أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة














المزيد.....

إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تمض ساعات قلائل على العملية الارهابية التي أودت بحياة السياسي و الملياردير اللبناني رفيق الحريري ، حتى وبأت أصابع الاتهام تشير بشکل مباشر أو ضمني الى سوريا . وربما لم تأت مسألة الاتهام هذه إعتباطا أو من مجرد الاعتماد على معطيات تخمينية معينة ، وأنما جاءت على خلفية عملية إستقراء دقيقة لحجم و نوع الدور الذي لعبته و تلعبه سوريا على الصعيد اللبناني و خصوصا فيما يتعلق بالجانب الامني و لعبة التحالفات السياسية في لبنان . ونظرة على المؤشرات البيانية للعمليات التي قامت بها المخابرات السورية في لبنان ضد کل القوى و الشخصيات المخالفة لتواجدها هناک ، تؤکد ضلوعها المباشر و المفضوح على صعيد أکثر من قضية . وقد کانت المحاولة الارهابية الفاشلة التي إستهدفت أحد أعوان السياسي اللبناني المخضرم وليد جنبلاط والذي يعد من المعارضين للتواجد السوري في لبنان ، غيضا من فيض شمل عراب المعارضة اللبنانية في رفض التواجد و الوصاية السورية على لبنان ، الراحل الحريري. إن الذي يزيد من وخامة الموقف السوري سوءا على الصعيد الدولي ، هو إن هذه العملية جاءت في الوقت الذي سبقه قرار أممي تحت الرقم 1559 يطالب بخروج القوات السورية من لبنان . ويأتي رد الفعل الامريکي و الفرنسي المتشددين ضد العملية و اللتين تتضمنان إتهاما ضمنيا لسوريا من جهة ضلوعها في تلک العملية الارهابية ، بمثابة العد التنازلي لا لخروج القوات السورية من لبنان فقط و إنما للمزيد من العمل السياسي الدولي المنظم بخصوص تحجيم و تحديد و توجيه الحکم السوري في سياقات کانت تنأى عنها سابقا أو تتملص عنها في أفضل الاحوال . وقد تکون الاجندة السورية قد بلغت حدا بحيث تراه الادارة الامريکية الحالية المولعة بالعمليات العسکرية في مناطق الازمات، غير مقبول و من الضروري وضع حد مناسب له . وفي مثل هذه الحالات فأن عملية الاغتيال هذه تکون بمثابة مبرر قوي لايعوض للامريکان لدفع السوريين نحو الزاوية الضيقة . ومن المهم هنا الاشارة الى أن سوريا بتورطها في إغتيال الحريري قد تکون فقدت سندا مهما لها وهي السعودية التي کانت تربطها علاقات وثيقة جدا بالحريري وفقدان السعودية تعني في الحسابات السياسية حجب النافذة العربية التي کانت تطل منها دمشق على أمريکا ، عن سوريا وبالتالي توجهها نحو القاهرة أکثر وهو يعني قبولها بطروحات الخيار التفاوضي مع إسرائيل وتخليها عن بعض المطالب التي هي برأي الاسرائيليين تعجيزية . وقد ينظرون الساسة العراقيون بشئ من الارتياح و الغبطة الى المطب الجديد الذي وقع فيه السوريون وقد يجدون فيه متنفسا من ريحة البارود السوري المنفجر في السيارات المفخخة ، ناهيک أنه قد يعجل في دفع السوريين بإتجاه تسليم الرؤوس البعثية الکبيرة المتواجدة في سوريا ولاسيما محمد يونس الاحمد الذي تشير إليه الاصابع الرسمية و شبه الرسمية العراقية بتورطه في ملف الاعمال الارهابية . لکن العائق الاهم في هذه المسألة هو أن السوريون بأنفسهم يشرفون على الاحمد و عصاباته المتواجدة في العراق وأن تسليمه الى العراق في مثل هذا الظرف السوري الحرج سوف لن يکون إطلاقا في خدمة الوضع السوري على الصعيدين الاقليمي و الدولي . ومن نافلة القول أن الشبهة التي تحوم حول إحتمال التورط السوري في إغتيال الحريري قد تکون في بعض الاحيان أقوى و أشد وطأة من الاتهام المباشر نفسه ، ذلک أنه يخدم توظيفه على أکثر من قضية و صعيد . والذي ساهم في أکثر في تأکيد الضلوع السوري بعملية الاغتيال ، هو ذلک الشريط المسجل الذي بثته قناة الجزيرة بإسم مجوعة سلفية غير معروفة من قبل ، والذي سرب الى الجزيرة بعد تکاثر الاقاويل و الاتهامات للسوريين بالتورط في العملية بفترة قد تکون الدوائر الامنية المختصة تضع ورائها أکثر من علامة إستفهام . وخلاصة القول أن هذه العملية مع إنها أزاحت أقوى شخصية لبنانية معارضة للتواجد السوري في لبنان من أمام دمشق لکنها في نفس الوقت کانت بمثابة الطعم الذي جر الفأر السوري الى المصيدة الامريکية !



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة