أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين














المزيد.....

رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 17:55
المحور: المجتمع المدني
    


أيها الاخوة المواطنون،
أقدم لكم اعتذاري الشديد عما سببتـُّـه لأهل بلدي في الفترة الوجيزة التي حكمتُ خلالها هذا البلدَ الطيب.
كنت أظن الأمر سهلا، وأنني الحاكم الآمر والناهي، وأن أجهزة الدولة ستطيعني، إلى أن أكتشفت أن المشير هو الذي يحكم، وأن المرشد العام للإخوان المسلمين هو الأب الروحي لي، تماما كما خامنئي للرئيس محمود أحمدي نجاد.
إنني مقيد اليدين، مكمم الفم، ليس لي حيلة حتى لو أردت أن أفرج عن أبنائكم المنسيين في أقبية معتقلات العسكر فلن تسمح الأجهزة العسكرية والأمنية.
لقد شغلوني بالدور الروحي لي، وصلاة التراويح، وإقامة صلاة الجماعة لضيوفي في القصر، أما شؤون الدولة فهي من اختصاص الجنرالات.
لقد رأيتم بأنفسكم بأنني لو خرجت عن الخط الذي تم رسمه لي فسيكون مصيري حَرَجاً شديدا في اعتذار علني للمجلس العسكري أو المحكمة الدستورية أو القضاء أو النائب العام.
هل أستطيع، مثلا، الطلب بإعادة محاكمة أوغاد السرقة والنهب وجحيم الثلاثين عاماً التي سجنكم فيها مبارك؟ قطعا لا، فابنه تم الحكم عليه بالبراءة، فخرست ألسنتكم كما صمت لساني وقطع العسكر ألسنة كل قيادات الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم.
مشكلتي الكبرى تبدأ من أتباع ومؤيدي الإخوان المسلمين الذين يعذبونني بالطلب من المعارضين أن يمنحونني فرصة تلو الأخرى، والحقيقة أنني أريد أن أعود إلى بيتي وأسرتي ودفء عائلتي، فاللعبة اكبر مني، وكلنا في مسرح العرائس مربوطون بخيوط رفيعة لا يراها المشاهدون.
صدَّقوني فأنا إنسان طيب، لا افهم في السياسة، ولا أعرف ألاعيب الكبار، وقد تم توريطي بعدما رفض القضاء ترشيح خيرت الشاطر، وليست لي أحلام أو آمال، وحتى مشروع نظافة البلد تلعثمت فيه وظننت أن الشعب هو الذي يقوم بالمهمة بدون أدوات أو سيارات أو مساحات للتخلص من القمامة أو تدويرها.
قال لي المرشد بأن الدكتور هشام قنديل يستيقظ في الصباح الباكر، ويوقظ بواب العمارة لأداء صلاة الفجر، وهذا يعني أنه يصلح ليصبح رئيساً للوزراء خاصة أن لحيته مهذبة، وليست لديه أي طموحات أو أحلام كبرى.
أيها الإخوة المواطنون،
أرجوكم أن تطلبوا من الذين يحبونني، ويظنون أن كل إخوانجي هو عبقري، التوقف نهائيا عن تبرير صمتي، وعجزي، وانجازاتي الصفرية.
إن كواليس السياسة في مصر تحتوي كمية هائلة من القذارة والعفن والاتصالات المشبوهة والسرقات والنهب والصفقات، فلا تتعجبوا من التصالح مع جمال مبارك، ولا تندهشوا إذا عاد، ولا تطرحوا سؤالا واحداً إذا وافق الإخوان المسلمون على ابن المخلوع رئيساً للبلاد فقد وافقوا من قبل، واعترضوا على ثورتكم، ثم سرقوها مع العسكر والفلول.
أريد أن أعود إلى بيتي، وحياتي الهادئة، لكنني لا استطيع لأنكم تدعمون عجزي بتبرير ( امنحوه فرصة حتى يحقق أحلامه!)، فحلمي الوحيد هو الخروج من المصيدة، والعودة إلى عملي، والبيت، وصلاة التراويح، وأن لا يعرفني أحد.
ايها الإخوة المواطنون،
أخرجوني من القصر الظالم أسياده، ولو رأيتم ما شاهدته بأم عيني في الأسابيع القليلة الماضية لخرجتم بالملايين في ثورة جديدة لا تبقي ولاتذر واحداً من النظام المخلوع أو من فلول البغي والنهب، أو من الجنرالات .. سارقي ثورتكم.
لقد ضاعت أموالكم، واختفى أبناؤكم، وقاموا بقنص عيون فلذات أكبادكم، وهتكوا أعراض بناتكم، وبرَّأوا المجرم الحقيقي الذي حكم بروح أبيه لعدة سنوات، وتصالحوا مع سارقيكم بمبالغ زهيدة، وأعطوا نصف مصر إلى الإخوان المسلمين الذين أنا منهم ولا أستطيع أن أتبرأ، علناً، من جرائمهم، واحتفظوا بالقوة والسلاح والقضاء والأمن والخزانة.
إنني خيال المآتة، لكن صدقوني فإن طيبتي لا حدّ لها، والكبار يقذفونني بأقدامهم، أما الحمقى فيمنحونني الفرص العديدة ليزداد عذابي في ضعفي، وآلامي في عجزي، وحيرتي في قدراتي الهشة.
قالوا لي بأنها مهنة من لا عمل له، وأن مبارك كان بليد الإحساس ومحدود الذكاء فحكم مصر ثلاثين عاماً، وأنني لا أحتاج لأكثر من إنشاء ديوان المظالم ، والانصات جيداً للمرشد العام، والثقة بأن أموال خيرت الشاطر تحت أمري، وأن المشير يعرف مسبقاً المساحة الصغيرة التي سأتحرك فيها.
أيها الإخوة المواطنون،
تجديد ثورة 25 يناير يبدأ إذا شاهدتم الكبار وهم يلعبون بكم، واستمعتم إلى شطر صغير من أحاديث الإخوان المسلمين مع الجنرالات، وأنصّتم إلى مكالمة هاتفية من جمال مبارك وهو يشكر المشير ووزير العدل على حُكم البراءة.
أحيانا ينتابني الشك في أنكم أكثر مني سذاجة، وطيبة، وحُسن نية، وأنكم مشلولون في نفس المصيدة التي نصبوها لي.
لن تستطيعوا أن تقوموا بثورة لأن جماعتي .. الإخوان المسلمين، ومعهم الجماعة السلفية وكل المهووسين بالخلافة الإسلامية سيتحولون إلى فلول وشفيقيين ليمنعوا استردادكم لثورتكم.
أعتذر بشدة عن إمكانياتي المتواضعة، فلا تبحثوا عن تبريرات جديدة لعدم قدرتي على الوفاء بالمئة يوم، فأنا لست الحاكم الحقيقي لمصر الطيبة!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 30 يوليو 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!
- أخاف على سوريا من النصر والهزيمة معاً!
- تغطية وجه المرأة حرام.. حرام.. حرام!
- كلهم يرقصون، فمن سينصت؟
- بول بوت السوري!
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير
- لسان هذا الرجل أعجمي وليس عربياً!
- معذرة، ففي صدري بركان!
- الجزء الثاني من مقال طاووس وكابوس وجاموس و ...
- طاووس وكابوس وجاموس و .. أحد عشر متواطئاً!
- حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية!
- لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين