أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!















المزيد.....

خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 23:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


كشفت زيارة رئيس حكومة حركة حماس إسماعيل هنية لمصر، أن زخم التعاطف مع الشعب الفلسطيني، الذي كان يظهره الرئيس المصري محمد مرسي، في مرحلة الترشح، تراجع كثيرا.
هذا مفهوم، فالمرشح الرئاسي، أو غيره من المرشحين، في بلد تغيب عنه ثقافة المساءلة، يوزع وعودا كبيرة، لا يلبث أن يتراجع عنها، منذ لحظة فوزه.
خلال مرحلة الترشح، يركز المرشح جهده لكسب تأييد الناخبين، بتقديم وعود كبيرة لهم، تكفي لبناء الجمهورية الفاضلة التي بشر بها الفلاسفة والمصلحون. يوزع مرشح الرئاسة، وكل مرشح من مستوى أدنى، وعودا فارغة في الهواء.
الفوز ينقل المرشح من وعوده الفارغة للبؤساء، إلى كرسي وامتيازات ومصالح وقيود وسدود..
بالنسبة للرئيس المصري الجديد، كان يمتلك حرية بذل الوعود للناخبين. بعد فوزه، اصطدم بواقع حقيقته أنه ليس هو الحاكم الفعلي لبلاده. جرّب مرسي أن يختبر قوته كرئيس جمهورية، عندما تحدى قرار حل البرلمان، لكن القيود المفروضة عليه، أكرهته على التراجع عن تحديه.
كان مرشح الرئاسة محمد مرسي يمتلك حرية الكلام غير المقيد. لا زال مرسي، بعد جلوسه على كرسي الرئاسة، يمتلك حرية الكلام خارج مكتب الرئاسة. في المسجد، يمارس الرئيس مرسي حرية الكلام، ولكن في حدود رسالة المسجد التي لا تتصادم مع القيود المفروضة عليه وهو في مكتب الرئيس. تمتع مرسي في حدود المسجد، بحرية الخروج من عباءة البروتوكول، وصلى وألقى موعظة دينية وهو يرتدى جلبابا، وليس بدلة رسمية، وأغلب الظن أنه لم يكن يرتدي درع الوقاية الذي يرتديه الرؤساء، ويعطيهم مظهرا طاووسيا.. مرسي الواعظ بجلباب، تحرر من مرسي الرئيس المقيد..
الرئيس المقيد، التقى مع ضيفه اسماعيل هنية بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية.
هنية حمل إلى الرئيس مرسي، مطلبا أساسيا: فك حصار قطاع غزة. هذا كان وعدا بذله مرسي في مرحلة ترشحه. وسبق لمرسي، قبل ترشحه للرئاسة، أن شارك بفك صوري لحصار قطاع غزة، خلال زيارة قام بها للقطاع..
الرئيس المصري لا يستطيع إصدار تعليمات واضحة محددة بفك حصار قطاع غزة. حضور رئيس المخابرات العامة المصرية للقاء مرسي وهنية، كان رسالة واضحة ومحددة، لهنية، بأن فك حصار غزة، قرار لا يملك رئيس الجمهورية المصرية حق إصداره، هذا قرار أمني. والملف الأمني المصري خارج دائرة صلاحيات رئيس الجمهورية.
كانت وكالات الأنباء قد حملت خبرا عن قرب فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، فتحا كاملا، يسمح بإنهاء الحصار على قطاع غزة، بقرار وإجراء مصري رئاسي مستقل. ولكن، وبسرعة وحزم، أعلنت المخابرات المصرية عن اعتراضها على فتح المعبر فتحا كاملا، بحجة أن هذا الإجراء يهدد الأمن المصري.
الأمن المصري يرتبط بالأمن الإسرائيلي طبقا لاتفاقية كامب ديفيد التي أعلن الرئيس مرسي احترامه لها.
الأمن المصري يرتبط أيضا بالمساعدات المالية الأمريكية، التي لا يستطيع الرئيس المصري اتخاذ أية خطوة تمنع استمرارية تدفقها. الموقف الأمريكي يرفض فك الحصار عن قطاع غزة. والموقف الإسرائيلي يرفض أيضا. وقيادة السلطة الفلسطينية في رام الله ترفض فك الحصار عن غزة. لكل من الرافضين أسبابه المختلفة عن أسباب غيره، لكن الرفض يلتقي عند مسألة "شرعية حركة حماس وحكومتها في غزة".
قيادة رام الله لن تؤيد إضفاء الشرعية على حكومة حماس في غزة. حكومة حماس مقالة بقرار من رئيس السلطة, وإضفاء الشرعية على رئاسة هنية لحكومة غزة، يمنح الانفصال شرعية. وهذا غير مقبول لدى عباس وجماعته.
إسرائيل تتمنى أن يتحول وجود حكومة حماس في غزة، إلى وجود شرعي. لكن بشرط أن تعترف حركة حماس بشرعية دولة إسرائيل. الحكومة الأمريكية لا تزال تعتبر حركة حماس، حركة إرهابية. والحكومة الأمريكية لن تتخذ أية خطوة تغضب حليفاتها إسرائيل، أو تهدد أمنها.
الرئيس المصري، يمتلك أمنية فك الحصار عن قطاع غزة. لكن واقع الحال، محليا وإقليميا ودوليا، يحاصر أمنيته تحت حصار قطاع غزة.
عاد هنية من زيارته للرئيس المصري خائب الرجاء.. كان هنية يحلم بأن يدعمه الرئيس الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، بفك الحصار عن قطاع غزة، الذي يساوي فك الحصار عن حركة حماس، المنتمية أيضا لجماعة الإخوان المسلمين.
اختبرت زيارة هنية لمصر جدية وقوة العلاقة الأخوية العضوية الإسلامية التي تجمع فرعين يعودان لأصل واحد، هو جماعة الإخوان المسلمين.
أسفرت زيارة هنية عن الإعلان عن تمديد ساعات عمل معبر رفح إلى 12 ساعة يوميا، ومنح الفلسطينيين العابرين من مصر ثلاثة أيام يدبرون فيها شؤون مواصلة سفرهم من وإلى قطاع غزة.
التدابير المعلن عن نية تنفيذها على أرض الواقع، صدمت مواطني قطاع غزة، الذين راهنوا على فوز مرسي واحتفلوا به، لاعتقادهم أن فك حصارهم سيكون أول قرار نافذ له كرئيس للجمهورية، يتبعه قرار نافذ أيضا بحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها، بقسوة، أهالي القطاع. زيارة هنية أسفرت عن زيادة سيارات نقل سولار قطر لغزة، ولفقا لترتيبات أصرت عليها إسرائيل.
نتيجة زيارة هنية، بمعيار ما يساهم بفك الحصار، خيّب رجاء مواطني قطاع غزة.
لكن الرئيس المصري الموالي لجماعة الإخوان، أهدى ضيفه هنية، اعترافا رئاسيا مصريا بزعامة رئيس حكومة حماس، لفلسطين..
هنية دخل مصر، للمرة ألأولى، ضيفا على رئيس الجمهورية. في عهد الرئيس المصري حسني مبارك، كان هنية، وغيره من قيادات حركة حماس، يدخل مصر، بهوية "متهم أمني".
في عهد الرئيس الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، دخل هنية قصر الرئاسة المصري، باعتباره رئيسا "ندّا" لمضيفه..
سبق للرئيس مرسي أن استقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واستقبل أيضا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ترتيب الزيارات يوجه رسالة من الرئيس المصري، وجماعة الإخوان المسلمين، تعلن، أن إسماعيل هنية هو زعيم فلسطين.
سبق لراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي (جناح الإخوان المسلمين بتونس الذين يحكمها الآن)، ، خلال زيارة هنية لتونس، أن بايع هنية زعيما لفلسطين.
المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، بايع هنية أيضا، زعيما لفلسطين، من خلال تأكيده على ضرورة استعادة الفلسطينيين لوحدتهم السياسية. طبيعي، أن بديع لن يرضيه أن يستعيد الفلسطينيون وحدتهم طبقا لبرنامج محمود عباس. بديع يملك حرية أوسع من حرية مرسي. الأخير له حسابات رجل في السلطة. والإخوان المسلمون لم ينفكوا عن حلمهم بحكم العالم الإسلامي كله.
ويعتبر الإخوان المسلمون في العالم، أن حكومة حركة حماس في قطاع غزة، التابعة لجماعة الإخوان، كانت المولود البكر لمشروع الإخوان المسلمين السياسي. وهنية يحكم غزة، بدون أن ينازعه أحد سلطاته. حكم حماس في غزة، نموذج تتطلع جماعة الإخوان المسلمين المصرية لاستنساخه.. لكن الرئيس المصري المنتمي للجماعة يفقد الحرية التي يتمتع بها هنية.. في علم النفس، آلية تعرف بالإسقاط.. مبايعة مرسي لهنية كملك لفلسطين، يدخل في باب الإسقاط النفسي.. والتمني السياسي!
* الكاتب إمام دعوة النورانية الروحي ومؤسسها.
فلسطين – قطاع غزة – بيت لاهيا – 29/7/2012م



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبب نفسك والشياطين.. الحب بين الإسلام والنورانية
- رسالة النورانية
- صيام المسلمين فسق وجوع وعطش وخمول وجشع!
- هل أهل الجنة مصابون بالتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والكولس ...
- الله يخبز لأهل الجنة بيديه الأرض رغيفا.. والبؤساء يموتون تعا ...
- سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!
- هاني الحسن وفاطمة البدوية وعرفات يعين الكذابين وزراء!
- الدين والعقل والجامعة الإسلامية بغزة ويحيى رباح في صنعاء
- هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين انتصار للإنسان
- خطباء المساجد والوعي الضال - تحرير الأسرى أهم من تحرير القدس ...
- الرئيس يقترف الخطيئة.. ويحمل العار مختالا!
- لخدمة مصالح فئوية خاصة؟!.. قوى فلسطينية تعبث بحق العودة وتمي ...
- ردا على خطاب الرئيس عباس.. -العودة أهم من الدولة-
- رسالته شفائية إيمانية روحية علمية – مركز الطب القرآني يحذر م ...
- مركز الطب القرآني يحذر: إذا رأيت عبارة -Sugar Free - أو بدون ...
- الجن يسكنون المنطقة المظلمة من رؤؤسنا وقلوبنا! ورحمة الله لا ...
- ليس دفاعا عن عباس – اعتذار عن -انحدار أخلاقي -!
- بطلبها تأجيل بحث تقرير غولدستون.. السلطة الفلسطينية تسقط مجد ...
- أكتوبر مشعل: هل هو عبور للتصالح بين حماس وإسرائيل؟!


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!