار بالحياة ... انهما غصن فتي من شجرة عمره العجوز..هاهي: تبتسم،تبدو طيرا على وشك الإقلاع..هاهو :ينطلق في الزحمة ساحبا كتفه بين شخصين،تمتد الأصابع المرتجفة المتحفزة للقاء..فيلتقي الكون مع الكون ...لم يدر أنهما مراقبان ، نسي العيون والمدرسة،وضعهما في حديقة : (عصفوران بين الأزهار) وسيجها بقلبه .. للوهلة الأولى رأى الشخص يغيبهما عنه، ظنها سحابة وتنفرج ، لكن الشخص أخفاهما ، وقف مواجها لهما ، فخدش الطقس اليومي،بل لوثه،حدق إليه جيدا،طويل،عريض المنكبين ، يحمل إلى جانبه سلاحا بدا واضحا تحت الملابس ، هاهو يدفع الشاب، يهمشه .. يمسك الفتاة من ذراعها ، يستدير ساحبا إياها إلى سيارته التي تملأ الشارع ، يختفي وجهه خلف نظارة سوداء عريضة ، فشعر أبو سعيد بسقوط قلبه ... فراغ بحجم الدنيا ملأه من الداخل .. ما الذي يحدث ؟! .. لاقريب ولا صديق .. انه يعرف أهلها واحدا واحدا .. من أين جاء هذا القذر ؟.. كيف دخل حياتهما ؟.. لم يره قبلا .. مشى لاإراديا ذا هلا عن كل شئ ، قبض على صدره : ( أفلتها ... )
- من أنت أيها الغبي ؟..
نظر الأستاذ قحطان إلى وجهها متسائلا :
- قريبك ؟!
بكل لوعة ودهشة ، ودمعتها تتدحرج على الوجه البلوري ، تستنجد بعينيها:(لا.. لا أعرفه )جاءت كلماتها شظايا حب متفجر،فنشب غضبه حريقا، صرخ بكل جوانحه المتشنجة :( عاهر )وبكل نزق ورعونة رمى الشخص أرضا،جلس فوق صدره ، يصفع الوجه بكفيه ، بينما كانت يد الآخر تمتد إلى جانبه تبحث عن شئ ما ، أمسك بها الأستاذ قحطان ورفعها فبدا المسدس واضحا ، عندها ابتعد المتحلقون للخلف ... بينما اصطدمت بيد الأستاذ الأخرى حجر ، فرفعه وهوى به على الوجه ... تحطمت النظارة ، وبانت عيناه مذعورتان ، رفع الحجر ثانية ، وشعر بالخدر يتسلل من كتفه إلى ذراعه ، بدأت الأصابع تفقد القدرة على القبض ... اندفعت لحظتها عزيمة أبو سعيد لتساند الأستاذ قحطان..سافرت الضربة في الرأس ، مرة..ثم مرة..ثم مرة..حتى ظهرت مادة بيضاء لزجة،فتلوثت ببقع الدم الحمراء .
نهاية......-5
--------
---نـ------6



#نبيل_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البريق - قصة
- استمرار الهروب_قصة
- الكنز


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل جديد - اللائحة السوداء- قصة