أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - وَلَدي .. والحكومة














المزيد.....

وَلَدي .. والحكومة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 23:16
المحور: كتابات ساخرة
    


" أحد أبنائي .. عندما نحتاجه في المنزل ، لِدق مسمارٍ في مكانٍ عالٍ مثلاً .. او نقل قنينة غاز الى فوق .. أو تعبئة خزان النفط في السطح ... الخ . أي في تلك الأعمال البسيطة .. التي لم نَعُد أنا ووالدته ، نستطيع القيام بها .. بسبب الأمراض العديدة وآلام الظهر والفقرات وربما التقدم في العمر ! والتي من المُفترَض ان يقوم هو بها برحابة صدر ، بل من واجبهِ ان ينجز كافة هذه الأعمال المنزلية والخدمية .. فأنه في بعض الأحيان .. يتعّمَد العناد أو يضع العراقيل او يفرض شروطاً غير معقولة .. وإذأ أنجزَ شيئاً على أية حال .. فأنه يتفاخَر بأنه " هو " مَنْ فعل ذلك ويُذّكِرَنا بذلك بين الحين والآخر ! " .
حال حكومتنا في أقليم كردستان .. يشبه في كثير من الأحيان .. حال الولد أعلاه .. فحيث ان من أولى " واجبات الحكومة " توفير الأمن والإستقرار للبلد .. ومن أبرز " مهامِها " تقديم أحسن الخدمات للمواطنين .. وكذلك " مطلوبٌ " منها ان تُنّفِذ وعودها في الديمقراطية الحقَة ومحاربة الفساد والحَد من إنتهاك القانون وتوزيع عادل للثروة وحماية الحريات العامة ... الخ . كُل ماوردَ هو من صميم [ واجبات الحكومة ] .. ولكن الذي يحدث في الواقع .. وما تتصرف به الحكومة العتيدة .. يشبه تصرفات إبني .. فكُلما أبدى أحدنا تَذّمُراً من أي سلبيةٍ موجودة .. تُسارع الحكومة بالقول : أليسَ الأمنُ مُستتباً ؟ ألسْنا نَحنُ مَنْ وّفَر هذا الإستقرار ؟ أو أظهرَ أحد إعتراضاً على فسادٍ .. يقولون : أليستْ الكهرباء جيدة ؟ نحنُ وفرناها لكم ، في حين فشلت بغداد في ذلك بالنسبة لمواطني العاصمة !.
وليسَ هذا فقط .. ففي كُل ندوةٍ وفي كُل محفلٍ وفي كُل إجتماعٍ .. وفي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .. يُشّنفون أسماعنا يومياً .. ب ( المكاسب ) التي قدمتها الحكومة للشعب .. و ( الإنجازات ) الكبيرة التي حققتها الحكومة .. والهدايا والمنَح التي مّنَتْ بها الحكومة على الجماهير ..
أقول لولدي .. : يا عزيزي .. نحنُ من رعيناكَ وجعلنا منكَ شاباً قوياً جميلاً .. ياعزيزي ، لولا سهرنا عليك وتضحياتنا من اجلكَ .. لما وصلتَ الى ما أنتَ فيهِ .. أبسط شئٍ تُقدمه لنا كجزءٍ من رَد الجميل .. هو ان تقوم بالأعمال التي نعجز نحن عن القيام بها .. ليسَ مِنّةً .. بل وفاءاً ! .
ولحكومتنا .. أقول : كفى تَبّجُحاً .. فكل ما تقومون بهِ .. هو جزءٌ بسيط من ( واجباتكم ) تجاهنا .. بل ان ما أنجزتموه هو قليلٌ جداً .. مقارنة بالموارد المُتاحة لكم .. فبالديمقراطية التي تتشدقون بها ليل نهار .. وبالموازنات المليارية السنوية منذ عشر سنوات على الأقل .. كان الأحرى بكم تحويل اقليم كردستان الى جنة الله في الأرض .. وجعل شعب الأقليم ، متعلماً .. مُنتِجاً .. يتمتع بالخدمات الصحية الراقية ويمتلك سكناً لائقاً .. ويشرب ماءً نظيفاً ويأكل طعاماً خالياً من المخاطر .. يمارس حرية الرأي والمُعتقد .. يَثِقُ بالمُستقبل .. هذا هو ما مطلوبٌ منكم !. ايتها الحكومة .. نحنُ مَنْ ضّحينا وسهرنا وأعطيناكُم أصواتنا .. نحن مَنْ صّفقنا لكم وجعلناكُم حُكاماً علينا .. فالقليل الذي تفعلونه .. ليسَ مِنّة .. فأنتم في النهاية خَدم الشعب .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولان .. أهدأ منطقة في سوريا !
- إتحادٌ - كونفيدرالي - بين العراق وكردستان !
- مقاطِع من التنافُس الشَرِس
- راتبٌ تقاعُدي
- الحَرُ الكافِر في العراق
- حمايةٌ عراقية لأولمبياد لندن !
- لا نتفائل كثيراً بِمُستقبَل سوريا
- الدليلُ على ضحالةِ الوضع
- لا أحزنُ لِموت المُجرمين الطُغاة
- اليوم الموعود
- برميل نفط .. مقابل برميل ماء
- بُشرى .. الأزمة العراقية على وشك الحَل
- لو ... عادتْ عقارب الزمن الى الوراء
- المالكي والهروب الى الأمام
- - سرسنك - التي كانتْ
- - ديكارت - كانَ مُحِقاً
- إضراب الرئيس عن العمل
- ما بعدَ مرحلة الطالباني
- زاوية في السوق السياسي العراقي
- مُحّلِل سياسي


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - وَلَدي .. والحكومة